*** الجبلُ والذّبابة ***

[عبد الغني ماضي]

*** الجبلُ والذّبابة ***
*******
ردّا على شخص جزائري محسوب على الأدباء خطأً : يقول: "إن ذبح الأضحية كلّ عام في الإسلام بداوة" لا أنجّسُ المنتدى بذكر اسمه ولأنه يريدُ الشهرة كأمثاله من اللادينيين..
*******
إن كان التقرب إلى الله تعالى بكبش كلّ عام قد أثّر في(نفسه المرهفة) فما باله لا يهاجم طقوس اليهود الذين يذبحون كل عام في (عيد الفصح) خروفا ولا يكتفون بذلك بل يُلطّخون به جدرانهم! وهذا يفسر مدى تعطشهم للدماء.. فهل عميَ عن هذا؟ ومن الغريب أيضا أن يصمت عن ذبح الحيوانات اللاحمة بالملايين كل يوم ولا يرى إلا شريعة الذبح لدى المسلمين كل عام !! ولثقافتك المحدودة وعلمك الهزيل وفهمك القاصر وكسلك المفضوح في عدم التوسع في العلم أنا على يقين أنك لم تقرأ كتاب ( دم الفصح ) والمفاجأة أن الذي ألّفه هو المؤرخ اليهودي الإيطالي: (أرئييل طوئيف) يعيب فيه على طائفة يهودية تسمى ( الأشكناز ) في استخدامهم في احتفالاتهم الدم البشري !! وقد أحدث هذا الكتاب ضجة واسعة وانتقادات ضد المؤرخ في الرجوع عن نشره لكنه رفض ذلك... وفي أحد الفصول في الكتاب يقول الكاتب: " أن اليهود يستعملون دم المسيحي من أجل السحر، وبموجب هذا الطقس الخرافي، يقوم الحاخام أثناء عقد القران أو العرس، بتقديم معجنات أو فطائر للعروسين، يوجد فيها بيضة ممزوجة بدم مسيحي، ويرشون على الفطائر رماد قماش كتّاني محروق بدلاً من الملح"!!
وهذا شيء يسير ممّا ذكره في كتابه..
ووأُأكِّدُ لك أنك لم تطّلع على طقوس يوم (الجمعة العظيمة) لدى المسيحيين لإحياء ذكرى صلب المسيح في دول العالم فعند المكسيكيين مثلا يخضع الرّجُل المُجسِّد للصّلب إلى الجلد دون رحمة حتى تغطي الدماء جسده !!
فإن كان هذا الكائن الحي الدقيق يسخر من شعيرة الذبح فأمامه الآلاف من الطقوس التي لا تروق ( لذوقه الحسّاس ) حتى إذا وصل إلى شريعة الأضحية العظمى أجبناه بما يُلجمُ فاه.
وشتّان بين دم الذبائح التي خُلِقت للذبح والأكل وبين دم البشر الذي تحرِّم إراقته كل الأديان..
ولأنّك أحجمتَ عن مهاجمة سيدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام لأنك لا تملك الجُرأة على ذلك فأنت تهاجم بطريقة غير مباشرة شريعة الأضحية متهجمًا بذلك على هذين النبيين عليهما السلام.. وما ذلك إلا خروج من الملّة وكفرٌ مباح بدليل أنه من سخر من آية من آيات القرآن فقد كفَر (( وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ))
(( قد كفرتم بعد إيمانكم ... )) وقصة الذبح ذُكِرت في القرآن الكريم .. وها أنت تسخر وتُعيّرُ أنبياء الله وتصفهم بالبدواة.. ( أيها المُتحضِر)
وأنهي بسؤالك: ألم تأكل قطعة لحمٍ في حياتك؟
ولا أظنّ ... إنما أنت منسيٌّ تعيش في الظلّ تريدُ كلما ضَعُفَ ذكْرُك في الناس أن تُحييه بما يُريحُكَ ويُرضي شهوتك للشهرة ولو على حساب الإسلام..
لكن يبقى الإسلام شامخا شموخ جبلٍ أمام ذبابة.