خداعٌ في مقاسات الصورة

**ابراهيم السراجي** · 29-12-2010, 12:30 PM

إهداء : إلى أمي عادة كل ذاكرة طيبة ..
وإلى نسْمة فقدت من ذاكرة القرية

أنا إذا قلتُ عنكِ كل النساءِ , لا أملك أن أقصي بقية النساء , لكني مقصياً بقية الرجال أفترضني عالماً
بكل حرب
بكل سلامٍ نادر
بكل نوافذٍ نادراً ما تفتح نفسها لمنتظرين منفىً أو جحيم
لأن الإنتظار مذهبُ التوقعاتِ .. مهرجانُ الخوف
مضاعفات العدد " حيرة "
عرشُ إبليس
اتساعُ البستان " تفاحة "
هبوط لما هو أقسى من الأرض
وأوجع من امرأة

البحرُ كان فسحة المنبوذين , لبرهةٍ من نسيان العقوبات , أو سكوناً قصيراً لغضبِ الله .
البحرُ صدى اللاشيء ..حوار المشردين .. ضياع الطرف الآخر ..
مدىً مفخخ
فافعل ما شئت
تجول من مكانك
إنك لن ترى إلا تكراراً خبيثاً لما هربت منه
حين يصبح المدى شاشة امرأة
سينما الخيانة
عطر الذاكرة المخيف.

البحر يراودني عن صنعاء , يبتزني لهجرة.. يستفزني لكتابة رسائل طائشة
لاختناق لم ينقذ نفسه منه
لمقارنة قاسية بين " ملحين"
بين امرأة تسلطت على الطاولات
ومواقيت يومية
وساعات بيولوجية
على رجلٍ استبدل دورته الاعتيادية حول نفسه
بالمكالمات الليلة
بقلقٍ لم يخطر على بال طفولته
ولم يأتِ في حسابات قريته الصغيرة للكوارث
حيثُ كان يربي قطته قلقاً على بقية الأكل
على جوع الأصدقاء .

أنا أفترضك آخر النسوة بافتراضي أنني الرجل الذي ابتكر وظائقاً جديدة لفمه , لقبلةٍ ظن أنه يؤرخ لتاريخ لا يقوى رجل –لو جاء- على تكرارها.
ظنون ابتكاراته خبأت عنه مسافات قبلهُ ومسافات بعدهُ
لم يفسر إلا متأخراً أن تعريف المسافات الكثيرة/الكبيرة:
ابتكارٌ أول للضياع
خبرٌ عاجلٌ لعوالم لم يسمع عن اهتماماتها أو ما يخيفها
لامرأة اعتادت أن ترى نفسها عارية أمام المرآة
واعتادت تعرية العالم أمام نفسه
يا لدهشة أن يصبح مبتكراً أولاً لعمى الألوان
وسوء التقدير
لفخ قبلة .

يخدعني البحر بدواليبٍ لها رسائل متعفنة , ما استطاع أن يوزع البريد غلى الغرقى والمفقودين
ما استطاع أن يقرأ عناوينهم
ولا أن يستدل على ملامحهم .

وتفشل اللغات في خلق ملاذات آمنة للهاربين من اعتداءات الكلام ومن تقبل الهزيمة بنفس الصيغة.
لـ قواميس تجهز اتفاقات تسليم رجالاً متعبين هاربين إلى اللغة الأم التي أكلت أطفالها, أمٌ تعودت ارتكاب أخطاء ترجمة فادحة قوامها رجالٌ وقصص .

مؤامرة الأماكن تزرع أفواهاً في الجدران
تصمم صدى لضحكات في يدها عصي تعزر رجلاً
عن مواعيده
عن ماضيه
عن حرية تنازل عنها
عن حرية طالب بها
عن أقدارٍ أوكلها للمرأة ذاتها
عن ثورة لم يستعد بها أقداره
وهي ما تزال تشتهي أن يكون هناك :
نقصٌ في الأجل
حطام في العالم المفترض
خطأ في التقدير
ثمنٌ باهظ " للحب ".

أنا حين أخطأتني في تلبس العالم ,أسأت في تبني خطيئة الحياة , في تكرار آدم , في اختراع فكرة الموسيقى كجيبً زمني للذاكرة
حين خبأت صوراً طبق الأصل للطاولات
حين منحت ذاكرة للكراسي
وساعة بيولوجية لصوتك
لفرصة إدمان
حين رهنتُ الصباحات عندك
بترت البدايات
وسلمتُ فكرة البحر للحفر الكبيرة ... تعثرتُ.

أنا حين استأثرتني كشاعرٍ , صنعتُ منحدراتٍ على الورق
أنجزتُ دواوين الدحرجة
كان المنحدر اسمك
والسقوط قانونٌ فيزيائي لمضاعافات الارتطام
لشهوة السرعة
لخداع في مقاسات الصورة
لخيبةٍ غير متوقعة .

أنا حين فتحت مسارات للمدن .. ما ألقيتُ بالاً لورطة الأزقة وهي تدافع عن ضيقها بحوادث البطئ والإعادة الثقيلة لمعرض الحياة .

**هيام ضمره** · 29-12-2010, 12:50 PM

لغة شعرية جميلة يختلط بها قدراً معقولاً من الفلسفة العميقة

وصور عابقة بالتفرد تخادع قارئها كما خادعت كاتبها

وانزياحات تؤكد احترافية الكاتب في حسن التعبير

والعنوان أفاض معنى بليغ للموضوع

جميل ما عبرت به أيها الأديب الشاعر ابراهيم السراجي

**سلام الباسل** · 29-12-2010, 01:50 PM

نص رائع
غارقٌ في تفاصيل الروح
سلم البنان والبيان وصاحبه
والشعور وما افتتح من إهداء
ابراهيم السراجي
الشاعر الأنيق
طبت وطاب مدادك
تحياتي
سلام

**عبير محمد** · 29-12-2010, 03:12 PM

أنا حين استأثرتني كشاعرٍ , صنعتُ منحدراتٍ على الورق
أنجزتُ دواوين الدحرجة
كان المنحدر اسمك
والسقوط قانونٌ فيزيائي لمضاعافات الارتطام
لشهوة السرعة
لخداع في مقاسات الصورة
لخيبةٍ غير متوقعة

اديبنا القدير والوارف ابراهيم السراجي

دائما تدهشنا بعمق حرفك

ونصوصك التي تجبرنا على التوقف امامها والإبحار فيها

والتأمل كثيرا على شطآنها

دمت بألق الحضور

ودام عمق حرفك الذهبي

ودّي ووردي

أميرة الإحساس

**هناء زايد** · 29-12-2010, 03:52 PM

اقتباس:

وتفشل اللغات في خلق ملاذات آمنة للهاربين من اعتداءات الكلام ومن تقبل الهزيمة بنفس الصيغة.
لـ قواميس تجهز اتفاقات تسليم رجالاً متعبين هاربين إلى اللغة الأم التي أكلت أطفالها, أمٌ تعودت ارتكاب أخطاء ترجمة فادحة قوامها رجالٌ وقصص .

مؤامرة الأماكن تزرع أفواهاً في الجدران
تصمم صدى لضحكات في يدها عصي تعزر رجلاً
عن مواعيده
عن ماضيه
عن حرية تنازل عنها
عن حرية طالب بها
عن أقدارٍ أوكلها للمرأة ذاتها
عن ثورة لم يستعد بها أقداره

القدير إبراهيم السراجي قرات هنا جمالاً وعمقاً ...وفلسفة تبحر بنا إلى موانىء الدهشة

تعجبني كثيراً لغتك الانزايحية وتوظيفك المتماهي لها لتصنع شيئاً مختلفاً

هو كان نبض مختلف ...ونص له طعم آخر ...ووقع آخر

تقديري ووافر احترام
الهناء

**هناء زايد** · 29-12-2010, 03:55 PM

يـــــــــــــثــــــــــــبــــــــــــــــــت

للجمال ....للدهشة ....لمعين الفلسفة الذي لا ينضب ....

نص يحتاج لطوووووووول وقوف منكم وطوووووووووول تأمل !!
شكري وتقديري
الهناء

لمى أحمد · 29-12-2010, 05:13 PM

سأبقى على العهد وأقول
أنك متعب بكلماتك
فعلا اشتقت حرفك أيها الكاتب
الجميل..مودتي.

**عدنان الخشرمي** · 29-12-2010, 06:13 PM

ابراهيم السراجي
تحية ترقى لتليق ايها الراقي الجميل
من جمال الكلم عذب وأنفاس
لاحرمنا العطاء
طبت

مطهر السراجي · 30-12-2010, 02:54 AM

إني ، هنا !
أهمس في الحُزنِ ،
عن وطنٍ ، لم يكن إلانا فيه ،
حين غزى الجُند - يا إبن أمي - دفاتري ،
ولطخوا ، بالموتِ أشعاري ،
لحظةً ،
وأطفأوا بصدري ... جمرةً للحنين !

أيا إبراهيم ، صبرًا !

وخذني صورةً للروح وهي تلفظ أنفاسها الأخيره ،
رسالة حُبٍ وإشتياق أعرِجُ بها ، نحو التي أبكى فراقها فمي
وأدمى غيابها عمري ، ولا زلت أحيا بها ..

تحيتي لقلبُكَ الجليل ، وقلمُكَ الجميل ..

مطهر ،

**فاتي الزروالي** · 31-12-2010, 12:41 PM

الشاعر ابراهيم

بنصوصك سحر كبير
فلسفة حياة متداخلة
تجرنا لدروب ...تارة ضيقة
وتارة فسيحة مستقوية

كل التقدير لروحك
فاتي

**مريم اليوسف** · 01-01-2011, 05:37 PM

إبراهيم

أنت حين تكون رائعاً
عامك صورة بمقاسات الزمن

**جليلة الخليع** · 01-01-2011, 08:02 PM

مؤامرة الأماكن تزرع أفواهاً في الجدران
تصمم صدى لضحكات في يدها عصي تعزر رجلاً
عن مواعيده
عن ماضيه
عن حرية تنازل عنها
عن حرية طالب بها
عن أقدارٍ أوكلها للمرأة ذاتها
عن ثورة لم يستعد بها أقداره
وهي ما تزال تشتهي أن يكون هناك :
نقصٌ في الأجل
حطام في العالم المفترض
خطأ في التقدير
ثمنٌ باهظ " للحب ".

وغصنا في بحر من فلسفة

وأمواجه تتلاطم شعرا

غرقنا في صور بمقاسات محايدة

وأسرتنا الدهشة

الشاعر المبدع ابراهيم السراجي

نصوصك تحتم علينا أكثر من وقفة حتى نتعلم تقنية القراءة

لك كل التقدير والود

**سلطان الزيادنة** · 01-01-2011, 09:37 PM

نص مسرحته العاطفة الصادقة وكتبه الجمال بكل جمال

الوارف ابراهيم السراجي

دامت عليك ذاكرتك الانسانة

محبتي

**حرية عبد السلام** · 02-01-2011, 04:21 AM

أيها الشاعر المتمكن / ابراهيم السراجي
دخلت دوحتك الصارخة بكل زفراتها ....معانيها ....فلسفتها
عمق مداخلات الاحداث والوقائع ...سحر المد والجزر
تلاطم الأمواج ...براكين الكلمات...عواصف النقلات بين الأماكن
واللاأماكن ....بين المواقع والفصول ...بين الروح وما تخفيه الصدور
بين الجهات والمسافات الفاصلة بينها ...بين الجمال وما وراء الخيال
نص زاخر يتماوج بعمق الفهم وتحسس خلفيات الكلمات

دمت وارفا ومتألقا

حرية عبد السلام

**زياد السعودي** · 07-01-2011, 02:10 PM

كثيرة اشياء الكلام هنا
وكلها فرادة منثورة
كاجمل ما يكون
فلارومة نثر
محفوفة بتقديرنا لمبدعها

محبة

ميثم راضي · 07-01-2011, 03:43 PM

صعب جدا ان تكون هناك بصمة في قصيدة النثر وذلك لعمقها وغزارتها ومتطلباتها في التجديد والتكسير
لكن السراجي هنا .. اقترب كثيرا كثيرا من خلق بصمة لغوية تميز نثره العالي ..
البصمة : اسلوب لم يتعمد التفجيرات اللغوية ولكنه جاءا بيانا فلسفيا يقودنا لتأملات شعرية تتوالد من نفس الصورة التي قادتنا .. للسراجي هنا قدرة فذة على ان يختار مكانا شعريا يطل على الحدث ( الداخلي والخارجي ) فيكتب برصانة وخيال رائعين ..
السراجي .. مرة اخرى توقد قناديلاُ في النص .. لتنير لنا اللغة والنثر
شكرا ايها المبدع

**محمد خالد النبالي** · 08-01-2011, 12:52 PM

الاخ ابراهيم السراجي
من روائعك تقف أمامها أحرفي بكل خجل
فالأبداع كله يعتلي بوح قلمك
فلا يسع قلمي إلا أن ينحني لك إعجابأ وتقديرا
لك مني كل الود والأحترام..
أعذب وأرق التحيات
لشخصكم الكريم
دمت بخير
وألق
احترامي
ومحبتي
مودتي

**جيلان زيدان** · 08-01-2011, 06:41 PM

...

أوتعلم, أني هنا من أول وقت خرج عن إرادة النص!

ولكن إرادتي هي التي أخرجت الكتابة خارجا عنها ليبقى وقت النص
أطول ما يكون..

هل تعلم أخرى الردود لم تأت منصفة لك بالشكل الذي يستحقه الحرف هاهنا

ولعمك أخيرًا ... أنني سأثبت النص ثانية على ذمتي

بما أنه لم يلق حظا في الأرومة

ولتباركنا روعتك ابراهيم

...

همسات: فقد انتبه على الممنوعات من الصرف والتنوين,
ما على مفاعيل ومفاعل..

قصائد, دواليب....الخ

ثم ودّ لا يتفتق
وكثير احترام يا وهج
...

شجاع الصفدي · 09-01-2011, 12:36 AM

الرفيق العزيز ابراهيم

أجمل ما في الأدب أن يعمل المبدع دوما على تطوير أدواته ولا يترك نفسه في زاوية واحدة ينحصر فيها
ويظنها خاتمة ، والجمال في قلمك أنك تبحث دائما عن عوالم جديدة تبحر من خلالها في بحور اللغة وتمضي نحو شواطئ أخرى جميلة ..

دمت برقي وجمال
تحيتي لك

حبيبة زوكي · 09-01-2011, 09:38 PM

المبدع ابراهيم السراجي،

مررت من هنا فوجدتني أمام نص شعري بامتياز، و جدت هنا صدى للشاعر الفرنسي بودلير و هو البارع في الشعر النثري،وجدت ها هنا كمياء جيدة للنص وللغة حيث تتناسل العبارات فتأتي المعاني متعددة و منفتحة على تأويل متعدد.

دام لك وهج الحرف

تحيتي الشاسعة

أحمد العبيدي · 09-01-2011, 10:40 PM

نثر متراص يعبر عن معاني عميقة جيدة الصياغة

أشكرك على هذه الروعة

احمد

**جيلان زيدان** · 09-01-2011, 11:12 PM

...

لأن الإنتظار مذهبُ التوقعاتِ

لا أدري إن كان هي " مُذهِب" أم " مَذهَب"

وكل كلٍّ سأقرؤها كما أحببت وارتأيت وهي مُذهب .. وإن كانت لالا ,,,

رأيت في هذه العبارة حكمة زمن بأسره وفلسفة مرئية ولكنها الأولى التي تُنطق بها في عبارة من أربع كلمات.

شكرا لك يا منصف الحرف أخريااااات

...

**ابراهيم السراجي** · 11-01-2011, 10:09 AM

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيام ضمره

لغة شعرية جميلة يختلط بها قدراً معقولاً من الفلسفة العميقة

وصور عابقة بالتفرد تخادع قارئها كما خادعت كاتبها

وانزياحات تؤكد احترافية الكاتب في حسن التعبير

والعنوان أفاض معنى بليغ للموضوع

جميل ما عبرت به أيها الأديب الشاعر ابراهيم السراجي

العزيزة هيام ضمرة
مدركٌ أنا لحجم الايمان الذي امتلكه بالنسان الذي يتناول النص بقدرة
أكثر من ادراكي لانسان يكتب النص ذاته
اشكرك
كل الخير

**ابراهيم السراجي** · 11-01-2011, 11:04 AM

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلام الباسل

نص رائع
غارقٌ في تفاصيل الروح
سلم البنان والبيان وصاحبه
والشعور وما افتتح من إهداء
ابراهيم السراجي
الشاعر الأنيق
طبت وطاب مدادك
تحياتي
سلام

الشاعرة الصديقة سلام الباسل
دائما للغيمة موعد ما تختم به على تصريح الكلام
اشكرك يا صديقة الحرف
كل الخير

**عبدالله مصالحة** · 11-01-2011, 08:17 PM

إنك لن ترى إلا تكراراً خبيثاً لما هربت منه

المفكر : ابراهيم السراجي

عُذيركَ في ذاك البَحر الهائِج عمقه , النافق لزجّ نفسه حياة , فأصواتك في المدى سابحة , تغسل مَواجع الوقت المُتَّخذ لنفسه حرقة أبديَّة ... فكفيلُ بكَ أن تمعن في ذات الصُّراخ لترى صورتك في الفرادة قصَّة تعي ما استلزم منها حين دَكّ لاصبع الحرف الرأسيّ فيك , يطول من أجلك الحديث يا رفيق , فارقص وتبتّل وسأنظر مِن الخلف لأسَجّل التاريخ الجديد .

في الروعة انحسمت.