الخطر الخفي

[نافع سلامة]

الخطر الخفي

لو أستطيع أن أكتشف مصل الشفاء لهذا الوباء لفعلت ، لو أستطيع أن أدفع يدي داخل كل عقل و اقتلع منه هذه البذرة الفتاكة التي ذرعها هذا الشيطان لم أدخر جهدا ـ لكن ما باليد حيلة ـ فأنا لم أسلم أيضا من مضرّات هذا الوباء حين روادتني نفسي بعد سماعي عما يحدث بهذه الأرض و ما يتركه هذا الوباء في العقول من أمراض لا دواء لها بأن أشجع نفسي لدخول إلى هناك لألقي نظرة على المرضى و المصابون و ما ينتج عنه من كوارث إنسانية ، فانتابتني فيروسات الحزن و اليأس لدرجة الإغماء والتقيئ المنبعثة من هذا الخطر داخل عقلي و جسدي .
هذا الخطر الذي يمتلك امكانيات ، و آليات وباء هدَّام فاحش ، و الذي نحن أساسا من نعمل على تنميته ، بل نحن الضلع القائم فيه ، و هو موقعي ـ البلوتوك ، و اليو توب ـ فرغم أنهما موقعان غير عربيان إلا أن أغلب أعضاءهما عرب ، و البعض قد يتصور أن الموضوع سهل و بسيط و أن الداخلون على مثل هذه المواقع قلة من الشباب التافه الجاهل ممن لا يملكون تأثيرا على مجريات الحياة في هذا الوطن الذي يعاني من أمراض جمة أخرى ـ و هنا تكمن خطورة هذا الوباء ـ فمثلما كنا نعاني من الأرهاب داخل حدود أوطاننا و استهنا به حتى جرجر علينا ما لا طاقة لنا به من رد الفعل الخارجي ، و ما نعت به الإسلام على خلفية ذلك من أنه دين التعصب و السيف و العنف و الأرهاب ، قد يحدث ما هو أعظم و أقوى و لكن لن تكون مضراته إلا علينا نحن قاطنو هذه الأراضي العربية إلم ننتبه له .
و خطر هذا الخطر الوبائي يزداد يوما بعد يوم و ينمو فحين تعرف الكم الهائل الذي يرتاد الدخول على مثل هاذين الموقعين من العرب المسلمين و المسيحيين و ما يحملون منه من أفكار هدامة للحياة و البناء المعيشي للإنسان عامة في الوطن العربي سوف تعرف أن المشكلة ليست بالسهلة أو البسيطة فهناك الألوف و الملايين من شباب العرب يتعاطون هذه المادة التي تبعث الشقاق و التنازع و التنافر فيما بين الشعوب العربية دينينا و اخلاقيا و فكريا جاهلين بما يحاك لهم خلف الكواليس فيها فلا شك أن هناك طرف خفي يدير هذه البؤرة المشئومة إدارة ماهرة و واعية ليبث بين الشباب العربي غير الواعي و المغلوب على أمره و المئهول بالبطالة سموم الكراهية و التفريق بين أجناسهم و تأصيل روح القوميات الصغير على حساب قومية الإنسان العربي لتوليد جيل غير قادر على الترابط الفكري و العقائدي و العمل أيضا على تقوية و توسيع نطاق المذاهب الدينية المتطرفة لتنال من حياة الإنسان فوق هذه الأرض .
و الذي يحدث هو استغلال مساؤي النظم الحاكمة العربية و أراء القيادات الفكرية و فتاوى الرموز الدينية و دبلجتها و تزيفها و من ثم تتقاذف التعلقات و التي تصل إلى الألاف و أكثر و تبتلع طعم الطامعين في تفريقهم و إضعافهم فيتبادلون السب و القذف و التكفير و اللعنات ما بين شيعي و سني و ما بين مسلم و مسيحي فتتسع دائرة الفتنة بين الطوائف المسلمة بعضها البعض و بينها و بين الطوائف المسيحية من جهة أخرى ، و هذا ما ينافي مبادئ المسيحية و روح الأسلام في نفس الوقت فيصبح التعايش في هذا الوطن بين الطائفتين على ـ شفا جرف هار ـ يحمل كل من الفريق الواحد فيما بين شيعته و سنته و بينه وبين المسيحية كرها ضغيننا منتظرا سبيلا للخلاص من الاخرى ، و على المستوى الوطني ترى صورا و تسجيلات مدبلجة أيضا تبعث في نفس المشاهد العربي الضيق و الغيرة على وطنه الأم فيبدأ بسب صاحب ـ الفيلم التسجيلي المرسل ـ و الذي هو اليد الخبيث و الخطر الوبائي على أنه مصريا أو كويتيا أو سوريا أو سعوديا ، فتثمر اشجار الكراهية في نفوس كل من أفراد البلدين و تتفاعل كالنار في الهشيم ، و تتأصل روح البغض و تتباعد فكرة التقارب و الإلتقاء و الاخوة في الإسلام و الإنسانية
إن ما يحدث في هذاين الموقعين كفيل وحده خلال سنوات قلائل بأن يجعل الشعوب العربية تحمل من الطغينية فيما بينها ما يجعلها أمة أكثر تمزقا وطنيا و تخلفا فكريا و تباعدا دينيا ، و إن كان ليس بمقدور شخص أن يحل هذه المشكلة إذ أنها مشكلة المؤسسات الدينية والحكومية و هي المسئولة عنها في المصاف الأول ، فإن جهود التوعية من خلال المنتديات الأدبية و الترفيهية العربية لا بأس بها فيصبح كل منا نحن مثقفون هذه الامة مسلمين و مسحيين مسئول مسئولية كاملة في الدعوة للمقاطعة مثل هذه المواقع حتى و إن بقى فيها من يسب الإسلام و رموزه الدينية ، إن واجبنا كمثقفين عرب هو قبل كل شئ حمل درع الدفاع عن مقدرات هذه الأمة ، اسلامية بطوائفها و مسيحية أيضا ، لبناء وطن يحيا فيه الإنسان حياة كريمة واعية و مدركة أن هناك يد خفية تعمل على نفث سمومها في عقول أبناءها بشتى الطرق و بكل الوسائل لتنال منها و من شعوبها ...

ـ

و لكم كل الحب

[نافع سلامة]

الاخ الفاضل عدنان
وهل قلت ان الدفاع عن النفس إرهاب
قطعا لا و لم اتحدث عن هذا أنا تحدث عن الإرهاب الداخلي كما كان في مصر و في الجزائر و السودان والسعودية و تطور خارجيا والإرهاب هو حين يقتل مسلم مسلم تحت أي ظرف غير الكفر بالله أو القصاص و الإرهاب حين يقتل المسلم شخص امريكي او انجليزي أو فرنسي او أين كان جنسه في بلده بحجة انهم يشاركون في الحروب على العرب ، و أنا أعرف أن الذي يريد أن يدافع فهذا هو القدس و هذا العراق و الغزو موجود بهما من يريد أن يدافع عن نفسه و عرضه فليفعل و ليذهب و يقتل و نحن والله ندعو من كل قلبنا لكن لا يذهب لقتل موطنيين ليزيد على الإسلام من احاديث السفه .
ثانيا أنا لم أتكلم على الإنترنت و لم اتكلم عن فائدة له انا تكلمت عن موضوع آخر تماما كما أن أمريكا لا تستطيع منع الإنترنت عن العرب هذه شركات و مصالح و لا تمتلكها أمريكا وحدها
أرجو ان تعيد القراءة جيدا لأن المقال غير ما تفضلت بالتعليق عليه تماما
صديقي عدنان كن بخير
و رمضان كريم

[أمنية إبراهيم]

أخي الكريم / نافع

ومن قال لك أن ليس بين هؤلاء مدسوسين لغرض الفتنة والتوقيع

و جرجرة الشباب لهوة الإنحطاط و التردي والعياذ بالله ..أظن أنه

وارد وأنه من المعروف أن هناك مصلحة قوية للغرب من وراء هذه

البرامج المنحطة التي تدعو للفجور والرذيلة ... لكن يأتي هنا دور الرقابات

أولا من الشخص ذاته ثم من الأهل من الشركات التي تروج لمثل هذه

الفانتازيا الأخلاقية ... أين وأين وأين ولماذا إذن تسمح الأنظمة بمثل هذه

البرامج بينما هناك تشفير على الفضائيات مثلا على أضعف الإيمان ؟؟

نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة

شكري وتقديري لمقالك القيم

[نافع سلامة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمنية إبراهيم

أخي الكريم / نافع

ومن قال لك أن ليس بين هؤلاء مدسوسين لغرض الفتنة والتوقيع

و جرجرة الشباب لهوة الإنحطاط و التردي والعياذ بالله ..

أولا أشكر مرورك الكريم أختي الفاضلة
ثانيا أود أن أقول جاء في ما كتبت أعلاه ( فلا شك أن هناك طرف خفي يدير هذه البؤرة المشئومة إدارة ماهرة و واعية ليبث بين الشبابي العربي غير الواعي و المغلوب على أمره و المئهول بالبطالة سموم الكراهية )
و شكرا لروحك الطيبة

[إسماعيل حسن سيفو]

	الأخ نافع جئت أقول كل عام وأنت بألف خير أصافح وأمضي لأعود بعثت بي الشهوة للكلام البناء أشكرك تقبلوا خالص تحياتي سأعود أخوكم إسماعيل سيفو

[نافع سلامة]

أهلا بك / أديبنا
اسماعيل
مرورك شرفني
تحياتي لك