|
⊱ ذاكرة⊰ ان التهمهم الغياب ... لن تلتهمهم الذاكرة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-11-2013, 10:31 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
على حافة السراب
على حافة السراب
.....يمشط شطآن العبث الرابضة على عتبة إرادته، يدنو همسا من رهافته مستلدا حزن الأقدار المستلقي على حظه الزاهد...هشة هي الحياة، تنهار نحو هدير الضجيج متكدرة .. واجم يتوغل داخل مدنه المصلوبة، يشرئب نحو التحدي.. لكي يضبط آليات جموحه لحظات الانتظار هاته بساط صقيع، تغتال الوقت وتكفنه في ملاءات الهباء. يتمادى هذا الصراط المتدرج الشائك، مشيدا انهيارا تاما في دواخله المرتبكة، يكاد يقتلع أسنانه من الغيظ يقْصف أجنحة حلمه، يتعمق في الأريكة الوثيرة...مرغما . يشيخ الصبر عند حدود عقارب الساعة، يعتليه الهذيان فتبدو له الهاوية ملساء كهبة ريح ضغينة وظله يزحف نحو التخفي ، نحو غيِّه .... ..أين ظلي...أين ذاك الذي يهجرني لحظة تشرد الزمن، وارتفاع معزوفة الخيبة..بدونه تستوطنني الأصفاد ؟!. شطحاته الفكرية تنزاح به نحوهُوَّة الماضي حيث يظن أنه اقتحم هذا العالم المتغطرس في ضحى ذات يوم شمسه حارقة، والكل يتصبب عرقا، فلِذلك حظه اللعين هجير يحرق أنامل إرادته عند كل قبضة أمل.. بعد كل الارتطامات التي اختلقها له هذا المكان بسخاء رفقة ملف شهاداته العليا....المُطبق عليه إبطه المتكدس في غبائه العقيم... ها هو الباب قد فتح أخيرا..من مكتبها الأنيق تحدجه بنظرة صارمة، تومئ إليه بالتقدم نحو مكتب المدير، يحترق عطشا لحظتها، يبعثر جداوله التي تقمصت البهجة بنزيرِماءٍ، كي يطفئ ظمأ الحروف المحترقة على سواقي حنجرته الجافة ما كاد ينبس بكلمة حتى رن الهاتف اللعين، فأشار إليه المدير بالتراجع إلى حين...انطفأت قوامة أكتافه، عاد لمحراب الانتظار، اجتاحه الغثيان وهو يرتعش غضبا .... حطم بقايا صبره ، وأطلق العنان للفتات المتدحرج من حنجرته ، محتجا على هذا التخاذل ، رفع صوته المبحوح ، فخرج الكلام يجتر بقايا اللهيب الذي تأجج عويله في فجره اللعين الذي انبثق دون ضياء هذا الصباح ...تنهشه الحيرة تتقاطر النَّظرات حوله، تحيط به، تقيم له مأتم شطط وحمق، وفي لحظة عتمة وجد نفسه يغتسل من غفوته، فوقف على أعتاب الصمت، وبسحر ساحر أطفأ القيظ المشتعل، تقدم نحو المكتب مصطنعا الهدوء، يشير إليه المدير بحاجبيه، وضحكته كفحيح أفعى، جلس على الكرسي دون ريْب كطائر حط على صفيح ساخن ! بعدما ماتت الأزمنة على خطوط يده، خرج متوشحا الغيم الكئيب، يبجث عن ظله عن ملفه المثقل بسنوات اختزلت في صفحات من الورق المقوى وخط أنيق وحبر ممتاز.. كالأبله يلتفت يُمْنة ويسرة، يجوب الشوارع، يعانق المصابيح، يضرب جبهته بأعمدتها، تنهار قوته..يرفع رأسه بتُؤْدة نحو الأعلى، ليرى مدى تأثيره عليها، ليجد ظله مستلقيا على غصن شجرة...مشرّدا في الخواء مثله يستجدي قطرة ضوء.... ! |
|||
12-11-2013, 07:32 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: على حافة السراب
سردية اختزلت حراك الروح
وجملة المشاعر المتضاربة بحثا عن لحظة لاثبات الذات لغة عالية تأبطت النص وقادته بسلام لنهاية غير مطمئنة تؤكد على سيطرة رائعة وقديرة وتمكُّن حري بالاعجاب كل التقدير لك خديجة
|
||||
12-11-2013, 10:37 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: على حافة السراب
الأديبة خديجة قصة جميلة لغتها راقية وسردها يستوقف طاب لي المكوث هنا شكرا على الإثراء تقديري ومحبتي روضة |
||||
12-11-2013, 11:07 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: على حافة السراب
سرد أنيق لغة راقية تنامي قصصي جميل جمل تودي الواحدة إلى الأخرى والنهاية كانت خيبة أمل.. نعم تلك حال مبدعينا وأصحاب الشهادات .. ووظائف الحكومة للمقربين وأصحاب المحسوبية.. راقت لي شكرا أختي خديجة |
|||
12-11-2013, 11:30 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: على حافة السراب
لغة شاعرية
مبنية على تكثيف الاستعارة ومتانة البيان معجم طيب واسقاط جميل للغرض داخل اطار سردي متقن يقْصف أحنحة / سقطت النقطة ميمون منجزكم وكل التقدير |
||||
13-11-2013, 01:19 AM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: على حافة السراب
ها هو الباب قد فتح أخيرا..من مكتبها الأنيق تحدجه بنظرة صارمة، تومئ إليه بالتقدم نحو مكتب المدير، يحترق عطشا لحظتها، يبعثر جداوله التي تقمصت البهجة بنزيرِماءٍ، كي يطفأ ظمأ الحروف المحترقة على سواقي حنجرته الجافة
راق لنا النص سلمت الايادي احترامي وتقديري |
|||
13-11-2013, 11:28 PM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: على حافة السراب
لحظات معاناة شديدة لأصحاب الشهادت العليا على أبواب الوظيفة
وحين يكون الرفض جوابا تتعمق المأساة وتنفرج أسارير البطالة نص صيغ بحرفية تامة وهدوء يفلق الصخر السرد الشعري أعطى زخما تأويليا للنص وأبعادا بنيوية وتأملية ولأن النص أعجبني ويستحق كل النجوم أرجو منك تعديل السهوات التالية فالنص يستحق التثبيت يكاد يقتلع أسنانه من الغيض>> الغيظ بعد كل الارتطامات الي اختلقها>> التي في غباءه العقيم>> غبائه كي يطفأ>> يطفيء ما كاد ينبث>> ينبس دمت مبدعة أعطر التحايايا |
|||
14-11-2013, 02:07 PM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: على حافة السراب
اقتباس:
أخي الفاضل ناظم يسعدني تواجدك الراقي بين أحرفي أشكرك على تعليقك الوارف وروحك السامقة لك احترامي وتقديري |
||||
14-11-2013, 02:10 PM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: على حافة السراب
اقتباس:
عزيزتي روضة شكرا لك أيها البهية
حضورك الطيب أسعدني كما تعليقك الراقي محبتي وتقديري |
||||
15-11-2013, 02:52 PM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: على حافة السراب
اقتباس:
شكرا أخي الفاضل حسام على الحضور الراقي
وتعمقك في النص وتعليقك الوارف تقديري واحترامي |
||||
16-11-2013, 03:08 PM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
رد: على حافة السراب
خديجة الراشدي :
نصٌ ترجم بمعانٍ عميقة الواقع المعاش و أزماته المُعاشة بقدرة كتابية رائعة في السرد وفي تناول الحدث بالتوفيق
|
||||
19-11-2013, 11:23 AM | رقم المشاركة : 12 | ||||
|
رد: على حافة السراب
سردية جميلة جدا في حياكتها مثقلة بهموم البطل حيث الرؤية سراب وظل ممد على شجرة خواء
همسة يدنو همسا من رهافته مستلدا ** تقصدين مستلذا ؟؟ ثم تحية لقلمك الدسم خديجة الغالية
|
||||
19-11-2013, 10:22 PM | رقم المشاركة : 13 | ||||
|
رد: على حافة السراب
جميل جدا ما قرأت هنا من
قص وسرد ومتن ولغة عذبة شاعرية رقراقة المذاق حلوة المعاني بليغة الهدف والرسالة بأسلوب جميل وشيق ويحيل لتأويلات عدة في نص حكى الهم والبطالة في آن شكرا للـ خديجة راشدي على هذه المتعة السردية ننتظر المزيد من بصمتكم على نتاج الزملاء تحيتي وكثير تقدير
|
||||
26-11-2013, 09:42 PM | رقم المشاركة : 14 | ||||
|
رد: على حافة السراب
اقتباس:
يشرفني حضورك الأستاذ الفاضل زياد السعودي أشكرك على تعليقك الوارف ورؤيتك الراقية للنص احترامي وتقديري |
||||
26-11-2013, 09:48 PM | رقم المشاركة : 15 | ||||
|
رد: على حافة السراب
اقتباس:
أشكرك على حضورك الطيب وقراءتك وتعليقك الراقي احترامي وتقديري |
||||
|
|
|