صَمْتٌ لَذِيذْ..؛ - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)       :: مناصرة من خلايا مشاعري (آخر رد :غلام الله بن صالح)       :: رسالة إلى جيش العدوّ المقهور (آخر رد :نفيسة التريكي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-09-2016, 12:40 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ايمان ناصر عبد الرحمان
عضو أكاديميّة الفينيق
الجزائر
إحصائية العضو








آخر مواضيعي

ايمان ناصر عبد الرحمان غير متواجد حالياً


افتراضي صَمْتٌ لَذِيذْ..؛

118...119...120
مازالت تستطيع كتم نفسِها تحت الماء لمدة دقيقتين على الأقل... و لكنها في أسوأ أيامها تتجاوز ذلك بقليل ، نعم فكُلَّما زاد يومها سوءا ، زادت قدرتها على التخلي عن الأوكسجين ...
لكنها اليوم مُـلَهِّفة أكثر من أي يوم للتنفس ...
مع ذلك تأخذ نفسا طويلا ثم تعود للغطس من جديد في مياه مغطس غرفة الاستحمام البارد ، لقد اختارته كبيرا و عميقا لهذا السبب تحديدا...
كم تعشق لحظات الصمت التي تمنحها لها كل غطسة ، حيث يعزلها جدار الماء الكثيف عن ضوضاء الكون و تمنحها نفسها السلام فهي تكون صامتة من الداخل و الخارج حتى من صوت أنفاسها...
لعلَّها عشقته لأنه يذكرها بهذا الشعور حين يأوي إلى صمته في أوقات مُعيَّنة ...
لم تكن تُحبُّ ذلك في البداية ، بل كانت هذه الفترات تُرْعِبُها ، فهو حين يتحدَّث يكون مُزْهِرا مُشْرِقا مليئا بالمفاجآت و الدعابات ، حديثه عسل لا يُمَلْ و مزاجه رائق أصفى من قطرات الندى و اشراقة ابتسامته الآسرة كم كانت تضيئُها و تفتنها ... هكذا أحبَّته هكذا عرفته و هكذا استحوذ على قلبها في سرعة البرق
و حين دخل الى عالم صمته للمرة الأولى ، كادت تُجنْ كاد عقلها يطير و هي تحاول فهم هذه الظاهرة الغريبة لم تستطع أن تتقبل فكرة أنها فقط احدى طباعه لم تستطع أن تعترف بها كإحدى صفاته الساحرة كانت فقط خائفة ،
أحسّته رغم قربه بعيدا ، و شعرت بوجودها يتلاشى من أمام عينيه، و كأنه يرحل الى أعماقه الغامضة حيث لا يُسْمح لها بالدخول ، حيث لا وجود لها ، حيث لا تدري أي أرض و أي سماء تغطيه و حيث تتخيله هناك في عالمه
شعرت بالكثير، بالوحدة ، بالخيانة، باللا أهمية ، بمنتهى الصغر و الطفولية و هي تحاول جاهدة أن تفتعل المحادثات و الشجارات كي ينظر إليها من جديد
سألته صراحة عن أسبابه... لكن لم يكن لصمته أسباب
و بعد مدة عاد كما كان لم يتغير اتجاهها قيد شعرة ، بنفس الألق في عينيه كان ينظر إليها
و مرة ثانية عاوده الصمت بعد زمن و عاودتها وساويسها حتى فهمت أخيرا ذات صحوة عقل ، أنه هكذا ... أنها صفة من صفاته
و فهمت أنه يُعطيها حين يكون معها مئة بالمئة ، من نفسه ووقته و فكره و مشاعره و اهتمامه ... ثم يحتاج أن يعود لنفسه ليعطيها القليل.
ان صمته كان وقته الخاص مع نفسه ، حيث يفكر في أشيائه و يرسم لنفسه عالمه و يعيش مع ذاته ، حيث يكون هو مع كيانه بلا حدود ولا مخاوف
و طبعا لا يريد أن يقاطعه أحد
لقد تعرَّفت على سر من أسرار جاذبيته الساحقة ....
تخرج من الماء لتأخذ نفسا وهي تبتسم لمِا كانت تتذكره من بداياتهما معا ، حين ضنَّت أنَّها كمن يقترب من فهد جريح ، لا تستطيع تركه لحاله رغم أنها خائفة منه ، ثم تكتشف أنه لم يكن جريحا بل كان فقط ينظر اليها الى خوفها الذي تحاول اخفاءه و ينتظر منها ان تدنو منه أكثر ، ثم يمنحها رأسه لتُربِّت عليه...
تتذكَّرُ ذلك الشعور بالأمان الذي أصبح يسكنها بعدما فهمت أيَّ صمتٍ هو صمته ، و تشتاق إليه أكثر ، فقد أصبحت عادتها منذ ذلك الحين أن تنتظر عودته من أدغال نفسه على باب قلبه بصبر ، تتسلل أحيانا اليه وهو في خلوته ، و تحشر رأسها بين عضُده و صدره و تستمع الى دقات قلبه الهادئة ، أروع لحن في الكون
كم كانت نوماتها هانئة هناك
و تنتظر كقطة مدللة أن يمرر بعفوية يده على شعرها الذي تتركه عمدا ينسدل على وجهها ، ثم يربت على رأسها بحنو فلا تقاوم أبدا
لا يمكنها ... بل لا تريد

سبع سنين مرَّت على زواجهما ... وهذه أول مرة يفترقان لمدة طويلة كهذه
ثماني عشرة شهرا كاملة ، لقد غاب ثمان عشرة شهرا ،خمسمئة و خمسين يوما، ثلاثا و ثلاثين ألف ساعة
و ما لا نهاية من الدقائق التي قضت جزءا كبيرا منها تحت الماء كلما داهمها الشوق إليه ...
لقد قضى هذه الأشهر في تنقل حول العالم، في رحلة سياحية خاصة لاستكشاف الآثار و الحضارات القديمة بعد أن حصل على فرصة ذهبية لا تُنالُ حتى في الأحلام
حيث عرض عليه دكتور و مدرب شهير مرافقته في رحلته بعد أن حظر معه دورة تدريبية و تعريفية بالسياحة العلمية و منحه أسبوعا للتفكير في عرضه ...

كنت أعرف مدى شغفك باختصاصك و مدى سعادتك بهذا العرض
و كُنْتَ تعرف كم أنا متعلقة بك و كم سيكون صعبا فراقك كل هذا الوقت عني
لم نتحدث طوال ذلك الأسبوع عن الموضوع و كأنك قد قررت تجاهل العرض ، كنت مسرورة بذلك جدا ، لكني لمحت الحزن في عينيك ، و ذلك الاحساس بقيمة ما ستتخلى عنه من أجلي، ما كنت لأسمح لنفسي أن أكون سببا لحزنك لذا أعددت لنا في مثل هذا اليوم منذ ثمانية عشر شهرا تماما ، عشاءا رومنسيا أخبرتك فيه عن قراري : اذهب يا عزيزي و لاحق أحلامك ... سأنتظرك سأكون أقوى من أجلك ، من أجلنا و عد إلي سالما هذا شرطي الوحيد
لم أكن لأبادل فرحتك يومها بالدنيا و ما فيها ، كنت سعيدا و تقفز من مكان لآخر كطفل
و كانت ليلة من أجمل ليالينا
أه كم أشتاق لك ... سأعود للغطس من جديد
1...2...3
تُرى كيف أنت الآن ، هل تغيرت كثيرا ؟
فلم نكن نتواصل كثيرا في غيابك ، لم أرد أن أضعف ذات ليلة و أحدثك و أنا باكية منهارة لتعود، و لم ترد أن تفكر أنت كم سأكون وحيدة من دونك و ماذا يمكن أن يحدث لي في غيابك ...
لكنِّي كنت أتابع ما تنشره من صور على حسابك ...
نادرا ما كنت تظهر ، فأنت غالبا خلف آلة التصوير ... تماما كما رأيتك أول مرة ، حين التقينا صدفة في خرجة سياحية الى مدينة مجاورة ، لنرى روعة الآثار فيها ، كان الجو حارا و الجميع ينتمى إلى مجموعة أصحاب كنت برفقة صديقتي و كنت وحدك ، أو هكذا بدوت لي
كلما حملت آلة التصوير ووجهتها الى مكان ما ، كنت أشعر أن الزمن يتوقف لحظة حتى تلتقط أنت ما يتساقط من ثوانيها و تجمدها في صورة ، كنت تبدوا خارج إطار الزمان و المكان ، لم أنتبه الا و أنا أتابعك بعيني و أتأمل كيف تنظر لثوان الى ما تريد تصويره ثم تأخذ له صورة وحيدة ، بدا لي فيك سر خاص ، كأنك في كل لحظة لوحة زيتية نادرة
في انفرادك و توحدك
أحببت جانبك التجريدي ، بنكهة صوفية ...
لا بدَّ أنك تأخذ كل صورة و أنت تبتسم ، أكاد أرى وجهك الشغوف خلف كل صورة ،
كلما اجتاحني الشوق أفتح ملف صورك التي جمعتها منذ رحيلك و أتأملها انشا إنشا ، لعلي ألمحك في انعكاسٍ على زجاج نافذة أو على نظارات أحد ما ...
و كان قلبي يقفز فرحا حين أتعرف على يدك و هي تحمل قطعة أثرية أو تشير الى مكان ما
لقد جننت ... حتما
فلم يوقف غيابك تدفق مشاعري أبدا
لقد رسَّخك في أعماقي أكثر
لقد حوّلَني الى امرأة خالصة لك

120...121...122
متى .... متى تصل ...
علي الخروج من المغطس و الاستعداد لك ... و كأنني أستعجل عودتك التي صبرت لأجلها شهورا
ما بال هذه السويعة الأخيرة تتمطى و تتكاسل على قلبي و ما بال قلبي يكاد ينسي كيف يدق بانتظام...
أسرع اليَّ و افتح ذراعيك و دعني أغرق في مملكتي
بين ساعديك و صدرك و أسمع أجمل ألحاني
دقات قلبك ...


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إيمَان~
30/07/2016
23:26

من مجموعة [ الأُفُقُ فِي عَيْنَيْكِ..؛]






  رد مع اقتباس
/
قديم 10-09-2016, 02:56 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صَمْتٌ لَذِيذْ..؛

نص مفعم بالمشاعر، نفس روائي و وصف جميل..
هذه هي المشاعر لا تمل من التعبير عن ما يخالجها.
تمتلكين القدرة على الكتابة بشكل جيد، لكن ما لحظته أن النص يحتاج إلى تكثيف كما أن القفلة لم تكن قوية ..
رغم ذلك أدوات القص تمتلكينها جيدا و باستطاعتك تقديم ما هو أفضل بكثير ..
تقبلي مروري سيدتي .. احترامي و تقديري






  رد مع اقتباس
/
قديم 14-09-2016, 03:13 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ايمان ناصر عبد الرحمان
عضو أكاديميّة الفينيق
الجزائر
إحصائية العضو








آخر مواضيعي

ايمان ناصر عبد الرحمان غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صَمْتٌ لَذِيذْ..؛

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ادريس الحديدوي مشاهدة المشاركة
نص مفعم بالمشاعر، نفس روائي و وصف جميل..
هذه هي المشاعر لا تمل من التعبير عن ما يخالجها.
تمتلكين القدرة على الكتابة بشكل جيد، لكن ما لحظته أن النص يحتاج إلى تكثيف كما أن القفلة لم تكن قوية ..
رغم ذلك أدوات القص تمتلكينها جيدا و باستطاعتك تقديم ما هو أفضل بكثير ..
تقبلي مروري سيدتي .. احترامي و تقديري


شكرا أخي
ممتنة جدا لقراءتك نصي
كما أنني سعيدة بتلقي النصح و التوجيهم من طرفكم

سأحاول نشر قصصي الأخرى حتى يتسنى لي و لكم رؤية مواطن الضعف فيها
و تصحيحها باذن الله

أرجو أن أكون عند حسن الظن


سلام






  رد مع اقتباس
/
قديم 15-09-2016, 03:48 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: صَمْتٌ لَذِيذْ..؛

نص حانية صورته رقيقة المشاعر
طغت عليه الذاتية وسيرته في دروب الخاطر اكثر
ومع ذلك قرأنا حكاية جميلة حكاية قلبين عاشقين
تقديري الجم سيدة إيمان ومرحبا بك وبحرفك الجميل






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 23-09-2016, 05:53 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: صَمْتٌ لَذِيذْ..؛

سلام الله
نرجوا توقيع حضوركم في حاشية هذه الموضوعة
http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=66098
كل الاحترام






  رد مع اقتباس
/
قديم 30-09-2016, 07:29 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نوال البردويل
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
فائزة بالمركز الثالث
مسابقة القصة القصيرة2018
عنقاء العام 2016
تحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية نوال البردويل

افتراضي رد: صَمْتٌ لَذِيذْ..؛

قصة رومانسية جميلة حملت الكثير من المشاعر التى
جذبتنا للقراءة بعذوبتها ورقتها وجمال سردها
كل التقدير أ. ايمان
تحياتي






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:16 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط