لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
17-06-2015, 02:26 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
حكايةُ الحاجّةِ المبروكة
لازالَ صوتُها الشّجيُّ المعتّقُ بالحزنِ يطوفُ وحيداً دروبَ القريةِ الغافيةِ على قمّةِ الجبلِ.
عشرُ سنواتٍ مرّتْ على الظّهورِ الأخيرِ للحاجّةِ المبروكةِ، ولازالَ الجميعُ يأملونَ عودتها، ويرددونَ بدونِ مللٍ حكاياتِها القديمةِ، بالإضافةِ إلى بعضِ الحكاياتِ الجديدةِ الّتي يقصّها بفخرٍ أولئكَ المحظوظونَ برؤيةِ طيفها، فيحلفُ أحدهمً مثلاً بأنّهُ مرّ في ساعةٍ متأخّرةٍ من اللّيلِ أمامَ المزارِ ورآها تجلسُ في مكانِها المعتادِ مكلّلةً بالضّياءِ، ويدّعي آخرُ بأنَّ صوتَها الحاني كهمساتِ الملائكةِ حدّثهُ في نومهِ ففاض بيتهُ بالبركاتِ. كان الظّهورُ الأولُ للحاجّة المبروكةِ في القريةِ مترافقاً مع القدوم المبكّرِ للربيعِ وانتهاءِ شتاءٍ قارسٍ أطلقَ عليهِ سكّان القريةِ لقبَ " الشّتاءِ الأسودِ" نظراً لما حملتهُ شهورهُ الباردةُ منْ عواصفَ ثلجيّةٍ استثنائيّةٍ أودتْ بحياةِ عشرةٍ من بينهم، ويجزمُ أهلُ القريةِ حتّى اليومَ بأنَّ ذلكَ إنّما يعدُّ دليلاً قاطعاً على قدمِ الحاجّةِ المبروكةِ الجالبةِ للخيرِ، في ذاكَ اليوم سمعَ الجميعُ صوتاً عذباً يتعالى كرنينِ الأجراسِ عابراً دروبَ القريةِ النّائيةِ الّتي لا يرتادُها في العادةِ إلا القلةُ منْ الغرباءِ، لذلكَ فمن غيرِ المستغربِ أن يكونَ حتّى الصّوتُ الغريبُ مصدرَ ريبةٍ في ذاكرةٍ توارثتها الأجيالُ عن سنواتِ الخوفِ والقتلِ والتّشريدِ الّتي دفعَتْ بأجدادهمُ القدامى لاستيطانِ قمّةِ الجبلِ الأعلى في المنطقةِ، لذلك فقدْ أحكمَ البعضُ إغلاقَ الأبوابِ بينما تلصصَ على صاحبةِ الصّوتِ من خلفِ زجاجِ النّوافذِ آخرونَ. كانتْ امرأةً أربعينيةً ذاتَ بشرةٍ صافيةٍ مشرقةٍ ونظراتٍ حانيةٍ عذبةٍ، ترتدي ثياباً رثةً معفّرةً بالأتربةِ وفي قدميها تنتعلُ حذاءً قديماً مهترئاً. هكذا يصفها الجميعُ كما يصفونَ أيضاً دونَ كللِ كلَّ التّفاصيلِ والحكاياتِ الأخرى، كيفَ بدأوا مثلاً بالخروجِ من عزلتهم ليجتمعوا في السّاحةِ الّتي حوّلها الأهالي فيما بعدَ إلى مزارٍ، هناكَ حيثُ اعتادتِ الحاجّةُ أنْ تجلسَ على حجرٍ صخريٍ كبيرٍ لتنشدَ للجميعِ ما طابَ لهم منَ الأغاني العتيقةِ الشّجيّةِ، كما يتحدثونَ أيضاً عن المرّةِ الأولى الّتي كشفتْ لهمْ عن قدراتِها كمبروكةٍ وكانَ ذلكَ عندما طلبتْ منها نجلاءُ - الصّبيّةُ الأجملُ في القريةِ - أن تنشدَ لها أغنيةَ خطيبها المفضلّةِ، ولم تستطعِ الحاجّةُ يومها أمامَ دموعِ نجلاءِ المنهمرةِ إثرَ سماعِ الأغنيةِ إلا أن تضمّها إلى صدرها وتطلبَ منها بحنوِّ أمٍ أن تتماسكَ وتنسى أمرَ هذا الخطيبِ المزعومِ لأنّهُ لن يعودَ إلى القريةِ أبداً، وأوصتها بشدةٍ أن لا تحزنَ إذْ سيتقدمُ لخطبتها منْ هوَ أفضلُ منهُ بألفِ مرةٍ. بقيتْ نجلاءُ طريحةَ الفراشِ مع حرارةٍ تقاربُ الأربعينَ لمدةٍ تجاوزتِ الأسبوعينَ، بعدَ أن تحققتْ أن خطيبها الّذي غادرَ القريةَ إلى العاصمةِ بغرضِ الدّراسةِ على وشكِ الزّواجِ من فتاةً أخرى وقعَ في غرامها هناكَ، ولكن وما أنْ تحسّنتْ حالتها حتّى تقدمَ لخطبتها طبيبُ القريةِ الشّابِ الوّسيمِ الّذي لمْ يفارقَ منزلها طوالَ فترةِ مرضها. في المرةِ الثّانيةِ أنقذتِ الحاجّةُ المبروكةُ حياةَ سميرٍ صبيُ السّادسةَ عشرَ، فبعدَ أن تغيّرَ حالهُ كثيراً طلبتِ الحاجّةُ من الأمِ أن لا تدعهُ يغيبُ عن عينيها لأنَّ خطراً كبيراً سيلحقُ بهِ، بعدَ أيامٍ قليلةٍ على ذلكَ حاولَ الصّبيُ الانتحارَ فعلّقَ رقبتهُ بحبلٍ ربطها بإحكامٍ على غصنِ شجرةِ الزّيتونِ في الباحةِ الخلفيةِ للمنزلِ، ولكنَّ الأمَ الّتي اتّبعتْ بحرصٍ نصيحةَ الحاجّةِ اكتشفتْ ذلكَ وانقذتهُ وهو على شفيرِ النّفسِ الأخيرِ، علمَ أهلُ القريةِ بحكايةِ سميرٍ فيما بعد، فقدْ كانَ يتعرضُ للتهكّمِ اليوميِّ والابتزازِ والتّهديدِ بالفضيحةِ من قبلِ مجموعةٍ مشاكسةٍ من الصّبية تبعوه يوماً إلى البحيرةِ الصّغيرةِ الواقعةِ خلفَ مجموعةٍ من الأحراشِ المتشابكةِ في غربِ القريةِ، هناكَ حيثْ اعتادَ هوَ الذّهابَ كي يمارسَ هوايتهُ بالسّباحةِ وحيداً وعارياً، فسرقوا ثيابهُ واجبروه على الاختباءِ بين الأحراشِ حتّى المساءِ، ليعودَ بعدها إلى المنزلِ مستتراً بالظّلامِ ومثقلاً بالخزيِ والخوفِ. منذُ أن ذاعَ صيتُ الحاجّةِ كمبروكةٍ والجميعُ يتزاحمونَ للتقرّبِ منها بتقديمِ ما تيسّرَ لهمُ منَ العطايا والأموالِ، لعلها تبوحُ لأحدهمُ بسرٍّ ما أو تقرأَ لآخرَ طالعاً لحدثٍ مستقبليّ ما. عثر أبو محمودٍ بائعُ البقالةِ مثلاً على جثّة قطٍّ بجانبِ الحائطِ الخلفيِّ لمنزله، تماماً في المكانِ الّذي حدّدتهُ لهُ الحاجّةُ، وقامَ بدفنهِ تماماً كما أوصتهُ ليتجنبَ غضبَ روحهِ الّتي تسببتِ بالكثيرِ من المصائبِ لهُ ولعائلتهِ مؤخراً. كما عثرتْ أمُ سعدٍ على علبةٍ من الشّكولاتةِ التّالفةِ خلفَ خزانتها الخشبيّةِ القديمةِ تماماً في الموضعِ الّذي أخبرتها عنهُ الحاجّة. أما أبو أحمد المنكوبِ حديثاً بوفاةِ زوجتهِ فقد عرفَ من الحاجّةِ عن وجودٍ علبةٍ مخبئةٍ في مكانٍ ما من السّقيفةِ، هناكَ حيثُ اعتادت زوجتهُ أن تجمعَ ما توفّرهُ من مصاريفِ العائلةِ تحسّباً للنكباتِ. توالتِ الأزمنةُ وتوالتْ معها عجائبُ وبركاتُ الحاجّة، إلى أن جاءَ ذلكَ اليومُ المشؤومُ عندما حضرتْ أمُ غسّان وهي تجذبُ بشدةٍ ابنها البكرُ ذو الرّابعةِ عشرَ من العمرِ ليحظى ببركاتِ الحاجّة، لعلهُ يستردُ بعضاً من العقلِ والتّعقلِ فيتوقفُ عن الجدالِ مع الجميعِ، ويجدَ لنفسهِ بعضاً من الأصدقاءِ، بدلاً من قضاءِ أغلبِ وقتهِ بالقراءةِ أو التّجولِ وحيداً في الأحراشِ، وما أن وضعتِ الحاجّة يدها على رأسِ الصّبي الغاضبِ من جرّهِ بهذهِ الطّريقةِ أمامَ الجميعِ حتّى أنهالَ عليها بالصّراخِ: " لستِ سوى امرأةٍ كاذبةٍ" " لستِ سوى امرأةٍ كاذبةٍ " " لقد شاهدتكُ تتقاسمينَ الغنائمَ مع زوجةِ المختارِ في خرابةِ منزلِ الحارسِ القديمِ في الحرشِ الشّرقيِّ" لم تكن الحاجّةُ بحاجةٍ لتدافعَ عن نفسها فقد تكفّلَ أهلُ القريةِ بإسكاتِ الصّبيِ ونهرهِ وضربهِ وإبعادهِ عن السّاحةِ، أما هي فقدْ غادرتِ القريةَ بصمتٍ ولم تعدْ إليها من بعدها أبداً. أنتظرَ الجميعُ عودتها بقهرٍ عارمٍ تزايدَ مع تزايدِ عددِ أيامِ غيابها، ولم يترددوا أبداً بأن يفرغوا جامَ غضبهم على عائلةِ الصّبيِ غسّان، الّتي باتَ جميعٌ افرادها السّتّةُ عرضةً للمضايقاتِ اليوميّةِ المؤذيةِ منْ كبارِ أهلِ القريةِ وصغارها، حتّى قررَ الزّوجانِ أخيراً أن ينجوا بأطفالهما ويغادرا المنزلَ والجبلَ الّذي لم يعرفا يوماً وطناً آخر سواهُ. لم يذرفْ أحدٌ في القريةِ دمعةً واحدةً على رحيلهم، ولم يتساءلْ أحدٌ ماذا حلَّ بالصّغارِ، على أيِّ أرضٍ تراهمُ استوطنوا وتحتَ أيِّ سقفٍ تراهمُ احتموا. لكنهم لازالوا يذكرونُ الحاجّة بأصواتٍ تنضحُ بالحزنِ، ولازالوا يتمنونُ لها الخيرَ بإطلاقِ الدّعواتِ المجبولةِ بالرّجاءِ ولازالوا ينتظرون........... 16/6/2015 |
|||
17-06-2015, 02:36 AM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: حكايةً الحاجّةِ المبروكة
مرور اول
بغية تثمين منجزكم ولنا عودة لتناول وليدات حروفكم كثير ود |
||||
17-06-2015, 10:41 PM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: حكايةً الحاجّةِ المبروكة
سرد مشوق بلغة معبرة.
مودتي |
|||
18-06-2015, 02:35 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: حكايةً الحاجّةِ المبروكة
اقتباس:
مرورك على سطوري أكثر من ثمين شكرا للدعم والتشجيع كل التقدير |
||||
18-06-2015, 02:37 AM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: حكايةً الحاجّةِ المبروكة
مرورك ورأيك موضع تقديرٍ دائما مني شكراً للتشجيع كل الود |
|||
20-06-2015, 12:36 AM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: حكايةً الحاجّةِ المبروكة
لا شك في أنكِ كاتبة ماهرة
وأنا سعيدة بأني قرأت نصك هنا نحن لانثمن بل نقرأ بأعجاب رمضان كريم ربى ينعاد عليكِ بالصحة يارب
|
||||
20-06-2015, 01:56 AM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: حكايةً الحاجّةِ المبروكة
اقتباس:
ما كنت لآمل برحيل اكثر عمقاً لما خلف أسوار السطور كل الود والتقدير |
||||
20-06-2015, 02:08 AM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: حكايةً الحاجّةِ المبروكة
اقتباس:
ولك بالتأكيد مطلق الحق بالاعتراض على أي جملة او تعبير فنحن هنا للإستفادة من خبرات بعضنا وليس للمجاملات كل التقدير |
||||
20-06-2015, 02:11 AM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: حكايةً الحاجّةِ المبروكة
اقتباس:
رمضان كريم ينعاد عليك بالخير والفرح كل الود |
||||
20-06-2015, 11:13 AM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: حكايةً الحاجّةِ المبروكة
لا أملك إلا أن أثبت هذا النص الرائع كل عام وأنت بخير ربى العزيزة |
||||
20-06-2015, 02:22 PM | رقم المشاركة : 11 | |||
|
رد: حكايةُ الحاجّةِ المبروكة
قلم بارع طاول الغيوم ،فتساقطت الكلمات أمطارا
في أوردة القلب ،لتكشف النقاب عن حقائق مزرية، في مجتمعات تئن تحت وطأة التخلف الفكري . في مدينتي الصغيرة أيضا،رجل "مبروك" يُقال أنه يزوَج الفتياة العانسات ،، وكثيرات يُصدَقن ذلك ،،،،ولاحياة لمن تعظ ،،،،وشر البلية ما ..... ملاحظة بسيطة: أعتقد أن المعنى يلبسه بعض إرباك "غادرتِ القريةَ بصمتٍ ولم تعدْ إليها من بعدها أبداً". تحية طيبة بلون البنفسج يا ربى ورمضان كريم. |
|||
21-06-2015, 04:01 PM | رقم المشاركة : 12 | |||
|
رد: حكايةً الحاجّةِ المبروكة
سرد مشوق لحكاية تخاطب الواقع العربي الذي جعل من الخرافة نموذج حياة
يلجأ إليها في أمور الزواج والعلاج وجلب السعادة وما شابه ذلك ومن باب الصدفه احيانا تتوافق الأحداث والتنبؤات التي تزيد من الإقبال عليهم وطلب المزيد حقيقة كثيرا ممن يلجأون للمشعوذين والمبروكين أناس تعاني من حالة نفسية سيئة ويحتاجون لبصيص أمل مما يسهل عملية السيطرة على عقولهم قصة حدثت أمامي (( سيدة اعمال لجأت لأحد الشخصيات التي تدعي الدين تطالبه بفتح أبواب الرزق لها ) حقيقة اشكرك على السرد الرائع والجميل لك احترامي همسة الكاتبة هنا ذكرت الكثير من الوقائع التي تنبأت بها المبروكة وتحققت هذا قد يكون ليس في صالح النص في النهاية |
|||
21-06-2015, 11:38 PM | رقم المشاركة : 13 | ||||
|
رد: حكايةً الحاجّةِ المبروكة
اقتباس:
شكرا من القلب للتشجيع الدائم وتثبيت النص كل عام وانت بألف خير |
||||
22-06-2015, 01:04 AM | رقم المشاركة : 14 | ||||
|
رد: حكايةُ الحاجّةِ المبروكة
اقتباس:
وشكرا لترك الملاحظة العزيزة اردت للقارئ ان يستنج السبب في هذا الغياب الصامت ولعل هذه النقطة تحتاج المزيد من الإيضاح كل الود العزيزة مباركة رمضان كريم |
||||
22-06-2015, 01:12 AM | رقم المشاركة : 15 | ||||
|
رد: حكايةً الحاجّةِ المبروكة
اقتباس:
ولأخذ الوقت بالتعليق المطول على النص سرني جدا اعجابك بطريقة السرد وسرتني ملاحظتك ولعلك على حق بأني سردت العديد من القصص التي لربما صبت في صالح دعم قدرات الحاجة ولكني اردت بها ان اثير انتباه القارئ إلى انها كلها من الاحداث الممكن اما التنبأ بها بسبب معلومة ما مسربة للحاجة من قبل زوجة المختار أو من الأحداث التي يمكن تلفيقها بالتعاون بينهما كل الشكر والود |
||||
26-06-2015, 09:36 AM | رقم المشاركة : 16 | |||
|
رد: حكايةً الحاجّةِ المبروكة
أسلوب جميل ممتع في القص والحكي
إتقان في تتابع وسرد الأحداث بوركتِ العزيزة ربى تحياتي وودي |
|||
03-07-2015, 03:47 AM | رقم المشاركة : 17 | ||||
|
رد: حكايةً الحاجّةِ المبروكة
اقتباس:
شكرا للمرور الجميل والتعليق المشجع كل الود والتقدير |
||||
03-07-2015, 01:57 PM | رقم المشاركة : 18 | |||
|
رد: حكايةً الحاجّةِ المبروكة
نص لكاتبة متمكنة من أدواتها،منذ الوهلة الأولى يشدك النص
حتى تبلغ نهايته وهذا هو النص الجيد جدا الذي يجعل القاريء لا يغادره أسلوب سلس ممتع..وفيه من الرمزية الكثير ربما اشاطر الأخ عوض فيما ذهب أليه لتفسير النص ولولا أنه سبقني فما كنت سأعلق عليه غير ما علق تحية أعجاب وتقدير مع فائق أحترامي |
|||
20-08-2015, 01:24 PM | رقم المشاركة : 19 | ||||
|
رد: حكايةً الحاجّةِ المبروكة
مرور أول تأثيثا لجلسة أخرى على مهل بحول الله
وتحية كبيرة للجميلة ربى لي عودة لاحقا بإذن المولى عز وجل
|
||||
20-08-2015, 09:45 PM | رقم المشاركة : 20 | |||
|
رد: حكايةُ الحاجّةِ المبروكة
امرأة اكتسبت قوتها ومكانتها الاجتماعية ،عرفت كيف تستميل القلوب إليها ،حتى أصبحت تتمثل لهم في عيونهم وآذانهم وملابسهم . بفنية أدبية متميزة عملت الساردة على تشويق القارئ،وتحفيزه على متابعة القراءة من خلال استفزازه ودفعه أن يطرح عدة أسئلة بين نفسه وفكره وبين هذا النص الأدبي المتميز ،من قبيل : ما هي مميزات الحاجة مبروكة ؟ وكيف تعلق الناس بها ؟ لماذا وكيف ؟ تمهيد سردي محكم البناء ساعد على تسريع وتيرة القراءة من أجل معرفة هذه المرأة الأسطورة، فعن طريق تسلسل الأحداث واللغة الشيقة والسرد الهادئ استطاعت الساردة أن تجعل داخل خطاطتها السردية عدة فجوات يطل منها القارئ بحذر ووعي واستعمال الفكر .. امرأة تحولت إلى أسطورة ،حاملة معها كل تباشير الخير ومعرفة ما هو سر ومغيب .. نص جميل يعري بقوة مدى قوة الظلمة الفكرية التي يعيش فيها أهل القرية ،ومدى شيوع الجهل والأمية وتصديق الخرافات والخزعبلات عن طريق التدليس والتحايل ونصب الفخاخ بسبب انعدام التربية والتعليم رغم أننا في عصر التنوير الفكري ..
نص إبداعي متميز جمع بين ما هو واقعي من حيث التداول والإشاعة مثل خرافة الإنسان صاحب البركة المبطنة بالشعوذة ،وأسطوري من حيث نسج الإشاعات عنوة بين الناس للتصديق بما هو عجائبي وغرائبي .. كاتبة تمتلك مهارة أدبية كبيرة في استدراج القارئ وجعله يتفاعل مع الأحداث بإدراكه ووعيه وحسه وشعوره ، كاتبة تمتلك نفسا أدبيا طويلا تتعامل بروح أدبية مع الجمل الطويلة تارة والجمل القصيرة تارة أخرى ،والأسلوب القصصي الشيق الذي يناسب قوة الأحداث ووطئها على فكر القارئ . جميل ما كتبت وأبدعت المبدعة المتألقة ربـــى . تقديري واحترامي .. همسة /المرجو إعادة النظر في هذه الجملة . حتّى قررَ الزّوجينِ أخيراً أن ينجوا بأطفالهمُ ويغادروا منزلهم والجبلَ الّذي لم يعرفوا يوماً وطناً آخر سواهُ. |
|||
23-08-2015, 10:24 AM | رقم المشاركة : 21 | ||||
|
رد: حكايةً الحاجّةِ المبروكة
هي حكاية تعري الزيف وتكشف الخبث
وتبين أن من كان يظنه الناس مخبولا أو به مس هو أوعى الناس وأكثرهم إدراكا ولكن قومي في غيهم وجهلهم غارقون جميل هذا السرد واللغة متينة وتشويق رائع وسبك لذيذ حقا وبكل صدق استمتعت كثيرا ويستحق أن يأخذ حقه من القراءة تحياتي
|
||||
23-08-2015, 10:26 AM | رقم المشاركة : 22 | ||||
|
رد: حكايةً الحاجّةِ المبروكة
للحكاية الجميلة والسبك الرائع
وللحاجة المبروكة وكشف المستور يثبت النص تثبيت
|
||||
23-08-2015, 01:48 PM | رقم المشاركة : 23 | ||||
|
رد: حكايةً الحاجّةِ المبروكة
قصة تستحق الأعلى
وتستحق القراءات سبك متقن وسكب عارف بأدوات القص لربى الجميلة كل التحية وشكرا لاخي خالد على تثبيت النص
|
||||
23-08-2015, 03:39 PM | رقم المشاركة : 24 | |||
|
رد: حكايةً الحاجّةِ المبروكة
السلام عليكم ورحمة الله
سرد جميل ولغة رائعة .. أعتقدت في البداية أن الفكرة مقتبسة من فيلم سينمائي للفنانة نبيلة عبيد ولكن تمت إعادة الصياغة وتغيير بعض الأحداث والنهاية . هنا تبدو روعة الكاتبة ومهارتها .. شكرا على النص المائز ،،، |
|||
24-08-2015, 01:34 AM | رقم المشاركة : 25 | ||||
|
رد: حكايةً الحاجّةِ المبروكة
اقتباس:
شكرا جزيلا استاذ قصي لأخذ الوقت والتمعن بما وراء السطور والتعليق المفعم بالتشجيع اسعدني جدا رأيك واعجابك كل التحية والتقدير |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|