|
|||||||
| ⊱ عناقيد من بوح الروح ⊰ للنصوص التعاقبية المتسلسلة |
 |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
19-02-2015, 01:57 AM
|
رقم المشاركة : 1 | ||||||||
|
وتريات بلا أنغام،،،
(1)
بلا أنغام،، بلا لحن يتسق، سأكتب وترياتي المشروخة هذه! راحلاً في زمن ٍ كان، ولن يعود!
|
||||||||
|
|
19-02-2015, 01:58 AM
|
رقم المشاركة : 2 | ||||||||
|
رد: وتريات بلا أنغام،،،
(2)
استفاق الطفل ذو السنوات الخمس كان الليل يقطر حزناً وكانت أمه الشابة تبكي بحرقة نهاية أفراحها القصيرة العمر، شعر بأن شيئاً غير عادي قد جرى، لم يدر ماهو! حملوه إلى بيت أقرباء جيران لهم، كان الجميع يبكون، لكنه بكل هدوء عاد إلى النوم! *** مرت ثلاث سنوات قبل أن يدرك أن أباه مات! حزن قليلاً، لأنه لم يعرف معنى أن يكون له أب ويموت، ثم اعتاد على الأمر!
|
||||||||
|
|
|
19-02-2015, 02:00 AM
|
رقم المشاركة : 3 | ||||||||
|
رد: وتريات بلا أنغام،،،
(3)
للقمر بقلبه موضع خاص، احتله منذ نعومة مشاعره، كان يطل عليه من نافذة الغرفة التي ينام فيها، فيرحل في جماله الأخاذ، حتى يسرقه منه النوم! *** كبر .. وكبر معه عشقه للقمر، وحتى بعد أن تعلم في المدرسة أن القمر مجرد كوكب بارد يستمد ضياءه من الشمس، ظل يحبه .. ويناجيه في وحدة لياليه! *** واليوم، بعد كل هذه السنوات، ما زال القمر أنيس وحدته!
|
||||||||
|
|
|
19-02-2015, 02:07 AM
|
رقم المشاركة : 4 | ||||||||
|
رد: وتريات بلا أنغام،،،
(4)
بعد سنوات كثيرة، حملته مناسبة ما إلى قريته التي ولد فيها، وبعد أن انقضت، لم يكن الوقت مناسباً للعودة إلى حيث يسكن، فقرر أن يسهر مع أخيه! فجأة قال له أخوه: قم بنا نذهب! قال : إلى أين؟ قال أخوه : ستعرف! انطلقت بهما السيارة في الليل البهيم، وما هي إلا لحظات حتى أدرك أنهما يتجهان إلى تلك المدينة حيث قضى سنوات طفولته الأولى! لم يمض وقت طويل حتى كانا يدخلان المدينة وأهلها نيام نظر إليه أخوه نظرة ذات معنى، كانه يقول: ما رأيك؟ ابتسم بشيء من الحزن القديم، قال: ممكن نذهب إلى الحارة حيث بيت جدي رحمه الله؟؟ قال أخوه: أنا أردت أن أذهب بك هناك! حين دلفا بالسيارة إلى الحارة في غفلة من أهلها كان الليل ينسدل على الكون ويهبط بكل أطياف الأمس فيملأ كيانه بألوان المشاعر بدت الحارة صغيرة جداً عما كان يذكرها، حاول أن يتأكد من أن شيئاً فيها لم يتغير كانت كما تركها منذ أربعين سنة، لكنها بدت صغيرة جداً!! كان بيت جده مازال كما هو!! وكل ما في الحارة كما هو! كاد أن يبكي، لكنه تماسك، وقال: فلنخرج من هنا! لم يكن في تلك اللية من قمر!
|
||||||||
|
|
|
19-02-2015, 02:27 AM
|
رقم المشاركة : 5 | ||||||||
|
رد: وتريات بلا أنغام،،،
(5)
أيتها الذاكرة ! كم تختزنين من الأحزان والأفراح! لكننا لا نستخرج منك إلا الحزن! لماذا؟؟
|
||||||||
|
|
|
19-02-2015, 02:51 AM
|
رقم المشاركة : 6 | ||||||||
|
رد: وتريات بلا أنغام،،،
(6)
كم نظلم ذكرياتنا حين نكتبها في حاضرنا! ذلك أننا نعيد صياغتها بوعينا الحاضر، ونفلسفها كما نراها بعين الآن! من منا يستطيع أن يستعيد ذكرياته كما حصلت حقاً! ودون أن يضيف لها أو يعدل فيها كما يريدها أن تكون!؟؟
|
||||||||
|
|
|
19-02-2015, 04:05 PM
|
رقم المشاركة : 7 | ||||||||
|
رد: وتريات بلا أنغام،،،
دمتَ تعزف بريشتكَ ترانيمًا من بيان تأمليٍّ قوس مطريّ أيُّها الفاضل نزار ..
|
||||||||
|
|
|
19-02-2015, 05:21 PM
|
رقم المشاركة : 8 | |||||||
|
رد: وتريات بلا أنغام،،،
...
تلك قصة كاملة الأطراف والمعالم وبدايتها ق ق ج متكاملة لك فلسفة خاصة متمكنة متيقنة مزوجة بخبرة السنين وسحر حرفك النقي ما أروعك فعلا استمتعت جدا تقديري |
|||||||
|
|
|
20-02-2015, 12:55 AM
|
رقم المشاركة : 9 | |||||||||
|
رد: وتريات بلا أنغام،،،
اقتباس:
دام حضورك الجميل في مواضيعي، لأنها تزداد جمالاً بكم،، شكراً وباقة ياسمين، بكل الاحترام والتقدير
|
|||||||||
|
|
|
20-02-2015, 01:14 AM
|
رقم المشاركة : 10 | |||||||||
|
رد: وتريات بلا أنغام،،،
اقتباس:
أخي مصطفى،، منحت هذه الوتريات بعداً خاصاً بهذا التعليق الجميل، شكراً لحضورك الكريم،، بكل الاحترام والتقدير
|
|||||||||
|
|
|
20-02-2015, 01:16 AM
|
رقم المشاركة : 11 | ||||||||
|
رد: وتريات بلا أنغام،،،
(7)
كم أتمنى أن أستفيق ذات صباح فأجد أن كل ما عشته من عمر كان حلماً طويلاً وأنني ما زلت ذلك الطفل الذي غاب عن الوعي حين عولج بالكي ّ كي تُشفى عينه من ورم خفيف أصابها!! ترى .. لو تحقق ذلك ، هل كنت سأستطيع أن لا أرتكب الأخطاء نفسها التي ارتكبتها طيلة حياتي!
|
||||||||
|
|
|
20-02-2015, 01:32 AM
|
رقم المشاركة : 12 | ||||||||
|
رد: وتريات بلا أنغام،،،
(8)
كان صباحاً خريفياً من صباحات أيلول الماطرة، حين اجتمع أهل الحارة جميعاً لتوديع الأطفال الثلاثة، بعد أن قرر عمهم أن يأخذهم من حضانة أمهم الأرملة ليكونوا في رعايته. كان جو من الحزن العميق يخيم على الجميع، إلا أن الأطفال كانوا سعداء لأنهم سيذهبون إلى العاصمة، فقد كانوا يحسبون أنها زيارة وتنتهي، ويعودون إلى أمهم مرة أخرى. كانوا ولدين وبنتاً ، أكبرهم في العاشرة من عمره، أما البنت فكانت في السابعة من عمرها، وأما الصغير فكان في الخامسة! مضى زمن طويل قبل أن يتمكنوا من رؤية أمهم في بيت عمهم، غير أنهم لم يحظوا بها كما ينبغي، فقد كانت زوجة عمهم تحول بينهم وبينها. تكيف الولد الكبير مع ما آل إليه وضعهم .. واضطرت البنت إلى التكيف مرغمة ً، أما الصغير.. فقد عانى من هذا الانقلاب العاطفي القاسي ما أعانه الله على تجاوزه فيما بعد!!
|
||||||||
|
|
|
20-02-2015, 01:46 AM
|
رقم المشاركة : 13 | ||||||||
|
رد: وتريات بلا أنغام،،،
(9)
ثم .. إن َّ الليلَ يطوي الوقت َ ينفيه إلى الأمس ِ ولا يبقى سوى ما لا نراه ْ !
|
||||||||
|
|
|
20-02-2015, 02:28 AM
|
رقم المشاركة : 14 | |||||||
|
رد: وتريات بلا أنغام،،،
عزف شجي على وتر الحروف
سنتابع هذه الروائع بكل الشغف لك محبتي وتقديري |
|||||||
|
|
|
20-02-2015, 02:34 AM
|
رقم المشاركة : 15 | |||||||||
|
رد: وتريات بلا أنغام،،،
اقتباس:
شكراً لحضورك اللطيف،، تشجعني على المتابعة، وكنت أردت التوقف عن هذا النزف،، بكل المحبة
|
|||||||||
|
|
|
23-02-2015, 02:13 AM
|
رقم المشاركة : 16 | ||||||||
|
رد: وتريات بلا أنغام،،،
(10)
والآن ،، يا ممزق الشراع ، تصمت ُ وأعماقك ترقص فرحاً ونشوة ً ، وعلى الرغم من العرق الذي يتصبب من جبين عمرك المتغضّن ، إلا أنك تريد أن تعود شاباً ، فلابأس َ عليك َ ، وماذا يضيرك القليل من الوهم الجميل ، والخيال الممتد؛ عوالمَ من البهجة ِ والطفولة ؟؟!
|
||||||||
|
|
|
23-02-2015, 02:16 AM
|
رقم المشاركة : 17 | ||||||||
|
رد: وتريات بلا أنغام،،،
(11)
أُهْرُبْ! أُهربْ قبل أن تضيق بك السبل، وقد آن لك أن تتعلم أنّ الحياة لا تغفر للمستهترين بقوانينها وقيودها، أُهربْ، وأنت َ ما تزال قريباً من الشاطئ، حيث العوم مستطاع، والأمواج هادئة، والريح لينة رُخاء! أُهرب ْ! وأنت ما زلت َ تستطيع التفكير بوضوح، فإني أخشى عليك من هذه المحطة المتوحشة!!
|
||||||||
|
|
|
23-02-2015, 02:25 AM
|
رقم المشاركة : 18 | ||||||||
|
رد: وتريات بلا أنغام،،،
(12)
لماذا أوشكت َ أن تغار؟! وأين كادت تتهاوى تلك الحصون والأسوار التي أحطتَ بها قلبك الضعيف؟! تحزنني أيها المتغرب بين القلوب، كيف تعرف داءك ودواءك، ومع ذلك تُقبل على الداء، وتنصرف عن الدواء، هل هي مهنة الحزن هذه، عدتَ تحترفها من جديد، وقد استنزفتْ منك آخر قطرة منذ زمن ليس بالبعيد؟؟
|
||||||||
|
|
|
23-02-2015, 02:28 AM
|
رقم المشاركة : 19 | ||||||||
|
رد: وتريات بلا أنغام،،،
(13)
هو: اُنظرْ إليها، لِمَ تستحيل عيناكَ عصفورين أسيرين في غرفة مغلقة؟ لِمَ لا تستطيع، أو أنك لا تريد، القراءة في عينيها؟! عهدي بك أيها المغرور، تتباهى بثبات عينيك ونفاذهما، فما لي أراكَ مخذولاً متردداً؟؟! هو الآخر: ليتك تفهم، فأنا لم أحلم يوماً أن يصل بي دربي إلى هذه البلاد، ولو حلمتُ، فقط، مجرد حلمت ُ بذلك، لاختصرتُ أعوام الانتظار وعاماً من الشقاء، ولكنَّ ما كان كان،،،
|
||||||||
|
|
|
23-02-2015, 02:37 AM
|
رقم المشاركة : 20 | ||||||||
|
رد: وتريات بلا أنغام،،،
(14)
الصداقة والحب، أمران أحلاهما مرّ! ومع ذلك فلا بد أن تهبكَ الحياةُ أحدهما، وإذا كنتَ محظوظاً بالشقاء، فهي تهبك الاثنين، وبعد ذلك، ينتزعك الزمان من قاموس البشر العاديين، إذ أن ثمن المعرفة ليس سهلاً، وما سوف تحدث به الأجيالَ عما اكتسبتَ من تجربة في حياتك لابد له من قيمة تجود بها.
|
||||||||
|
|
|
23-02-2015, 02:40 AM
|
رقم المشاركة : 21 | ||||||||
|
رد: وتريات بلا أنغام،،،
(15)
أقول لك يا صاحبي، فأنا دائماً معك، في كل الظروف، وفي هذه المرة كذلك، أقول لك: إن هذه المرة لها لون الدمار إذا لم تختبر إرادتك جيداً، لذلك، عليك أن تتدبر أمر قلبك جيداً، وتتأكد من بقائه في زنزانته، حيث أغلقتَ عليه وعلى جراحه الأبواب، ومنعتَ عنه النور،،، وذلك لا يكون إلا بالعناد، وتناسي الدرب المؤدي إلى بلاد الغربة الجديدة، ذلك أن َّ قدميك غدتا تسيران وحدهما إلى هناك، وعندما تصل الباب فقط تبدأ في التفكير باختلاق عذر لحضورك، وأنا أعرفك جيداً أيها المسكين، فعندما تفعل ذلك، تكون الأمور قد بدأت تسوء معك!
|
||||||||
|
|
|
23-02-2015, 02:53 AM
|
رقم المشاركة : 22 | ||||||||
|
رد: وتريات بلا أنغام،،،
(16)
يبدو هذا اليوم رائعاً منذ شروق شمسه، إلا أن الربيع كله لا يساوي شيئاً إذا كان قلبك ما يزال شتائي َّ السماء، خريفي َّ الأغصان، ومع ذلك، فلمَ لا تحاول أن تعشق الأزهار البرية واللون الأخضر والسماء اللازوردية الصافية، وذلك السكون البديع المنسكب على هذه الأرض البِكر؟؟ إن في الدنيا ما هو أكثر من أن تطير على جناحي عشق إلى محبوبة، أو أن تهرب عبر دروب الزمن المنسية إلى صديقة، إن في الدنيا الكثير، فلا تحشر نفسك في قوقعة رطبة تنظر من ثقب واحد بها إلى اتجاه واحد، ثم تندب حظك!!
|
||||||||
|
|
|
23-02-2015, 03:07 AM
|
رقم المشاركة : 23 | ||||||||
|
رد: وتريات بلا أنغام،،،
(17)
تحدثتُ عن القمر، وعشقي له، وارتباط مسيرتي في حياتي بمسيرته منذ أن يولد هلالاً إلى أن يرحل محاقاً، فقالت: شاعر مغرق في الخيال، وقال صاحبي: بل شاعر عميق المرمى، وقالت صاحبتها: إن الشعراء حساسون جداً ولذلك يتأثرون بالقمر، وقلت لهم جميعاً: كل ما في الأمر إنني والقمر صديقان يبعث في عروقي الحياةَ هلالُه، ويؤجج حيويتي بدره، وأخبو مع غيابه. ثم انفرط العقد، وآثر كل ٌّ أن يرحل إلى دنياه، وعدتُ وحدي مرة أخرى.
|
||||||||
|
|
|
23-02-2015, 03:10 AM
|
رقم المشاركة : 24 | ||||||||
|
رد: وتريات بلا أنغام،،،
(18)
عبَرَ ساعةَ الصخب اليومية، وقلبه يحتضن قلبَ صديقه الجديد، وعند أول الممر اليومي، كانت هناك، عطشى عيناها إلى الارتواء من ذلك المحيا المتعب، تقفز لهفةً إلى معانقة عينيه الذابلتين، إنها وحدها التي تعرف لماذا بات يمرُّ بها كالغريب، إنها هي التي رسمت الحدود، وأعادت ترتيب الزمان، ومع ذلك، فلم ينسَ أن يومئَ برأسه تحيةً لذلك العالم الذي غدا محرّماً عليه منذ زمن، وانتحى مكاناً قصياً، بعد أن أثار زوبعة من البهجة في باقة من الورد كانت على الدرب ،،،
|
||||||||
|
|
|
23-02-2015, 11:41 PM
|
رقم المشاركة : 25 | ||||||||
|
رد: وتريات بلا أنغام،،،
(19)
أية حدود وأقفال تلك التي تستطيع أن تكون حائلاً لا يُخترَق أمام العيون الظمأى إلى رشفة حنان وقطرة حب ٍّ ندية؟؟ عندما بدأت الضجة بالرحيل ، تقلصت المسافات بين العيون التي أنهكها السفر عبر الآخرين، وكانت لحظاتٌ أضاع الزمان فرصة تدميرها، فأفلتَ السجينان بكنز من البهجة المقيدة، كنز ؛ على الرغم من الأرصاد الموضوعة عليه، إلا أنه يكفي زاداً لمن لا أمل له بالزاد !!
|
||||||||
|
|
|
|
|
|
|
العرض العادي
