|
⊱ ذاكرة⊰ ان التهمهم الغياب ... لن تلتهمهم الذاكرة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-08-2007, 03:04 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
في مساحة جرداء بين العقل و الجنون..
[align=center]في مساحة جرداء بين العقل و الجنون
((الكل ينصت)) فكر في دوامة العقل المرتعدة بين أطراف خلايا اللاوعي. ((بل الآذان عليها وقر!)) تمتم بسخرية. الذباب كان هادئاً على غير عادته، يبني أعشاشه على الروؤس بسكون. التثاؤب صاحب الأفواه، و الأعين لا تدل على شيء سوى الخواء، هذا إذا لم تسدل عليها الجفون. القاعة كلها ببساطة كانت عبارة عن مقبرة، لا يُسمع فيها من صدى الأصوات سوى صوت الشاعر الجهوري. رفع رأسه بخيلاء حتى اهتزت خصلات شعره المصففة. نفض ذرات الغبار عن قميصه الحريري، ثم بدأ يشي بروائعه. ((إنني... إنني..انتظر..)) ثم أطرق رأسه منتظراً التصفيق الحار. سرت عدوى "فليعلم الحاضر الغائب" فكان ما كان من التصفيق. رفع بعدها رأسه و كان قد بدا عليه التأثر العميق بخلجات نفسه، فأكمل هذيانه: ((إنني..أنتظر.. أن تهلي.. أنتظر ...أن تكوني)) و هطل مطر التصفيق عليه من جديد، فشعر في داخله بلذة لا تنتهي. بالتأكيد الأكوان الآن قد أرهفت سمعها لتسمع بوحه الشجي. كيف و قد غسله بقطرات مالحة؟ لقد انفعل هو بنفسه! فجأة، انتفض صاحبنا البسيط و قد مل ثمالة العقول. اتجه بين الكراسي المحتشدة عله يصل بالممر الضيق إلى منصة الشاعر. قاوم الأجساد كلها بضراوة، لا شيء سيقف حائلاً دون وصوله. و لكن عند الأطوار، وقف السد الأمني! كل الأيدي الأمنية حاولت دفعه للخلف بعيداً عن الشاعر الولهان، عله يستطيع أن يكمل تفجر أعماقه الممزوج بما جادت عليه الكتب. ((اتركوني..!دعوني! لست من آكلي لحوم البشر!)) صرخ صاحبنا، و لكن صوته ذهب هباء منثوراً. جرى همز و لمز في القاعة. "من هذا المجنون؟ ما الذي يدعوه لفعل هذا الفعل المشين؟ ما هدفه من هذا كله؟!". قال أحدهم لصديقه هامساً: ((سمعت أنه كاتب و قد حاول النشر في الصحيفة التي يرأس تحريرها شاعرنا الرائع، و لكن تم طرده أكثر من مرة..!)). تطفل أحدهم على الحديث قائلاً بفضول: ((لماذا تم طرده..؟)). قرب المتحدث الرأسين إليه و همس ضاحكاً بخفة: ((يقولون أنه يهتف بسقوط بعض القوى الكبيرة، و لا يعرف مصلحة الناس..))). كتموا ضحكاتهم و هم يرددون: ((عجيب!)). كان صاحبنا لا يزال يقاوم، حتى ابتسم له الحظ حينما أشار الشاعر بتركه. تحسس ذراعيه بخفة محاولاً تخفيف الألم، ثم شرع يعدل ياقة القميص الباهت و يعيد الأزرار المتباينة في أشكالها لمكانها في الثقوب. كان الشاعر في تلك الأثناء يرمقه بازدراء. لشد ما توتر، فهذه المرة الأولى التي يقابل فيها موقفاً غريباً كهذا. أخرج من جيب معطفه الأسود المخملي علبة "سيكار" ذهبية صغيرة. أخرج إحدى اللفافات ووضعها بين شفتيه اللامعتين ينتظر أن يشعلها أحدهم. و تكون ضباب من الدخان، و لكنه لم يغط ِ ملامح وجهه عن صاحبنا البسيط. رأى في وجهه الأبيض الناعم و عينيه العسليتين الكثير من الكبرياء و الأنفة. قال بعدها الشاعر ببرود: ((ماذا تريد أيها المخرب؟هه؟ قل لي؟)). شبك صاحبنا كفيه الخشنتين بهدوء، و قال رانياً إلى الشاعر برجاء: - تعد بأن تفِ بما أسألك؟ - نعم..نعم.. فقط قني من تخريبك! ازدرد صاحبنا ريقه و قال بجدية: ((أريدك أن تصارحني..أين تزرع شجرة الذهب و في أي مناخ؟)). وجه الشاعر حديثه للحرس بغضب: ((ما به هذا المعتوه؟! الحق علي أنني تركته! ارموا به في الخارج!)).صرخ صاحبنا برجاء: ((اسمعني..أريد فقط منك شيئاً واحداً آخر! أعدك أن لا يكون كطلبي الأول!)). كان يكررها مختطفاً فرصة للكلام. ((دعوه!)) قال الشاعر و هو يدهس الـ "سيكار" بقدمه. مرر أصابعه الشمعية على خصلات شعره بعصبية، و أخرج مرآة ليحدق فيها على نفسه. قال بضيق: ((أسرع في قول ما تريد..! حلاقي نصحني بأن لا أتوتر كثيراً حتى لا يقف شعر رأسي فتفسد التسريحة!)). أزاح صاحبنا البحة من صوته بعد صراخه العميق، ثم قال بهدوء: - هل لي بديوان من دواوينك..؟ - بالتأكيد..و لكن قل لي لم تحتاجه؟ - لسببين..أولهما أن أعرف إجابة سؤالي الأول، و الثاني لأقصد دار نشر غير التي تقصدها أنت! رمى الشاعر متجاهلاً تعليق صاحبنا "المجنون" بالديوان على وجهه. أمسك به غير مصدق، ثم تصفحه قليلاً. شلت حواسه رغبة الانتقام، فشرع يقطع أوراق الديوان -ما استطاع- إلى قطع صغيرة! رمى بها على وجه الشاعر، و بصق فيه.فعادت الأيدي تجهز عليه، و عاد الشاعر للهذيان بعد أن مسح وجهه بمنديل أبيض حريري.. فعادت القاعة للتصفيق كأن لم يكن.[/align]
|
||||
12-08-2007, 03:17 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
عندما يركز العقل بتركيزه على قضية ما
تجد تجاهله لكل الامور للبحث عن الاهم كوثر الشريفي رسالتك بدأت بتصفيق شديد واشتد بعقل المجنون كما ظهر التصفيق اضع عنوان لا صبر امام الكبرياء الشريفي رائعة دوما ود يمتد لعينيك |
|||
12-08-2007, 05:06 PM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
غالبا وجودك مدهش يا كوثر
اتمنى لك المزيد من التألق وكم انا سعيدة بك هنا أقرأك دوما الحب لعيونك عزيزتي كوثر |
|||
13-08-2007, 12:01 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
بل نحن من نصفق لك يا صغيرتي كوثر ...
حملت القصة من عناصر التشويق ما حملت ، بل أن عنصر التشويق هو البطل الأول في إدارة النص ، وهو ما حملني على إلتهام الأحرف للوصول للنهاية .. هذه واحدة . الحوار ... اعتمد الحوار على نقل الحدث ، وتصوير الحالة بإيجاز متقن ، وهذا هو المطلوب من الحوار القصصي ، الإيجاز مع تداعي المعني ، وقد استخدمت الكاتبة هذه التقنية ببراعة ، وهذه كانت الثانية . ذكرتني القصة بموقف حدث معي شخصياً ، عندما كنت أتردد على أحد نوادي الأدب بمدينتي ، فكان هناك شاعر عامية ، ويبدو أنه من أصحاب المناصب الثقافية الكبيرة ، وكان يحتفظ بالدور الاخير لإلقاء قصيدته البهية ، وبالفعل كانوا يصفقون له كلما تنفس ، لا كلما نطق ، عندما أتى على الدور لإلقاؤء قصيدتي قال لي بسخرية - ألق علينا يا بوهي كي نتأذى .. فلم أعبأ به ، وألقيت قصيدتي وكانت دينية ، لكني ألقيتها بطريقة حماسية لا تناسب جو القصيدة الهادىء .. وبعد مرور الوقت جاء دوره الأخير .. فقلتن له بسخرية وبحرقة - أستاذ قال لي - نعم ؟ قلت له : - ألق علينا شعرك كي نضحك . فانقلبت القاعة كلها ضحكا ، وأنا أنقلبت خارج القاعة مطرودا بلا عودة .. منك لله يا كوثر .. ذكرتيني بالذي مضى .. تحيتي لك .. |
|||
13-08-2007, 12:34 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
عنوان اخر من عناوين اديبتنا كوثر
تتيح لنا ان نوادع الكلمات وما فيها من مغزى بدأت بعنفوان التشويق لمعرفة التفاصيل وها نحن تحت اركان كلماتك تخبرنا عن تحفة من ذهب جميلة قصتك التحدي بها عنوان جميلة حبكتها دقيقة الوصف ملونة سطورها شهدا قيس جدارا يبلغك السلام دمت بود |
||||
13-08-2007, 03:48 PM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
كوثر الشريفى
مساحتك الجرداء بين العقل والجنون أثارت فضولى حتى النهاية فكر متعمق وأدوات تشويق محكمة تحياتى لقلمك |
|||
13-08-2007, 06:48 PM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
[align=center]كوثر الشريفي
في مساحة جرداء بين العقل والجنون أقول مثل ما يقال دائما ( العقل واحد والجنون تعدد , فليكن صاحبنا ءاذن كالحياة ) من غير كلل أو ملل وءان كان سيضاعف فلا بأس تحياتي الخالصة[/align] |
|||
13-08-2007, 08:01 PM | رقم المشاركة : 8 | |||||
|
اقتباس:
شكراً لك..لأنك ولجت إلى مجنون قصتي.. و لأنك عشت الحروف حتى زخرفتها بمرورك... أضع لك عنوان روعة ... هي دوماً لك.. مودتي رعاك الله
|
|||||
14-08-2007, 07:55 PM | رقم المشاركة : 9 | |||||
|
اقتباس:
و كم أنا سعيدة بمرورك على قصتي...و ترككِ لأثر من روحكِ هنا.. شكراً لكِ.. و أنتظركِ دوماً...
|
|||||
16-08-2007, 05:47 AM | رقم المشاركة : 10 | |||||
|
اقتباس:
يسرني دوماً ولوجك لمناخاتي القصصية..لما أجد في قراءاتك من الإفادة و الوعي في ان واحد... و سُرت قصتي اليوم بأنها استحضرت موقفاً قديماً حدث لك أرجو يا محمد أن لا تكون كصاحبنا المجنو...عفواً أقصد العاقل جداً.. فالأرض لا تحتمل المزيد منه! كن بخير... و دام قلمك الرائع... رعاك الله
|
|||||
16-08-2007, 05:29 PM | رقم المشاركة : 11 | |||||
|
اقتباس:
يا أيها الأديب العاكف...على عتبات الهذيان.. لتنقله إلى كلمات مترجمة لنعقلها... هي أحب القصص إلي.. فيسرني أن تنال إعجابك.. شكراً لمرورك...و كن بخير رعاك الله
|
|||||
16-08-2007, 11:12 PM | رقم المشاركة : 12 | ||||
|
رقيت بما وصفت والحق يقال ما شابهت نصا في كتاب ولا حرفا من سطر وفقك الله لما فيه الخير |
||||
17-08-2007, 09:05 PM | رقم المشاركة : 13 | |||||
|
اقتباس:
يسرني أن تثير فضولك.. و أن تجذبك حتى اخر حرف.. أشكر لكِ مروركِ.. كوني بخير رعاكِ الله
|
|||||
17-08-2007, 09:07 PM | رقم المشاركة : 14 | |||||
|
اقتباس:
شهادتك أعتز بها...تسلم أخي.. و الشكر لمرورك الثاني..كن بخير..
|
|||||
19-08-2007, 06:23 AM | رقم المشاركة : 15 | |||||
|
اقتباس:
الجنون متعدد...أوافقك... و لكن تعلمين لم؟ لأننا نبحث عن وسائل شتى لنخرج من دهاليز العقل الزائف فتصدنا جدران.. فنبحث عن جنون اخر.. بشرى..الشكر لمرورك... مودتي
|
|||||
19-08-2007, 06:24 AM | رقم المشاركة : 16 | |||||
|
اقتباس:
و أجواؤك الــ"مرورية" و لا أروع كوني بخير.. رعاكِ الله
|
|||||
23-08-2007, 08:34 AM | رقم المشاركة : 17 | ||||
|
لقاء العطاء والابداع...!!!
اقتباس:
رائعة يا كوثر انك هادفة .....و الهادف يحمل رسالة للمجتمع ...!!! اولا= درت الملتقى باكمله حتى عثرت عليك حتى ارد التحية بمثلها او افضل....!!! بيني وبينك بهذا الزمن الرديء .... نيال المجانين وحدهم من يفكرون جيدا ,, بعيد ا عن البترودولار والخوف والرعب. عندي ملاحظة انت حرة بالاخذ فيها... حاولي ان تعنوني الحوار,,, حتى نقدر على التمييز بين السرد التاريخي, والقصة الحوارية الشاعر:...,,,ووووووو وصف حركاته من صاحب الابداع الجمهور: الانفعال والتصفيف الحاد مجاملة او نفاقا..؟! وصف الحمهور من المبدع المجنون:: ههههقققبق فففصصص ككك الخ وصف حركاته الشاعر: رر يي ثث صص المجنون: كك يي اا سس ش وهلما جرا بالشكل هذا نشعر باننا نقرأ قصة وابطالها ظاهرون علينا بالعناوين... تحياتي الى مزيدا من الابداع الهادف الملتزم بقضايا المجتمع... آشور البابلي يبلغك السلام والتحية وعلى كل من في جنان الابداع جنان الفنيق..!!! |
||||
23-08-2007, 10:01 AM | رقم المشاركة : 18 | |||||
|
اقتباس:
أشكر مرورك سيدي.. و أرجو حقاً أن نعيش بهدف..فقد زاد العمى... و شكراً لملاحظتك...و لكن هي صعبة بالنسبة لي قليلاً فأرجو أن تسامحني... تحياتي رعاك الله...
|
|||||
22-09-2007, 09:45 AM | رقم المشاركة : 19 | ||||
|
كوثر
هنا دخلت الى عالم احببت طريقتك في ولوجه و جعلك اياه يترنح ما بين العقل و الجنون . هذه المساحة التي تفصلهما هي المدهشة 1 تحياتي وود كثير
|
||||
23-09-2007, 04:14 AM | رقم المشاركة : 20 | |||||
|
اقتباس:
و هنا دخلت أنا لمساحة زاكية و معطرة بطيب مرورك... يسرني إعجابكِ بعملي البسيط.. كوني بخير رعاكِ الله
|
|||||
31-03-2013, 12:14 AM | رقم المشاركة : 21 | ||||
|
رد: في مساحة جرداء بين العقل و الجنون..
كوثر
لها مع مناخات القص شان خبرته اظنها تحاكم النص كثيرا قبل ان تزرعه تحت ابط الورق فهي تعالج وتتناول الفكرة او مجموعة الافكار بروية وتوظف للقصة ما يلزم من ربط عناصر الزمان والمكان مع حركة الشخوص لهذا تعتريك الدهشة وانت تنساق مع نسق الشريفي حين تقص اعادة تدوير الالق من شانها ان تزيد من مساحة المشاركة بين الكاتب والمتلقي لمقام ذائقتكم كل الود لاديبتنا الكوثرية البوح |
||||
01-04-2013, 11:41 AM | رقم المشاركة : 22 | ||||
|
رد: في مساحة جرداء بين العقل و الجنون..
قصة جميلة وعميقة والله زمان يا كوثر محبتي دائما |
||||
|
|
|