لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-09-2009, 05:45 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
لقاء الذات والدخول في ذات اخرى
لقاء الذات والدخول في ذات اخرى
قراءة في نصوص الشاعرة البحرينية فاطمة محسن في احدى تعليقاته كتب الشاعر الصيني مي ياو شينغ مقولة بقيت عالقة في اذهان اهل الشعر الى يومنا هذا بالرغم من انه قالها قبل عشرات السنين حيث قال: لتتقن الاناقة اولا ، ومن ثم ابحث عن الاسلوب البسيط فثمة قصائد توضح المتانة التي يتطلبها الاسلوب البسيط. وبهذا فان الاسلوب البسيط يعد صعبا جدا كونه يحتاج الى بساطة عذبة عميقة الاغوار وتمتلك اكثر من خيط يدلنا على فحوى النص الذي يتوقف عنده المتلقي او الناقد وهذا الاسلوب الانيق والبسيط والمتمكن من ذاته وجدته ماثلا امامي وانا استعرض نصوص المجموعة الشعرية الجديدة للشاعرة البحرينية فاطمة محسن والتي صدرت تحت عنوان اسقط منك واقفة وهو عنوان واضح ودال على الشخصية الشعرية المختفية وراء هذا النبض المنثور بطريقة شعرية تحفر الذائقة وتنعش التلقي لدى الباحثين عن القصيدة الحديثة فقد كانت فاطمة ومن خلال مجموعة النصوص هذه والتي احتوت اغلب ثيمات الشعر الحديث المتعارف عليها مثل الحب/ المرأة/ الرجل/ الرجولة/ الانوثة/ المصير/ الانتظار/ التحدي/ العطش لاشياء عدة/ الفرح/ الحزن/ الشجينة/ الغربة/ وغيرها تنسج وعلى مهل عدة سحب علقتها على سماء الشعر وتركتها تمطر علينا قصائد وانثيالات مليئة بالسحر الحلال وقد اكدت لنا هويتها برغم خصوصيتها وذاتيتها المفرطة التي لمحناها في العديد من المقاطع الشعرية التي كونت وحدة متكاملة من حيث المعنى والتوظيف المتقن كما في هذا المقطع الذي تقول فيه: “دعني اساومني ثم امسح دمعي/ اغير طقسي قليلا/ فمنذ غيابك هذا نشيدي/ الدموع.. الدموع.. الصلاة. وفي المجموعة ذاتها وجدت فاطمة خاضعة ايضا برغم تمردها الواضح الى تراكمات الموروث والمألوف بمعنى انها لم تحقق تمردا يبعدها عن البيئة التي تنتمي لها، انما تمرد اخر على بعض السائد من الاخطاء التي تتلبس تلك البيئة، حيث انها ومن خلال ثيمة الحب ـــ راحت تنحت باتقان وجوها ونماذج عاشقة تعيش معها حرفيا وربما تواكبها في خطوات الحياة وتتوغل معها في تفاصيل مخفية او مشعة. والشعر لدى فاطمة محسن تأكيد واضح لذاتها الى اراها وعبر هذا المجموعة القادرة على تكييف روحها مع كل الاجواء التي تحيط بها من بعيد او قريب حيث انها كانت تمتلك مفاتيحا اوسع للعزف والاشتغال الشعري عبر رمزية واشتغال مختلف عن الشائع او التقليدي في قصائد النثر ولعل هذا المقطع يؤكد ماذهبت اليه من رأي او رؤية حيث تقول فيه: “الريح تهمس للنار وقميصك في الركن ساجدا للظنون راكعا لاسئلة النسيان فزاعتك مسكونة بالامس/ الصحراء قذفت رمالها في جوفك وارتاحت”. وفي بعض نصوص المجموعة استوقفتني مفردات تؤكد على ان الشاعرة تمتلك خزينا مفرداتيا ولغويا ومعرفيا سهل عليها التوغل عميقا في ثنايا الحكايا الشعرية عبر توظيف تلك المفردات في صور تربط القديم بالحديث وعبر انثيالات جعلت من النصوص تتألق في زاوية الطرح والتلقي وحين نعرف انها ابنة دلمون فلا عجب ان وجدناها وعبر اشتغالها الخاص تناغي امكنة اخر وتذهب باتجاهات عدة حيث المدن والانهار الخالدة التي تعني الحياة وعشقها المتأصل لكل مكان تشعر بانتماء اليه. وقد وجدتها في مقطع معين تحاور النهرين الخالدين دجلة والفرات عبر انثيال عشق واشتهاء تساقطا كما امطار تشرين يبلان النفس والروح حيث قالت: “اشتهي الظل فيك/ لا كتب من مطر صهوة اللقاء/ اشـتهي نرجســــــا للعيون التي سيجت أرقي /اشتهيك”. اما المقطع الاخر والذي بشـــــر بالشـــــــــاعرة مفتاحــــــــــا لخزين معرفي كما اسلفت في اعــــلاه فانه امتلأ بالصور الشعرية الـــــتي تجســـــــدت كرؤية جرت الميثولوجيا الى كف القصيدة لتعقد قرانهما عبر تزاوج شعري لا يمكن اسقاطه في داخل النص بدون دراية بتهاويم الشعر وجنونه حيث انها استفزت بي الكثير حين قالت: “ مر في الانبياء/ وقامته تستظل بقلبي/ بسبحته كان يجلو النخيل/ ومرت هناك/ فكانت ترد في الجرح تهويمه/ حبرها يتسكع قلبك”. فاسقاطة الحادثة هنا برعت فيها الشاعرة ومنحت المتلقي دوران نشوة لا يمكن الحصول على طعمها دون تكرار، قراءة هذا المقطع تحديدا فهي تكاد تضيء (الشاعرة) مع امتداد رؤيتنا الى عمق المعنى الذي تكور في حبرها حتى كاد ان يضيء الشاعرة مع امتداد رؤيتنا الى عمق المعنى الذي تكور في حبرها حتى كاد ان يضيء هو الاخر. والنثر عند فاطمة محسن ليس هو النمطي او المكرر لمحاولات تركها البعض ومضى..!! بل انها ومن خلال ما تنثره تمد جسورا خفية تؤكد منطقية الانثيال الروحي الذي تنزفه فيسيل الى وسط المتلقي. وفي هذه المجموعة وجدتها تمتلك ارهاصات عدة يمكن من خلالها ان نرصد عددا من الخيبات ومحاولات ترميم اثار الوجع والشجن ومن خلال الاصرار الداخلي على التجاوز فالشاعرة تنبيء عن ازاحات مفتوحة غير مقبولة في الرومانسية وليست مكرسة لاجل اسقاط ثيمة الحب والاحباط على انه شيء مفروغ منه بل انها تركت لنا فرضية جديدة ترد من خلالها على حديث الاستاذة الناقدة ظبية خميس والذي كانت تقول لم تنطلق حواء بصوتها كثيرا كانت ببغاء ادم احيانا، وشهرزاد شهريار احيانا اخرى فما اسقطته فاطمة محسن من مفردات عبر هذا المقطع. “لماذا المياه تحخاصرني بالرؤى/ وانظر فنجان قهوتنا صامد في المكان/ الزوايا تحاصرني بالموسيقى/ فافلت مني/ وارقص. ارقص”.. اقول انه ـ عبر هذا المقطع كان الحديث كافيا لاثبات ان حواء قادرة على القول والفعل والدخول في صراع مع الاخر ان تطلب الامر ذلك، ولعل قراءة هذا المقطع الاخر سيدحض رأيا اخر قد يشكك بتلك القدجرة التي جاءت هنا عبر منظومة بث مختلفة حيث نراها تقول: “لي هجرة منك / لا يسع الوقت كل البنفسج في جدسي كي يثور/ رأيت الذهول وصافحته في ازقة حلمي/ لأني أنا ../ وليس على ضفتي انحناء” واثنـــــــــــاء قراءتي لبعض نصوص هذه الشـاعــرة عبر الانترنت تذكرت مقولــة فلسفية تعود لـ(مارسيل ريمون) ويومهـــــا قال (قد يصادفنا الحظ ونلتقي بذاتنا، او ندخـــــل فــي ذات اخرى) وانا ومن خلال الاسترســـــال في قـــراءة قصائد هذه الشاعرة الشــفافــــــــــة والرقيقــة، وجدتني اعيش الحالتين، فقد صادفتني ذاتي اثناء تجوالي بين الازاحات الشعرية التي رسمتها ريشة الابداع التي تمتلكها (فاطمة)،وبرغم انها كانت انثوية الطابع والطرح، الا انها لم تخل من مشاعات التلقي، لذلك وجدت بعض النصوص والسطور وشاهدتها عن قرب ترسم ملامح تشبهني وتقاربني روحيا، فكنت بداخل النثر (الفاطمي) والحديث (الريموني)، اي اني وجدت ذاتي بداخل بعض النصوص وفي بعضها دخلت ذاتا اخرى، كما في هذا المقطع الذي نقول فيه: “منذ فوبيا الحب/ وانا أسأل الله../ لكن عيناك تنبئان بقتلي/ انت تشبه ظمئي/ وانا اتلصص/ نهر فؤادك”. وفي اماكن اخرى وجدتني ادخل في ذات الشاعرة، من خلال جري الى ساحة قرابين روحها التي وجدت فيها ـ انها تمتلك رغبة في تعرية الذات بقسوة من خلال التركيز على اللحظات العابرة التي تجسدت عبر الرمز والصور والمحسوس، ولعلي اكون موفقا حين اصف ذات الشاعرة على انها خالية من العقد، وتعيش وسط اجواء نقية من حيث الانتماء للانسانية، فهي تجنح معاقل البياض، ولا تتوقف عند اشارات حمر، ربما يرتكبها بعض الذين غادروا انفسهم وذاتهم، كما في هذا المقطع الذي جاء فيه: كان جدار هواك تعانقه نجمتان/ ويغفل/ يغمرني الضوء/ تدخلني شفتان/ تعللت بالبوح/ وتنسل من جسدي شرفتان”وحتما اني لن انتهي عند حافة المتعة، او اي حد معين من لذة التلقي التي صادفتني على قارعة النصوص الراقية التي وصلتني من شاعرتنا الجميلة والدافئة (فاطمة محسن) ولكن ما اريد الان ـ ان يكون مسك ختام حديثي هو القول: ان هذه الشاعرة تكتب بلغة انيقة امتصت من خلالها كل نبوءات الجمال والسحر الحلال، وحققت كينونة من الصعب الوصول اليها، دون بذل روحاني الطعم وفؤادي اللون. عدنان الفضلي
|
||||
13-09-2009, 04:31 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: لقاء الذات والدخول في ذات اخرى
المكرم الفضلي ..
مائز فيما تكتب من إبداع .. و مائز فيما تختار لتكتب عنه كثير شكر لجمال التناول .. والقلم مودّتي و احترامي
|
||||
15-09-2009, 03:05 AM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: لقاء الذات والدخول في ذات اخرى
الوارف الفضلي
مبارك هذا المنجز وطالما هب قراءة من لدنك فركنها تحت الضوء فالى هناك ايها الوارف ودنا |
||||
14-04-2010, 05:23 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: لقاء الذات والدخول في ذات اخرى
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بشرى بدر المكرم الفضلي .. مائز فيما تكتب من إبداع .. و مائز فيما تختار لتكتب عنه كثير شكر لجمال التناول .. والقلم مودّتي و احترامي / / الرقيقة الراقية بشرى هي محاولة للتوغل في عمق النص واستكشاف جنون هذه الشاعرة / / امتنان لروحك وقلبك لا عدمتك الفضلي
|
||||
14-04-2010, 05:28 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: لقاء الذات والدخول في ذات اخرى
ستكرهني يوما ما
قائمة من اعمالك تنتظرك في ركن قارعة انتظار بانتظار كرهك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|