إزميليـَّةٌ على صَفحةِ الماء ! - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: إخــفاق (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :عبدالماجد موسى)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ تَحْتَ ظِـــلِّ النَّبْض ⊰

⊱ تَحْتَ ظِـــلِّ النَّبْض ⊰ >>>> >>>> فنون النثر الابداعي ( نثر،خاطرة، رسائل أدبية)

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-12-2012, 11:17 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
د. نديم حسين

فينيق العام 2011
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل وسام الأكاديميّة للابداع الادبي والعطاء
عضو لجان تحكيم مسابقات
شاعر/ شاعرة الوهج 2011 / شعر الرسالة /الومضة الشعرية / الومضة الحكائية
فلسطين

الصورة الرمزية د. نديم حسين

افتراضي إزميليـَّةٌ على صَفحةِ الماء !

إزميليـَّةٌ على صفحة الماء !

د. نديم حسين

في جرَّةٍ زرقاءَ تجتمعُ البِحارُ لتَنظُرَ في أمرِ المِلح . تذرفُ قطرةً من بكاءٍ وتصلِّي . آتي لها بالماءِ من غيمةٍ زرقاء ، وأنزِلُ من صُلبِ فجرٍ لأعودَ مُبصِرًا . مُعجَمي مالحٌ لا يُطفئُ عطشَ الرماحِ المهاجرة . وأرى الطيورَ تطيرُ قريبًا من الزَّبـَدِ . وأرى الزبدَ فقاعاتٍ تتوسَّدُ زرقةً مالحةً . وأرى موجةً تركَبُ الريحَ إلى شاطئٍ قريبٍ . وأرى قلبًا يتسكَّعُ في أزقَّةِ البلدةِ القديمةِ .. مُصابًا بطَقسِ الترَقـُّبِ .. أراهُ غائمًا جُزئيًّا .. يذرِفُ قطرةً من بكاءٍ . وأرى قنديلاً عربيًّا يغفو فوقَ السُّورِ القُدسيِّ . يحلمُ بصُبحٍ ينهضُ من نَومِ غيمةٍ زرقاءَ على كفِّ السماء . وأرى ظلَّ امرأةٍ تبكي .. حُبلى يكسو العَرَقُ وجهَها . وأرى أنني لا أرى . وأقرأ في كفِّ الزَّفيرِ غيمةَ حالِمٍ .. وأرى غيمًا أزرقَ تعلـِّقُهُ رئَتا فارسٍ مُصابٍ بالرَّبوِ على حبلِ الأفق . أرى منديلاً غَيمِيـًّا يمسحُني عن خَـدِّ البلادِ ، فأُدرِكُ أن المِلحَ يُحالفُ عطشَ الرماح المهاجرةِ . أتذوَّقُ دمعتي .. أشربُ دمعتَها ، فأتساءَل :
- أينَ يقعُ السكَّرُ أيها القَصَبْ ؟
- بعيدًا جدا عن بلادِ العَرَبْ !
ولكنني ، سأنتظرُ ما يُنجبُهُ اجتماعُ البحارِ في جرَّتي الزرقاء !!

\\\\\\\

ويكونُ أن يسكُبَ الربيعُ ماءَ الوردِ على كفَّيكِ : توضَّئي !
واوُ الجماعةِ أضحتْ يتيمةً . ونونُ النساءِ تلوِّحُ بمنديلها لخِصبٍ مُغادِرٍ إلى أقاليمِ الصَّدى الرماديِّ . وأرى الشمسَ تقبَلُ بالغروبِ زوجًا . وأرى بلادَ الليلِ تحترفُ الدُّعاءَ : توضَّئي !
لا تأخذي تأخذي على مَحمَلِ النبضِ قلبًا يقلِّدُ الموجَ ، ويصفعُ شاطئًا رخوًا . هذا القلبُ يعيشُ مثلَ عاشقٍ وحيدْ . ومثلَ نَسرٍ مُحايِدٍ من قمَّةٍ لقِمَّةٍ يوزِّعُ البَريدْ . جبالُهُ مُصابَةٌ بوِحدةٍ عاليةٍ قريبةٍ من الزرقةِ المُطلَقَة . يجوبُها وجعٌ يسكبُ روحًا على قمَّةٍ ميـِّتَةٍ : توضَّئي !
هذا العاشقُ يجهِّزُ صُبحَهُ لفنجان قهوةٍ . ويشربُ من كفِّ بنتِ الملوكِ . مرمريـَّةِ الخاصرةِ التي يحبُّها حتى الإغماء .. وحتَّى نشوبِ النارِ في غابةِ روحهِ الزرقاء !

\\\\\\\

- من أنتَ أيها المتشرِّدُ الوقور ؟
تسأل أنثاهُ .
كلامُكَ رعدٌ وزندُك بَرقٌ وأمطارُكَ تذرفُ الغيمَ فوقَ صَخرٍ .. من أنتَ ؟
تُضيفُ .
- عميقٌ جمالُكِ ! وعالٍ خَيالُكِ ! وحلوٌ مماتي على شاطئيكِ !.
يُجيبُ المُجيب .
- وعلى إصبعكِ يتبرعَمُ خاتَمُ بيتِ النارِ . ويكتبُ آخرتَهُ على أوراقِ بداياتِكِ السعيدةِ البعيدة !
يُضيفُ .
وبين السؤالَينِ تستأذنُ الشَّمسُ وتمضي . تثرثِرُ الأمواجُ زبدها . وينتظرُ البحرُ شمسَهُ العائدة . وزرقتَهُ الحالمةَ العاتية . وترشُّ السماءُ عِطرَها الغَيميَّ على كفِّ الرياح . وترمي زندَ فارسٍ متقاعدٍ على زمنِ الرماح . أما أنتَ ، أيها البدويُّ المُزمِنُ ، فتكتفي بكِسرةٍ من رغيفِ الصحارى .. وقليلٍ من رمادِ الشهوةِ .. وذاكرةِ اللهفةِ . لك العاصفةُ الوادعةُ . ولك الرتابةُ التي تخدِشُ منزلة النبضِ العالية . يستعرضُ " المُبدِعونَ " قدراتهم على الرقصِ على الحبال الرفيعة . والتعرِّي على مسارحِ الكَبتِ . و " يُدَبلِجونَ " لغاتِ الريحِ ، لعلَّ البلادَ الوحيدةَ تتفهَّمُ خرائبَ المدائنِ . ووليمةَ اللقاءِ المكتفيَة برغيفين وعناقٍ واحدٍ وسلالةٍ باقيَةٍ .
- وما الفارقُ بين البُعدِ والابتعاد ؟
تسألُ أنثاهُ .
- البُعدُ سيِّدُ الفِراق .. والدهُ .. صديقهُ . والابتعادُ نزوةُ اللقاءِ المؤجَّلِ .. للبُعدِ ظلامٌ كثيرٌ ومؤلمٌ وأزرقُ . وللابتعاد طَعمُ الجنازاتِ .. والحنينُ فيهما مرهَم أخضر . وشِبهُ عِطرٍ يعقِّمُ ريحَ البلاد !
يجيبُ المجيب .
- من أنتَ ؟
- أنا نهارٌ يمتلكُ مساءً خجولاً . شقيقةُ النعمانِ أختي . وشقائقهُ قبيلتي الميِّتَة . أنا الوَردُ الفلسطينيُّ العاري الذي يرتديكِ يا سيدةَ المقامِ والمَقالْ . أنا الجِهاتُ الخَمسُ .. والشَّمالْ . تُنزِلُني صِفريـَّتي عن مشجبِ الأرقامِ ، لأقومَ من رمادِ الحنينِ طفلاً مشاغِبًا .. ينتظرُ ما ستقولُ البحارُ في أمرِ خبزهِ ومِلحِها !!
أنا المنتظرُ الأبديُّ .. الحاضرُ الأبديُّ .. المتغيِّبُ الأبديُّ عن شفتيكِ !..






 
/
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:24 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط