نبضات - الصفحة 2 - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)       :: مناصرة من خلايا مشاعري (آخر رد :غلام الله بن صالح)       :: رسالة إلى جيش العدوّ المقهور (آخر رد :نفيسة التريكي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ ⟰ ▆ ⟰ الديــــــوان ⟰ ▆ ⟰ ▂ > ⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰

⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰ عوالم مدهشة قد ندخلها من خلال رواية ، متتالية قصصية مسرحية او مقامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-10-2016, 05:07 PM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات

سافرت بعيدا كتلك الصخرة أو النيزك الذي يتحرك بسرعة الضوء في كون فسيح هادئ متماسك جدا، لا خلل فيه سوى في بقعة واحدة يسكنها البشر أو الحيوانات الناطقة. رغم جمال صورها و تناسق أطرافها إلا أنها تحمل فوق أكتافها عقولا متباعدة متنافرة و متعطشة للدماء ..
سمعت جارتنا فاطمة أو " الدرويشة" كما تناديها أمي و هي تبتسم في وجهها و تعانقها بحرارة عندما تصادفها في عتبة منزلنا القريب من منزلها و هي قادمة من العمل تجر رجليها بصعوبة، أصابعها حمراء متشققة بسبب مادة "الكلور". فهي تعمل كخادمة في البيوت، بعد وفاة زوجها محمود بسبب حروق خطيرة في كل جسده إثر انفلات غاز كثيف من قنينة الغاز الصغيرة التي كانت تدفئ حمامه الضيق و المليء بالثقوب في مساء شتوي قارس جدا، أراد أن يستريح من تعب العمل ذلك المساء، لكنه لم يكن يعلم بأنه سيرتاح نهائيا بطريقة ساخنة و ملتهبة. نقلوه إلى المستشفى لكنه توفي في الطريق..

- الجماجم المتسخة لا تصلح لشيء سوى للتسكع و الأكل..!!
تخرج منها تلك الكلمات بمرارة و انكسار، في حين كانت ملامح أمي تتعاطف معها و تتألم لحالها و هي تقول:
- هذا حال الكثير في عالمنا المعطوب، نطلب الله أن يصلح أحوالنا.
رغم كلامها الفضفاض إلا أنني كنت أعلم أنها تقصد ابنها الذي لا يطيب له الجلوس مع كوكبة من اللصوص إلا في مزبلة الحي المظلمة و المتوارية عن الأنظار لأنها تشعرهم بالآمان و تمدهم بالأكسجين المهدئ.
ودعا بعضهما و انصرفت كل واحدة لحالها، ببنما أنا ما زلت أرى في نفس المكان - كلما عدت من المدرسة- حزنا قاتما كسحب داكنة معلقة في مكان و قوف فاطمة، تنهمر كزخات عاصفة، لكن لا أحد يراها .. كل واحد مشغول بنفسه حتى فاطمة لم يعد أحد يتذكرها بعد وافاتها العام الفارط الذي زلزل الحي كله .. غريب هذا الشعور أنك تتألم لشخص للحظة و تنساه العمر كله و كأنه لم يكن..!!
موت فاطمة ترك أثرا كبيرا في نفسي رغم صغر سني حينها. جدتي سمعتها تقول لأمي و أنا أمر بالقرب من غرفتها:"
عندما عادت فاطمة من عملها تلك الليلة، داهمها النوم فجأة في سريرها كخرقة مترهلة، تسلل ابنها السكير خفية كلص ماكر إلى غرفتها التي كان بابها مفتوحا. سرق كل دريهماتها التي جنتها طيلة أيامها، حتى تلك التي كانت تنوي تزويج ابنها بها. خرج فرحا راكضا نحو عشه النتن. لكن عندما استيقظت فاطمة المسكينة من نومها باكرا لتذهب إلى العمل، حضرت الشاي الأخضر في " براد" الفضة كعادتها، سكبت قليلا من زيت الزيتون في صحن صغير من " البلاستيك" طبع في قاعه " صنع في الصين" لكن عندما لم تجد الخبز تذكرت النقود فجأة، وضعت يدها على رأسها ثم هرولت بسرعة نحو وسادتها التي نامت عليها، تفحصتها من الداخل فلم تجد فلسا واحدا. انسلت الوسادة من بين أناملها و سقطت أرضا بينما تلك العروق الهشة بداخل فاطمة و التي قاومت سنينا، انفجرت بداخلها و تجمدت كصخرة فوق سريرها".
من يومها و ابنها " سيمو" ، كما يردد أهل الحي، ظل معتكفا في زاوية من غرفته المبعثرة كأسنانه تماما، مقرفصا على ركبتيه ماسكا رأسه بيديه و كأنه يحاول أن ينزعه من مكانه.
المرآة المنكسرة أمامه كانت تعكس و جهه البئيس الذي يمزج بين لون الحزن و الرماد، تتخلله بقع سوداء و آثار جروح مختلفة الطول و العرض..
كلما حاول الوقوف كانت رجلاه ترتجفان. يزحف بيديه و رجليه نحو معطف أمه الملقى على سريرها، يلمسه بهدوء، يتأمل خيوطه المترهلة، يشمه بقوة و كأنه يبحث عن رائحة الجنة..
ـ لو وضعوا هذا المعطف في كفة و أنا في كفة أخرى لكان هذا المعطف الذي لا يساوي درهما أثقل مني بكثير..
يكلم نفسه بنبرة درامية و هو يعض لسانه و يغرس أظافره في وجهه كلما تذكر نفسه يجر وسادة أمه من تحت رأسها بهدوء تلك الليلة و التي كانت سببا في وفاتها.






  رد مع اقتباس
/
قديم 03-10-2016, 06:36 PM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي مشاهدة المشاركة
سلام الله وود ،
يبدو أن أخي الإدريس في طريقه بناء أو مشروع رواية..
رائعة هذه السرديات لا سيما إذا ما تم القبض عليها وربطها..
ونتابع معكم
بورك المداد
مودتي و محبتي
أخي عوض بديوي السلام عليكم
سعيد بهذا المرور و الاهتمام . حضور قيم و داعم لما أكتب الذي أتمنى أن أوفق فيه.
لكم أجمل التحايا و الاحترام






  رد مع اقتباس
/
قديم 04-10-2016, 11:42 PM رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي مشاهدة المشاركة
سلام الله وود ،
* تذكر أنك تكتب رواية ؛ لا مانع من التحليل والتوسع حول الشخصيات لا سيما التي تستمر إلى آخر الرواية ، ثم إضاءة الرموز أكثر مثال الجماجم...أعلم أنه سيكون مستقبلا، لكن تذكر أن الروائي لديه خيارات كثيرة في السرد : الأنا الرواي الأبطال بشكل عام...أبطال النص الأساسيين..ثم تشكيل رؤية أخي الإدريس بوصفه كاتبا لهذه الرواية..
ونتابع معكم
بورك المداد
مودتي و محبتي
أخي عوض بديوي تحياتي
شكرا لك على هذه النصائح القيمة ..
هذا جميل و محفز أيضا.
مودتي و تقديري






  رد مع اقتباس
/
قديم 15-10-2016, 05:44 PM رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي مشاهدة المشاركة
لكم الدعم الدائم فيما آتنا الله من علم ننفع به..
بانتظارتجلياتكم
مودتي ومحبتي
شكرا لكم كثيرا .. هذا نعتز به أخي عوض
مودتي و تقديري






  رد مع اقتباس
/
قديم 07-11-2016, 09:11 PM رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
فوزي بيترو
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية فوزي بيترو

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

فوزي بيترو غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات

ذات يوم، خرجت من حجرة الدرس لأذهب إلى المرحاض، و أنا أخطو بهدوء سمعت صوت طائر غريب ..
صوته رقيق و جشي، حرك أوتاري المرهفة، فانجذبت نحو مصدر الصوت شيئا فشيئا و شوقي يزداد لمشاهدة هذا الطائر
الذي استفز فضولي و غير وجهتي ..
و أنا أقترب منه، وجدته واقفا شامخا على غصنه كبطل لا يخشى السقوط، ريشه رمادي يميل إلى زرقة السماء المشرقة،
عيناه جميلتان ينبع منهما بريق حب دافئ.. و أنا أقترب منه أكثر، رمقني بنظراته الحادة و حلق عاليا..

هذا المقطع من الرواية دليل على الإتقان الذي يتمتع به كاتب هذا العمل
وصف المشهد كان رائعا والسرد موفقا
أحييك أخي إدريس
سوف أتابع هذه الرواية حتى تكتمل
تحياتي
فوزي بيترو






  رد مع اقتباس
/
قديم 09-11-2016, 05:53 AM رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي مشاهدة المشاركة
ملحوظات حتى الآن وهي جوانب إيجابية :
1-تحقيق المتعة والدهشة في مجمل السردية..
2- توضيح الشخصبات منذ بداية النص التي أتوقع أن تستمر لآخر الرواية..
3- تنويع في التقنيات لا سيما السيكولوجية منها لا سيما المونولوج الذي يحلل أو يضيف للرواية..
4- لغة النص طيبة وقوية...آمل أن تستمر لنهاية النص..
_______
5- لماذا تتفوق الرواية اليابانية عالميا الآن ..؟ومن زمن لا بأس به ؟
أظن مجمل التقنيات الموظفة فيها والحفاظ على التصوير الشاعري والشعري أضاف لها نكهة خاصة...وهذا غير ممنوع في فن الرواية..
-6 أتوقع أن يحافظ الإدريس على البعد البوليفي الذي بدأ به الرواية واعيا أو غير واع...
أمنيات التوفيق
بورك المداد
مودتي و محبتي
أخي عِوَض تحياتي
يعجز اللسان عن الشكر .. فعلا أشكركم من القلب الخالص على هذا الحضور الوارف القيم جدا.
حضوركم إثراء و تشجيع ..
مودتي و تقديري






  رد مع اقتباس
/
قديم 15-11-2016, 06:03 AM رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات

السفينة التي حملتني معها، كانت تسبح في حضن الليل الهادئ، و أنا مثل البالون الذي لا وزن له. كنت أتنقل من نجمة إلى أخرى و أنا أبتسم لهن .. شيئا فشيئا كنت أشعر بخيوط قريبة مني تجذبني بقوة. استسلمت لها و حملتني ما وراء النوم : غابة بيضاء، أشجارها سامقة خالية من الأغصان و الأوراق. تذكرت الثلج و الغيوم البيضاء، فتفتقت عيون الفرح بداخلي. وقفت على رجلي لأمسك الثلج بيدي، لكننى وجدت الأرض مثل صخور الملح الصلبة. حاولت أن أزيح البياض عن شجرة بالقرب مني لكنني لم أستطع ؛ كانت قشرة صلبة جدا يصعب اختراقها لكنها لا تسمح للهواء بالمرور
- أيعقل أن تكون الأشجار ميتة و هي واقفة في مكانها؟ سؤال رددته بقوة و أنا أرتعش بردا. استيقظت فجأة و جدت أمي تضح منديلا أبيضا مبللا على جبيني و الحرارة تشتعل بداخلي.






  رد مع اقتباس
/
قديم 24-11-2016, 06:51 PM رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي مشاهدة المشاركة
سلام الله وود ،
راقتني هنا تقنية الارتداد ...نتابع معكم أخيء الأدريس
همسة : في المقطع الذي سبق هذا كأنك قلت الحدث الدرامي لفظة الحدث تكفي ودع المصطلحات الفنية والنقدية لأهلها ... ولا تكن هنا سوى كاتب يشتغل على روايته ...ما رأيكم..؟!
بورك المداد
مودتي ومحبتي
القدير عِوَض بديوي تحياتي
فعلا قراءتكم قيمة و بناءة أشاطركم الرأي السديد..
جميل هذا الحضور البناء
مودتي و تقديري






  رد مع اقتباس
/
قديم 13-02-2017, 06:16 PM رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات

- لست على ما يرام يا قرة عيني!! بدأت أخاف عليك كثيرا!!
قالتها بنبرة تمزج بين الحنان و الحزن، بين الخوف و الرأفة.. أشعر أنني في حضن مخضر لا يصفر رغم تعب العمل و سلوكاتي الغريبة أحيانا.. هل يا ترى أنا طفل مشاكس، مزعج، لا يُطاق !؟ أم هي مرحلة الاحتكاك مع الواقع السيء الذي تطارد سحبه السوداء بياض مشاعري و صفاء قلبي؛ لا أدري لم أرى قلب أمي منكسرا و حبيسا في عنق الزجاجة !؟ لم موت " الدرويشة فاطمة" ما يزال يثقل فرحتي !؟
- أمي .. أمي.. إنني أرى رسومات على شكل أقنعة تحاول خطف نور قلبي!! إنها تتصارع في أزقتنا بين جدران حينا .. السقوف ملتهبة ..!!
تضمني أمي أكثر إلى صدرها و تردد بقوة :" إنها الحمى يا بني .. لا تخف .. ستكون بخير !!"
نبضات جدتي أسمعها بداخلي كحبيبات المطر عندما تقترب من زجاج نافذة غرفتي فتخاف الارتطام أو الانكسار..!! من قال إن الماء لا يتألم عندما يمر من ممرات ضيقة!؟ من قال إن المطر لا يبكي عندما يتساقط على رؤوس صلبة أو مشاكسة مثلي أو حادة "كشفرات الحلاقة" تجرح كل من يقترب منها !؟
شعرت بها بالكاد تخرج كلمات ترتعش على شفتيها:
- هذا الولد يثقل صدري كثيرا، أخاف عليه من العيون الحاسدة!!
قاطعتها أمي و هي تجرني إلى صدرها أكثر:
- سيكون بخير .. إنها الحمى فقط .. عودي لتنامي إنك متعبة و مريضة !!
و هي تغادر، كانت تدعو لي بالشفاء بصوت مرتفع .. كانت خطواتها تتراءى لي في الظلام بيضاء مثل بياض الثلج ..






  رد مع اقتباس
/
قديم 14-02-2017, 05:22 AM رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات

بعد مرور مدة قصيرة، شعرت بنفسي أوضع فوق السرير بهدوء تام. فتحت عيني قليلا، رأيت أمي تتجه نحو نافذة غرفتي المجاورة للسرير على أطراف أصابعها. كانت تنظر نحو القمر المضيء تلك الليلة.. شعرت بعاطفة جياشة نحوها، أحسست أنني أريد أن أضمها نحو صدري لأواسيها في تلك اللحظات، لكنني لم أستطع .. سمعتها تقول بنبرة دافئة منكسرة " ها هي نفس الليلة القمرية تمر من دونك .. ما زلت أتذكر عندما كنا معا نجلس في شرفة غرفتنا و خيوط الحب تبني بيننا أكواما من الثلوج الندية..
نعم لقد كنا نسبح دون أن نغرق، دون أن نتصادم.. كانت نظراتنا تسافر في أعماقنا سنينا دون أن تصاب بملل و لا تعب، بل كانت تشتاق للمزيد..
كانت النجوم تلك الليلة تتحرك و تتراقص و بين الفينة و الأخرى كانت إحداهن تجلس معنا و تشاركنا نفس الأحلام . أرمقها بنظرات قوية .. تبتسم في و جهي قائلا " إنها مجرد نجمة لا تمتلك قلبا حقودا" و لكنك رغم ذلك كنت تحتاط و تخاف حتى من ملابسك و تسترسل في شرحك بنبرة جذابة:
ـ كل شيء ممكن في زماننا.. فمن لا يخاف على مشاعره فهو لا يحب و لن يحب أبدا.
كنت أبتسم كثيرا و أنا أسمع كلامك الفاتن الذي كان يشحن عروقي بجرعات من العشق الساحر، و ما سحرني أكثر، حرصك على بيتنا الذي كنت تعتبره على حد قولك:
ـ بيتنا يا زوجتي الحبيبة بركة حب صافية عذبة يكفي أن تجد الطفليات ثقبا ما سيدفعها الفضول إلى اجتياحها و تدميرها عن آخرها.
بمجرد أن تنتهي من كلامك، أرتمي بعفوية بين أحضانك كسيدة تجيد العزف على الأوتار و تحويل الأرض القاحلة إلى واحة مخضرة تنبض بالحياة ..كنّا معا نركب نفس المشاعر النقية و نسافر في تلك الليلة القمرية إلى ما لا نهاية.
و أنا أراقب حركاتها من تحت الغطاء، رأيتها تمد يدها بعفوية شديدة و هي تبتسم مثل نجمة مضيئة؛ و كأنها ترى أحدا ما .. فجأة ارتطمت أصابعها بزجاج النافذة..!!






  رد مع اقتباس
/
قديم 15-02-2017, 06:07 AM رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات

و هي تغادر غرفتي، أقفلت الباب بهدوء .. كلماتها تركت في نفسي حرارة من نوع خاص جعلتني أنسى مرضي لأنشغل بمشاعرها الثقيلة الدفينة إلى أن داهمني النوم فجأة لأجد نفسي أسمع مواء قطة بالقرب من باب المنزل؛ كان مواء يمزج بين الغربة و الحزن الشديد. رميت بالغطاء جانبا، هرولت لأنظر في طلبها و أقدم لها يد المساعدة.
عندما فتحت باب المنزل، قرفصت أمامي و هي ترفع رأسها و تطأطئه و عيناها تدمعان. كنت أستدعيها للدخول و لكنها ظلت في مكانها؛ ربما تخجل من ذلك، فحتى بعض القطط لها من الكبرياء و النخوة ما لا نراه في بعض الناس، أو في نظرها يبقى بيتنا غريبا يجب الاحتياط منه.
قصدت المطبخ بسرعة و جئتها بقطع من الجبنة و اللحم المفروم و قليلا من الماء. نشرت منديلا أبيضا إكرامًا لها، وضعت لها الوليمة و أنا أشعر بشيء جميل يخفق بداخلي لم يخالجن من قبل. رغم الوجبة الدسمة، رفضت الأكل، ما تزال تنظر نحوي بشكل غريب و كأنها تحاول أن تقرأ ما بداخلي من خلال بريق لامع يسطع من عينيها، أو ربما اعتادت أن تأكل دون أن ينظر إليها أحد. أغلقت الباب بهدوء و تركتها بمفردها لأرى ماذا ستفعل.
بعد برهة قصيرة، فتحت الباب مجددا و لم أجد سوى كأس الماء فقط دون المنديل الذي بحثت عنه و لم أجد له أثرا. دققت النظر في مكانها لعلي أجد بعضا من فتات الأكل، لكنني لم أعثر على شيء. تداخلت الأسئلة في جمجمتي و تزاحمت دون أن أهتدي لتفسير دقيق أقرب إلى الحقيقة الممكنة و كأنني في حلم غريب. أغلقت الباب و عدت إلى النوم من جديد لأجد نفسي مستيقظا مرة أخرى على إثر نفس المواء ..!! إلا أنها هذه المرة، عندما فتحت الباب، كانت ترفع رجلها اليمنى دون رأسها.. و ضعت لها نفس الوجبة في ردهة المنزل و تركت الباب مفتوحا قليلا بينما أنا تواريت وراءه كاللص الذي يراقب الحدث عن كثب.. ها هي تدخل ببطء شديد بعد أن تيقنت من خلو المكان، جمعت أطراف المنديل برجليها الأماميتين نحو فمها و أحكمت السيطرة عليهم بأسنانها ثم رحلت مستعجلة..
من كثرة دهشتي تبعتها بخفة كالجاسوس الذي يسعى نحو الحقيقة كلها؛ فتصرفاتها ليست عادية و نظراتها رغم حزنها إلا أنها تفيض حبا فريدا من نوعه.
و أنا أهرول وراءها، رأيتها تدخل منزلا قديما معزولا و سط أكوام من القصب و أغصان الأشجار اليابسة، دخلت وراءها بلهفة و قلبي ينبض بقوة .. كان المنزل قديما جدا، بدون أبواب و لا نوافذ، جدرانه توشك ان تسقط ما عدى غرفة واحدة بالقرب من شجرة زيتون منخورة الأغصان، اقتربت من نافذتها بهدوء و نبضات قلبي تتسارع جدا، أطلقت نظرة حادة، لمحت امرأة مسنة رثة الثياب مستلقية على ظهرها في ركن تنبع منه روائح كريهة و من حولها بقاي أطعمة مختلفة، بينما القطة كانت تضع الجبنة في فمها .. صرخت بقوة، فتحت عيني وجدت نفسي مستلقيا فوق السرير.. كان الصمت يسود منزلنا بشكل غريب، نظرت إلى الساعة التي تحرق الزمن في صمت.. إنها الثانية بعد الزوال ..!!






  رد مع اقتباس
/
قديم 17-02-2017, 05:03 AM رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات

بحثت عن أمي في كل أرجاء المنزل كأنني أبحث عن إبرة ضائعة وسط القش. حتى جدتي لم أجدها رغم أنها لا تفارق البيت مطلقا إلا لضرورة مهمة جدا. شعرت برعشة باردة تجتاحني كإعصار مضاعف يزعزع براعم فؤادي، جلست على أريكة مصنوعة من خشب الأرز القديم مغطى بثوب أسود لامع، بالقرب من تلفاز قديم فوق منضدة خشبية منقوشة الأطراف مطلية بمادة لامعة شفافة مقاومة للماء، واضعا يدي اليسرى على جبهتي المتعرقة قليلا.. فجأة، تذكرت حضن أمي، نبضات جدتي، مواء القطة و المرأة العجوز.. حاولت أن أجد خيطا يجمع كل هذا الشتات .. هل فعلا كنت أحلم كل هذه المدة أم هي الحقيقة الغريبة!؟ هل فعلا أنا هو أنا أم شخصا ما يتحرك بداخلي!؟
و لكي أبدد الملل و الصمت الرهيب، شغلت التلفاز بكبسة زر، تفحصت كل القنوات لكنني لم أجد سوى الأخبار الجافة و الصراعات و الدماء.. تساءلت لم كل هذه الفوضى باتت تكتسح أرضنا و ربيعنا المخضر!؟ لم عالمنا يشبه " المقلات فوق النار" كل من يسقط فيها يصبح مشوها أو معاقا أو ميتا!؟
بنفس جهاز التحكم عن بعد، أسكت التلفاز و صعدت إلى سطح المنزل باحثا عن خيوط الشمس الدافئة لعلها تدفئ رعشتي التي تتزايد مع مرور الوقت، لكنني وجدتها هي الأخرى باردة مترهلة الخيوط . دققت النظر في ساعتي الخاصة، وجدت عقربها الصغير يقترب من الخامسة زوالا، بينما دقات قلبي تتباعد فيما بينها..!!
أخدت قليلا من الماء و بدأت أنعش بعض الورود التي تحبها أمي كثيرا، فهي تعشق " وردة الربيع" ذات اللون القرمزي لأنها - بالنسبة إليها - الجمال نفسه. كثيرا ما كانت تردد عندما أمر بجانبها و هي تعتني بها " من لا يعشق ورود الربيع ليس إنسانا و من يتركها تموت دون عناية يعد مجرما في حق الطبيعة" بكلامها هذا كانت تحثني على سقيها بطريقة فنية ، لكنني شممت رائحة التوبيخ من وراء كلامها .. هكذا هي الأم الحكيمة تعرف كيف تقود السفينة رغم الأمواج و الرياح القوية.
أخيرا سمعت صوت أمي يرن في أذني، نزلت أدراج السلم بسرعة و نبضات قلبي تخفق بقوة، وجدتها جالسة على زربية البهو التقليدية، وجهها مصفرا و صدرها يتموج :
- لقد أنقذوها من الموت بصعوبة..!! كلمات كالرصاص خرجت من فم أمي و هي تخاطبني دون وعي.
- من هي يا أمي !؟ هل هي جدتي!؟
لا يا بني.. !! لا تخف إن جدتك تركتها تتكلم مع جارتنا عائشة. إنني أقصد تلميذتي المحبوبة في القسم..!!






  رد مع اقتباس
/
قديم 17-02-2017, 02:57 PM رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
قصي المحمود
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
العراق

الصورة الرمزية قصي المحمود

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

قصي المحمود غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ادريس الحديدوي مشاهدة المشاركة
هذا مقطع من رواية أشتغل عليها . أتمنى ملاحظاتكم . كما يقال مقطع واحد كاف لنحكم على نجاح أو فشل العمل الأدبي..



نبضات
*******

بالقرب من خدود زهرة ندية، مشرقة .. رأيت بعضا مني يرتشف رحيقها المسكن، و يشم عطرها الفاتن.. و البعض الآخر، يتأمل سحبا نضرة تمزج بين بياض الثلج و زرقة الحياة.. لكنها جوفاء..!!
كلما غابت عن عيني، أبني في مخيلتي أكواما من حبيبات الندى، أتخيلها تتساقط برفق فوق تلك الزهرة التي تقتلها الوحدة و الغربة..
حتى الأمطار لم تزرها هذا العام..!!
أحيانا نعيش بدون ماء .. بدون أكل .. فقط من خلال كلمات أو نظرات بسيطة تُخرج معها نبضات قلب صادق، ينشر خيوطه الندية، و تحرك فيك خزانا أراه في جهة ما بداخلك مهملا.. !!
و تمشي حينها مرفوع الرأس تتراقص بداخلك الأحلام ..
تفتح نافذة من ورائك فترى دما و رقصات الرصاص العنيفة و غيوما خريفية جوفاء، كتلك التي أراها الآن و أنا أجلس من فوق حجرة صلبة، تتبعثر في السماء و كأنها تخبط خبطة عشواء كالقنابل التي تمشط صدر الأرض هنا و هناك و تترك فيه حفرا تأوي المجرمين و المنكوبين و المهلوسين..
كل من لا وطن له..!!
تقفل تلك النافذة بسرعة و تعود إلى تلك اللحظة التي أشعر بها و أنا أدقق النظر في تلك الزهرة و الرياح تداعبها بين الفينة و الأخرى، كلما تعبت أرش عليها بعضا من عطر مشاعري فتتوهج كقنديل يعشق الاشتعال بهدوء في ظلام دامس ..
تتوقد مشاعري أكثر كفراشات عاشقة للنور، و تنشر أجنحتها بفرح..!!
فجأة، سمعت أقداما تمشي بالقرب مني، حاولت أن أعرف من يحاول إزعاجي، لكن بدون جدوى !! لأنني أشعر بنفسي و سط خيوط جذابة و ساحرة، أو حلم يشدني بقوة..
شيئا فشيئا رائحة الدخان تتكاثر، فأراك تختنق، أشعر بنسماتك تذبل، تقترب من الموت، فإذا بها تنفخ في وجهك عطرها الساحر، تسقيك روحها ..
فأشعر مثلك بقوة عجيبة تجتاحني من جديد.. كسرت القيد، فتحت عيني، و جدت جدتي تطوف حولي و في يدها " مجمار" صغير تنبع منه رائحة البخور.. صرخت في وجهها بقوة:
- ماذا تفعلين يا جدتي !؟
- أطرد الأشرار يا نور قلبي!!
مسكينة جدتي !! كيف أشرح لها أنها تلوث بيئة غرفتي و أنني كنت فوق سكين الموت، و لولاها لكنت في عداد الموتى..!!
غادرت سريري بسرعة، قصدت المغسل، و بدأت أشرف الماء البارد على وجهي .. دققت النظر في المرآة، و جدت أمي تدخل المنزل ..
تمسكني من الخلف ..
تعانقني..
أشعر بنبضات قلبها تعزف سمفونية جشية، تخيلت الحلم الدافئ، صرت عصفورا وسط عش دافئ و من حولي أزهار ترمقني بنظرات غريبة إلا زهرة واحدة تبتسم في وجهي .. توشوش في أذني .. تنتظرني في مكان ما.. فقلت بصوت مرتفع:
- يجب أن أجدها !!
تمتمت أمي و الدهشة بادية على وجهها:
_ أن تجد ماذا يا بني..!؟ فأنت لست على ما يرام، أراك شاردا و تردد كلاما غريبا بين الفينة و الأخرى، هل تحتاج إلى طبيب!؟
حاولت أن أخفف من قلقها المتزايد، فهي متعبة من العمل.. أجبتها مبتسما:
- لا تخافي يا أمي الجميلة!! فقط تذكرت جائزة آخر السنة الدراسية، فشعرت بحماس مفرط..!!
قراءة اولى
لي عودة إن سمحت الوقت لي
تحياتي للغالي






  رد مع اقتباس
/
قديم 18-02-2017, 05:44 PM رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصي المحمود مشاهدة المشاركة
قراءة اولى
لي عودة إن سمحت الوقت لي
تحياتي للغالي
الأستاذ القدير / قصي المحمود يسرني كثيرا تواجدكم هنا.
ننتظر عودتكم لكم كل الاحترام و التقدير
مودتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 18-02-2017, 06:18 PM رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات

تبخرت كل الكلمات في الهواء إلا "تلميذتي المحبوبة " التي استقرت في جمجمتي و استوطنت عروقي بكيفية لايمكن وصفها أو التعبير عنها .. هل هو الحسد الطفولي أم الفضول!؟
خرجت من البيت صامتا جامدا بينما الكون من حولي يتحرك و يعبر عن نفسه بطريقته الخاصة؛ الصبية يلعبون و الصراخ لا يفارقهم ، بينماالشباب منقسمون إلى فرق مختلفة في زوايا المنازل المظلمة يضحكون بصوت مرتفع جدا، ثم يتحول الضحك إلى صراخ و شتم و أحيانا إلى عراك عنيف ينتهي بحمام الدم.. هل صارت الدماء رخيصة إلى هذه الدرجة!؟
خَيل إلي أنني أمشي و روحي قد اعتقلت في عنق الزجاجة و أن هناك في هذا الكون من استطاع أن يقاسمني مشاعر و حنان أمي ، فمن تكون هذه التلميذة؟؟ أين تسكن؟؟ هل هي جميلة ؟؟ ماذا لو أزاحتني من قلب أمي و صارت تفضلها أكثر مني؟؟
الأسئلة التي تراودني الآن أشعر بها كسحب داكنة جافة تتحرك كالنمل داخل عروقي لتفكك ألوان الطيف لدي و تقضي عَلى كل نسمات الندى بداخلي.
و أنا أمر بالقرب من منزل عائشة، سمعت جدتي تقول لي بصوت مرتفع
:- لا تبتعد كثيرا يا بني، حينا لم يعد آمنا كما كان في السابق..!!
ابتسمت في وجهها قائلا:" حاضر يا جدتي ..!!"
لمحت على وجهها ارتياحا؛ فهي لا تحب من يعاكسها في الكلام، رغم طيبوبتها المفرطة إلا أنها صعبة المراس عندما تغضب، تتحول إلى موجة هائجة يصعب التحكم فيها.
ذات يوم، كنت ألعب " لعبة الشطرنج " مع سعاد بنت عائشة بالقرب من المنزل، لم أسمع مناداة جدتي المتكررة؛ لأنني كنت في حالة تركيز شديدة و لا أحب أن أهزم بسهولة.
لم أشعر بنفسي حتى صفعتني جدتي بيدها على رقبتي فسقطت على حضن سعاد و أنا أضحك بقوة .. بخفة دخلت هي منزلهم دون أن تقول كلمة واحدة، فهي تعلم أن جدتي تحب من يصمت عندما تغضب. . حاولت الامساك بي و لكنني اختفيت من أمامها مثل ألوان الطيف عندما تختفي من حضن السماء فجأة و بدون سابق إنذار..






  رد مع اقتباس
/
قديم 21-02-2017, 05:24 PM رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات

و أنا أخطو شارد الذهن لمدة معينة، وجدت نفسي من وراء خيوط الظلام و بالتحديد من وراء ثقب منزل خلته فارغا، سيدة تعصر كبدها لتغذي طفلها بين أحضانها الدافئة الباردة .. تستنشق الهواء البارد و تعيده دافئا لتدفئ به أنامل طفلها الصغير !!
رغم الصقيع و ضعف الحال، كانت ابتسامتها كالشمس و هي تردد " الحمد لله".
وقفت من مكاني و الخجل يبكيني، بدأت أخطو خطوات و وجهي منغرس في الظلام، زخات مطرية تنهمر من بين رموشي :
- بأي وجه أواجه ضياء أمي، حزنها و تعبها المستمر!؟ كيف تحتمل شقاوتي " ورتوشاتي " السيئة!؟
كلمات خرجت من باطني كبركان متدفق و حسرة و حزن على أمي و على تلك السيدة المسكينة التي تسكن " براكة" متداعية بالية مليئة بالثقوب، بالقرب من حي جميل المنظر؛ منازله متناسقة لكنها هشة الأسس و الدعامات..!!
شعرت بحرارة شديدة تجتاحني أكثر، تفقدت جيوبي كلها، لم أجد سوى بعض الدريهمات القليلة التي نسيت أن أشتري بها الحلوى في المدرسة. هرولت نحو دكان لمحت ضوءه من بعيد، اشتريت لترا من الحليب و حبتين من الشكلاطة.. رمقني صاحب الدكان بنظرات غريبة ثم ابتسم في وجهي:
- ليحفظك الله تعالى، ألا تخاف من الظلام!
أخذت الحليب و الشكلاطة بسرعة و أنا أبادله نفس الابتسامة دون أن أقول شيئا، قصدت المكان نفسه والفرح يداعبني.
وضعت لتر الحليب أمام بابها القصديري بعد أن ضربته بقوة ثم اختبأت و راء هيكل سيارة قديمة.
خرجت السيدة منحنية الظهر قليلا، نظرت يميناً و يسارا لم تجد سوى لترا من الحليب، حملته بقوة و قبلته طويلا حتى كاد القمر أن ينشق في كبد السماء..!!
عدت مسرعا إلى البيت و ضعت هديتي لهما على مائدة العشاء و الخجل يلبسني، في حين كانتا مبتسمتان تنظران إلي بنظرات حب و بهجة .. قصت غرفتي دون أن أنبس بكلمة .. كانت ليلة مضيئة النسمات حتى الصباح ..!!






  رد مع اقتباس
/
قديم 11-06-2017, 07:26 AM رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بصوت جميل هادئ قالت لي أمي:
- ها هي تلميذتي المحبوبة التي كلمتك عنها عندما تأخرت طيلة ذلك المساء، جاءت لتشكرني بباقة ورد حمراء أعشقها.
و أنا أنظر إليها ارتبكت كثيرا و شعرت بدمي يتدفق نحو جمجمتي دفعة واحدة. لقد جعلت جسدي متصلبا أمامهما كتمثال بينما عقلي أعادته إلى ذلك الحلم الجميل و أنا أردد صامتا:" أيعقل أن تكون هي ..!؟ تلك الزهرة الندية التي رأيتها في الحلم الجميل .. آه منك يا جدتي ..!! بخور " مجمارك" أفسد اللوحة و بعثر خيوطها ...
لا أدري لماذا صار الدخان مثل الظل يطارد نقاء الحياة في كل مكان !! العربات أو الأصنام المتحركة تخرج من بطونها الأطنان من السحب السوداء، و كلما ذهبت إلى المدرسة أجد نفسي مرغما على ارتشاف بعضا منها دون أن أحظى بفرصة ركوبها.. فما هو الذنب الذي اقترفته أنا حتى أضطر لاستنشاق دخان السجائر التي تملأ الطرقات كالجراد في صحراء أخلاقها و ضمائرها قاحلة!؟
فدخان " مجمار" جدتي لا يختلف عن دخان القنابل و البنادق التي شوهت مدنا كثيرة و بقيت أطلالها عالقة في كراساتنا المدرسية باسم " التاريخ".






  رد مع اقتباس
/
قديم 18-06-2017, 12:21 PM رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
قصي المحمود
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
العراق

الصورة الرمزية قصي المحمود

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

قصي المحمود غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات

سأعود ثانية لأكمل ما قرأت مع متابعة جديدها
سردية موفقة متمنيا لك النجاح فيها
مع تحياتي أخي ادريس






  رد مع اقتباس
/
قديم 07-10-2017, 06:18 PM رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: نبضات

نتابع معك أخي السي ادريس متتتاليات هذا النزيف العميق
تحيتي






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 08-10-2017, 06:18 PM رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصي المحمود مشاهدة المشاركة
سأعود ثانية لأكمل ما قرأت مع متابعة جديدها
سردية موفقة متمنيا لك النجاح فيها
مع تحياتي أخي ادريس
أستاذي العزيز شكرًا على بهاء حضوركم و طيب المتابعة
احترامي و مودتي بلا ضفاف






  رد مع اقتباس
/
قديم 08-10-2017, 06:19 PM رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء العلوي مشاهدة المشاركة
نتابع معك أخي السي ادريس متتتاليات هذا النزيف العميق
تحيتي
الفاضلة الكريمة فاطمة حضوركم و متابعتكم قيمة
فائق الاحترام و التقدير






  رد مع اقتباس
/
قديم 11-10-2017, 05:09 AM رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات

و أنا منغمس في حزمات ليلية، شعرت بيد تلمس شعري فارتجفت قليلا و لما عدت إلى نفسي و جدتني واقفا في نفس المكان و أنا أردد بصوت مرتفع:" الورد في خطر ما دام الدخان يتسكع فينا ..!!".
قفزت أمي من مكانها و ضمتني إلى صدرها بقوة شديدة و هي تداعب شعري بأناملها الدافئة. سمعت دقات قلبها تحدث ضجيجا و كأنها ذرات تتصارع فيما بينها في الفضاء العلوي من أجل البقاء !! أو ربما تبحث عن أجوبة مقنعة لتذيب جبال الحيرة و القلق المتزايد..
- ما بك يا ولدي !؟ أي دخان هذا الذي تتكلم عنه!؟ و ما علاقته بالورد!؟ هل أنا أحلم أم هي الحقيقة!؟
شعرت بأمي ، بعد أن كانت سعيدة بهدية تلميذتها، تتحول إلى رزمة من رماد يتناثر في الهواء أو كشمس كانت مضيئة، فجأة تحولت إلى قطعة كسوف و السبب أنا ..!! نعم أنا ..!! ذلك الطفل الذي لا يحسّن التفكير و لا قراءة الأحداث جيدا و لا يعرف كيف يخلق البهجة في وقتها المناسب...
ها هي قطرات من الدموع تتساقط من بين رموشي و هي دافئة، تائهة تحمل معها ما لا يستطيع الكبار فهمه و لا الشعور به..!!
حاولت أن أستجمع الكلمات المناسبة لأبدد خوفها و أقتل حزنها و لكنها تلاشت في حنجرتي و ذابت ..!! مسحت دموعي بسرعة و أطلقت ابتسامة عريضة مضيئة في وجهها ثم بعد برهة، رمقت تلميذتها بخفة من تحت ذراعها الأيمن ؛ كانت صبوحة الوجه، جميلة العينين، خجولة لدرجة كنت أرى الدم يكاد ينفجر من وجهها.
- هيا يا قرة عيني !! سلم على تلميذتي نسرين: أفضل من في المدرسة خلقا و اجتهادا، بل هي بمثابة ابنتي أو أكثر.
ابتسمت في وجهها دون أنبس بكلمة..
- هذا ولدي ادريس ، أحبه كثيرا لدرجة لا أستطيع العيش من دونه.... رغم شغبه المتزايد !!
توقفت جدتي - التي تجلس بالقرب من النافذة المجاورة - عن التسبيح و قالت:
- ليس مشاغبا فحسب بل كسولا و غريبا ..!! ثم أكملت تسابيحها و هي تضحك. أعلم أنها تمزح و تحب معاكستي، ربما ذلك يسعدها، لا يهم ماذا تقول بل المهم أنها مشرقة الجبين دائما. كلما أردت البحث عنها و أنا عائد من المدرسة، أجد نفسي مضطرا لأبحث أولا عن مكان التسابيح ..






  رد مع اقتباس
/
قديم 14-10-2017, 03:57 PM رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي مشاهدة المشاركة
ســلام الله وود ،
.....؛ ذلك أن أ. الأدريس يعي - وأتوقع بعد دراسات نقدية في فن الرواية - رسم ووصف وتشخيص الأيكولية بشكل عام ...ذا جانب هام في عالم الرواية ....غير أنه يحتاج للتوسع في التشخيص وطرح الحلول المناسبة ...الخ وأظنكم قادرين على ذلك...المشهد السابق رائع جدا جدا ، ينقصه ما ذكرت لـكم ، والتكنيك : عالم الرواية يحتاج ويتسع لذلك ...
مودتي و محبتي
أستاذي العزيز عِوَض بديوي سلام الله عليكم
بداية أشكر حرصكم و متابعتكم القيمة لهذا المشروع الجديد في مسار الكتابة و ربما أعتبرها مغامرة خصوصا أنها العمل الروائي الأول.
صحيح ما قلتم يجب التوسع في التشخيص و لكن فكرتي- قد تخطئ- و هي أن التشخيص سيستمر و يتوسع مع التقدم في عمر النص لأن هناك شخصيات أخرى ستظهر لتكتمل الصورة، هي وجهة نظر قد أخطئ فيها فما رأيكم أستاذي؟؟






  رد مع اقتباس
/
قديم 24-10-2017, 04:00 PM رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات

اقتربت منها و الخجل يلبسني كما يلبس الثلج الناصع عود الزهر، مددت يدي مرحبا ثم جلست بالقرب من أمي حتى أسرق نظرات أخرى ..!!
- يا لها من باقة ورد جميلة !!
ابتسمت أمي و هي - ترمقني بنظرات - تحط آخر طبق على المائدة.
- ليست جميلة فحسب، بل رائحتها فاتنة و ورودها كبيرة الحجم و هذا ما يدهشني ..!!
فعلا كانت الورود غير عادية، و لونها يمزج بين حمرة زهرة الرمان و لون الشمس عندما تغيب و هي محمرة الخدين ..
- الأكل جاهز ..!! قالتها أمي بصوت مرتفع حتى لا تكرر ذلك مجددا.
كانت المائدة مختلفة ذلك المساء، مزركشة و أنيقة : حلوى، عصير، تمر، خبز، و قهوة بالإضافة إلى باقة ورد تتبختر داخل كأس شفاف..
بين الفينة و الأخرى، كانت أمي ترحب بضيفتها الصغيرة و تحثها على الأكل بينما جدتي تنصحها بأكل التمر لأن فوائده كثيرة خاصة الصغار مثلنا .. هكذا هم الآباء لا يملون من النصائح و الشرح و الأوامر ..!! فجأة سألتها جدتي بصوت رخو:
- من اشترى لك هذه الباقة الباذخة يا بنيتي ؟؟ إنها مثيرة جدا..!!
من كثرة خجلها تعثرت الكلمات داخل فمها .. تجيبها أمي بسرعة :
- لقد أخبرتني عند قدومها أنها باقة ورد من مشتل أبيها، و أنها هي من قطفتها بنفسها.
صمتت جدتي قليلا ثم قالت و هي تبتسم في وجهي :" أنت فعلا طفلة رائعة ..!!"
كانت ابتسامتها تمزج بين الفرح و الفتور. كانت تحمل رسالة مشفرة..!!
أعلم أن جدتي عميقة النظرات و الأفكار، يصعب فهم ما يروج داخل رأسها. هذا ما يعجبني أكثر فيها؛ الهدوء و العمق.






  رد مع اقتباس
/
قديم 25-10-2017, 08:04 PM رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: نبضات

الصمت يرخي بخيوطه على جدران المنزل، النوافذ لا تتحرك، الأبواب مشرعة لا تحدث صريرا، حتى قطتنا " منوش" لا أسمع مواءها و لا شغبها.. لوحدها المائدة ما تزال تحتفظ بفتات الأكل ، بابتسامات عريضة و خدود وردية و حكم و حوار شيق .. نعم ما زالت تحتفظ بباقة ورد نسرين بعد أن غادرت بيتنا.
لقد أتى والدها الساعة كانت تشير إلى التاسعة ليلا بسيارته ليصطحبها معه. و هي تخرج من باب منزلنا كانت مثل فراشة خفيفة الوزن ترفرف لتحضن أبيها الذي استقبلها بابتسامة عريضة و سعادة لا توصف.
قبل مغادرتهما، شكرا أمي كثيرا و سلما على الجميع ثم غادرا معا و نحن الثلاثة منازلنا نقف أمام عتبة المنزل مبهورين و مندهشين و كأننا نودع قمرا للمرة الأخيرة.
الجميع يغط في نوم عميق ما عدا أنا مازلت أطوف في نفس المكان، كلاجئ في مكان بعد أن كان متوهجا، مستنيرا، دافئا .. ها هو يقبع الآن في صمته و برودته.
ربما القلوب عندما تفرح تنام بهدوء و باسترخاء، و هذا ربما ما تشعر به أمي و جدتي و قطتنا التي رمقتها مستلقية على ظهرها فوق الأريكة، بعد لمة استثنائية كانت الوجوه فيها ترتدي ضوء الشمس، و القلوب تتزين بعطر الورد. لكن السؤال الذي طرحته على نفسي خفية حتى لا يسمعني أحد " لماذا لم أنم أنا مثلهم!؟" .






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:35 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط