لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-11-2009, 03:12 AM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
قراءة نقدية لنص (حيرى ) للشاعرة المصرية سماح عبد المنعم
قراءة نقدية لنص (حيرى ) للشاعرة المصرية سماح عبد المنعم
حيرى أحيا الآن لحظة لحظة عاجزة عن وصفها تتصارع داخلي كلماتي تبكى أو تصرخ أو تنادى مالي أتخبط بين الطرقات تتنازعنى أهواء وأمواج من أنا ؟ أين أنا ؟ كيف صرت إلى ما أنا فيه ؟ لم اعد اعرفني تاهت ملامحي كما تاهت نفسي منى لما خرجت من مملكتى ؟ لما تطلعت إلى الخارج ؟ هذا اختبار اعلم أنة اختبار ترى هل نجحت ؟ ترى كيف ستكون النتيجة ؟ وكيف ستكون النهاية ؟ حائرة أنا وتتملكني الحيرة متى ستكتب النهاية ؟ متـــــــــى؟ قد يشكل عنوان النص أو ثرايا النص المدخل إلى كثير من النصوص الشعرية لما يمثله من محور أساس في تحقيق المعنى الأول في النص ... ونلاحظ أن العنوان يشكل الهاجس الكبير لكثير الشعراء حيث أن بعض الشعراء يكتب النص من ثم يختار العنوان ولكن هنا نلاحظ ان الشاعرة كان العنوان هو الأساس الذي بنيت عليه النص لأن أننا نشعر أن الشاعرة لا تكتب النص إلا بعد أن شعرت بصدمة في الحياة نتيجة خيبتها وانكساراتها من العالم أو بعد أن فقدت الثقة في التصالح مع العالم حولها لشعورها أنه بعيد عن ما تريد وما تحلم .. وهنا تختلق الأزمة التي حركتها للبحث عن معنى حياتها وسط هذا العالم بحيرتها تتصارع داخلها مع الذي حولها وهي عاجزة عن تغيره أو المشاركة في هذا التغير وهذا ما دعاها إلى الحوار مع داخلها كي تبرر تخبطها مع هذا العالم الذي تحيا فيه ( أحيا الآن لحظة /لحظة عاجزة عن وصفها /تتصارع داخلي كلماتي ) وصولها إلى حالة العجز بعدم قدرتها على التغير في مسار حياتها تلجئ إلى البكاء والصراخ متخبطة في مشاعرها التي توصلها إلى الحيرة من هذا العالم البعيد عن المعنى الذي تريد وتحلم به ( تبكى أو تصرخ أو تنادى / مالي أتخبط بين الطرقات /تتنازعنى أهواء وأمواج) مستمرة بانفعالها الذي تكون نتيجة صراعها مع العالم الخارجي وما يسبب الضغط عليها إلى حد أوصلها إلى حد البكاء والصراخ .. والشاعرة هنا استطاعت أن تحقق الانزياح في المعنى نتيجة الاستعارة بعكس صراعها وإبراز هذا الصراع مع العالم الخارجي وصولا إلى أحداث الانزياح في تحقيق رؤاها في خطابها الشعري حيث ندرك تقديراتها التخيلية في تثبيت المعنى يكتمل هذا المعنى في كافة مراحله وهذا ما نلاحظه من خلال استمرار توترها العاطفي كما قال أي. س .دالاس( أن قوة الصورة الشعرية تكمن في أثارة عواطفنا واستجابتنا للعاطفة الشعرية) حيث يؤدي إلى استمرار دفقها العاطفي بشكل انسيابي وهذا ما يخلق صور واضحة في شكلها عميقة في معناها وفق مجاز يؤدي إلى تحقيق رؤاها داخلية اتجاه العالم الذي سبب إخفاقها وانكساراتها ... أحيا الآن لحظة لحظة عاجزة عن وصفها تتصارع داخلي كلماتي تبكى أو تصرخ أو تنادى مالي أتخبط بين الطرقات تتنازعنى أهواء وأمواج وهذه الحيرة من هذا العالم يؤدي بها إلى البحث عن معناها ضمن الوجود بحيث تسأل (من أنا ؟ أين أنا ؟ ) تستمر بهذا التوتر الشعري إلى أخر النص وهذه الحالة التي وصلت إليها الشاعرة هنا من (أنا) نتيجة أزمتها الإنسانة مع الوجود الذي تسبب نتيجة إحساسها واغترابها داخل عالمها الداخلي مع ما حولها بحث أوصلها إلى عدم ثقتها به وهذا اللحظة تفقدها حتى قدرتها أن ترى العالم كما هو وذلك لزيادة التباعد الروحي والفكري بينها وبين هذا العالم المحيط بها .. وهذه أزمة إنسانية عامه ليس خاصة بالشاعرة ولكن الشاعرة استطاعت أن تخلق خطاب شعري ينقل أزمتها إلى العالم الذي ترغب به وفق مقاييس إنسانيتها وكما قال ستارروبنسكي ( أن الكاتب في عمله الأدبي ينكر ذاته ليجاوزها ويتحول إلى اللحظة التي يرغب) لكي تتجاوز هذه الأزمة التي سببت لها التصدع وحتى الضياع لأن الإنسان عندما يصل إلى لحظة الشك بوجوده بقدر ما يدل هذا على عمق هذه الأزمة في فكرها بقدر ما يؤشر أن العالم الذي حولها لم يعد يلبي طموحاتها في الحياة وهذا ما يجعلها تتساءل من أنا وكيف وصلت إلى هذا وهذا نتيجة ضعفها إزاء هذا العالم هي هنا تأشر أزمة المرأة العربية بسبب سيطرة عالم الذكوري على مجريات الحياة وما أبعد المرأة عن قدرتها في المشاركة في صنع الحياة حتى تصل إلى أن ملامحها ونفسها قد ضاعت منها ( من أنا ؟ /أين أنا ؟/كيف صرت إلى ما أنا فيه ؟ /لم اعد اعرفني /تاهت ملامحي/ كما تاهت نفسي منى/ لما خرجت من مملكتي ؟ ) والشاعرة هنا تطلب بأن تبقى في مملكتها هو البيت نتيجة ألسيطرة الذكوريه على المجتمع وهي لا تستطيع أن تشعر بالأمان وسط هذا المجتمع الذي يتحكم به الذكر الذي لا يسمح إلى المرأة تحقيق إنسانيتها وهذا بالطبع يوصلها إلى تهميشها كإنسانة لها دور في صناعة الحياة ..... من أنا ؟ أين أنا ؟ كيف صرت إلى ما أنا فيه ؟ لم اعد اعرفني تاهت ملامحي كما تاهت نفسي منى لما خرجت من مملكتي ؟ والشاعرة نتيجة أزمتها مع العالم المحيط بها تفضل أن تبقى في مملكتها هو البيت فهي تشعر أنها تاهت عن نفسها عندما خرجت من هذه المملكة حيث هي تسأل ماذا تكون النتيجة وهي خارج بيتها( المملكة) (لما خرجت من مملكتي ؟ / لما تطلعت إلى الخارج ؟ ) وهي بهذا تشعر بأنها لا تستطيع أن تنجح وتستمر بسؤالها عن النتيجة ولكنها تشعر بالتناقض بين تبقى في البيت أو الخروج إلى الحياة من أجل المشاركة في صنعها ، ولكنها لتعمق أزمتها مع المجتمع الذكوري تبقى متحيرة بين البت والخروج وتبقى بتوترها النفسي العاطفي الذي يفقدها المعرفة بالنتيجة إلى نهاية هذه الأزمة التي تعيشها لهول التجربة التي عاشتها وصلها إلى لحظة التخبط ( لما تطلعت إلى الخارج ؟ / هذا اختبار /اعلم أنة اختبار /ترى هل نجحت ؟ ترى كيف ستكون النتيجة ؟ /ترى كيف ستكون النتيجة ؟ /وكيف ستكون النهاية ؟ /حائرة أنا وتتملكني الحيرة /متى ستكتب النهاية ؟ /متـــــــــى؟ ) الشاعرة استطاعت بقدرة رائعة بتأشير هذه الأزمة واستمرارها لكي تأكد على أن هذه الأزمة مستمرة وتشمل جميع النساء في المجتمع العربي الذكوري ... لما خرجت من مملكتي ؟ لما تطلعت إلى الخارج ؟ هذا اختبار اعلم أنة اختبار ترى هل نجحت ؟ ترى كيف ستكون النتيجة ؟ وكيف ستكون النهاية ؟ حائرة أنا وتتملكني الحيرة متى ستكتب النهاية ؟ متـــــــــى؟ الشاعرة استطاعت أن تأشر قراءات للواقع العربي وتناقش أزمة المرأة العربية بصورة عامة .. وهي بهذا استطاعت أن توصل من خلال الجملة الشعرية البسيطة في تركيبها والعميقة في معناها فكونت جملة شعرية مكثفة للخطاب الحياتي معتمدة على التكثيف والاختزال وأقامتها علاقة شعرية مؤشرة داخل نصها وهي امتلكت القدرة على أضاءت الدلالات التي كانت تنشدها بالوصول إلى نصها بجعلها أزمة عامة ...وقدرة الشاعرة تظهر على استمرار بحسها الانفعالي على طول النص فهي أشرت على تكثيف العلاقات الظاهرية لمكونات النص لتلامس الشمول في تجربتها الحياتية وهي استطاعت أن تتحرك داخل مخيلتها لتعطي إلى المتلقي عمق تجربتها التي تعيشها أو التي عاشتها وجعل هذه التجربة مفتوحة لاستمرار أزمة المرأة العربية خارج البيت ..بالرغم من اعتمادها على قاموس المفردات اللغوية البسيطة حققت نص عميق في دلالاته التأويلية وفق شكل انسيابي متوتر عاطفيا وأدامت هذا الزخم العاطفي في تنقلاتها الشعرية في النص بشكل مفتوح يصل بالمتلقي إلى غاية ما كانت تريد أن توصله إليه .
|
||||
07-11-2009, 02:43 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: قراءة نقدية لنص (حيرى ) للشاعرة المصرية سماح عبد المنعم
ونلاحظ أن العنوان يشكل الهاجس الكبير لكثير الشعراء حيث أن بعض الشعراء يكتب النص من ثم يختار العنوان ولكن هنا نلاحظ ان الشاعرة كان العنوان هو الأساس الذي بنيت عليه النص
القدير المالكي يعرف تماما من أن يتناول النصوص من العنوان هرول كل الألق والقراءة الأدبية الجميلة بوركت شاعرنا ونتابعك بكل تقدير ســلام |
||||
07-11-2009, 07:22 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: قراءة نقدية لنص (حيرى ) للشاعرة المصرية سماح عبد المنعم
الشكر الشكر
على النوافذ التي تشرعها لنا قديري ودنا |
||||
07-11-2009, 08:37 PM | رقم المشاركة : 4 | |||||
|
رد: قراءة نقدية لنص (حيرى ) للشاعرة المصرية سماح عبد المنعم
اقتباس:
الأخت سلام
تحية تقدير الى مرورك الدائم على نصوصي لعمق هذا المرور .. مودتي
|
|||||
07-11-2009, 08:39 PM | رقم المشاركة : 5 | |||||
|
رد: قراءة نقدية لنص (حيرى ) للشاعرة المصرية سماح عبد المنعم
اقتباس:
أخي العزيز زياد
تحية لروحك العميقة بالمحبة ..مع مودتي وتقديري
|
|||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|