لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ قال المقال ⊰ لاغراض تنظيمية يعتمد النشر من عدمه بعد اطلاع الادارة على المادة ... فعذرا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
16-09-2007, 06:02 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
من يُربي أطفالنا؟ الأسود أم الفئران؟ بقلم / حلمي الفرا*
من يُربي أطفالنا؟ الأسود أم الفئران؟ بقلم / حلمي الفرا*
عاد الطفل من الحضانة بصحبة أمه ، ومنذ عودته وهو يترنم بأغنية حلوة قد أنشدها له ولزملاءه مدرس الموسيقى باللحن والتعبير,, الطفل الذي يبلغ من العمر أربعة سنوات لا يحفظ من الأغنية سوى جملة، يقف مقابل والدهُُ وينشدها ويستعطفه لكي يرددها معه فيقول "يا رب يا رحمن ... احم الأطفال... “ ويرفع يديه الى الأعلى ويتوجه برأسه عالياً ، متضرعاً ويعزف مخارج الحروف ، كأن فرقة موسيقية تعزف اللحن ورآه، ويعيد الانشاد لنفس الجملة التي لا يحفظ سواها، الأب كان يطالع الأخبار واذا به يقرأ عن مقتل طفل فلسطيني، برصاصات الحقد والغدر، فنظر الاب الى ابنه الذي مازال يدعو الله أن يحمي الأطفال،، وكانت عيناهُ قد دمعت... وكأن الطفل قرأ الأخبار ، وكأنه استشف الأسى من قسمات وجه والده وأخذ يهز ذراعي والدهُ ، ويقول بلعثته، غنٍّّّ يا بابا... ماذا أُغني يا ولدي ؟ الأب يردد في سره... ردد الأب بصوت هامس، أغنية الطفل، ولكن الطفل ترجاه أن يرفع صوته، وأن يرفع يديه إلى أعلى، أن يقف مثله... تماماً كما علمه مدرس الموسيقى. الأب يعود ليحدث نفسه ويقول عذراً ولدي، ان كان خرج الصوت مبحوحاً، مخنوقاً، عذراً يا ولدي ان كانت العينان دامعتين عذراً، ان كان القلب دامياً واجفاًًًًً... "يا رب يا رحمن .. احم الأطفال..” " يا رب يا رحمن .. احم الانسان من جنون الانسان" حاول الطفل أن ينطق الكلمات الجديدة، بصوت متردد غير واثق أن الكلمات الجديدة تتفق مع أغنيته، غير متأكد ان كان والدهُ يغني نفس اللحن الجميل الذي كان يغنيه أم لا،،، " يا رب يا رحمن ... احم الاطفال .. احم الانسان من جنون الانسان " بحد ذاته القتل ليس هو الجنون في رأيي، وإنما تنشأة ثقافة القتل وتروجيها هي الجنون الحقيقي، تعميم ثقافة العنف، القتل، ثقافة الاقصاء، ثقافة التخوين والتضليل هو الجنون الحقيقي،،، فكل ذلك سوف يؤدي إلى نتيجة واحدة ألا وهي كره الجار لجاره وابن العم لإبن عمه وحتى الأخ لأخيه وبالتالي سيتم تبرير كل شيئ !!!بما في ذلك القتل!!! الجنون في التدمير الممنهج والمنظم للأطفال، المخزون الاستراتيجي في الحياة واقحامهم في دائرة الصراع السياسي القذر الذي دمر كل الأخلاق والقيم الانسانية، ودمر كل شيئ كنا نعتقد أنه جميل! الجنون في اجهاض البراءة ونزعها من ذويها! الجنون الحقيقي ظهر عندما أخرجت قناة الأقصى فيلم الكرتون الذي رسم صورة الصراع بين فئتين كلاهما يعيش تحت وطئة الاحتلال وأحدهما يعتبر نفسه على حق بل هو الممثل للحق ، والأخرى على باطل بل هي الباطل بعينه، وصورة واحده منهم تقصف المساجد بصورة مبالغ فيها وتهتك حرمة الاسلام عندما جاءت بفأر يدوس على القرآن الكريم! ليس بصدد الدفاع عن عن طرف دون الآخر أو الهجوم على طرف ما أو حتى كتابة قصة الفيلم لمن لم يحالفهم الحظ ويحضروه، ولكن بصدد نبذ فكرة تربية جيل كاره وحاقد ، وفكرة تعميم الكراهية والحقد. فكرة استحقار الآخر بالصورة التي ظهرت في الفيلم الذي جعل الجميع يتخيل بأن الشعب الفلسطيني يعيش في غابة يحكم فيها القوي الضعيف ولا مكان للضعفاء ان أخطأوا بين الأقوياء. الفلسطيني حيوان وحشي !! ينتهج نهج الحيوان في الغابة فالأسد يزأر ويفترس والفأر يقرض ويهرب،،، أعتقد أنه كان على الأسد هنا أن يرتقي إلى حالة الانسان الحقيقي، السماحة ونبذ العنف والمصالحة وغض الطرف، لا أن يبقى على حالته الطبيعية وهي الإفتراس والعربده...ويعطف على المخلوق الصغير القارض. أعتقد أنه لا عتب على أعداء الأمه عندما يشبهون العرب والمسلمين بالصراصير أو بنوع من أنواع المخلوقات اللابشرية الاخرى عندما نبيح لأنفسنا أن نتشبه بالحيوانات أياً كان رقيها... كان من الأولى على قناة الأقصى أن تُخرج لنا فيلماً يزرع الحب والمؤاخاة والسماحة ، لا أن يعمق فينا العنصرية والفُرقة، بل وتصر على زرع سموم الحقد الأسود في أطفالنا... توم آند جيري ( البس والفار ) الكرتون الشيق الشهير عندما وُجهت له انتقادات بأنه ُيورث ثقافة العنف بين الأطفال، أُنتج منه نسخ يظهر فيها توم وجيري صديقان يساعد بعضهما بعضاً، ومنها ما أظهر أن العداء بين الآباء لا يجب أن يورث للأبناء... أتمنى من الآباء أن لا يتركوا أطفالهم لتلقي مثل هذه الأفكار الضالة والمُضللة... وأُصر في دعوتي هذه على اخراج الأطفال من دائرة الصراع وتركهم ليعيشوا الطفولة كما هي ، في أن يذهبو للحضانة والروضة ، في أن يلعبوا في الشارع بفانوس رمضان وبلباس العيد ، بالرمل والطين والماء والزرع وتحت السماء والمطر والأشياء الجميلة الكثيرة التي يحلم بها الأطفال ، وليتعلموا في المدارس في جو يملئه الحب والسلام والأمان.غير مشحون بأي معكر من معكرات براءتهم. *الكاتب فلسطيني مقيم في الأردن ............... هذه المقالة وصلتني عن طريق بريدي الألكتروني ..
|
||||
16-09-2007, 08:28 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
جميل ما نقلت ابي حكمت
ود يمتد |
|||
16-09-2007, 09:25 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
ابدع الحلمي
له الشكر ومن بعده جل الامتنان لبيدارينا على نثر الاثراء ود |
||||
16-09-2007, 09:28 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
تضيف الى قائمتك الادبية عناوين من ذهب
لتصضقل بها الحرف وتجعلنا في اوردتها لتلمع دوما قيسك جدارا يبلغك السلام |
||||
18-09-2007, 12:42 AM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
ولدي فراس الجميل أن نرد الجميل لكاتب المقال الفاضل الكريم حلمي الفرا ولنلتفت فوراً لأولادنا قبل فوات اللأوان .. بعد فوات اللأوان ..!! هل سينفع الندم ..؟ رعاك الله
|
||||
18-09-2007, 04:05 AM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
يا رب يا رحمن
احم الاطفال الشكر لك |
|||
09-10-2008, 09:59 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
مشاركة: من يُربي أطفالنا؟ الأسود أم الفئران؟ بقلم / حلمي الفرا*
اعزائي الكرام
الى كل من، مَرّواَ وسيمُرّوا من هنا لكم جميعاً، جزيل شكري وأمتناني مع التقدير
|
||||
22-12-2009, 07:43 PM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: من يُربي أطفالنا؟ الأسود أم الفئران؟ بقلم / حلمي الفرا*
العزيز زياد السعودي
مروركم المحبب سرني وأسعدني رعاك الله
|
||||
31-01-2012, 02:56 AM | رقم المشاركة : 10 | |||||
|
رد: من يُربي أطفالنا؟ الأسود أم الفئران؟ بقلم / حلمي الفرا*
اقتباس:
العزيز سيف الدين شكراً لجميل مرورك رعاك الله
|
|||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|