حيفا .. أنثى العندليب ! - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: طيور في عين العاصفة* (آخر رد :أحلام المصري)       :: جبلة (آخر رد :أحلام المصري)       :: إخــفاق (آخر رد :أحلام المصري)       :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :عبدالماجد موسى)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ أدب الرســالة ⊰

⊱ أدب الرســالة ⊰ >>>> إنصافا للوطن ..خطاب أدبيّ أطْلقَ سراحَ الوطنِ في الضّاد ..رسالة تنصف الوطن

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-07-2011, 11:10 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
د. نديم حسين

فينيق العام 2011
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل وسام الأكاديميّة للابداع الادبي والعطاء
عضو لجان تحكيم مسابقات
شاعر/ شاعرة الوهج 2011 / شعر الرسالة /الومضة الشعرية / الومضة الحكائية
فلسطين

الصورة الرمزية د. نديم حسين

افتراضي حيفا .. أنثى العندليب !

حيفا .. أنثى العندليب !


د. نديم حسين


أنثى العندليبِ خفيفةُ الجناحين . تشتهيها الريحُ ويكتفي رحيلُها بنصفِ شتاءٍ . يوقظُهُ الرعدُ ليقولَ مطرًا يُبلـِّلُ صوتَ العنادل . ينزلُ الضبابُ من الجبالِ إلى العيون . يرى الضبابُ طريقَهُ إذا أسعفتهُ شمعةٌ عنيدةٌ .
حبيبتي أنثى عندليبٍ . أقبِّلُها بأُمِّ شفتَـيَّ لكي أزدادَ شَوقًا إليها ! وهي خطوةٌ بين الندى ورَمادي . تُصابُ بالثَّلجِ بين كل ولادتين . يذوبُ الثَّلجُ واسمُهُ يذوبُ . لتغسِلَ حيفا جسدّها الكَرمليَّ من نظراتِ الزُّناة ! تُنزِلُ حُزنَ الماءِ عن دمعةٍ لا يراها سواي . تغسِلُ روحَها : جبلُ الكرملِ قطعةُ صابونٍ فاخرٍ . يُترجمُها الماءُ إلى رغوةٍ . وأشجارُهُ إسفنجةٌ وشمسُهُ منشَفَةٌ .
إذًا ، تعودُ حيفا نظيفةً ... تعودُ إليَّ !
حيفا أنثى عندليبٍ يَزني بها الموتُ . تُصادِقُ مَوتَها لترتاحَ منكم قليلا . لروحِها الميِّتةِ مائةُ جثَّةٍ . لعودتها مليونُ جسد . قبرُها صغيرٌ لأنها صغيرةٌ . قبرُها فَمـُكُم !! متى تُغلقونَهُ لتقرؤوا الفاتحةَ بصَمتٍ جَهوريٍّ ؟ متى !؟ متى تُطفئونَ قمرَ ليلكم لتتوهَ قليلا .. تموتَ قليلا .. ترتاحَ قليلا ؟ متى تُطفئونَ أفواهَكم لتسمعَ صهيلَ خيولكم ؟
وردةٌ واحدةٌ تكفي غطاءً لحُلمِ الحليبِ وأقاليم الضفيرةِ . متى تأكلون حدائقَكم ؟ متى تفطمونَ كلماتِكم لتَجوعَ ، فتأكلَ لحمَ الطيور الغريبةِ ؟ متى يلبسُ فارسُكم بَدَنَ الزندِ ؟
يُطفئُ الصباحُ قمرًا ويمضي خفيفًا كالبَياضِ إلى أعمالِهِ . يُعـِدُّ كعكةً مقاديرُها : نِصفُ شَمالٍ ، رُبعُ شمسٍ جنوبيَّةٍ ، ثُلثُ ريحٍ شَرقيَّةٍ ، وقليلٌ من ملحِ البَحرِ . وكثيرٌ من سُكـَّرِ الكلام . يُعِدُّ صباحُها كعكةً نظريـَّةً . لتَشبَعَ الجغرافيا ويتجشَّاَ التاريخُ . هذا الصَّباحُ طاهٍ ردئٌ . عينُهُ ضَحلةٌ . ينظُرُ في أمرِ حيفا ولا يراها تمامًا . صَقرٌ متقاعدٌ مُتعَبٌ يسكنُ في عينيهِ المُطفأَتَين .
وحيفايَ أنثى العندليبِ .. يتدَلَّى من أُذُنيها قِرطان من غيمٍ . تلهثُ الروحُ خَلفَها ويغسِلُ " المُقَطَّعُ " يديهِ من دَمهِ ومن دَمِها ! يسيرُ ماؤُهُ من مَكمَنِ سِرِّها إلى الأبيضِ المتوسِّطِ . يسيرُ كالطيورِ المهاجرةِ . وتُحافظُ حبيبتي العَطشى على وَقارِها .. وتكونُ هادئةً كمَوتِ أهلِها !!
ذَهبَ الذَّاهبونَ الذين لا يرجِعونَ . صارَ ذهابُهُم عقيدةً ، فهل تراهُم يكفُرونَ بوجهِ حيفا !؟ هل تُراهم يعودون ؟
نفذَ صَبري وقلبي . أستأذنُكُم لأنامَ قليلاً !!






 
/
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:31 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط