كان مجرد سؤال عابر للقاص المبدع عمر حمش حول ماهية الق ق ج

[فاطمة الزهراء العلوي]

جمعني والاستاذ عمر حمش القاص الفلسطيني القدير حوارا على السريع تناولت معه فيه ماهية القصة القصيرة جدا
فكان هذا اللقاء

فاطمة الزهراء
استاذ عمر مساء انور

"فن القصة القصيرة ، يحتاج إلى قدر كبير من التأمل والسكون ، أستطيع أن أقارن بين عمل القاص والحرفي اليدوي الذي تطبع بطباع الزهد والقناعة ، والاعتكاف على صفات ومزايا يتطلبها فنه " محمد خضير "قاص عراقي "

ماذا تقول أستاذنا الكريم في هذا الفن ، الذي يتربع الآن على سرديات القول ؟ كيف يمكن التحكم في ميكانيزماته التي تؤسس لبنيته
كالتكثيف والاختزال ..
وهل القصة القصيرة تبيح نفس الرؤية المكانيزيمة البنائية لقصة القصيرة جدا ؟

عمر حمش
مساء النور يا فاطمة

مجرد سؤال!!!!!!!!!!!!!!
تجريننا ببساطة وبيسر إلى بحر الأسئلة؟ وتقولين مجرد سؤال!
على أي حال جميل ما فعلتِ صديقتي، بل ربما الأجمل لهذا المساء، وقد نفتح هنا ذاك البحر الجميل من بوابة سؤالك العذب، الذي هو بالطبع سيتداعى منهمرا، وقد يشاركنا الأحباب الرائعون هنا، والنقاش قد يطيب لنا، نقاش هاديء يفيد به الجميع، ويستفيدون!
أما عن قول المبدع العراقي الجميل محمد خضير:
"فن القصة القصيرة ، يحتاج إلى قدر كبير من التأمل والسكون ، أستطيع أن أقارن بين عمل القاص والحرفي اليدوي الذي تطبع بطباع الزهد والقناعة ، والاعتكاف على صفات ومزايا يتطلبها فنه "

فإني بالطبع أوافقه عليه تماما، وإن كان هنا قد تحدث عن القصة القصيرة، وما تحتاجه من تأمل وسكون... فإن ق ق ج تستوجب الأكثر من ذلك!
وما القاص فيها بالفعل إلأ مثل نحات أبى استخدام تقنيات العلم، وأصر على إظهار الجمال الفائق بصبر وتروٍ مستخدما يديه الماهرتين، ليخلص منحوتته مما قد يعلق من غبار، أو نتوءات تركتها التكنولوجيا!
كاتب ق ق ج يفعل ذلك مخلصا قصته من الشوائب إلى الحد الأقصى، من غير أن يهشمها، بمعنى دونما إساءة للحم الحيِّ!
ماذا يعني هذا؟
يعني ببساطة أن نحكي من خلال سردٍ وجيزٍ جدا حكاية، لا ثرثرة غامضة هائمة تنقفل لغزا، حكاية لا تحكي كل شيء، بل تفتح بوابات التأمل والتخيل والدهشة، وقد يكون ثمة استحسان، أو استنكار، من قبل المتلقي، الذي سيكون شريكا في صناعة النص من خلال ذائقته الرفيعة، إذا هناك حكاية، وهناك شخوص، وهناك حدث، وهناك صراع يتنامى، ثم قفلة صادمة، قد يشهق لها المتلقي، أيضا يكون النحت هنا ليس فقط بالحذف، إنما بفتح باب الإضمار والإحالة والرمز الموحي!
ذاك كله بالطبع يتأتى بالمران، والخبرة، والتجريب المستمر!
التجريب؟؟؟
نعم أجمل ما في الأمر التجريب؟
لأن الأدب في النهاية تجربة شخصية تنهل من منهلين، قلم الكاتب وثقافته!
لا يمكن أن تكون هناك قواعد جامدة لهذا السرد، رغم وجوب وجود العناصر التي أشرنا إليها، فهي ليست دولابا سيصنعه نجار كما كل النجارين، وإنما هي قدرة واقتدار شخصية الكاتب نفسه!
لأن ال ق ق ج تعتبر فنا حديثا، ولم تزل في طور التأصيل، يتجرأ البعض عليها، ظنا منهم ( لصغر حجمها ) أنها سهلة المنال، لكنهم سرعان ما يكتشفون أنها غير مطواعة كما كانوا يتخيلون، الكثير من الإخوة المجربين ( على ذكرنا التجريب ) يتهافتون عليها من غير دراية ولا خبرة ، ولا يكلفون أنفسهم جهد المران، ولا حتى يتقبلون النقد لنصوصهم، والأدهى والأمر، أن بعض المجربين يقدمون لنا نصوصا أقرب إلى الألغاز الفاشلة التي أتخيل في نهايتها سؤال ( فما هو ) أتخيل السؤال بحق، وأضاحك نفسي بنفسي مع تخيلي، ويقتلني الغيظ، أعجبني تعليقك حول التجريب، أنا قصدت طبعا به، إظهار القدرة الفريدة المتميزة عند المبدع على تكنيك الق ق ج، فتظهر ملامحه الخاصة معها، ويكون شبه مدرسة، أو خطا خاصا بها!

فاطمة الزهراء

طيب استاذنا
{ هناك كثير من الكتاب يهربون إلى هذا النوع الومضي لعدم معرفتهم بالسردية الكلاسيكية التي تحتاج إلى وقت وصبر أيضا }
هل انت مع هذا القول؟؟ ما رايك؟

عمرحمش

سيدتي: كما سبق أن اسلفنا، يقع البعض من المبتدئين في الكتابة في وهم الاستسهال لل ق ق ج، غير مدركين أنها قد تكون أصعب أنواع السرد!
كيف هي أصعب أنواع السرد؟؟؟ ذلك لأنها تعتصر خبرة عمر قلم الكاتب وإبداعه، وقدراته، وخبرة حرفه الطويلة، فيصب فيها قدرة عقله وخياله وخبرته العالية في تكثيف واختزال اللغة، وأيضا قدرته على انتقاء الفكرة، والتقاط الحدث الذي يخدم إيصالها!
وهكذا، إذا هي حكاية متكاملة قد توجز في سطرين أو أكثر قليلا!
أما بعض الكتاب الذين يلجأون إليها عن توهم قدرة فيها وعليها، فهم سرعان ما يتخلون عن كتابتها!
ولا يتبقى بالطبع إلا المقتدرون!
أنا أرى أنها نهاية مطاف للكاتب وليست بداية على الإطلاق، بمعنى أن من لا يكتب الأوسع سردا ومن لم يجربه، سيفشل( ربما ) في كتابتها!
أما لم هي الآن ضرورة؟ فإني أراها قد اتسقت مع روح العصر وتسارعه وتداعيات حركته الفائقة، تماما مثل الشطيرة التي يتناولها الماشي من بائع متجول، لعدم قدرته على المكوث في المطعم!
شطيرة هي ، لكنه تشبعه، وتدفعه إلى الإمام نحو الحياة!
خذي مثلا: هل نقوى الآن على الجلوس على المقهى أمام في التلفاز ساعات لمشاهدة السيدة الجميلة أم كلثوم؟ ولم أصبحنا نتعلق بفيروز؟
هل وصلت سيدتي الفكرة

فاطمة الزهراء

وصلت استاذ عمر

وانا أحبو في درب القصة القصيرة جدا
استفدت كثيرا مما طرحته حضرتك
وهو أيضا نوع صعب جدا من حيث أنه يختزل الحدث في بضعة كلمات دون شرح
وهذا ما يجعل الكاتب موغلا في تجميع كل تفاصيل الحكاية
لابد من القراءة المكثفة والاطلاع على ماهية القصة القصيرة جدا ، واليوم لها أكاديمية خاصة بها وفرضت نفسها كحل آخر للسردية العربية الحديثة


شكرا كبيرة لك استاذ عمر على هذا اللقاء السريع والمفيد حول ما هية الصة القصيرة جدا ملكة السرديات اليوم وبامتياز

بارك الله فيك وعيد مبروك

[سلام الباسل]

عميق هذا السؤال
وجوابه شاسع الفكر
الشكر وعطره للغالية فاطمة
لما تقّدمه من فائدة في جنبات الفينيق
محبتي

[سلطان الزيادنة]

الوارفة فاطمة الزهراء

نفعت بما/من حاورت

فشكراً كبيرة لأنت

[فاطمة الزهراء العلوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلام الباسل

عميق هذا السؤال
وجوابه شاسع الفكر
الشكر وعطره للغالية فاطمة
لما تقّدمه من فائدة في جنبات الفينيق
محبتي

الغالية الطيبة سلام* اسم على مسمى*
الله يحميك اختي
والشكر لك ايضا وانت تتابعين خطوات السؤال بكل عمق معرفي
شكرا
زهراء

[فاطمة الزهراء العلوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلطان الزيادنة

الوارفة فاطمة الزهراء

نفعت بما/من حاورت

فشكراً كبيرة لأنت

شهادة اعتز بها من لدنك استاذي السلطان
الله يحميك يا رب
وشكرا لك نيابة من الاستاذ حمش ومني

شكرا

زهراء