لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ ذاكرة⊰ ان التهمهم الغياب ... لن تلتهمهم الذاكرة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
20-12-2011, 06:03 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
مو بايل
* الموبايل * انفرد بها . أو لعلها هي التي انفردت به ، بعد أن غلقت الأبواب . لم تقل هيت لك . فقد اعتراها صمت جليل . أضفي عليها السكون قدسية ورهبة ، وكأنها تؤدي طقسا أزليا قبيل الخوض في التجربة . لم يهجم عليها كما توقعت . ولم يبتدرها بقبلة حرى . جلس قربها على السرير . طفق يحدثها بهدوء ذكرها بكلماته اللاسعة التي طالما نقرت سمعها عبر الهاتف المحمول في ليال سابقة . غرفة نومها صغيرة نسبيا . سقطت عيناها على صورة زوجها المؤطرة التي تتوسط الحائط المطلي بإتقان . ابتسامته تغطي نصف وجهه وهو يرتدي حلة العرسان . وقد احتواها بذراعه . ابتسامتها في الصورة اقل . لعله الخجل حينها . كم كان دمثا ليلة الدخلة . سرعان ما زاولها الخوف لمجرد أن جلس قربها . آ آ آ آ ه . نفس المكان الذي يحتله . . . . . وخزة عنيفة تهزها من الأعماق . خفقات قلبها تترى بعد أن تذكرت زوجها . هل هي صحوة الضمير أم الخوف من مجيئه فجأة . لن يؤوب إلا بعد الظهيرة . لا زال هذا الشيطان بقربها ، يوسوس لها بترنيماته السحرية . لأول مرة تجتمع أو بالأحرى تختلي به . يرن الموبايل . تقوم من مكانها لترى من المتصل . توليه ظهرها تاركة شعرها الفاحم ينساب من خلفها كأنه ليل طويل . تسمعه يدندن : _ سنين ألم بشعرك وبعده طويل ، ألله يا شع . . . . ابن الكلب . . من أين له كل هذه اللباقة . لسانه يقطر شهدا . كيف دهم عليها حياتها ؟ . ليتها لم تره ولم تعرفه . سحرها بعذوبة أشعاره . غمرها بدفء مشاعره . سافر بها إلى مديات لا تصلها إلا ملكات الجان . كانت معه على التلفون الخليوي صباحا ومساء . وكأنها مليكة في قصر من قصور ألف ليلة وليلة . تحيط بها الحدائق والجنان ، وتحلق من فوقها الحمائم و العصافير . أي عالم سحري ذاك الذي عاشته معه . . . ردت على أختها . أغلقت الجهاز . . الهاتف المحمول . . الخليوي . . الموبايل . تعددت الأسماء والموت واحد . كان السبب في كل ما حصل وما سوف يحصل . قدمه لها زوجها كهدية بمناسبة العيد الأول لزواجهما . كم كانت فرحتها به كبيرة . انعكست على وجهه إذ يراها تصرخ جذلة بتلك الهدية . لم يكن يعلم أنه أهداها السكين الذي قيض لها أن تطعنه به من الخلف . ذات ليلة مشؤومة . كانت لوحدها . أمسكته . لم تعرف كيف انبرت أناملها تضغط على الأرقام واحدا تلو الآخر . لعلها يد القدر حينها هي التي اختارت الرقم . ما إن سمعت صوته يأتي عبر السماعة حتى أغلقته في وجل . هنيهة ورن جهازها . نفس الرقم الذي طلبته بشكل عشوائي قبل قليل . أية حماقة ارتكبتها ؟ . هل تفتح الخط ؟ . لتتركه يرن حتى يمل . يرن ثانية وثالثة ورابعة وخام. . . . ! كيف جرت الأمور بعدها ؟ . . . لا تدري . كل الذي يعرفه أن المحادثة استمرت بينهما لأكثر من ساعة ، حتى انقطع الاتصال لوحدة . في اليوم التالي ، اتصل بها مجددا . نهرته هذه المرة . أفهمته بأنها امرأة متزوجة ولن تنحدر معه في علاقة وضيعة . ثم أغلقت الجهاز . ولكنه أيضا اتصل . لم يجد منها سوى الرفض . ألح في الاتصال . رسائله تدك قلبها دكا . ضعفت . تراخت . استسلمت . ثم ردت عليه . . . لم يلمسها لحد . . . . ارتعدت برعب حالما هبطت يده على كتفها . نحته عنها بعنف . هتفت بوجهه : _ أبعد إيدك عني . تراجع خطوتين . رمقته بحدة . تناقلت بنظراتها بينه وبين صورة زوجها . . . وبين الموبايل . من المسؤول عن هذه المهزلة ؟ . وبلحظة مجنونة . أمسكت الموبايل بغلظة ، ثم هوت به على صفحة الحائط ، لتتناثر أجزاؤه أشلاء مبعثرة على الأرض . |
|||
20-12-2011, 08:15 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: مو بايل
سلام الله
وتحية ترقى لتليق مرور اول بغية تثمين منجزكم ولنا عودة كل التقدير |
||||
20-12-2011, 11:50 PM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: مو بايل
جميل كيف صورت القصة
وجه الحضارة الآخر الذي يلتهم الانسانية في حالة اللاوعي واللامسؤولية واللاضمير ثم تستحضر صورة الإنسان الشيطانية والأخرى الملائكية وكيف يدب الصراع بينهما لينتصر الحق ويُزهق الباطل.. قصة تصوّر الواقع بسردية رائعة وبمفاهيم واعية عميقة أخي"يوسف": دمت ألقا يعانق سماء الضّاد في شموخ.. |
|||
21-12-2011, 12:34 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: مو بايل
الجميل في هذه القصصة اضافة الى ما تحيل اليه من عمق في العلاقات ما بينه هو وهي وهذه التكلوجيات الجد متقدمة والخطيرة
والتي تبيح لنا القصة القول *نعيش التكنلوجيا ونمشي على عقارب الساعة الرملية * من حيث خطوات جرتنا الى الوراء في تعاملاتنا اقول بالاضافة الى هذا ما شد انتباهي هو الحديث عن لسانها هي وقد اتقنته سيدي حياكة متقنة من حيث الجملة السردية التي تؤدي وظيفتها البنوية تطابقا مع ايحاءات المعنى الواردة في عمق هذه الالفاظ المشبعة بالمعنى كنت هنا وراق لي كثيرا البقاء شكرا اخي يوسف ومساء النور
|
||||
21-12-2011, 12:35 AM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: مو بايل
أخي زياد:
أشكر مرورك الجميل ودمت بخير.. كل الود |
|||
21-12-2011, 12:58 AM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: مو بايل
جميل كيف صورت القصة
وجه الحضارة الآخر الذي يلتهم الانسانية في حالة اللاوعي واللامسؤولية واللاضمير المبدعة سمر: شكرا لما أبديت.. تحية وود. |
|||
22-12-2011, 05:27 PM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: مو بايل
*نعيش التكنلوجيا ونمشي على عقارب الساعة الرملية *
فاطمة الزهراء: لو كنا نحن من انتج التكنولوجيا، لمشينا على منوالها، ولكن.. بما أنها جاءتنا جاهزة، فلن تنفك كثبان الساعة الرملية عن إعاقة خطواتنا.. لك مني كل الود. |
|||
22-12-2011, 05:50 PM | رقم المشاركة : 8 | |||||
|
رد: مو بايل
اقتباس:
لكننا رضينا بها اخي والدليل اننا نتواصل بها الان تقديري عفوا تلك الجملة ليست لي ووضعتها انا بين معقفتين انها للناقد المغربي الاديب نجيب العوفي وانا معه فيها اي اتفق معه
|
|||||
22-12-2011, 07:57 PM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: مو بايل
هي مكمّلة لوجودنا الحضاريّ على هذا الكوكب
السائر نحوها ،وبها بسرعة لامتناهية وهذا لا يعني ان نسكر ونغوص بإغماءة فرحنا بها وندع الرمل ينساب من بين أرجلنا حاملا إيانا الى مجهول عميق عميق... وهنا يأتي دور العقل الواعي المتبصّر... |
|||
24-12-2011, 08:52 PM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
رد: مو بايل
لكننا رضينا بها اخي
والدليل اننا نتواصل بها الان فاطمة الزهراء: لم نرض بها بمحض ارادتنا، بل فرضت علينا قسرا.. وليس لنا من بد سوى القبول.. تقبلي مني كل الود.. |
|||
24-12-2011, 10:09 PM | رقم المشاركة : 11 | |||
|
رد: مو بايل
هي مكمّلة لوجودنا الحضاريّ على هذا الكوكب
السائر نحوها ،وبها بسرعة لامتناهية وهذا لا يعني ان نسكر ونغوص بإغماءة فرحنا بها وندع الرمل ينساب من بين أرجلنا حاملا إيانا الى مجهول عميق عميق... وهنا يأتي دور العقل الواعي المتبصّر... سمر: أجدي عاجزا أمام سحر كلماتك.. دمت بخير. |
|||
24-12-2011, 10:47 PM | رقم المشاركة : 12 | |||
|
رد: مو بايل
عصرنا عصر التكنلوجيا متوهج ..........منطفيء وطوبى لمن ينطفيء ... أخي يوسف قصة تحكي واقع حال متفشي جدا كنت رائعا في السرد ، استطعت شد ذهني من الألف الى الياء سلمت مبدعا حييت ودمت |
|||
25-12-2011, 11:43 PM | رقم المشاركة : 13 | |||
|
رد: مو بايل
عطاء:
أشكر لك هذه الكلمات الرائعة.. دمت بخير |
|||
27-12-2011, 02:33 AM | رقم المشاركة : 14 | |||
|
رد: مو بايل
الأخ يوسف
قصة واقعية تحكي ظاهرة متفشية في هذا الزمن "الهاتف الخلوي " هذا الشيطان الذي اقتحم حياة جيل بأكملة (إلا من رحم ربي ) حتى باتت الخطيئة أمرا عاديا . قصة مؤثرة وسرد شيق بأسلوب رائق سلمت يمينك أخي يوسف |
|||
28-12-2011, 10:17 PM | رقم المشاركة : 15 | |||
|
رد: مو بايل
قصة مؤثرة وسرد شيق بأسلوب رائق
فاطمة يوسف: أشكر لك هذه الاطلالة .. ودمت بخير.. |
|||
29-12-2011, 01:35 AM | رقم المشاركة : 16 | |||||
|
رد: مو بايل
اقتباس:
اذن = فنحن رضينا بقبولها شكرا
|
|||||
29-12-2011, 02:19 AM | رقم المشاركة : 17 | |||
|
رد: مو بايل
قصة تتلفع بالروعة من حيث لغتها واسلوب سردها الجميل الذي شدني
ما اعجبني اكثر هي كشف هذا المسكوت عنه في حياتنا وكم يروقنا تصوير الصراع النفسي للانسان وما اكثرها صراعاته بين ما يجب وما يحب تقديري وود |
|||
29-12-2011, 06:15 PM | رقم المشاركة : 18 | |||
|
رد: مو بايل
وما اكثرها صراعاته بين ما يجب وما يحب
البوعزيزي: لعله سؤال أزلي طرحه ديكارت من قبل.. أكون أو لا أكون.. أشكر مرورك بحرفي ودمت بخير.. |
|||
13-01-2012, 03:33 PM | رقم المشاركة : 19 | |||
|
رد: مو بايل
السلام عليكم
كثيرا من الدنوب نقع في جبها لسهونا وأصب جب الدنوب في أيدينا الموبايل كمل له محاسنه له مساوئه واقع مرير سرده لنا الكاتب بأسلوب جذاب محبكة القصة بطريقة رائعة تحية لقلمك أستاذي الكريم |
|||
13-01-2012, 03:34 PM | رقم المشاركة : 20 | |||
|
رد: مو بايل
السلام عليكم
كثيرا من الدنوب نقع في جبها لسهونا وأصبح جب الدنوب في أيدينا الموبايل كمل له محاسنه له مساوئه واقع مرير سرده لنا الكاتب بأسلوب جذاب محبكة القصة بطريقة رائعة تحية لقلمك أستاذي الكريم |
|||
17-01-2012, 05:14 PM | رقم المشاركة : 21 | |||
|
رد: مو بايل
واقع مرير سرده لنا الكاتب بأسلوب جذاب محبكة القصة بطريقة رائعة
تحية لقلمك أستاذي الكريم الأخت ايندة: اشكر لك على ما ابديت.. دمت بخير .. |
|||
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|