دعوة للحوار ..النص الجديد ــ النص/ميديا - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-01-2010, 07:24 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مجلس الأمناء
Guest
إحصائية العضو






آخر مواضيعي


افتراضي دعوة للحوار ..النص الجديد ــ النص/ميديا

النص الجديد ــ النص/ميديا
نقلا عن الشاعر هاني الصلوي / اليمن رحمة الله عليه :

النَّـص الـجديد(1) .
زمـــن النصـ /ميديا *......... "منفستوأولي خائب " **
( دعوة للحـــوار)***
# هانـــــــي الصلوي
-------------------------------------------------------


" ولد الحرف حراً فاسترقَّــه الإنسان "
عبدالرحمن الحميدي – نص الكمبيوتر

ثارت في الفترة الأخيرة جملة من القضايا الأدبية المهمة على الساحة تعود في معظمها إلى مايمكن أن يكون ــ مهما خفي ــ متفرعات ومتواصلات للتجليات العملية لمشكلة أوظاهرة صراع الأجيال ، وصراع الأجيال المشكلة الأم (نفسها ) قديمة برزت مع وجود الأب بعد وجود الإبن بالطبع كون الابن الأسبق إلى الوجود ؛لأن بحضوره وميلاده وجد الأب/ الدور . تجلت هذه المشكلة /البؤرة في عدة ظواهر منها : رفض الجيل الجديد بمساندة السبعينين مؤسسات الجيل الستيني المسيطر ( حسب تسمياتهم ) نحو ماحدث في مصر من رفض الشعراء الجدد وكثير من الأجيال القديمة المساندة ممن تعرضوا للاضطهاد مؤتمرَ الشعر الدولي (مؤتمر حجازي ) ، وإنشائهم ماسمي بالمؤتمر البديل ( مؤتمر قصيدة النثر لاحقاً ـ ستصبح بعد هذا مؤتمرات قصيدة النثر ) ومنها : هجوم الجيل الجديد على الجيل السابق لهم مباشرة وقذف الاتهامات في وجهه وبالأخص ماسمي بجيل التسعينيات ( 2) ، ومنها عودة الحرس القديم من النقاد والأكاديمين خاصة إلى الفضاء النقدي بدراسات وكتائب من الباحثين يمجدون القديم ويقفون عند نهاية السبعينيات باعتبارها في نظرهم مرحلة القمة مقابل هروب كثير من النقاد الذين قادوا تجديداً في النقد العربي من التخصصي إلى الكتابة في الشأن العام . دون أن يكون هذا الصراع رأسياً على طول المسافة بل تقاطع المستويان الرأسي والأفقي في معظم المعارك .(3)
كل هذه الزوابع جعلت قضايا التقسيم( 4) والتصنيف طريقاً ممهداً للكثيرين في الحين الذي كان يجب أن يدركوا أن اسطونة التصنيف غير مجدية ؛إذ أننا لن نستطيع مهما حاولنا الحديث عن خصائص صارمة لكل فترة علاوة على وجود شعراء وكتاب يمكن الحديث عنهم كعابري أجيال ، وإنعدام التصنيف "في رأيي طبعا " مؤشر إيجابي يؤدى إلى عدم الاعتماد على الحصر/الشهية الذي أصبح "مهيمنة" في خطابنا برمته والذي يعد في أعلى إشراقاته (الحصر) مغالطات يجرفنا بها السياسي كل لحظة و(فورة الحصر) بوصفها حدثت مرات ربما ــ سنة سيئة سنها مؤرخو الأدب ، حيث من الأفضل الحديث عن النص لا عن الفترة الزمنية،فالتصنيف يحدث دائما لأغراض مدرسية بحتة وهو مايرفضه الشعراء الشعراء دائماً .
الأهم من كل الخلافات التي تعزى إلى تشابكات صراع الأجيال" الثيمة" أن يلتفت الجميع إلى مايكتب الآن ، على الفضاء الأزرق تحديداً /الفضاء المعلوماتي cyber space ، إلى النص الجديد . إلى نص يكتبه قليل من شعراء التسعينيات (راهنياً ) وجمع من كتاب ما بعد الألفية ،
كما يكتبه بعض شعراء السبعينيات والثمانينيات .نص هادئ وأكثر يومية من اليوميات وهو مع ذلك نص إلكتروني // خارج الزمن وخارج المجانية والتهديف وخارج قصيدة النثر ذاتها التي اصبحت جاهلية على كل المستويات الإبداعية ، وهو موضوع يجب العمل عليه والتسرب إلى أغواره ، إذا كنت أقصد بالطبع إلى قصيدة النثر في صيغتها الأولى ، صيغة بداية القرن وهي صيغة لازال كتاب قصيدة النثر(في الأغلب ) يعتنقونها ويتعبدون لها ( بالطبع ليس الجميع ولكن الحديث يدور حول جماعة تحولت قصيدة النثر على يدها إلى سلطة ثابتة وأصبحت تمارس على الأجيال اللاحقة ما مارسته سلطة التفعيلة على هؤلاء( 5) ، والأهم من هذا أن الصيغة التي يكتبون بها بعيدة عن قصيدة النثر " بالمفهوم الأوروبي أو بالمفهوم العربي المتبلور ، ، لذا يمكن الحديث هنا عن قصيدة نثر عمودية تدخل في أرقى الأحوال ضمن مايطلق عليه النثر الفني مع تسامح كبير من الباحثين " ) .
إن تأملاً فاحصاً في هكذا ظواهر يلزمنا إعادة النظر في كل الأحكام التي أصدرت في هذا الشأن ، لقد بدأ الإنسان شاعراً /مجازياً / غير منصاع للتعاريف ، هو من يسمي الأشياء(أو يسمي الآلهة بمنظورهايدجر)وهذه حقيقة الشعر ـ رغم بغضنا الواجب للحقائق – لم يبدأ مستوعباً / بدأ تائها هائما في كل الأودية / سلطة المجاز تفتح له في كل الانجاهات فضاءات أرحب شعرية ً.
وحين بدأ ت الأسماء تثبت في ذهنه( الأنسان الأول) ذهب منه الشعر فبدأ يبحث عنه تارة في الحكايات الجديدة وتارة في أحلام النوم واليقظة ، وكان يجده كل مرة في هيئة ، إذا كان لابد لآدم نفسه أن يفر طريداً من الجنة حين علم الأسماء كلها حسب إبراهيم شكرالله لأن الأسماء تبسط الحقيقة حتى تكاد تحتجب .
وهذا ما حدث حين بدأ هذا الجيل تعاملهم مع الفضاء الإلكتروني ، دهشة جماعية استبدت به .. حتى أن من لايستطيع التعامل مع الكمبيوتر انتقلت إليه عدوى نصوص الإصدقاء الإلكترونية /بل بدأ نفسه يعبث بالموبايل ويكتب بعض نصوصه عليه ويحفظها في مسودات رسائله ، ثم يرسلها من موبايله إلى أي موقع إلكتروني يود النشر فيه فممالاشك فيه أن إطاراً جديدا للكتابة سوف يتشكل معه وهو يرمي القلم جانباً ويمارس قيادة العالم من على أي جهاز إلكتروني ( وعي الكاتب بالنص الإلكتروني ) . الأمر نفسه حدث مع المتلقي الذي أصبح إلكترونيا هو الآخر والذي أصبح هو الآخر إذا لم يعبث بالحاسوب يعبث بموبايله وينشغل به طويلاً حتى عاد للشعر جزء من تألهه وهو بعدٌ غائب عن كثير من الدراسات وصمتْ هذ الجيل بالميل إلى المادية والتقنية أو ماتسميه :الجفاف التقني المسيطر ، متناسية ( هذه الدراسات ) أن هذا الجفاف التفني# قد حمل في داخله نقيضة وأشعل ثورة هي الأقرب إلى مفهوم الشعر ..فيوميا يقرأ الناس لأصدقائهم آخر رسائل الموبايل التي وصلتهم أو في المقاهي وربما في مكالماتهم التلفونية الطويلة وقد يستعين بك صديق في الرد على رسالة وصلته من عزيز ويحب أن يرد الإحساس بأحسن منه وهكذا تغير مفهوم المتلقي ، بل والتلقي بجملته . .( هنا يمكن الحديث عن النص الجديد كنص شعبي / نص مهمشين إضافة إلى نخبويته ، يمكن لهذه النقطة أن تشارك في عملية قراءة النص الجديد باعتبار لغته التي تجمع بين الإلكترونية ، والشعبية وقدتمثلت هذه الأخيرة في صعود كثير من التعبيرات العامية إلى النصوص الجديدة الفصيحة ناهيك عن الكلمات التي تدخل كل لحظـة ).
لقد أصبحت الآلــة الإلكترونية نفسها ( الكمبيوتر ــ الموبايل ــ وحتى البرامج الكاتبة إبداعياً كالمسرد مثلاً ) شريكــاً فاعلاً في كتابة النصوص الأدبية ، من خلال تقديم الاختيارات الاعتباطية أو الواعية (هل يعد هذا جزءاً من وعي الآلة بنفسها #1) زيادة على الشراكة الحقيقية للمتلقي في الكتابة واعتباره النصَ مبتكراً وغيرمعطىً وغيروثائقي.
شكــَّـل الاندماح بالفنون الأخرى ضرورة للكاتب الجديد ، وهوأمرتشترك فيه كل الفترات الشعرية والنصية من مراحل العمود والتفعيلة حتى قصيدة النثر والنص مابعد الأجد أو النص الإلكتروني أو ماسميناه ذات شطح" النص المجنون" ولك أن تسمية الجيل الأخير(بالمفهوم الزمني لكلمة أخير) من قصيدة النثر ، لكن الاندماج الذي ميز هذا الأخير هو اندماجه الكامل بالعالم بكل مكوناته وصوره، بالحقيقة غير المسلم بها ، بالمسلمات ، بالهدم ، بالتصالح وبكل ماهو فائض وخامل وهامشي وتفصيلي ، بحيث ينعدم معه الوجود الخارجي للأشياء نهائياً .
إن قليلاً من المصداقية يلزمني الاعتراف بأن هناك محاولات جادة أدركت جيدا كنه النص الجديد وهي محاولات قليلة قام بها بعض الكتاب من خلال عمل أنطولوجيات شعرية أدخلوا فيها بعض نصوص كتَّاب السرد كنصوص شعرية وهي نصوص تمت بالفعل برحم إلى النص الذي نتحدث عنه ، وهذه النصوص هي نصوص القلة المذكورين سابقاً والذين أصبحوا إلى جانب الكتاب الجدد في بؤرة النص رغم دخول نصوص تفعيلية( تفعيلة بالمفهوم السبعيني لها ) وعمودية فرضتها ضرورة الجمع لكنها في النهاية حوت بذورهذا المتأرجح الآن (انظر على سبيل التمثيل : ديوان الشعر التسعيني الذي أعده الشاعر اليمني عبدالودود سيف لمؤسسة العفيف وصدرعنها ).
إن أقل مايمكن قوله عن النص الجديد : أنه نص" هيولي" ، كيان متشظ ٍ / خارج كل التقعيدات والتقسيمات قارئه الراغب من يستطيع قراءته ، امرأة لاتمنحك نفسها ، ورجل لايمنح نفسه ،عالم لامتناهٍ يعيشه النَّـاص ( كاتباً وقارئاً ) ، قي يقينه المماثل ليقين الصوفي والأشد تماهياً منه ، نص ديمقراطي / علماني يتصالح مع كل الأنواع قد يظهر في بعض قصائد التفعيلة الخالية من الغنائية والموسيقية ، ولايظهر في العمود ( على الأقل لم يظهر حتى الآن شاعر عمود تستطيع تصنيف قصائدة على أنها من هذا النوع إذْ أن انفتاح العمود على الجديد لايخرج عن كونه يذكر تسميات المخترعات والعوالم الجديدة على شاكلة مافعله شوقي وحافظ في بداية القرن في حديثهم عن الكهرباء والقطارات وفكرة الجامعة ، لذا يحتفل العمود بالكمبيوتر ويذكر المسنجر كحلية لفظية ، ويتحدث عن فتاة الياهو ، والإسكايبي دون إدراك مايعني أن تعيش تلك النقاطعات وأن الانتقال للعالم الافتراضي ، انتقال ذهني قبل كل شئ آخر، انتقال يقتضي تطور العلاقات في الذهن على نحو ما إذا علمنا أن الجمهور صار مهيئأً لهذا بدليل انتقال كثيرين مما كانوا يكتبون في منتدديات الدردشة و"عيون القلب" و"همس الخواطر" إلى الملتقيات الأدبية والمواقع بنصوص يمكن أن نظلمها إذا وصفناها بالفتنة وإن كان هناك تجديدا في العمود واقتراب من هذا النوع فلن نجده إلا عند من يكتبون كل الأنواع ، نص يدخل في تقاطعات وتداخلات مع كل النصوص السابقة واللاحقة ، النصوص التي كتبت والتي لم تكتب بعد ، بمعنى أنه نص استشرافي(تكمن استشرافيته في محاولاته الدائمة اختراع المستقبل بدلاً عن التنبوء به ) يدرك الناص فيه أن المستقبل رقمي أكثر منه واقعي6 . وأن الحاسوب أصبح أسلوب حياة .حسب ماريا باكردجيفا في technology in everyday life”" (7)
ان تغير العلاقات كما سبق الحديث قد أدى إلى تبعثر الراسخ وهذه تيمة عملت عليها كل الثورات الشعرية ورددها كل الرواد وكانت في النهاية تقدم نصاً بديلاً ( جاء شكري فقدم النص المرسل غير الموحد القافية وفعل مثله أتباع مدرسة أبولو ، ثم جاء رواد التفعيلة وقدموا قصيدة التفعيلة ثم جاءت جماعة شعر وقدمت قصيدة النثر ) لكن ثورة النص الجديد بوصفها حداثة ثالثة تقدم جملة نصوص وليس عملاً واحداً ، بداية ً بالنصوص المتأثرة بالمرحلة المنطلقة من فكرة عدم وجود المنطلق نفسها ( اليتم )وليس انتهاءا ً بنص الموبايل والنص الإلكتروني بمعناه العام الوسط بين التفاعلية المحضة والكتابة ، ونص الانفلاتات ، والنص التفاعلي .
وبعيداً عن المزاعم التي تظهر في مثل هذه الظروف والدعاوى نحو الادعاء أن " فلاناً " أول من كتب رواية رقمية ، وزعم آخر أن "فلانا" أول من كتب قصيدة رقمية ، بعيداً عن هذه المزاعم يجب أن ندرك أن الانفلات هذه المرة انفلات جماعي ، وجماهيري .( 8) ( أرمي هنا إلى مزاعم النقاد في دراسات تحديد السبق ، وكأننا في مضمار سباق وخروجهم ــ البعض ـ عن وصف المتحقق نصياً وتقويمه ، أما المبدعون فشبقهم التجريبي يقتضي إظهار المنتج ، ) .
مايجب أن ندركه وفق عواصف الاكتشافات اليومية أن دوائر العودة والإياب وتبادل الأدوار (رغم إيمان العلم بالخطـِّية والسير المنتظم ) في الشعر دائماً ماتعود مع أساساتها المستقبلية ، مالفرق بين شاعر يقف في عكاظ ويلقي قصيدته الجديدة ( وفق شعرية ذلك العصر ) وبين شاعر ينشر نصوصه على الفيس بوك ويرسلها إلى صناديق الأصدقاء ؟ !! لافرق ، فكلاهما يقف على صفوان أو على منبر ليراه الآخرون ، الجامع أن كليهما يقدم نصاً جديداً ( في زمنه ).
إن رفض الوزن والقافيه كان رفضاً لسيادة زمن معين في عصر بعيد عنه ، بمعنى الهروب من "وجدنا عليه أباءنا" الصيغة ، رفضاً لشفاهية قامت على الترديد الأول للكلمة نفسها ، ولعل ما أورد الشعر في العصر الوسيط مواردَ التقليد أنه ظل قائماً على شفاهية العصر الجاهلي وماسبقها في عهد أصبح فيه عمر الكتابة ( أقصد إلى العربية بالتاكيد ) مايقارب السبعة قرون متناسين ( شعراؤه ) أنه كان بإمكانة الاستفادة من تجربة الموشحات في الأندلس قريبة العهد والمكان .
وكما استندت قصائد المتنبي التي اعتمدت الموسيقى على الشفاهية ( هي عند المتني شفاهية مستندة على كتابية حيث شهد زمنه انتقالاً من الاعتماد على الذاكرة إلى الاعتماد على الكتب وإن ظلت فكرة الشيخ أو الملقن قابضة على الخناق إلا أن هذ العصر صارمزدوج التلقي "الشيخ والكتاب " ) كما كانت كتابية الأمس مستندة على شفاهية العصور القديمة ذات الازدواجية السالفة الذكر#2، أصبحت إلكترونية النص الجديد وشفاهيته مستندة على المرحلة الكتابية السابقة( 9) وعلى هذا الفضاء ولد ت الكتابة الجديدة . ( لنا أن نستخدم شفاهية النص الجديد كمفهوم قرائي ، على ألا ترتكز النصوص المقروءة على شفاهية العصور الوسطى بمعناها السلبي ولربما ظهرت بعض النصوص التي تزعم أنها تنتمي إلى قصيدة النثر وهي في الحقيقة بعيدة عن الشعرية بل يمكن للقارئ العادي ملاحظة شفويتها ورومنسيتها وقالبيتها حين نجد نصاً كهذا بارزاً في صحيفة ما :
يغني لي "فارس الأحلام "
في "جوف الليل "
فتشتعل "الأنفاس المحترقة "
نجد في النص عودة غير واعية إلى شفاهية أصبحت سلبية وإلى مقولات رومنسية وتصورات جاهزة ربما هي أسماء أغاني من بداية القرن أو عناوين لاكتها الكتابات والألسن ، أو أسماء أفلام ومسرحيات ،بمعنى العودة إلى شفاهية سلبية )
ولعل أهم مايميز هذا الجديد المزعوم أيضاً غياب مفهوم القارئ والكاتب نهائياً ، فالاحتكار الذي شجبته قصيدة النثر وناضلت لانهائه صار اليوم في حكم المنتهي مع بروز الحافز المقروء الداعي للكتابة الموجب لها وربما من خلال الإفصاح عن عدم الرغبة في الكتابة 10 وظهورفاعل جديد هو" الكارئ 11" بمصطلح نبيل علي .
أصبح مصطلح الغرض الشعري أكبر من أن يكون مديحاً أو هجاءاً بل اندمجت كل الأغراض في بعضها وظهر غرض أكبر وأعم هوالكتابة عينها فظهر الغرض12 من جديد ما أوجب الاعتذار المستمر لفكرة الغرض نفسها التي طردها الشعر من ملكوته بعد ظهور المدارس الجديدة بعد العقدالخامس من القرن العشرين وكان محقا حينها ( رأيي بالطبع ) فحتى النص السياسي أصبح أكثر انسانية ، لاسيما بعد أن أعادت نظرية النص للقصدية أو الغرضية اعتبارها بعدِّها شرطاً من سبعة يجب توفرها في النص مع ديبوجراند ودريسلر .
يمكن الحديث عن هذا النص أنه نص النوع أو النص العابر للأنواع ، لكنه ليس ذلك النص الذي تحدث عنه إدوار الخرَّاط في الكتابة عبر النوعية 13وإن كان يأخذ منه الكثير ، بل يمكن أن تكون حركته عكس مسمى حركته عند الخراط ، فمصطلحه ( القصة ــ القصيدة ) يصبح مع النص الجديد (القصيدة ــ القصة ) وربما امتد ليصبح الخاطرة ـ القصيدة ــ القصة ــ الأشكال الإلكترونية المتحركة ـــ الأيقونات البديلة . شعرية قائمة على السرد وله هنا طرقه وحساسيته****
إن هذا الشكل الجديد ( مع رفض كتابه مصطلح الشكل ) مع امتلاكه خصائص قصيدة النثر أو بالأصح معظمها متنازلاً عن كثير منها 14، إلا أنه نص إلكتروني ، تجعلنا إلكترونيته نركز السهم في عين نص الميديا أوالنص التفاعلي والذي هو جزء من هذا النص الجديد ، لكن إشكاليات جمة تثور هنا :هل من السهل الحديث عن نص الميديا واعتباره جنساً رابعاً في حالة إدراكنا أن نصوص الصورة كانت متقدمة عليه بآلاف الإميال الضوئية ، فنحن لاشك قد هزتنا بعض المشاهد المسرحية على الخشبة وشعرنا برعشة الشعر مع بعض المونولوجات الدخلية من هاملت حتى النصوص الصامتة .
قد نتساءل أيضاً ما معنى أن يكون نص الميديا فرعاً من النص الجديد( في حالة النص الجديد ككل نقدر على الحديث عن جنس ٍ رابع ) رغم زعم مقارباتنا أن هناك نصوصاً متقدمة عليه ، فكيف يقبل فرعاً ويرفض أصلاً وجنساً رابعا ً ؟؟!! وهي أسئلة في محلها ، يمحو بقاءها في ذهننا أن النص الإلكتروني الذي تقصد إليه مقاربات النص الجديد نص قائم على كل أسس وخلفيات المكتوب الحامل لثقافة العصر وقناعاته ، وتسليماته بالتغيير والعبورية /الأصل (انظر ديمومة العابر عند هايدجر) مع عميق أسئلة عن كيفية الاستفادة من المرحلة ... أو بمعنى آخر استغلال شعريتها لأنها بالتأكيد ستغدو يوماً ما كثيرة الوطء مالم تستوعب ما سيأتي .
لغة هذا النص(الخطاب الكلي /الشعر/ النصية ، وليس القصيدة / النص ) أكثر عرياً ، ممتنة لمعجم جديد ، ومفردة جديدة لإيمانها بأن المفردة تصور يحرك السياق ، فتدخل في صراع بين تصوراتها وتصورات الكلمات المجاورة من جهة وفي صراع مع السياق من جهة .
ولأن " الذي يحدد الفنون والأنواع الأدبية السائدة في مرحلة ما من مراحل التطور الاجتماعي هو الحاجات العملية والروحية والخبرات التكتيكية والمثل العليا الجمالية والفكرية والعلاقات الاجتماعية في هذه المرحلة 15" فإن حاجات هذه المرحلة من فرضت هذا النص الفضاء وليس الإطار .
إن نصاً بمثل هذه الموصفات العصية على التصنيف لابد أن يكون ذا منطلقات وأسس أبستمولوجية تعمل بحركية وتجاوز لكل السيادات ، إذا علمنا أن من مميزات هذه المسالك الجديدة أنها خطابات تقنية أدبية فلسفية تأملية الطابع قبل وبعد ( الهروب إلى الفلسفة هنا شبيه بماحدث بعد الحرب العالمية الثانية بعد عنف الحروب وسيطرة الآلة نهائياً وبداية حروب الذرة16 " ، الهروب هنا يحمل معنى ً ثنائياً لأنه "الهارب "عادة مايكون بمعية الآلة / الكمبيوتر/ الشريك ) .






  رد مع اقتباس
/
قديم 27-01-2010, 05:31 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: دعوة للحوار ..النص الجديد ــ النص/ميديا

سلام الله
نجدد الدعوة لآل فينيق
للحوار حول هذا النص الجديد

ننتظركم بكل الود






  رد مع اقتباس
/
قديم 27-01-2010, 06:13 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
هاني الصلوي
شاعر
رابطة الفينيق / صنعاء
اليمن

الصورة الرمزية هاني الصلوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

هاني الصلوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: دعوة للحوار ..النص الجديد ــ النص/ميديا

النص الجديد ـــ مابعد قصيدةالنثرــ (مابعد النص الأجد)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ينطلق هذا النص من رؤى صعبة التلخيص ، وقناعات تؤمن بأنه دفق من النصوص تفترق وتتحد ،وتفترق ويمكن الحديث عن أربعة أنواع ظاهرة منه هي :
1-نص التأسيس (النص الجديد /الإلكتروني )
يعد هذا النص النص الأم للأفرع اللاحقة ، وهو نص بصري في الغالب ، يلعب على خصائص قصيدة النثر مسقطاً الكثير منها كما سبق ، كما يأخذ عدداً من خصائص النص التفاعلي المحض أو نص الهايبر تكست ، نص محو وإثبات ، تعديل وإضافة ، وحذف . لذا يمكن وصم هذا النص بالتفاعلية والرقمية دون أي التباس ، معجم هذا النص إلكتروني إلى درجة كبيرة . نص يظهر كما تمت الإشارة سابقاً في في كثير من نصوص التفعيلة وقصائد النثر (إدراك الكثير من الكتاب له دون تفكير بخصائصه يعني ممارسيته ) . يسقط النص الجديد الوزن إسقاطاً تاماً من اعتبارات الشعرية ، فمايهم هو توفر الخصائص الأخرى (في العمود بالطبع يحتاج الأمر لكم ٍ وكيف ٍ من التجديد وتداول الرؤى لحل إشكالية موسيقى تستبعد الخاصية الجديدة ) ، إنه نص ينبع من حساسية جديدة في التعامل النصي ، يستبعد البلاغيات المتآكلة كملامح زمن مضى ، يصنع استعاراته التي يشعلها تشابك معجمه بالسياقين الداخلي والخارجي .
ورغم أنه يرفض المجانية التي كانت صفة من صفات قصيدة النثر إلا أنه نص ذهاني الطابع ،
يعتبر البناء الذهاني للنصوص طريقة أثيرة في الوعي .
تتصف لغة هذا النص إضافة إلى ماسبق بجملة خصائص منها :
الوجود العدمي أو الصفري 17
لامناص هنا من الحديث عن إحكامية في العلاقات اللغوية ، لأنَّ النص في حد ذاته "فجوية"، دون إخلال بالجسد اللغوي إلا حين يتوفر مفهوم القصد على إخلالية بناءة، .. لنتأمل هذا المقطع :
................
الليالي ( ) قطعن الفتى ،
واحسرتاه علــى الــ( )
(مقطع من نص ) ماذا يمكن أن يضع الكارئ في ذهنه محل الفراغ بين القوسين ( قوس مابعد الليالي ، ومابعد على الــ ) ، لايمكن الحديث هنا أبداً عما يسمى بالحذف ellipsis في اللغويات التقليدية ، لأن موجوداً متحققاً سيختفي لصالح موجودٍ آخر إلا إذا أُخذ الحذف بالمعنى: "deletion rule" القاعدة الإسقاطية المعروفة وفي الأمر نظر أيضاً ,
ومن هذه الخصائص : الوجود الهندسي أو التشكيلي ،
بعيداً عن القصيدة البصرية والتشكيلات التي وجدت مع قصيدة التفعيلة والتفعيلة المبكرة خاصة ، تأخذ هذه الخاصية بعداً آخر في هذا النص ، لنتأمل هذا المقطع :
أمـــا أنا فسوف ألتفت التفاتة ً طريَّــة ً كهذه )
.......................................
فالتشبيه هنا ببقية الهلال باعتباره مكملاً للقوس ، ليبدو منحنياً ومكتهلاً في بعض التأويلات ، وحاوياً في أخرى ووو ..... إلخ (بالطبع بما يتساوق مع البعد السايكولوجي للكتابة ). يقول أحد الشعراء :
(يرسم دائرة ويضع بداخلها نقطة وحين يقرأ النص /تقرأ النص يضع اصبعه على النقطة في الدائرة ثم يقرأ :
من هنا ، من هذه الــ (.) )
قد يظهر أن هذه السمة خطابية أيقونية إلى حد بعيد ، بيد أن ّ التعامل معها على الشاشة المسطحة ينفي هذا الظن باعتماد آلية الحركة واللون وتغير الأشكال ذاتها على الازرقاق ( المقابل للبياض مادة الكتابة القديمة ) أما في حالة وجودها في الكتب فيختفي التعقيد والحركة لصالح الأحرف والرموز البسيطة .
ومن الخصائص أيضاً : الوضوح إذ لم يعد صدم المتلقي بما لايعرف مستساغاً عند الجيل الجديد من الكتاب ، فالاستغلاق الذي كان يشكو منه القراء ذهب إلى غير رجعة دون أن يعني ذلك ــ كما تقدم ــ اختفاء البعد التأملي والفلسفي ، لأن الشعر أبداً كامن في الإشكالية (زرادشت /نيتشه ) بمعنى أنه نص رؤيا وواقع وافتراض . ، والإيهام بالمنطقية والحوارية المنظمة . وكذلك الاستفادة من اللهجات العامية والاقتراب من خصائصها ورفع مايناسب من مفرداتها وكائناتها وسياقاتها إلى النص دون اعتبارات تعليمية . كما أن النص الجديد لم يعد ذا بنية واحدة ، بمعنى أن مفهوم بنية النص الكبرى وبنيته العليا كما هي عند "فان ديك" صعبة الإسقاط على هذا النص عند دراسته بمفهومها الأحادي لأنه نص تعتمل فيه عدد من البنى الكبرى (المضمونية ) والبنى العليا (الشكلية ــ بنى النوع ) ، نص جامع ، عابر للفنون ( وليس للأنواع ، بمعنى سقوط مفهوم تآزر الفنون وتداخل الأنواع لصالح تداخل الفنون وتمازجها ) أما مرجع هذا النص فليس غائباً لأنه نص متعدد المراجع بحيث يصعب تحديد وجود مرجع منها وجوداً واضحاً . حيادياً . فهو دائم الإحالة لاتجاهات ومتغيرات شتى .
ينظر إلى هذا الجديد على أنه نص إنساني (ربما بدأت تهويماته مع من يسميهم حاتم الصكر في كتابه "غيبوبة الذكرى" بشعراء المهجرية الجديدة ) ، كونــــي ( ملحمة مابعد الألفية ) بأيدلوجيا العولمة 18والتكنولوجيا/ الثقافة حيث أدت تفاعلات الواقع الافتراضي إلى تقكيك العلاقات الفيزيائية بين الأفراد ،19 لتتفكك العلاقات العلاقات التقليدية نهائياً ، ويظهر مجتمع " سيبري جديد " ، بما يسمى ثقافة مابعد القومية post national community ، .
تتسم لغة هذا الفضاء إضافة إلى بساطتها بميلها إلى لغة النص المترجم ( بعيداً عن النص الأصلي ) ، إذ تستفيد من بناء تركيب النص المترجم (تهمة قديمة ألقى بها قديماً بعض التقليديين في وجه قصيدة النثر وتبرأ منها كتاب قصيدة النثر كثيراً ، مع النص الجديد أصبحت سمة إيجابية لخلق لغة مشتركة لنا أن نحلم بقدرتها على القضاء على ازدواجية المنطوق والمكتوب في ثقافتنا ، مايؤكد أن النص الجديد فاعل اجتماعياً ) ، وتنحاز إليها لتجديد السياق العربي / اللغوي ، تركيبياً ونصياً ، ( بإمكان الباحث قراءة النص الجديد كنص مترجم ــ جدير بالاعتبار الاستفادة أيضاً من الترجمة الإلكترونية رغم أنها لازالت رديئة ــ ترجمات العم google مثلاً) .
وكما يعمد النص الجديد إلى تبريد اللغة كخاصية من خصائص قصيدة النثر ، يعمد إلى إشعالها من خلال تقانات بعضها يتعلق بعودة ظهور الأسطورة في كتابات الجيل الجديد وبطرق يتم فيها بناء فضاءات أسطورية جديدة تأخذ عنفوان الأصل الأسطوري وتعيد تشكيله . وبعضها يتعلق ببروز الهيكل الإلكتروني في بناء النصوص بما فيه من تغير وحركية ، وهو قبل هذا نص نسبي اللغة ، نسبي النحو ، نسبي الموسيقا ( يلمح الناظر في دراسات الإيقاع في قصيدة النثر أنها تدرسه بآليات شكليه وبديعية قريبة جداً من دراسات الوزن التقليدية فهي تدرس كثيراً مما اصطلح عليه قديماً بالبديع ) .
إضاقة إلى خصائص أخرى تعود إلى نوع الحامل ... شاشة كمبيوتر أو شاشة تلفون أو ... أو ، أو .
إنها نصوص تولد على الكيبورد من قبل ومن بعد .
2-النــص الجماعي (نص الانفلاتات )
يعد النص الجماعي نوعاً من أنواع النص الجديد / الإلكتروني ، وينطبق عليه ماقيل عنه كنص تأسيسي ، غير أن مايمكن إضافته هنا هو بروز السمة الجماعية أثناء الكتابة ، بمعنى أنه نص يكتبه أكثر من كاتب إلى جانب الآلة وقد يتاح للجمهور التعديل والإضافة قبل الوصول إلى عتبة الإنهاء( وهي في النص الجديد أجمع عتبة مؤقتة ) ، وهذا لايلغي سمة الجماعية عن النص المؤسس لكنها هنا الوسيلة الأبرز في الكتابة .
3- نــص الموبايل .
وهو نوع من أنواع النص الجديد ، مثل النص الجماعي تنطبق عليه سماته التأسيسية ، وقد يحظى نص الموبايل ببعض سمات الجماعية لكنها تأخذ هنا أبعاد مضمونية أكثر .
يتجه نص الموبايل إلى الاختزال أكثر من سابقيه وهذا ربما يفرضه قصر مدة الكتابة (بسبب طبيعة مكان ولحظة الكتابة أحياناً بعد أن أصبحت صفحة رسائل الموبايل قابلة للتمدد ) ، كما أن الطرف المرسل إليه النص إذا سلمنا جدلاً أنها سترسل لشخص ما يكون حاضراً في ذهن الناص .(يمكن الاستفادة من دراسات كثيرة بحثت في إشكالات نصوص الموبايل وإن كان معظمها تجميعية ). كما أنَّ هذا النص / نص الموبايل نص جامع بين صوت المهمشين وصوت النخب . ( يتحدث بعض الكتاب عن نصوص الهايكو كنصوص جديدة وكانها منجز حديث غيرمدركين أنها أصبحت في منبعها فنــاً متحفيــاً ، في النصوص الموبايلية نستطيع الحديث عن نص أعمق وأجد ) .
4-النــص التفاعلي /الرقمي (نص الروابط/المتفرع أو الهايبرتيكست )
يعد النص التفاعلي ، جزءاً من مشروع النص الجديد ( لايمكن حتى الان اعتباره جنساً رابعاً بمفرده ) ، لكننا لانستطيع نفيه ، ولذا تؤجل هذه الورقة الحديث عنه ،مع وعد بالعودة إلى الحديث عنه تفصيلياً في ضوء مفاهيم منها : أن مفهوم الريادة لم يعد فردياً ، كما أنه لم يعد جزئياً .وهذا أولاً ، أما ثانياً : فالإيمان بأننا لازلنا في فترة حضانة للتكنولوجيا ، ولم نصل بعد إلى مرحلة يمكن القول عنها أننا في طفولتها .
ثالثاً : الإيمان بأنه لم يوجد حتى الآن نص رقمي محض ، ليس لعجز الكاتب في كثير من الأحيان بل ربما لعدم النضج الكافي لمتلقي النص التفاعلي .
رابعاً : لابد مع النص التفاعلي المحض من اختفاء المصطلحات التقليدية للأنواع ناهيك عن المفاهيم .
ومع هذا فالبشرية تفخر بما أنجز من نصوص رقمية حتى الآن .
# تجـــاذبات النص الجديد/ النص الجديد إجراء
# ــ أ ـــ النص الجديد نص مترجم .
#ــ ب ــ النص الجديد ملحمة مابعد الألفية
# ــ ج ــ النص الجديد نص شفوي .
# ــ د ـــ النص الجديد نص شعبي .
#ــ هـ ـــ النص الجديد / الأسطورة .
# ــ وــ النص الجديد نص كوني /جامع .

إن مايجب أن تعترف به هذه المقاربة أن أرتباكاً يقل ويكثر سوف يتقاذف من يمر عليها عليها ، لعله غموض من نوع تشابه الاشتغالات بين الأنواع ، لكن تطوراً سريعاً في المحيط يقتضي أن نفتش عن مصداقية هذه المزاعم ( لنسمها مزاعم مؤقتاً ) وعن تناقضاتها في بعض الأحيان ، ولا أقول كذبها ، وفي النهاية لابد من الحوار حول ماصار إليه النص مع جيل يرتب العالم بأصابعه ، جيل يدرك بطرق غيرمعهودة ، من الحوار حول طبيعة المرحلة قبلاً وكيف يمكن إدراك تماوجاتها . وصلفها المحمود . الأمر جدير بالتفاوض .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• في حوار أجريته في مارس الماضي مع الشاعر اللبناني / محمد علي شمس الدين لفت نظري اعتراضه على مقولة جابر عصفور (زمن الرواية ) مدللاً على أن الزمن زمن الشعر بما نراه على الفضاء الإلكتروني من سيطرة للشعر حيث يقل من يقرأ رواية على النت بينما يقرأ الكثيرون الشعر عليه ، وهو ماينطبق أكثر على قراءة النص الجديد .
** باستطاعتنا استخدام هذه المقاربة أيضاً كسبيل لقراءة النصوص الجديدة ، أو كمقاربة تفاعلية ( نقد إلكتروني ) دون إدعاء مثاليتها .
*** للقارئ أن يرمي كل ماسيقال هنا جانباً ويعتبر الحديث دائراً حول مرحلة أحدث من كل النصوص الموجودة على الساحة بأنواعها.
(1) تسمية النص بالجديد نسبة إلى اللخظة التي نحن فيها ، بمعنى مايمكن أن يكون جديداً بالقياس إلى لحظة الكتابة ، أما النص الجديد كنعت فقد أطلقت قبل هذا على قصيدة النثر التي أطلق عليها الدكتور المقالح القصيدة الأجد ، كما وصفت قصيدة التفعيلة بأنها نصاً جديداً ، ومن هنا يمكن الحديث عن النص الذي تتناوله هذه المقاربة بأنه النص مابعد الأجد .
(2) كماحدث في اليمن من هجوم الجيل الجديد على الشعراء التسعينين ، وقد تمثل الهجوم بمجموعة مقالات تبادل فيها الطرفان الاتهامات . ومايحدث في المغرب من اتجاه الجيل نفسه إلى النت(الأغلب ) وعدم إعطاء الأهمية لماينشر في الصحف لسيطرة السابق عليها .
(3) من الصراعات الأفقية التي غذاها صراعات الأجيال صراع البيانات الشعرية كما هو حادث في العراق في هذه الفترة تحديداً ومن أعوام قريبة .
(4) أشار د . عز الدين المناصرة في كتابه : إشكاليات قصيدة النثر إلى تحول قصيدة إلى سلطة منذ تسعينيات القرن المنصرم وإلى سيطرتها على وسائل الإعلام ما أدى إلى وقوفها عند بعض كتابها عند مرحلة معينة ، كما اشار إلى أنه لم يعد هناك من ينكر وجوده قصيدة النثر بل إن َّ من يطرح هذه الإشكالية كتابها أنفسهم .
# انظر شكوى الشاعر التونسي يوسف رزوقة من وصم شعره بالجفاف لاستخدامه بعض المصطلجات التقنية ، مقابلة أجراها مع أعضاء موقع أروقة جنون الثقافية .
#1 ــ انظر كتاب الدكتور فؤاد زكريا ، التفكير العلمي ، عالم المعرفة ، الكويت
6) _ انظر كتابات الدكتور أحمد أبو زيد ، مجلة العربي ، عددا أغسطس 2008و2009م وعدداً من أبحاثه الأخرى . وكذلك كتابات السيد ياسين . ود أحمد زائد .
(7) نقلا عن (المجتمع الافتراضي .... نحو مقاربة للمفهوم ، وليد رشاد زكي ، مجلة الديموقراطية ، ابريل 2009م صــ98.
8- ليس إنكاراً لانجازات كتاب الرواية الرقمية أو الشعر الرقمي التفاعلي ، لأنها محاولات متجاوزة يشكر أصحابها على جرأتهم ( أجانب وعرب لافرق )، لكن ترى هذه الورقة أننا حين نتحدث عن نص شعري تفاعلي لابد من غياب المفاهيم الأخرى عن الحضور غياباً متربصاً بمعنى أن لايسمي الكاتب نصه مجموعة شعرية رقمية مثلاً أو رواية رقمية ، لأن الفارق بينها وبين المطبوع سيبدو ضئيلاً وهذا أولاً ، أما ثانياً فلأن النص الرقمي الخالص خارج التوصيف الحالي نهائياً ليس رواية وليس شعراً ، هو تقني خالص التقنية يكتب بالوسائط فقط ( الأمل في كتابته على جيل قادم ) لذا يمكن اعتبار ما أنجز إرهاصات .
(9) انظر : الشفاهية والكتابية ، والتر أونج ، ترجمة حسن البنا عزالدين ، عالم المعرفة وكتب أخرى تناولت الشفاهية والكتابية .
#2ــ هناك ازدوجية في شكل النص الجديد بحكم سيطرة الذهن الطباعي على المتلقي ، فحين يخرج الكتاب نصوصهم الإلكترونية في كتب ورقية تذهب كثير من خصائصها التي كانت لهاعلى الشبكة سوى وجود بعض الأيقونات الثابتة التي لاتتحرك . بمعى أننا أمام أكثر من شكل للنص الجديد ، ربما يحل هذه الازدواجية وجود الكتاب الإلكتروني كمتجسد مادي بين يدي القارئ ، وهي علي على أية حال عامل إثراء للنص .
10 الإفصاح عن عدم الرغبة في الكتابة كثيراً ماكانت حطباً للكتابات منذ بداية الكتابة ، إننا نلمس شكوى الكتاب من التكرار وسبق اللاحق ومع ذلك يكتبون ، ( فـــــــ عنترة يبدأ معلقته بــ : هل غادر الشعراء من متردم ِ ، ويقول معلقة طويلة ) وعادة ماتبدأ الكتب لاسيما كتب الترجمة الذاتيةبالحديث عن عدم جدوى الكتابة لأن لاشئ يستحق وللتكرر ومع ذلك نجد الأثر المطبوع ماثلاً .
11ــ انظر كتاب نبيل علي : الثقافة العربية في عصر المعلومات ، ومقالة له في صحيفة الدوحة القطرية قبل عام من هذا التاريخ .
12ــ مصطلح الغرض بعيد تماماً عن مصطلح القصد أو الإرادة الواعية عند سوزان برنار وإن كان القصد بهذا المعنى متوفراً في النص الجديد ، فالغرض هنا قريب من مفهوم موضوع النص و أعم منه .
13- وهو ليس نص النوع أو النص كمفهوم ظهر في فرنسا في نهاية السبعينيات .
**** لايمكن إغفال البعد النسوي في نشوء هذا النص إيجاباً وسلباً .
14ـــ خصائص قصائد النثر كما ذكرتها سوزان برنار في كتابها : قصدة النثر من بودلير حتى الوقت الراهن ، (ترجمة راوية صادق دار شرقيات ) وهي نفس الخصائص التي ذكرها أدونيس في مقالة له عام 1960 م كماظهرت في مقدمة ديوان أنسي الحاج (لــــــــــن ) 1960م
15ــ د. صلاح السروي ، الأنواع الأدبية العابرة للنوع ، قانون تطور النوع الأدبي ، مجلة أدب ونقد عدد.285.. صـ5ـ .
16ــ الأدب والتكنولوجيا ، فالنتينا إيفاشيفا ، ترجمة عبدالحميد سليم ، الهيئة العامة للكتاب ، القاهرة ، 2008م صــ87
17ـ بمفهوم قريب من مفهوم الحضور بالغياب في رؤيا" النوع النووي " عند علاء عبدالهادي ، لأنه هنا يتعالق بالبنية اللغوية ، وهي ليست ثابتة فيه . ( انظر : قصيدة النثر وتحولات الشعرية العربية ، محمود الضبع صــ 219 ، الهيئة العامة لقصور الثقافة ، 2003م ، وانظر كذلك كتابات د علاء عبدالهادي .
18ـــ تحدث د المناصرة في كتابه سالف الذكر عن العولمة كأيدلوجيا لقصيدة النثر ، لكن فضاءات العولمة تنفتح مع النص الجديد أكثر .
19ــ جاري كروج , technology as culture ، نقلاً عن مجلة الديمقراطية ، محال إليها سابقاً .
***** / استفادت هذه المقاربة من أدبيات عدد من مؤتمرات الشعر ومؤتمرات قصيدة النثر تحديداً ، أضف إلى عدد من ندوات الأدب الرقمي ، ومؤتمر الثقافة الرقمية الأخير باسكندرية أكتوبر 2009م ، والملفات التي أعدت عن الأدب الرقمي . إضافة إلى كتب أهمها :
ــ كتب علم النص وتحليل الخطاب بشكل عام (فانديك ودريسلر وديبوجراند و....)
ـــ الكتابة عبر النوعية ــ إدوار الخراط .
ــ سعد يقطين ، من النص إلى النص المترابط ، مدخل إلى جماليات الإبداع التفاعلي ، المركز الثقافي العربي ، الدار البضاء ، ط 1 ، 2005 م ,
_ حسام الخطيب الأدب والتكنولوحيا وجسر النص المتفرع ، المكتب العربي للتنسيق والترجمة والنشر ، 96م ط 1.
ــ حسام الخطيب ورمضان بسطاويسي ، آفاق الإبداع ومرجعياته في عصر المعلوماتية ، دار الفكر ، 2001م ط 1 .
ــ فاطمة البريكــــي ،كتــابات عدة .






  رد مع اقتباس
/
قديم 19-02-2010, 03:41 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: دعوة للحوار ..النص الجديد ــ النص/ميديا

-نص التأسيس (النص الجديد /الإلكتروني )
يعد هذا النص النص الأم للأفرع اللاحقة ، وهو نص بصري في الغالب ، يلعب على خصائص قصيدة النثر مسقطاً الكثير منها كما سبق ، كما يأخذ عدداً من خصائص النص التفاعلي المحض أو نص الهايبر تكست ، نص محو وإثبات ، تعديل وإضافة..


اذن
القصيدة الفراهيدية التقليدية
قصيدة التفعيلة
قصيدة النثر

ان خضعت هذه القصائد
للتعديل ولاشياء " الهايبر تكست "
تعتبر نصوص جديدة ؟

نتمنى حضور صاحب الطرح
ونتمنى حضور الادباء والاديبات لاثراء الموضوعة






  رد مع اقتباس
/
قديم 19-02-2010, 04:18 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ريمه الخاني
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للابداع الادبي
سوريا

الصورة الرمزية ريمه الخاني

افتراضي رد: دعوة للحوار ..النص الجديد ــ النص/ميديا

السلام عليكم
نص واقعي برائحة الانترنيت...
بات النشر سهلا...
والمواد غير عالية الكيف ...
وباتت الاسماء كثيرة بشكل يصعب احصاء المجيد عبرها...
والسؤال:
هل قدم القلم أكثر من الكلام؟ ام هناك ماهو اكثر فائدة؟
نريد تكريس رساله فاعلة....
ومواد تفوح منها رائحة الإيجابية المهمة لجيل لايقرا سوى الوجدانيات!!!
كل التقدير والاحترام






  رد مع اقتباس
/
قديم 19-02-2010, 05:58 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
حسن حجازى
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل وسام الأكاديمية للابداع
مصر

الصورة الرمزية حسن حجازى

افتراضي رد: دعوة للحوار ..النص الجديد ــ النص/ميديا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني
السلام عليكم
نص واقعي برائحة الانترنيت...
بات النشر سهلا...
والمواد غير عالية الكيف ...
وباتت الاسماء كثيرة بشكل يصعب احصاء المجيد عبرها...
والسؤال:
هل قدم القلم أكثر من الكلام؟ ام هناك ماهو اكثر فائدة؟
نريد تكريس رساله فاعلة....
ومواد تفوح منها رائحة الإيجابية المهمة لجيل لايقرا سوى الوجدانيات!!!
كل التقدير والاحترام



الاعزاء والاحباب
اعتقد ان الموضوع له علاقة بالحداثة ..
اعترض على النغمة السائدة بان هذا ليس زمن الشعر ...
الشعراء العرب والشاعرات
من المحيط للخليج
والقضايا التي تتداول :
الإنسان
الوطن
الحلم

وهى تتشابك بصورة جيدة بحيث تتداخل بصورة لا نكاد نفصل تلك الموضوعات عن بعضها البعض
موضوع أخير
ترابط الشكال الفنية
من شعر لقصة لفنون تشكيلية

وللحديث بقية

كل الود

حسن حجازي






  رد مع اقتباس
/
قديم 19-02-2010, 07:23 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عبد الرحيم محمود
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديميّة للإبداع والعطاء
يحمل ميدالية الفينيق للتميز
الاردن

الصورة الرمزية عبد الرحيم محمود

افتراضي رد: دعوة للحوار ..النص الجديد ــ النص/ميديا

الإخوة الكرام
سبب الصراع في رأيي هو الرؤية الشخصانية في الكتابة ومحاولة كل فئة القول عن الأخرى بأنه تغرد خارج السرب ، وقول الثانية بأنها تريد تحطيم القديم والانفلات خارج جاذبيته ، وهذا يجعل الصراع فئويا بدلا من جعله صراعا ديالكتيكيا بين إنتاج المدرستين لا بين المدرستين ، وفي رأيي فإن إنتاج السلعة أو القصيدة أو الكتاب بحاجة لتسويق ، وكل بضاعة كاسدة تجعل السد يرتفع أمام إنتاج مثيلاتها ، والحل هو ترك الحرية أمام الكتاب جميعا ومنحهم فضاءات لا متناهية الحرية بما لا يتصادم مع ثوابت العقائد والأخلاق والعادات الاجتماعية ، وبعدها ليحلق من يحلق ، والحكم هو الجمهور الذي سيخلد ويقبل على إنتاج أي من المدرستين ، وقدرة المدرسة على الصمود للسير عبر الزمن بدون اندثار المنتج والمنتجين .
الحق في الحكم للجمهور والزمن وليس من حقنا خوض صراع لقتل الوليد بعملية إجهاض حمقاء !!






  رد مع اقتباس
/
قديم 19-02-2010, 08:50 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
محيي الدين سعيد
كاتب
اليمن

الصورة الرمزية محيي الدين سعيد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

0 أكاديمية الفينيق

محيي الدين سعيد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: دعوة للحوار ..النص الجديد ــ النص/ميديا

· من معركة القديم والجديد إلى ولادة النص الجديد
أين كنا وأين صرنا؟؟؟
محيي الدين سعيد

نحب أولا أن نضع رؤية تاريخيه كمقدمه للولادات المتكررة للغة, والدارسون لعصور الأدب المختلفة -وقد أختلف الكثيرون حول مصطلح العصرنه لأسباب عديدة- حيث نجد أن اللغة نمت وتطورت وأخذت أبعادا لم يتوقعها احد بالنظر إلى التاريخ الذي بدا فيه العرب يقولون الشعر شفاهة وحدود هذا كما زعمت كل الدراسات امروء القيس....وهنا نمر إلى لغة الشعر في عصر الإسلام ثم العصر الأموي الصاخب والعصر العباسي الذي امتلأ بثورات ثقافيه وخاصة في اللغة
ثم الثاني_أقصد العصر العباسي - حيث أعتبر شعر المتنبي فاصلا بين شواهد النحو واختلاط
اللغة بثقافات أمم عديدة-وهنا أريد الإشارة إلى ذلك التأثير القديم وكيف وكم سيكون حجمه في زمن الدعوة إلى النص الجديد...وكم هو مقدار التأثير الذي كان من الثقافات القديمة مع تأثير ما نحن فيه من ثورة كل يوم وكل ساعة وكل
للمقارنة أبدا....وأريد لفت النظر إلى أننا في مجال المقاربة فقط!!

ثم بعد ذلك مانعلمه جميعا عن عصور- وليس عصراً واحداً-الانحطاط الرهيب لقرون عديدة في كل الثقافات وليس في اللغة فقط ...ولكن اللغة والنص ودلالات اللغة أكبر الضحايا بالنظر إلى ما بعد الانحطاط وما بعد الاستعمار الثقافي خاصة....!


وكيف لجأ بعد ذلك الشاعر المطبوع والسليقي محمود سامي البارودي إلى الإتكاء على التاريخ والميراث الشعري العربي الذي يفصلنا عنه آنذاك مئات السنين-قرون-وكيف بعث هولاء العظماء ذلك المارد اللغوي العربي من القمقم...!

وهنا دعوني أذكر - مجرد التذكير- أن سيلا عارما من المؤلفات الضخمة التي تركها أجدادنا العظماء منذ العصر العباسي وغيره وبقيت في أروقة الوراقين وبعض الأيادي الأمينة ونجت من محرقة التتار والمغول ومطاحن الاستعمار الذي وضع مستشرقوهم أيديهم على إرثنا الثقافي قبل أرضنا بكل ثرواتها...ولذلك ولغيره لم يقرأ أحد من هذا الميراث الضخم منذ كتبه وجمعه الأجداد...إلا مابدأ يجود به المستشرقون علينا وهنا أشير إلى نقطتين في غاية الأهمية:
أولا: أنه حدثت قطيعه مقصوده مع إرثنا الثقافي مما أثر على ثقافتنا سلبيا . وثانيا:أننا لم نطلع أو نقرأ من ثقافتنا الشئ الكثير والمهم فهي إما أغرقت أو أحرقت أو سرقت ومازال الباحثون العرب حتى اليوم يستجدون المكتبات في أوروبا لمجرد الاطلاع على بعض المخطوطات العربية
لها وجدير بكل باحث أو مهتم أن يناقشها ويبحثها وينفخ فيها من روحه ومن روح البحث والنقد والفكر ...وأقصد بذلك (النص الجديد)وهي بداية دعوه عاقله متزنة ورصينة...وصدرت

· عن شاب يمني لامع هو هاني الصلوي...وأعتقد أن حوله من الشعراء الشباب والشابات من يعتنق فكره وشعره...وجدير بكثير من الأخوه العرب أن يعتنقوا هذه الفكرة الأدبية الجديرة بالبقاء والحياة, وألاّ يحاول البعض من الإخوان العرب -أيا كانوا -تجاهلها لأنها مقدر لها الحياة والتأثير في الأجيال القادمة...وألا يتكرر الخطأ مرتين وأقصد به التجاهل التام للدور الريادي الذي قام به الروائي والقاص والشاعر اليمني المعروف علي احمد باكثير...والذي كان سباقا لمثل هذا التجديد في بنية القصيدة العربية قبل بدر شاكر السياب بحسب الكثير من الدراسات المحكمة....
وهذا مقدمه لتناولاتي الواسعة القادمة حسب طلب القائمين على الأروقة التي بدأت تروقني
من القديم والجديد إلى النص الجديد....!!!
ماعدا مما بدا ؟

بينما كنت يوما أقوم بتدريس مادة المصادر الأدبية واللغوية...أصابني الرعب مما أرى من ضياع لكنوزنا الثقافية سواء تلك التي تهافت عليها المستشرقون أو التي نهبت أو التي أغرقت أو التي أحرقت أو حتى تلك التي أحرقها أصحابها في لحظات اليأس من حظوظ الدنيا وتنكر الأصدقاء والأصحاب كما فعل أبو حيان التوحيدي صاحب الإمتاع والمؤانسة
والهوامل, والشوامل, والمقابسات.....وعشرات المؤلفات غيرها,لأنه رآنا غير جديرين بمؤلفاته وهو ذات الأمر الذي حدث من المستشرقين الذين رأوا أنفسهم أجدر بتحقيق تراثنا وتاريخنا وأدبنا وثقافتنا وكل شئ كل شئ....
وأكمل تجار الكتب البقية الباقية بتعدد الطبعات وتقزيمها وتقزيم الثقافة عموما...

وفي مطلع القرن تفاجآنا نحن أبناء هذا الجيل المنفتح على كم هائل من المؤثرات الثقافية....بأثر رجعي,بالصراع الرهيب الذي دار بين أنصار القديم وأنصار الجديد في الأدب والشعر والثقافة عموما ,فكان الطرف الأول يقوده الرسول اللغوي الفيلسوف والشاعر والناثر مصطفى صادق الرافعي الذي يتم تجاهله في كل المحا فل الأدبية واللغوية , وتم نسيان شعره المنثور قبل العمودي في كتبه (أوراق الورد ,ورسائل الأحزان ,والسحاب الأحمر, ومجلداته وحي القلم ومؤلفه الشهير في فلسفة اللغة وآدابها ,تاريخ آداب العرب) وغيرها كثير...فكان أول من كتب قصيدة النثر وان لم يكن قد أستقر لها تعريف ولم يكن لها أتباع.
وكان الطرف الثاني يتزعمه الأديب المعروف بهيلمانه وأدبه الدكتور طه حسين...بأفكاره الجديدة والتي لو لم يكن يحملها لما أضاف شيئا للأدب والشعر والفكر فكان كتابه (في الشعر الجاهلي) عود الكبريت الذي أشعل الحياة الأدبية وجعل لها طعما وألوانا.....وطرح فيه أفكارا جديرة بالمناقشة والاطلاع, وصبغها بأسلوبه البياني الرشيق,لكن ما أثار عليه كل تلك الحرب كانا شيئين: الأول إنكاره لوجود شعر للعرب من العصر الجاهلي وأن كل ما نسب للشعر الجاهلي هو شعر كتب بعد الإسلام أو في عصور لاحقه بغرض التكسب- وهذا له تفصيل وشروحات واسعة- والثاني أن كل شكوك طه حسين حول صحة الشعر الجاهلي هي شكوك للمستشرق مرجليوث, ولكن طه حسين نسبها إلى نفسه ودرسها في الجامعة لطلابه على أنها من بنات أفكاره ولم يشر إلى مصدرها من قريب أو من بعيد...فظهر له أحد تلامذته يقارعه الحجة بالحجة حتى خرج من الجامعة......وهنا نريد العودة إلى معركة القديم والجديد





ماذا كان يمكن أن يكون عليه حال القصيدة العربية......من غبر قيود الخليل مع دخول ثقافات أمم جديدة وخاصة مع ب

طبعا أطلب العذر من القارئ هنا لأنني أحاول وضع مقدمه لما أريد كتابته حول النص الجديد
ولذلك أحاول تقليب بعض الصفحات المهمة في تاريخ الأدب لاينبغي تجاهلها إطلاقا مثل....
أن العرب حتى الآن لم يقرأوا تراثهم وتاريخهم الأدبي ولم يستوعبوه كما فعل الغربيون مع تراثنا وتراثهم اليوناني القديم ....وقد يكون رواد معارك القديم والجديد حصلوا على فرصه للإطلاع حسب الإمكانيات المتاحة طباعياً وتحقيقاً....وأبناء هذا الجيل -أقصد الثلث الأخير من القرن العشرين وهذا العقد- كانت لديهم فرص واسعة ومازالت للإطلاع والنهل من كل صنوف وأشتات المعارف.
هنا نود الإشارة إلى أن أنصار القديم هم أنفسهم - بطريقة أو بأخرى الوجه الآخر للكلاسيكيين الذين استماتوا في الدعوة لتمثل التراث والاغتراف منه بلا حدود باعتبار ذلك نوعا من الوفاء والأصالة التاريخية.

وأعتقد أن أي عاقل من هولاء -أنصار القديم - كان ينبغي عليه أن ينظر بإنصاف لروح العصر ومقتضياته إلا أن الكثيرين منهم رغم تعصبهم لتاريخ الأدب العربي وميراثه كانوا يتأثرون رغما عنهم بكل رياح التغيير القادمة من الغرب أو الشرق,ونرى ذلك واضحا في آدابهم وشعرهم ونثرهم...وهم يحاولون جاهد ين التنكر لذلك وكأنهم ارتكبوا جريمة الزنا مع الثقافة الغربية.

والمثير للإعجاب أنه بينما كان أولئك - أنصار القديم والجديد -يتصارعون على ما هم فيه ,كانت المذاهب والتيارات الفكرية والشعرية والمدارس والكلاسيك الغربيين ,والرومانتيكيين والرمزيين ,والبرناسيين,والواقعيين ,والواقعيين الجدد.....وخاصة الوجوديين وهم يثيرون عواصف التغيير الهائل.
والذي يستحيل لأي مانع أن يقف في طريق هذا المد والسيل الجارف من النظريات والنظريات المضادة القادمة من الغرب....وأصبحنا نحن أبناء ذلك التراث الضخم مجرد متلقين لكل شئ بما في ذلك النظريات الأدبيه والمناهج النقدية .



5




أريد الاعتراف هنا انني لطالما تعصبت للقصيدة العمودية في فترة المراهقة الفكريه والتعصب الفكري الذي نشأنا عليه بحكم ماتلقيناه من معارف وعلوم كلها تصب في تمجيد القصيدة التقليدية والنص المستند على موروث الأباء والأجداد والمحكوم بالنظام الصارم والقيود الثقيلة التي وضعها أبو العروض وأمه الخليل ابن أحمد الفراهيدي ....واسأل الآن كيف استطاع هذا الرجل العبقري بمفرده أن يكبل شعراء ومبدعي الأمة العربية الناطقة بلغة الضاد والصاد بكل هذه القيود الثقيلة التي استمرينا نرزح تحت صريرها لقرون عديدة وحتى أربعينيات القرن العشرين....التي نجح فيها الشاعر اليمني علي أحمد باكثير من ترجمة قصائد إنجليزية إلى اللغة العربيه متحررا من قيود الخليل مبتكرا للتغعيله والتي على أساسها نظم بدر شاكر السياب قصائده المماثلة عن ثقافة مشتركه مع باكثير وعن ثقافة انجليزية لم تكن بعيدة عنه بل في متناوله وكذلك تجاذبات التغعيله التي التصقت بها إلى حد كبير وأقصد نا زك الملائكة مع أنه تم تجاهل المحاولات التي أشاد بها عبد الله البرد وني لرفيقتها الشاعرة العراقية لميعه عباس
والتي كانت حب السياب ومحطة في قطاره العاطفي الطويل والفاشل.

والآن لننظر حولنا حجم الثورة الشعرية الهائلة التي أحدثتها تلك الأفكار الجديدة والتي فتحت آفاقا هائلة أمام جيل بكامله من الشعراء والمبدعين ...فهي كانت دعوه فكريه و عمليه لكسر الرتابة والملل الذي بدأ يصيب القصيده العربية التقليدية , ولكنها في نفس الوقت لم تمنع حتى الشعراء الذين ابتكروا قصيدة التفعيلة أو قصيدة الشعر الحر أو مهما كانت الأسماء ....من قول الشعر العمودي المقيد والموزون ...كما حدث مع بدر شاكر السياب وغيره.من الشعراء والمبدعين أو أكثرهم على الأقل....!


والآن دعوني أطرح فرضية قابلة للجدل والمناقشة......ماذا لو لم يكن الخليل قد قام بوضع تلك القيود والموازين التي تتحدث من ذاتها عن ضيقها بقيود صاحبها ,حيث البحر الواحد - من البحور الشعرية - قد تم تجزئته إلى عدة بحور- مجزوء ومشطور ومنهوك ووووووو....الخ!؟

ماذا كان يمكن أن يكون عليه حال القصيدة العربية......من غبر قيود الخليل مع دخول ثقافات أمم جديدة
من بداية العصر العباسي....الذي يبتعد عن زمن الخليل وقيوده بما يقارب مئة عام



ولم تعد قيود الخليل وقيود القصيد ه العربية منذ أربعة عشر قرنا تطاق لدى جيل كامل
.................................................. .....
الولادات المتكررة للنص منذ فجر القرن العشرين

إلى زمن..... النص الجديد - النص مبديا !!



النقد بمعنى من المعاني لم يعد يقتضي تبسيط أ و تقريب أو تفكيك او السنة أو البحث في بنيوية النص أو الغوص في وجه من وجوه النص أو جانب من جوانب عبقريته المتعددة........


ولم يعد قابلا للاحتواء أو الحدود...والعرف العلمي يقتضي الاعتراف بأن نظريات النقد المتسارعه أكثر من أي شئ اّخر والقادمه من كل مكان من حولنا ألى حد أن النظريات أصبحت تتبع أفرادا وأصحاب مشاريع ونظريات فكريه وقراءات لمجمل شئون الحياة والعالم بجوانبه المعرفية والإقتصاديه والسياسية والإجتماعيه....وبقدر الحجم الهائل من التخلف النقدي في مجمل شئون الحياة .....فدعوا النقد يأخذ مجراه مع (النص الجديد).... لأن اللغة لاتبقى تحكم أجيالاً بل بالكاد تحكم جيلاً واحدا ......فاللغة العربية تختلف عن أبنائها بأنها لغة متمرده صعبة المراس ولا يسهل قيادها إلا لفارس من فرسان النص الجديد....لأنها تهوى التغيير والتجدد ..
ولا تبقى إلا بالمعرفة والولادات المتكررة
ا






  رد مع اقتباس
/
قديم 20-02-2010, 12:38 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: دعوة للحوار ..النص الجديد ــ النص/ميديا

ثمة اثراء
ثمة حوار
النص ىالجديد
بحاجة الى ضوء اكثر

بكم ومعكم

ودنا






  رد مع اقتباس
/
قديم 20-02-2010, 03:24 AM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
شجاع الصفدي
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو إتحاد الكتاب الفلسطينين
يحمل وسام الفينيق للإبداع الأدبي
فلسطين
افتراضي رد: دعوة للحوار ..النص الجديد ــ النص/ميديا

قرأت الطرح الموقر وآراء الزملاء الأفاضل ورغبت بأن أضيف ردا مطولا حول النقاط المثارة وقد سبق أن كتبت في ذات السياق مقالا ولكني هنا وجدت ردا قد يغني عن الكثير من القول وقد تفضل به الأستاذ عبد الرحيم محمود :


اقتباس:
والحل هو ترك الحرية أمام الكتاب جميعا ومنحهم فضاءات لا متناهية الحرية بما لا يتصادم مع ثوابت العقائد والأخلاق والعادات الاجتماعية ، وبعدها ليحلق من يحلق ، والحكم هو الجمهور الذي سيخلد ويقبل على إنتاج أي من المدرستين ، وقدرة المدرسة على الصمود للسير عبر الزمن بدون اندثار المنتج والمنتجين .
الحق في الحكم للجمهور والزمن وليس من حقنا خوض صراع لقتل الوليد بعملية إجهاض حمقاء !!

أعتقد أن هذا هو القول الحسم في هذه القضية وبكل دقة .

تحيتي وتقديري للمتحاورين جميعا






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:32 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط