قراءة جهاد بدران في ومضة/ تحطيم/ أ.الفرحان بوعزة - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-10-2018, 07:53 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

افتراضي قراءة جهاد بدران في ومضة/ تحطيم/ أ.الفرحان بوعزة

تحــطــيم/
فتحت له الباب وهي تحمل كل أناقـــتها في ملابسها الفضفاضة.
استدارت حول نفسها وقالت له:
ـــ كيف أبدو لك ؟
ـــ من أنتِ؟
ـــ يا لــك من أعمش! افتح عينك جيدا.
قصفها بنظرة عميقة وقال: ما رأيت شيئا سوى فزاعة..

الفرحان بوعزة...
..................................

هذا النص كبير جداً بمحتواه ومضامينه ودلالاته التي هي واقع إجتماعي مؤلم ..يترتب عليه حياة ومصير لكل أسرة لا تجد منفذاً للتفاهم ولا فقهاً لأساليب التعامل ولا فقهاً في شريعة الله..
تحطيم....عنوان له أبعاده ومقاسه حسب النص المفروض أمامنا..فهو عنوان مفتوح التأويل غير معرف..ليكون له وجوه أكثر وتتعدّد له المرايا..
لكن من خلال العنوان يتضح أنه يوجد حالة سوداوية تتشكّل على كومة أحداث تتناسل خيبات وانكسارات..ربما هي تحطيم للذات أو تحطيم الواقع..أو تحطيم المجتمعات..
وهنا سنراود الحرف عن مجمله لنقتص منه مضمون لبّه..
ومن خلال النص والمضمون نستطيع الحكم على شرايين النص إن كانت متكاملة الأبعاد متناسقة الخطوات ومتلائمة مع تخطيط العنوان ..
لذا سنحرّك شيفرة الحروف ونكسر قيودها بما يتلاءم مع فهمنا للنص..ولكل متلقي له طريقته وزاوية تفكيره التي يبني عليها رؤيته بين السطور المعطاة..
الكانب هنا بدأ قصته الصغيرة جداً بقوله:

// فتحت له الباب وهي تحمل كل أناقـــتها في ملابسها الفضفاضة.//

عملية فتح الباب ..تدل على معرفة مسبقة بموعد عودة زوجها..ومن هنا هذه المرأة تدرك أن واجبها نحو زوجها أن يراها بحلة جميلة..لذلك تهيأت له بكامل زينتها التي تعرفها وربما تتلاءم مع المجتمع الذي تعيش فيه..واختلاف المجتمعات واردة ..والتربية مختلفة من مجتمع لآخر ..خاصة أنها ربما لا تدرك ذلك التطور السريع والتكنلوجيا التي أصبحنا باستغلالها بطريقة الشكل لا الجوهر..

// تحمل كل أناقـــتها//

عملية /تحمل/ هو فعل يترتب عليه جهد ما ..لأن الحمل فيه مشقة معينة تتغير بقدر الوضع الراهن والمفروض..
ومن هنا نرى أن الزوجة بذلت جهداً لصالح من؟
طبعاً لإدخال السعادة لروح زوجها ..تطير فرحاً وهي تجمل بنفسها لزوجها وتظهر بملابسها مدى حبها له وإخلاصها في تحقيق سعادته ..

// كلّ//

هذا الحرف..كلّ..يدل على عمق الحدث..إذ هي لا تملك أكثر من هذه الأناقة..ربما لا تملك ملابس أخرى تتزين بها..والعيب حينها من تقصير الرجل في تهيئة متطلبات أسرته..فهي بذلت جهداً في تزيين نفسها في كل ما تملك من أناقة..
هذا تأويل من زاوية معينة...
وتأويل آخر ..وهو أن هذه المرأة لا تملك القدرة في فهم تطورات المجتمع اليوم والإغراءات التي تحيط بالرجل من كل حدب وصوب..
بمعنى أنها لا تعي فقه الحياة الزوجية ليكون تضارباً واضحاً بين عقليتها وعقلية الرجل الذي يبحث عن إشباع غرائزه في أشكال مختلفة..
فكثير من النساء لا تفكر بعد الزواج في طرق الحفاظ على زوجها وخاصة مع كثرة وسائل الاتصال الإجتماعية..لتكون فريسة جهلها في التسبب في الصراع بينها وبين زوجها...
ولكن مع هذا كله..يقع اللوم على الزوجين..في عدم التفاهم وتبسيط الحياة بجمالية التعامل والحفاظ على الأسرة من منطلق المخافة من الله..فالخوف من الجليل يُهذب الروح ويصقلها ويجعل عمل الزوجين من منطلق رضا الله..
ومتى كانت المسؤولية والأمانة نصب أعينهما..كان السبيل للتفاهم وتسوية الأمور أقرب للسعادة والانسجام بينهما..

// في ملابسها الفضفاضة.//

الملابس الفضفاضة كانت صورة واضحة عن مستوى هذه المرأة في حياتها داخل المنزل..
وبهذه الجملة كشفت سر أبعاد الحياة التي يتطلع لها الرجل ..وهنا يبدأ التضارب في الأفكار والفهم والعلاقة المنكسرة بينهما..مع ما يتطلع إليه الرجل من ملاحقة التطور الاجتماعي اليوم..وهذا يتطلب ذكاء إجتماعي منهما الإثنين في حسن التصرف والحصول على المبتغى بأرقى السبل دون كسر الخواطر وتشريح الواحد منهم للآخر...
لأن الزواج والأسرة هي أعظم مملكة في الكون..يترتب عليها فن المعاشرة وفن التعامل..فهي بمثابة مؤسسة يجب أن نعمل لإنجاحها ورفعها لرضا الله..
وطبعا لابد وأن تتواجد المشكلات المختلفة والهنات المتكررة في الحياة ..لكن يبقى الأسلوب الذي يتبعه كل منهما مع الحفاظ على ثقافة الاعتذار والتسامح والنزول لمستوى الصفح والتنازل مقابل أن يبقى البيت دافئاً..
كما كان يفعله صلى الله عليه وسلم..حيث كان ينزل لمستوى عقول زوجاته..
وللأسف الشديد حالات الطلاق الموجودة في مجتمعنا وصلت للقمة..وهذا انعكاس واضح من عدم التفاهم والتسامح والبحث عن طرق بديلة لرفع مستوى التعايش بينهما...
فكل منهما عند أول مشكلة تصادفهما ..أول ما يفكران به الانفصال..دون اللجوء للبحث عن طرق تغيير لتعديل الحياة..وصبر كل منهما على الآخر هو باب من أبواب الجنة..
ومن الحكمة والذكاء والفطنة نزول الرجل لعقل المرأة ..خاصة مع ما تحمله من عاطفة ورقة ..فهن كالقوارير..والله تعالى ورسوله قد أوصى الرجال بالنساء من كثرة ما تتحمله في الحياة الدنيا..
"عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ) رواه البخاري (3331) ومسلم (1468)
وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي ) رواه الترمذي ....
وهنا لا أحمّل المسؤولية في التعامل وحسن المعاشرة للرجل وحده ..بل هي شريكة في كيفية تعاملها وطاعتها وحسن لباقتها في جلب زوجها لها..يجب أن تكون حكيمة في المعاملة والقول..احترامها لزوجها بلطافة لغتها وحسن اختيار الألفاظ في المحادثة معه..في الصبر عليه وتحمل مشاق الحياة برضى وانتظار الثواب من الله..
فالبيت العظيم الدافيء وراءه امرأة حكيمة تحسن تدبير أمورها في كل شيء..
فقد قال تعالى عن مملكة الحياة الزوجية:
﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾
( سورة الروم: الآية 21 )
﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً﴾
( سورة النساء: من الآية 19)

فالمودة والرحمة تأتي من زينة التدبر والتفكر فيما خلق الله في هذه الأسرة والتي سينتج منها أجيال صالحة تقوم على بناء هذا المجتمع الذي تتكالب عليه قوى الشر وأذناب الكفرة والفجرة...لننظر للحياة على أنها شيء مقدس وكيان له احترامه وخصوصياته حتى نشعر بقيمة تلك العلاقة التي أوجدها رب العزة...

يكمل الكاتب قصته بما يثبت ما قلته سابقاً وتلك اللهجة التي يتبادل بها الزوجان الحوار..:

// استدارت حول نفسها وقالت له:
ـــ كيف أبدو لك ؟
ـــ من أنتِ؟
ـــ يا لــك من أعمش! افتح عينك جيدا.
قصفها بنظرة عميقة وقال: ما رأيت شيئا سوى فزاعة//

هنا فعل /استدارت/ يعبر عن مدى سعادة الزوجة وهي تعتبر نفسها بكامل أناقتها...وكان هذا قمة استعدادها لإدخال السعادة لقلبه..
والدليل هذا الحوار الذي فتح أبواب التعرف على ذات كل منهما...
فحين بادرته بسؤالها ..
/ـــ كيف أبدو لك ؟ /
كان من الواضح أنها تنتظر جواباً إيجابياً خاصة مع مدى استعدادها لاستقباله...
لكن المفاجأة هنا والتي حملت الاستهزاء والاستحقار منه لها..بقوله:
/ ـــ من أنتِ؟ /
فتح باب الدفاع عن النفس بعد الجهد في طبع السعادة لقلب زوجها من خلال تجهيز نفسها..والدفاع جاء تلقائيا ونوع من أنواع القهر بقولها:
/ ـــ يا لــك من أعمش! افتح عينك جيدا/
هذه الجملة كان الأولى أن تكون بطريقة أجمل وبنفس الرد..لكن بأسلوب محبب أكثر حتى تكسر ازدراءه وتحقيره..
لكنها فقدت أسلوب التعامل اللبق في وقت اللا مبالاة..
والأعظم من ذلك سوء معاملته وعدم حفاظه على الرباط المقدس الذي يجمعهما..حين قال:
// قصفها بنظرة عميقة وقال: ما رأيت شيئا سوى فزاعة//...
هذا السلوك يدل على أنه يحدث خلل في فهم الآخر..وتحطيم الشخصية والحياة الزوجية..فلا يوجد حوار لائق ومحترم من قبل الإثنين ..فهما بحاجة لبناء خطة أخلاقية ومنهاج تعاملي فيه الاحترام المتبادل..
وفي مثل هذه الحالة لا تتوقف الحياة ولا نحكم عليهما بالطلاق ..بل الحياة تحتاج منا التضحية والتنازلات وهذا ليس عيباً كي تستقيم الحياة..لنغير أسلوب حياتنا وطرق السعادة وفتح باب التفاهم والمصارحة..
وأكثر ما يبني الحياة هي كلمة التشجيع ورفع الهمة بكلام طيب لا بالاحباط وكسر اللغة والسباب والشتائم..لنرقى بأسلوبنا في التعامل ..ولنجعل الله مفتاح حياتنا في كل شيء مع الخشية منه والتقوى..
من هنا كان العنوان لباساً لكل عناصر فحواها..لأننا نكون سبباً في تحطيم الآخر من أنانية كل واحد منهما..
...
هذه القصة فتحت أبواب كثيرة يمكن أن نبحثها ونتداول أبعادها لإصلاح المجتمعات التي تفتقر لفقه المعاملة وفهم قوانينها ودورنا كمخلوقات نعمل وفق رضا الله تعالى...
من نافذة هذه القصة ربما كان ثوب القلم فضفاضاً في التحليل والقراءة ولكن كان لزاماً علي تقديم ما يواجهه المجتمع من مشاكل يومية تحيل الحياة للطلاق والانفصال وتشتت كل الأسرة بأفرادها..
الكاتب الأديب الكبير المبدع الراقي
أ.فرحان بوعزة
استطعتم.. بذكاء وفطنة.. أن تقدموا عناصر القصة القصيرة جداً باقتدار وباختصار وما حملت في ظلالها من اختلاف في الواقع الاجتماعي الذي كان في بيئة الأسرة والذي يحتاج لتوازن دقيق بين الطرفين وتعايش واع يجمع بينهما للاستقرار..مما جعلنا نقف ببن أركانها والسبر ببن أغوارها لجمال سبكها وترتيب ألفاظها..وهذا يدل على حرفيتكم ومنزلتكم الأدبية الراقية وما تمتلكون من حسن التوظيف والبناء..
بوركتم وما نطق قلمكم من المحتوى الذي يحمل العبر والدروس ...
وفقكم الله لنوره ورضاه
وشكراً كبيرة لنخيل الأدب الذي تغرسونه في كل مكان..

جهاد بدران
فلسطينية






  رد مع اقتباس
/
قديم 25-10-2018, 11:00 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ضياء أحمد
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ضياء أحمد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: قراءة جهاد بدران في ومضة/ تحطيم/ أ.الفرحان بوعزة

جميل جدا هذا التفكيك
المبني على خصوصية الرؤيوية






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط