لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
16-10-2017, 09:24 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
الزهمولة
الزهمولة = (تعني الشبح)
كانت الساعة تشير إلى العاشرة ليلاً حين خرج العم أحمد إلى فناء الدار يتكسّل و يتثاءب بعد جلوس طويل أمام جهاز التلفاز حيث جَعَلَ يُقَلّب عَشَرات قنوات التِّلْفاز بواسطة "الريموت كنترول" باحثا عن برامِج مقابلات في كرة القدم ، التي يعشقها ، و يعشق محترفيها لِدرجة كاد أن ينسى فيها تاريخ ميلاده الشخصي، لكنه لا ينسى تاريخ ميلاد مارادونا ، أو ميسي، فهو يحفظ السِّيَر الذاتية لكثير من مشاهير اللعبة عن ظهر قلب .. كانت الليلة غير مقمرة، و كانت بعض فوانيس الشارع الطويل المعطبة قد زادتها حلكة، مِمَّا جعل الرؤية شبه منعدمة لدى العم أحمد الذي دأب على التطلّع إلى المنزل الواقع قبالة منزله، فهناك تسكن حليمة الأرملة ذات الخمسين عاما، والتي تَقَدَّم إليها يطلب يدها لكنها رفضته مرتين ، لكونه عاطل عن العمل ، و لكونه ضعيف البصر إذ لا يكاد يرى؛ لكن رغم ذلك ظلّت عيناه تقتفي خيالها كلمّا أطَلَّتْ من على سطح بيتها، لنشر غسيلها، أو لقضاء بعض شؤونها. كان دائما يحدّق ببصره الضعيف و يتفحص سطح دارها علّه يلمحها أو يحظى منها بنظرة عابرة تجعله مغتبطا طيلة يومه ..في هذه اللية بالذات، أصرّ العم أحمد على المكوث في فناء بيته يتأمل بدقة سطح البيت المقابل، يتفحص الأرجاء باحثا عن خيال حليمة. لقد ألهب قلبه الحنين إلى زوجة تقاسمه حياته، حياته التي دأب على مقاسمتها مع التلفاز و الكرة و القطة منذ وفاة زوجته الأولى ..إنه يرى الآن ( زهمولة) فوق السطح ، و يرجح أن تكون هي نفسها حليمة. ها هي تقف و تترنح يُمْنة و يسرة، يا إلهي هل تكون حليمة واقفة تُلَوّح لي بيدها ؟ تُرى لماذا لم تَنَمْ قاضِيَة ليلتها هكذا واقفة تراقبني ؟ لا شك أنها تريد أن تقاسمني السهر. من المؤكد أنها غيّرت رأيها بخصوص الزواج مني. غدا سأذهب لخطبتها مجددا، لأحظى بموافقتها.... هكذا يردد في قرارة نفسه... رجع العم أحمد إلى الداخل و أعد لنفسه قهوة دون إضافَة سُكَّر اعتقادا منه أنها ستطرد النعاس من عينيه و تعينه بالتالي على السهر قبالة حليمة التي تُلوِّح إليه من على السطح و تحيّيه . جلس على كرسيّه واضِعاً رجله اليمنى فوق رجله اليسرى. أشعل سيجارة ُثم بدأ ينفث الدخان إلى الأعلى. فجأة، تقدمت منه قطته الصغيرة وهي تموء , و كأنها تسأله : لمَ أراك حيرانا ؟ تماما مثلما كانت تسأله المرحومة زوجته كلما لاحظت على وجهه علامات حزن . نظر إليها ثم أخذها بين يده و احتضنها. لم يبق له في البيت ما يُذَكّرهُ بزوجته الوفية سوى هذه القطة. زوجته لم تنجب له أولادا، لذلك كانت هذه القطة بمثابة الإبنة المدللة في البيت، فقد أوصته بها خيرا المرحومة قبل أن تفارق إذْ كانت وصيَّتها الأخيرة ....حين أرهقه التعب و احمرّت عيناه من كثرة تفريكها بيديه و مغازلة الزهمولة (الشبح)، أسند رأسه إلى الجدار ثم نام. و نامت القطة في حضنه . استفاق في الصباح على لفح أشعة الشمس الحارقة، فرّك عينيه قبل أن يتثاءب، حدّق بلهفة في اتجاه شبح البارحة، فإذا هو ثوب نسائي معلق على حبل الغسيل تحركه النسمات . التفت إلى قطته، حملها بين ذراعيه، و أدْلَف إلى داخل المطبخ ليقاسمها الرغيف . |
|||
16-10-2017, 02:37 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: الزهمولة
مسكين عمي احمد
انها الوحدة تترآى زهمولات كثيرة وتبيح للحلم حضور إغاثة نص عميق وسرد رائع شدني من البداية إلى ضربة الختام همسة: وصتها الأخيرة؟؟ ثم بالنسبة لجملة : من على هناك من يقول من العارفين باللغة انها ليست صحيحة ومنذ مدة وانا أفتش عن صحتها ولم اجد ما ينفي أو يبيح تحيتي السي المختار وشكرا على اقتسام هذا الحلم وهذه الزهمولة المخادعة
|
||||
16-10-2017, 05:38 PM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: الزهمولة
لقد فطنت ألى أن الزهمولة هي قطعة قماش معلّقة على حبل غسيل .
لكن جمال السرد أنساني شبح حليمة وضيّع فطنتي . النص قصة قصيرة ساخرة بحق . تحياتي أخي المختار محمد الدرعي فوزي بيترو |
|||
16-10-2017, 09:20 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: الزهمولة
قص رائع باسلوب جميل
دمتم والإبداع |
|||
16-10-2017, 10:23 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: الزهمولة
اقتباس:
أختنا و أستاذتنا الزهراء شكرا دائما للمتابعة و الاهتمام كل التحية و الود |
||||
16-10-2017, 10:27 PM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: الزهمولة
اقتباس:
فيها من السخرية لأننا كما تعلم من عشاق الساخر سرني أن أعجبك السرد شكرا للحضور الجميل تقبل تحيتي و ودي |
||||
16-10-2017, 10:28 PM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: الزهمولة
حضورك أجمل أستاذنا خديجة عبدالله
شكرا للقراءة و التعليق تقبلي تحيتي و ودي |
|||
18-10-2017, 07:55 AM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: الزهمولة
اقتباس:
شكرا للاهتمام و المتابعة لكم أرقى تحياتي |
||||
21-11-2017, 07:13 PM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: الزهمولة
الوحدة والفراغ والحاجة هي ما صنعت تلك التهيؤات- التهيآت -
التي ربما كان بحاجة إليها لتروح وتذهب عنه الملل في كل الأحوال لم يخسر شيئاً لمعرفته برفضها سرد جميل وقصة ممتعة دمت بكل الخير وتحياتي |
|||
19-12-2017, 11:43 AM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
رد: الزهمولة
أخي المختار
نفتقدك ونتفقدك عساك بخير ثم لي قراءة لهذا الشبح بإذن الله تعالى محبتي |
|||
22-12-2017, 12:43 AM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
رد: الزهمولة
اقتباس:
شرف لي أن تنال قصتي المتواضعة إعجابك تقبلي أرقى تحياتي |
||||
22-12-2017, 12:50 AM | رقم المشاركة : 12 | ||||
|
رد: الزهمولة
اقتباس:
نتابع الفنيق يوميا باهتمام لكن أحيانا ضغط العمل و مشاغل الحياة التي تكاد تأخذ كل وقتنا تجبرنا و تحرمنا من لذة المشاركة شوقتني أخي خالد أنتظرك مبدعنا الغالي شكرا للاهتمام و المتابعة سأكون في الموعد مع القراءة أرقى تحياتي |
||||
22-12-2017, 03:51 AM | رقم المشاركة : 13 | ||||
|
رد: الزهمولة
أخي المختار
نفتقدك ونتفقدك عساك بخير لي عودة لنصك هذا بعد القراءة السريعة الغير منتجة فائق تقديري |
||||
25-12-2017, 11:15 AM | رقم المشاركة : 14 | ||||
|
رد: الزهمولة
اقتباس:
نبقى دائما في شوق للإطلاتكم البهية أرقى تحياتي |
||||
15-04-2018, 09:22 AM | رقم المشاركة : 15 | ||||
|
رد: الزهمولة
حزنت وضحكت في نفسي على حالته المحزنة
قص جميل وسبك متين ولغة جميلة أنيقة سلسة بكل صدق استمتعت جدا بها محبتي لأخي المختار كونوا معنا هنا http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=71184
|
||||
15-04-2018, 02:21 PM | رقم المشاركة : 16 | ||||
|
رد: الزهمولة
أديبنا المُقدر المختار
لعل الوحدة تبدأ مع الكثير من حتى مع وجود أسرة ولها أسباب عديدة لا نخوض فيها وكثيرا ما نعيش الصدمة في لحظة ما وقد تكون وهماً فالعقل الباطني يحدث من يعاني الحالة كثيراً وهنا وجدت نص سردي يحاكي الوقع ونحن نعيشه في أيمنا هذه وبشكل كبير نتيجة التغير في سلوكيات المجتمع والتكنولوجيا وكل ذاهب لعمله غير عابئ بالآخر والخلافات ووغير ذلك ما نهاية وهنا كانت لفتة مهمة يعيشها المجتمع وجاء السرد بطريقة جميلة وفيها تصوير وسهل ممتنع نص يشنف القلوب بلغته الرقيقة وبروح شاعرنا فما كان إلا السعادة , ملحوظة اليوم أسعدني قراءة القصة وجعلتني أفكر بهذا التجنيس ولعلي ابدأ بكتابة رواية أو مجموعة قصصية تحيتي وجل محبتي / الـنــبــالــــي |
||||
15-04-2018, 07:50 PM | رقم المشاركة : 17 | |||
|
رد: الزهمولة
عديدة هي الخيبات التي يمكن أن نعيشها .
فظيعة هي الحقائق التي يمكن أن نكتشفها حين تزاح عن عيوننا الغشاوة و تنجلي الأوهام . ليلة الخيالات كانت ليلة الأوهام كانت جميل ما خطت الأنامل صديقي المختار عذرا -لكونه عاطلا -اوصته بها المرحومة خيرا - و دلف مع شكري الجزيل و تقديري |
|||
15-04-2018, 08:20 PM | رقم المشاركة : 18 | ||||
|
رد: الزهمولة
النص جميل ومشوق ورغم السخرية التي فيه إلا أنك بعد الفراغ من القراءة والضحك
حتى تستيقظ بداخلك الأحزان لتقاسمها هذا الشيخ نعم هي الوحدة القاتلة قصتك تشبه رواية البحر والعجوز هنا تحدثت عن أمل بداخل الشيخ يحدوه ليعيش الحب مرة أخرى وفي رواية البحر والعجوز حديث عن عناد وشراسة ................... كراي شخصي بدت لي المقدمة غير جذابة وربما تحتاج للمراجعة لتصبح أكثر إغراء محبتي وتقديري
|
||||
16-04-2018, 08:43 AM | رقم المشاركة : 19 | ||||
|
رد: الزهمولة
اقتباس:
شكرا للاهتمام و المتابعة نقدر جهودكم الرائعة في قسم السرد تقبل تحيتي و تقديري |
||||
16-04-2018, 08:53 AM | رقم المشاركة : 20 | ||||
|
رد: الزهمولة
اقتباس:
نعم أعرف أنك مبدع في قصيدة النثر و ليس من الصعب أن تكون من المبدعين في السرد أيضا أشد على يدك و أشجعك على البدء من الآن خاصة أنه لدينا في الفينيق أدباء كثر يبدعون في هذا النمط الأدبي الجميل و هو ما يبعث على خوض التجربة دون أي تردد شكرا مرة أخرى تقديري الكبير يكبر الفينيق في حضوركم أخي محمد محبتي |
||||
16-04-2018, 09:00 AM | رقم المشاركة : 21 | ||||
|
رد: الزهمولة
اقتباس:
سعيد أن (الزهمولة) قد نالت رضاك شكرا للاهتمام و المتابعة نقدر جهودكم في قسم السرد تقبلي خالد تحيتي و تقديري |
||||
16-04-2018, 09:05 AM | رقم المشاركة : 22 | ||||
|
رد: الزهمولة
اقتباس:
وهي ملاحظة قيمة سقتها لي و أنت مشكور جدا فأنا حديث العهد بالقص و أعول دائما على ملاحظات أخوتي و أخواتي من أهل الإختصاص شكرا لملاحظتك القيّة لا حرمنا من مرورك الدائم أخي بسباس محبتي أرقى تحيتي و تقديري |
||||
27-04-2018, 04:54 AM | رقم المشاركة : 23 | ||||
|
رد: الزهمولة
الــزهـــمــولة .. ( الشبح )
نص مُرشح لمسابقة القصة القصيرة لم نحظى بشرف مصافحة حروفه من قبل. لمزيد من الاهتمام والعناية أعيده للصدارة وأرجو أن يتاح لنا فرصة تعيدنا الى هذا لنص من أجل قراءة وافية. أديبنا المختار محمد الدرعي بوركتم وبورك حروفكم المشرقة احترامي وتقديري
|
||||
27-04-2018, 12:15 PM | رقم المشاركة : 24 | ||||
|
رد: الزهمولة
اقتباس:
نقدر مجهوداتكم الجبارة في قسم السرد أعانكم الله على تناول جميع النصوص و أمدكم بالقوة و الصحة و العافية محبتي |
||||
29-04-2018, 09:06 PM | رقم المشاركة : 25 | ||||
|
رد: الزهمولة
اقتباس:
شرف لي أن نالت قصيصتي إعجابكم ... ههه لا أعتقد أنك في سن الشيخوخة أخي جمال فما نقرأ لكم من إبداع دال على أنك في زمن الفتوة و الشباب ناهيك و أنك زعيم الغلابة محبتي يا غالي |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|