سَنَرْتَشِفُ كَأسَ المَسَاء

[لطفي العبيدي]

هَكَذَا تَمُدّينَ يَدَكِ
لِـيَسْقُط بُرْتقَالُ الجَنّةِ
منْ أسْفَلِ الضِلْعِ
أتَشَرَّدُ قُرْبَ مَهْزلَةٍ عَابِرَة
قَدَمَايَ يَابِستَانِ
أمْضِي إلى أيّ مَسْربٍ
يُصَادِفُنِي مَصِيرَ الريحِ
صَوتٌ فِي خَرَابٍ
هَشِيمٌ منْ حُروفِ الحُبِّ
ضَاعَتْ دَفَاتِر العَاشِقِينِ
بينَ حُقولِ العِشْق وَ أسْمَاءُ الشُعَرَاءِ...
عنْدَمَا أدْلجَ صَبَاحُك
مَالتْ النُجُوم
و نَامتْ عَصَافِيرُ الليْلِ
اسْتَدَفُّ جَنَاحُ ظِلّي المَكْسُور
كَأنَّ سَقْفَ الضِياءِ يُقْبِرُنِي
هَاتِ قنَادِيلِي
وَ شُعْلَةً تَسْتَلِّذُ الاحْتِرَاق
لا تُلْقي أشْوَاكَ الوردِ عَلى وسَادَتِنَا
رُبّمَا يَنَامُ الليْلُ وَاقِفًا
و لا يُدْركُنَا ضِيقُ السَهَر....
للوَدَاعِ نُكهَةُ الخَريفِ
منْ جَعَلنِي انتَظِرك ؟...
لمْ يَبْقَ فوقَ تِلَالِ الأمنِيَاتِ
نِسْمةُ وعْدٍ
حَافي الجَسدِ أتَدَلّى
كَـمَصْلُوبٍ عَلى رَصِيف الانْتِظَار
يَنْهَشُنِي شِّتَاءُ الريْح...
الشَارعُ يرْكُضُ خَلْفَ نَافِذَتي
تَارِكًا سَتَائِرَ المَسَاءِ الزَانِيَة
تَدْخُلُ الفَوضَى
لِتُنَضِّدَ أزْرَارَ النَّومِ
قبْلَ فَوَاتِ اللَذَّةِ المُسْتَعْجِلَة
أطْفِىءُ فِي جَسَدي
كُلَّ ضَوءٍ يَبْزَغُ نَحْو الأعْلَى
يَتَقَهْقَرُ إلَى القَاعِ نَفَسِي
وَ ينْدُمُ الأجَلُ كَعَادَتِهِ
دُونَ مُلَامَسَتِي
وَ يَكْبُرُ ألَمُ الفَجِيعَة صَبَاحًا ...

...و يَمْضِي بِيّ الطَريق
بَعيدًا بينَ أضَْواء البَرْقِ الخَاطِف
بِلا جَدْوى
بلِا هَاويَة الهَدَف
كَأنَّ بِيّ
مَا طَافَ حَوْلَ النَّار
كُنْتُ وَحْدي أصْغِي
لِـحَفِيفَ أقْدَامٍ الآخَر
وَ لم أبْرَحْ رَصيفَ اللاَمَكَان
خَذَلنِي شَهيقَ اللامَعْنِى
سَأقتُلُ الفِكْرَةَ...
ذَلِكَ ليْسَ وَجْهِي ,
شِعْرٌ يُنَازعُنِي النَفَس
غَسَقٌ يَرنُو مِن المِرْآة
أ تَبْكِينَ أمَامِي
دَمْعُكِ مِدَاد القَصَائِد ؟
أحبُّ العيُونَ التِّي
تَرَانِي جِنَاسًا ضُوئِيًّا
من شُرُفَاتِ التُّفَاحِ
افتَحِي نَوَافذَ الاثْم
لأهْطَلَ كَمَطرٍ شَاردٍ
عَلَى الطُرقَاتِ
تَعَالي نَمْشي لَحْظَةَ الوُصُول
خَلْفَ الجَحِيم...

هِيَ لآ تكتبْ,,
تَنْتَظرُ عينَ الشاعِرِ
كَسَمَاءٍ مثْقُوبَة
تَودّ قَضْم َ فَاكِهَةَ الشَبَق
كَلِمَاتُهَا حُبْلى
تَزِّفُ زُهورَ اللّوِزِ فِي الليْلِ الشِتْويّ
ثُّمَ تُمَزّقُ الوَرَقة
وَ يَغِيبُ دُمُ النَبِيذِ
في الشِفَاهِ الكَالِحَة
مَا بيْنِي وَ طَوَايا الحُلْم
أسْرَارٌ أجْهَلُهَا
يُوَشْوشُ الرَجْعُ صُدُوعِي
زَوَايَا قَصِيدتِي
تَكْتَظَّ بِـقَافِيَةٍ مُتَعَفِّنةٍ
مَاءٌ أخْضَر يَزْحَفُ نَحْوَ صُلْبِي
و الضَجِيجُ العَاقِرُ
يَعْصِفُ بِيّ
كَـَصَحْوٍ بَعْدَ هُدُوءٍ المَكَانِ ...
صَمْتَانِ ينْدَلِقَانِ
منْ رَغْوةِ الايْقَاعِ
مُوسيقَى تَأكُلُ ذَاكِرَتي
تَحُومُ بَعْضُ أطيَافِي
حَوْلَ أمْوَاهِ السَرَاب
تلَامَسُنِي رُمُوشُهَا
لحْظَةَ انْكِسَار ,
هِيَ مِنْ تَعْزِفُ البَهَاء المنْسَكِبِ
عَلَى قِبَابِ اليَاسَمين ...
مَتَى تَسْكبِينَ مَاءَ الشِعْرِ
وَ تَغْتَسلِينَ منِ الدَهْشَة
مَا أضْيقَ الوَقْتُ ؟
يَمرُّ العَطَاشَى بِسرْعَةِ النَهْر
وَ أغِيبُ فِي حُلمِكِ
إلى طُلُوعِ المَنَامِ الأخِير...
مَهْلاً.. سَنَرْتَشِفُ كَأسَ المَسَاء
و نُعَرّي شِفَاهَنَا
للصَمْتِ و للخَوف
لَكِنَّنَا نُغْرِقُ البَحْرَ خَلْفَنَا
و نَأخذُ زُرْقَةً
كَي نَسْتَظّلُ بِهَا...

[عبد الرحيم عيا]

أسجل إعجابي بهذه الترنيمة الروحية الرائعة
ولي عودة إن شاء الله
مودتي الشاعر لطفي

[عبير محمد]

مرور اول ولي عودة للانتشاء من هذا العطر
تحية تليق
وكل الود

[مرام منير]

الشاعر الراقي
لطفي العبيدي
زاخر حرفك متميز
تأملات في نص رائق
تقديري الكبير

[لطفي العبيدي]

شكرا لك أستاذ عبد الرحيم

بورك فيك
تقديري

[مالكة حبرشيد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لطفي العبيدي

هَكَذَا تَمُدّينَ يَدَكِ
لِـيَسْقُط بُرْتقَالُ الجَنّةِ
منْ أسْفَلِ الضِلْعِ
أتَشَرَّدُ قُرْبَ مَهْزلَةٍ عَابِرَة
قَدَمَايَ يَابِستَانِ
أمْضِي إلى أيّ مَسْربٍ
يُصَادِفُنِي مَصِيرَ الريحِ
صَوتٌ فِي خَرَابٍ
هَشِيمٌ منْ حُروفِ الحُبِّ
ضَاعَتْ دَفَاتِر العَاشِقِينِ
بينَ حُقولِ العِشْق وَ أسْمَاءُ الشُعَرَاءِ...
عنْدَمَا أدْلجَ صَبَاحُك
مَالتْ النُجُوم
و نَامتْ عَصَافِيرُ الليْلِ
اسْتَدَفُّ جَنَاحُ ظِلّي المَكْسُور
كَأنَّ سَقْفَ الضِياءِ يُقْبِرُنِي
هَاتِ قنَادِيلِي
وَ شُعْلَةً تَسْتَلِّذُ الاحْتِرَاق
لا تُلْقي أشْوَاكَ الوردِ عَلى وسَادَتِنَا
رُبّمَا يَنَامُ الليْلُ وَاقِفًا
و لا يُدْركُنَا ضِيقُ السَهَر....
للوَدَاعِ نُكهَةُ الخَريفِ
منْ جَعَلنِي انتَظِرك ؟...
لمْ يَبْقَ فوقَ تِلَالِ الأمنِيَاتِ
نِسْمةُ وعْدٍ
حَافي الجَسدِ أتَدَلّى
كَـمَصْلُوبٍ عَلى رَصِيف الانْتِظَار
يَنْهَشُنِي شِّتَاءُ الريْح...
الشَارعُ يرْكُضُ خَلْفَ نَافِذَتي
تَارِكًا سَتَائِرَ المَسَاءِ الزَانِيَة
تَدْخُلُ الفَوضَى
لِتُنَضِّدَ أزْرَارَ النَّومِ
قبْلَ فَوَاتِ اللَذَّةِ المُسْتَعْجِلَة
أطْفِىءُ فِي جَسَدي
كُلَّ ضَوءٍ يَبْزَغُ نَحْو الأعْلَى
يَتَقَهْقَرُ إلَى القَاعِ نَفَسِي
وَ ينْدُمُ الأجَلُ كَعَادَتِهِ
دُونَ مُلَامَسَتِي
وَ يَكْبُرُ ألَمُ الفَجِيعَة صَبَاحًا ...

...و يَمْضِي بِيّ الطَريق
بَعيدًا بينَ أضَْواء البَرْقِ الخَاطِف
بِلا جَدْوى
بلِا هَاويَة الهَدَف
كَأنَّ بِيّ
مَا طَافَ حَوْلَ النَّار
كُنْتُ وَحْدي أصْغِي
لِـحَفِيفَ أقْدَامٍ الآخَر
وَ لم أبْرَحْ رَصيفَ اللاَمَكَان
خَذَلنِي شَهيقَ اللامَعْنِى
سَأقتُلُ الفِكْرَةَ...
ذَلِكَ ليْسَ وَجْهِي ,
شِعْرٌ يُنَازعُنِي النَفَس
غَسَقٌ يَرنُو مِن المِرْآة
أ تَبْكِينَ أمَامِي
دَمْعُكِ مِدَاد القَصَائِد ؟
أحبُّ العيُونَ التِّي
تَرَانِي جِنَاسًا ضُوئِيًّا
من شُرُفَاتِ التُّفَاحِ
افتَحِي نَوَافذَ الاثْم
لأهْطَلَ كَمَطرٍ شَاردٍ
عَلَى الطُرقَاتِ
تَعَالي نَمْشي لَحْظَةَ الوُصُول
خَلْفَ الجَحِيم...

هِيَ لآ تكتبْ,,
تَنْتَظرُ عينَ الشاعِرِ
كَسَمَاءٍ مثْقُوبَة
تَودّ قَضْم َ فَاكِهَةَ الشَبَق
كَلِمَاتُهَا حُبْلى
تَزِّفُ زُهورَ اللّوِزِ فِي الليْلِ الشِتْويّ
ثُّمَ تُمَزّقُ الوَرَقة
وَ يَغِيبُ دُمُ النَبِيذِ
في الشِفَاهِ الكَالِحَة
مَا بيْنِي وَ طَوَايا الحُلْم
أسْرَارٌ أجْهَلُهَا
يُوَشْوشُ الرَجْعُ صُدُوعِي
زَوَايَا قَصِيدتِي
تَكْتَظَّ بِـقَافِيَةٍ مُتَعَفِّنةٍ
مَاءٌ أخْضَر يَزْحَفُ نَحْوَ صُلْبِي
و الضَجِيجُ العَاقِرُ
يَعْصِفُ بِيّ
كَـَصَحْوٍ بَعْدَ هُدُوءٍ المَكَانِ ...
صَمْتَانِ ينْدَلِقَانِ
منْ رَغْوةِ الايْقَاعِ
مُوسيقَى تَأكُلُ ذَاكِرَتي
تَحُومُ بَعْضُ أطيَافِي
حَوْلَ أمْوَاهِ السَرَاب
تلَامَسُنِي رُمُوشُهَا
لحْظَةَ انْكِسَار ,
هِيَ مِنْ تَعْزِفُ البَهَاء المنْسَكِبِ
عَلَى قِبَابِ اليَاسَمين ...
مَتَى تَسْكبِينَ مَاءَ الشِعْرِ
وَ تَغْتَسلِينَ منِ الدَهْشَة
مَا أضْيقَ الوَقْتُ ؟
يَمرُّ العَطَاشَى بِسرْعَةِ النَهْر
وَ أغِيبُ فِي حُلمِكِ
إلى طُلُوعِ المَنَامِ الأخِير...
مَهْلاً.. سَنَرْتَشِفُ كَأسَ المَسَاء
و نُعَرّي شِفَاهَنَا
للصَمْتِ و للخَوف
لَكِنَّنَا نُغْرِقُ البَحْرَ خَلْفَنَا
و نَأخذُ زُرْقَةً
كَي نَسْتَظّلُ بِهَا...

لطالما توسد الحلم
ذراع النبض
حاضنا رؤى الطهارة
في عمق الغفوة
ألقى أمتعة الهم
والفرحة تخط
على ملمح الريح
قصة لم تبتدئ بعد
وجها ناعما
ينبعث منه الشدو
كأنفاس الأقاح
يحيي مواسم الضياع
في عرق اللحظة
قبل اللمسة الأخيرة


لله درك ايها الشاعر
وهذه التحفة النادرة التي خطها النبض
على شاشة الفنيق
كما عهدي بك تمنحك الابجدية نفسها
فتشكلها لوحات سريالية
تستدرجنا نحو كلماتك لندرك معنى الشعر


احييك على النص الرووووووعة
والذي لم يفقد توهجه رغم طول المشوار

[مالكة حبرشيد]

يثبت بتاريخ=4=11=2014

[الدكتورة عزة رجب]

ليست قصيدة ...
بل قصائد
عناقيد تتدلى في موسم قطاف القصيدة

الرائع لطفي

هذا النص صنع فارقا في طريقة كتابتك

تقديري الكبير

[بسباس عبدالرزاق]

قصيد زاخر بالشعر

كان فاكهة لغوية للشعراء و العشاق

التهمت الحروف بنهم
رائع أستاذي لطفي و قد عودتنا دوما على خضرة شعرك

محبتي

[جوتيار تمر]

الاستعارة ساهمت في خلق اجواء متنوعة داخل جغرافية النفس نفسه، والذي بدوره اشتغل على مَعلم التنامي باقحامه الصورية الديناميكية التي تجذب المتلقي الى مسرح الحدث ويبقيه للنهاية.
محبتي
جوتيار

[لطفي العبيدي]

شكرا لك أستاذة عبير تقديري

[لطفي العبيدي]

مرام كنتِ هنا
ما أجمل مرورك الراقي


شكرا لك

[لطفي العبيدي]

الشاعرة مالكة
بورك فيك
أشكرك على الاعجاب

تقديري الكبير

[لطفي العبيدي]

أستاذة عزة

يسرني مرورك الانيق

ما أروع كلماتك


تقديري