لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ أدب الرســالة ⊰ >>>> إنصافا للوطن ..خطاب أدبيّ أطْلقَ سراحَ الوطنِ في الضّاد ..رسالة تنصف الوطن |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-12-2017, 09:40 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
يوميات رجل ميت !
يوميات رجل ميت !
د. نديم حسين في الأمسِ متُّ ، في تمام الصبح عند الثامنه ! دخلتُ فيكِ ثم أغلقتُ البحار خلفي .. أنفقت فيكِ ما تبقّى من سنينْ وما أصبت منكِ من ماءٍ وطينْ . وسرتُ فيك ألفَ عام .. بكت حضوري عائشه بكت غيابي آمنه ! رأيت حزن السنديان كل يوم دمعتين .. سمعتُ ندهات الصبايا كل عمر بسمتينْ .. وفي جيوب الغيبِ مفتاحٌ لأبواب القصيده .. وصورة شعرية أليفةٌ .. غريبةٌ عجيبه أيتها البعيدةُ القريبه أيتها القريبةُ البعيدةُ البعيده طلاء عمري متعَبٌ وكالِحٌ، فجددي الربيعَ يا فرشاتنا الوحيده ظـَلـِّي هنا سـنَّ الحليبِ للغدِ الرضيعِ .. عـِدي دمي ألاّ تضيعي .. ولتنزفي دفءَ الدموعِ فوق صبٍّ راحلٍ يا آمنه ! في الصبحِ عند الثامنه ! ************************* هل خانني في ضفـَّتيها جسدي ؟ ألم أصِح : يا ولدي ! فما أجابت من ثرى حطين أمجادُها ! ولا " صلاحُ الدين " ! يا أيها الجنديُّ ، ضع كل الحنين جانبـًا ! إليكَ " جوّالي " ، فخاطِب قلبَك الذي تركتهُ هنا .. لا أم هذي الأرضِ أمـُّكَ ، لا ، ولا الماضي إليها باكرًا أبوكْ ! هاتفهُ من " دمشق " .. هاتفه من " بغداد " .. بلغه أن أهلك الأُلي عشقتَ مجدَهم خانوكْ !! خاطبهُ من " تـَبوكْ " ! لعلها تؤنسك الدماءُ في اليرموكْ ! في الصبح عند الثامنه ! **************************** _ من أين أنتَ أيها القتيلْ ؟ _ من " رامةِ " الجليلْ ! هاكَ إذًا سيفي ومُهري ! هاكَ قهـّارَ التـُّروسْ ! فارحل إلى " يبوسْ " !! أُدخُل بها ولتـُغلق الصحراء خلفَك .. قد صِرتَ وحدَك .. _ وما طريقي الآمنه ؟ _ الصبح عند الثامنه ! أمضي إذًا ، ولـَّيتكم أرض " الجليلِ " ، رامةَ الجليلِ ، زيتون الجليلِ ، زيتَهُ وشاعرًا قتيل ! في " رامةِ " الجليل ! دموعها دافئةٌ .. وبردُها مرابطٌ عند الحدود الساخنه ! بين الذين حاربوا ، والبائعين دمعةً على لمى شهيدها تسيل ! في الصبح عند الثامنه !. ******************************** دخلتُ بيت سرِّها صيفًا وأغلقتُ البِحارَ خلفي .. كانت تقيم بين حبي والربيع وغيمةٍ ، غيثًا نحيلاً شاحبا يحصي نِقاطـَه . وبين طبع الجاذبية والخريف سقطتُ عن أشجارها على مصاطبٍ من القطن الوفيرْ ، لا عشبةً أصيرْ .. لا نخلةً مُجامـِله .. ولا شظايا كامله .. ولا صدى النفيرْ ! فلتحرُسي يا آمنه حارسَكِ القتيل ! يسيلُ مثلَ دمعةٍ على ثرى " الجليل " ! في الصبح عند الثامنه .. يا " آمنه " !. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|