لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ ذاكرة⊰ ان التهمهم الغياب ... لن تلتهمهم الذاكرة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03-10-2007, 08:36 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
الاستلاب... آفة تغتال الوعي والإدراك
الاستلاب... آفة تغتال الوعي والإدراك الاستلاب عملية نفسية، الهدف منها تحويل وعي الإنسان والمجتمع إلى نقيض ما يجب أن يقدمه هذا الوعي لخدمة الإنسانية. ومن الواضح أن الصورة الثقافية المثالية لمجتمعنا اليوم بعيدة كل البعد عن الواقع بكل ما يعتمل فيه من تناقضات وأزمات اجتماعية تكاد تذهب بالبنية الأخلاقية للفرد والمجتمع على حد سواء. فنحن أقل تحضراً، وأقل وعياً مما نتظاهر به، وكذلك أقل عدلاً واستقامة، مع أننا نطالب بالاستقامة وننادي بالقيم الأخلاقية والروحية، في الوقت الذي نتصرف فيه بشكل فظ، ونتلمس المساواة والتكامل دون أن نطبق أياً من هذه المفاهيم والقيم في تعاملنا المادي والاجتماعي، وخصوصاً الجنسي(ذكر- أنثى) نحن في الواقع بالكاد بدأنا نتلمس طريق التطور باتجاهاته المتعددة. دون إغفال أن إحساسنا بالعظمة والقوة مستمد من التطورات والاكتشافات العلمية التي تحققت في العالم، والتي للأسف لم تساهم أبداً في تحسين طبيعة الإنسان الداخلية والروحية في وقتنا الراهن، بل على العكس قد تكون هذه الاكتشافات في أجزاء منها سبباً فيما يعاني منه إنسان اليوم. من هذا المنظور نحن بشر بدائيون- متحضرون، أطفال يركضون عبر دروب الحياة، يعبثون بالمحطات الفضائية، والرؤوس النووية، ويتفننون باختراع أحدث آلات الحروب والقتل والدمار تحت ذرائع ومسميات وشعارات ما أنزل الله بها من سلطان، بعيدة كل البعد عن مضمونها الحقيقي. والشعور المخادع بالعظمة والقوة الذي يولده العلم والتكنولوجيا، يشل قدرة الإنسان على النقد الذاتي ويطمسها، وبالتالي يمنعه من إدراك التناقض الهائل بين الشكل المقبول بصورة عامة للجنس البشري المتحضر، وبين الواقع المؤلم لعالم تسوده الحروب والصراعات، يتناثر فيه الموت جوعاً وحرباً وصراعاً، وأيضاً ممارسة الجريمة والعنف والإرهاب الذي يرخي بظلاله على الكون الإنساني في كل مكان. هذه هي سمة العصر الراهن في كثير من أرجاء المعمورة. إن استلاب الإنسان تجاه القيم والمفاهيم العصرية الحديثة، قد جرده من الإرادة وبُعد النظر الضروريين للتصرف بوعي، حيث أصبح السلوك الميكانيكي المقولب هو المعيار الذي يُفسد ملكات الإنسان العليا وقيمه الروحية والأخلاقية، ويمنعه من إدراك القيمة الحقيقية للإنسان وللأشياء، وبذات الوقت يمنعه من إدراك مدى استلابه. والاستلاب، حالة تخترق فيها وعي الإنسان معلومات غريبة ودخيلة، ليمارس سلوكيات غير معتادة تستحوذ على تفكيره وتعامله، فتجرده من إمكانية التخلص من تأثيراتها الشديدة. والخطورة في هذا الداء(الاستلاب) تكمن في أنه لا يمكن ملاحظة ذلك الاختراق والاستحواذ لأول وهلة في حياة الإنسان العادية واليومية، لأن طبيعة تكيفه تدفعه للمشاركة بصورة إلزامية في نشاطات يعتبرها المجتمع عادية وسوية، كالاستهلاكية بتأثير برامج الدعاية والإعلان للموضات والصرعات والمتغيرات المتلاحقة بشكل سريع جداً في سوق الاستهلاك. وهنا يكمن الخطر والضرر الحقيقي الذي يلحق بالسلامة الصحية والعقلية والنفسية عند الناس نتيجة للإشباع الذي تمارسه وسائل الإعلام والدعاية تلك، وإفراطها في أشكال الاتصال وتوجيه الناس في كافة أنحاء العالم إلى أنماط استهلاكية متشابهة، حيث يفقد هؤلاء المستهلكون رؤيتهم للمكانة الحقيقية التي يستحقها الكائن الإنساني عندما يستجيبون بدون إدراك لوسائل الاتصال المبتذلة أكثر مما يحاولون السيطرة عليها، ويركزون بدلاً من ذلك على الممتلكات المادية وصورة المظهر الخارجي والاعتناء بالجسد على حساب الروح والعقل وإعمال الفكر. وهذا الاتجاه في تقييم الناس من خلال ما يمتلكونه من إمكانيات مادية وسلطوية بدلاً من تقييمهم كما هم عليه في الحقيقة، يؤدي إلى اختلال بشع وفظ وسلبي للقيم والمفاهيم. فالأكثرية الساحقة من الناس باتت تقرن السعادة بالمنفعة والمصلحة الشخصية، وبمقدار ما يتم الحصول عليه من جاه ونفوذ مادي أو معنوي. وعلى الرغم من عدم وجود إجماع حقيقي حول مفاهيم القيم الإنسانية والروحية، إلاَ أن هناك اتفاقاً ضمنياً حول استهلاك سلع ومفاهيم وقيم متشابهة. إن أكبر تهديد يواجه العقل البشري هو(الاحتقان المعلوماتي) المتأتي من خلال الضخ اللامتناهي للمعلومات بشأن فرض العديد من التقانات والثقافات والسلع والأشياء المراد طرحها على الإنسان. ويُعزى هذا الاحتقان إلى عدم التناسب في نمو المعلومات العلمية والثقافية، واستمرار التهميش الحسي، خصوصاً حاستي السمع والبصر من خلال الأسلوب الساحر لوسائل الإعلان. إن كل هذه الأمور مجتمعة تؤدي لازدحام وعي الإنسان، وتعمل بنجاح لسد أفق هذا الوعي باستثناء اتجاهها، وهذا ما يسعى الإعلان لإنجازه بدقة كي يحقق أهدافه. فملايين البشر يتصرفون كالآلات وضمن ما يسمى بغريزة القطيع، حيث يبيعون ويشترون أحدث المنتجات والتقنيات لأن الرسائل الإعلانية التي تطغى على تفكيرهم بأسلوبها المشوق قد أقنعتهم بضرورة الشراء والاقتناء، وهم مستلبون كلياً تجاهها. كل ذلك يتم بطرق علمية نفسية ناجحة. فهناك أفلام مخصصة لشرح كيف يمكن أن يكون الإنسان ناجحاً في السرقة والاختلاس والهجوم وغيرها الكثير من تلك التي تعمل على تشتيت القيم الإنسانية والأخلاقية ، وبالتالي تشويه الإنسان والمجتمع من خلال ما تقدمه المثيرات البصرية والسمعية للمؤسسات الإعلامية والسينما والتلفزيون على أنه تسلية للناس في ذات الوقت الذي تعمل فيه على سرقة أغلى ما يملك الإنسان، وما هو أكثر عرضة للتأثر، ألاَ وهو ذات الإنسان وتفكيره، خصوصاً النقدي والتمييزي. إن عبادة المال والتسلق الاجتماعي، والتجارة السياسية، وحب الترف، واستهلاك المخدرات، والعنف والإرهاب، والبحث عن السلطة والجنس كنتاج استهلاكي، والصور الخلاعية والانحرافات الجنسية بكافة أنواعها. هذه كلها أشكال مختلفة للاستلاب الذي يستحوذ على تفكير الناس، توجهها عوامل خارجية تسحق وتشل إرادتها وعقلانيتها وتشتت مبدأ التمييز العقلاني لديها. ولا يمكن لهذا الاستلاب المقصود والمفروض على الإنسان أن ينجح لولا القصور العقلي والنفسي والثقافي، والذي يؤثر على المجتمع بقيمه وتفكيره ومسلكيته. وإذا كنَا نريد أن نحقق مستوىً أعلى من السيطرة على عقولنا، علينا أن نتحرر من محنة الاستلاب هذه من خلال حرية الفكر والوعي وتعزيز الثقافة الذاتية غير المتماهية والذائبة في ثقافة الآخر، وأيضاً من خلال احترام الذات وتقديرها، ورفض كل ما من شأنه أن يُحَقِرَ انتماءنا وأخلاقياتنا وثقافتنا وقيمنا. |
|||
03-10-2007, 08:55 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
الاخت ايمان
مرحى واهلا وسهلا باطلالتك الاولى ولن ازيد على كلام اخي براء محمد فزاد موضوعك الالق دمتما بخير ود يمتد |
|||
03-10-2007, 09:38 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
والشعور المخادع بالعظمة والقوة الذي يولده العلم والتكنولوجيا، يشل قدرة الإنسان على النقد الذاتي ويطمسها، وبالتالي يمنعه من إدراك التناقض الهائل بين الشكل المقبول بصورة عامة للجنس البشري المتحضر
** مقتطف رائع نعم نحن ندرك ما لدى تلكم الافكار وما لها من تأثير وموقفنا سوف يبقى كما هو سلمت فقيس جدارا يبلغك السلام |
||||
04-10-2007, 12:38 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
ويتفننون باختراع أحدث آلات الحروب والقتل والدمار تحت ذرائع ومسميات وشعارات ما أنزل الله بها من سلطان، بعيدة كل البعد عن مضمونها الحقيقي.
فائدة جمة بين السطور كل الود اخية ومرحى بك بيننا |
||||
05-10-2007, 02:38 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
والخطورة في هذا الداء(الاستلاب) تكمن في أنه لا يمكن ملاحظة ذلك الاختراق والاستحواذ لأول وهلة في حياة الإنسان العادية واليومية، لأن طبيعة تكيفه تدفعه للمشاركة بصورة إلزامية في نشاطات يعتبرها المجتمع عادية وسوية،
عزيزتي ايمان سلّطت الضوء على ظاهرة حيوية جداً تتفشى في مجتمعنا وقدمتها باسلوبك المشوق وفكرك العميق لك وافر الشكر لمقالك الثري وبانتظار المزيد وكل عام وانت بخير |
||||
06-10-2007, 08:05 PM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
ومن الواضح أن الصورة الثقافية المثالية لمجتمعنا اليوم بعيدة كل البعد عن الواقع بكل ما يعتمل فيه من تناقضات وأزمات اجتماعية تكاد تذهب بالبنية الأخلاقية للفرد والمجتمع على حد سواء. فنحن أقل تحضراً، وأقل وعياً مما نتظاهر به، وكذلك أقل عدلاً واستقامة، مع أننا نطالب بالاستقامة وننادي بالقيم الأخلاقية والروحية، في الوقت الذي نتصرف فيه بشكل فظ، ونتلمس المساواة والتكامل دون أن نطبق أياً من هذه المفاهيم والقيم في تعاملنا المادي والاجتماعي، وخصوصاً الجنسي(ذكر- أنثى)
استلاب الانسان يعبر عن وجود نفاق بين المبادئ و الاهداف و بين سلوكه الذي تتحكم فيه شهواته وغرائزه المادية و بذلك يعبر الانسان عن أشياء مزيفة و ليست نابعة من الذات المستقلة التي يجب تأكيدها و الابتعاد عن تقليد لما يدور حوله
و العالم العربي للأسف يعيش استلابات على متعددة و على جميع المستويات بحيث يفتقد الى اتباث الذات في اطار وحدة قومية و يعاني من التأخر بفعل الاستبداد السياسي الذي تمارسه الحكومات و بفعل الهيمنة الخارجية كل الشكر و التقدير |
|||
08-10-2007, 11:39 AM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
الاستلاب... آفة تغتال الوعي والإدراك
الأصدقاء الأفاضل
والأساتذة الكتاب والأدباء في فينيق المحلقة أبداً في سماء الفكر والكلمة الحرة السادة: زياد السعودي نوال مهيدي سلام الباسل سيف الدين الخلوف فراس المعاني براء محمد كل الشكر والتقدير لمساهتكم في التعليق على موضوعتي الأولى لي في منتداكم الرائع تلك الردود والتعليقات التي أغنت الموضوع، وألقت الضوء على بعض النقاط التي أغفلها.. ربما لأنه بالحوار والنقاش البناء والموضوعي، نضفي على الموضوع المطروح للنقاش اهمية ومزيد من الأفكار والتعاطي معها بروح المسؤولية الحرة الصادقة ولا يمكنني أن أضيف إلى ما أوردتموه سوى الاعتراف بقراءتكم المتأنية والمتعمقة والتي يشرفني أن أضمها إلى أفكار تلك المادة لمناقشتها من خلال آراءكم السديدة وشكراً لترحيبكم بي أصدقائي عامل الناس كما تحب أن يعاملوك....حكمتي بالحياة... تحياتي |
|||
08-10-2007, 10:41 PM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
سبر عميق
ومنهجية علمية في التحليل والتركيب سيدتي زيدينا من فيض علمك وواعيتك الشكر موصوله |
||||
04-11-2007, 08:15 AM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
الاتحاد قوة,,,,وكلنا معرضون للفناء ,, لنقف صفا واحدا امام الغاصبين
شكرا والف تحية الى الكاتبة والصحفية ايمان احمد لتضامنك مع العراق
لم اعلق الان على الموضوع , ساعود من بعد. آشور البابلي يلقيى على ايمان احمد السلام وعلى من في جنة الفنيق |
|||
06-11-2007, 05:21 AM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
اقتباس:
نعم ...... الاله دولار هو سبب هذا الاستلاب,,,؟؟؟!!! حتى يخضع كل الناس له ويكونوا سوق استهلاكي لهذا الدولار؟؟؟!!! عندي ملاحظة نرجو ان تأخذيها بعين الاعتبار : كلمة ارهاب: حاليا يقصد بها اي مقاومة عربية او اسلامية للدفاع عن الوطن..؟! نرجو ان لا تستعمليها حتى لا نكون في خدمة العدو دون ان ندري,, ممكن بالتنويه على المشاكل الحادة بالمجتمعات بكلمة العنف ,,التي تظهر بسبب التفاوت الطبقي بين الناس وبسبب المشاكل الاجتماعية الاخرى... آشور البابلي يلقي علي ايمان احمد السلام وعلى من في جنة الفينيق |
||||
05-06-2008, 10:42 AM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
الاستلاب... آفة تغتال الوعي والإدراك
الاستلاب عملية نفسية، الهدف منها تحويل وعي الإنسان والمجتمع إلى نقيض ما يجب أن يقدمه هذا الوعي لخدمة الإنسانية. صباحك مودة اختي ايمان ومن جديد وقفة مع الاستلاب تحياتي |
||||
18-06-2008, 03:15 PM | رقم المشاركة : 12 | |||
|
|
|||
18-06-2008, 03:21 PM | رقم المشاركة : 13 | |||
|
كتب آشور البابلي:
(( عندي ملاحظة نرجو ان تأخذيها بعين الاعتبار : كلمة ارهاب: حاليا يقصد بها اي مقاومة عربية او اسلامية للدفاع عن الوطن..؟! نرجو ان لا تستعمليها حتى لا نكون في خدمة العدو دون ان ندري,, ممكن بالتنويه على المشاكل الحادة بالمجتمعات بكلمة العنف ,,التي تظهر بسبب التفاوت الطبقي بين الناس وبسبب المشاكل الاجتماعية الاخرى... آشور البابلي يلقي علي ايمان احمد السلام وعلى من في جنة الفينيق)) شكراً لما أضفته من معلومات وتعليق يليق بقراءتك الرائعة أما بالنسبة لجهة ملاحظتك القيّمة فهي في البال ومحط اهتمام نعم يجب التفريق من قبلنا أولاً من خلال كتاباتنا ولإرشاد الناس للتفريق بين المقاومة والارهاب كل الشكر لملاحظتك أخي النبيل مودتي |
|||
18-06-2008, 03:24 PM | رقم المشاركة : 14 | ||||
|
اقتباس:
صديقتي النبيلة سلام مودتي واحترامي |
||||
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|