|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
26-07-2018, 03:35 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
مدائن الله
على غير العادة، قررت اليوم أن أتوجه إلى اللقاء الذي لم أخلفه أبدا، بجلباب أبيض، وقميص من اللون نفسه، ببلغة صفراء، وطربوش أحمر، بعد أن حلقت لجيتي وتعطرت بماء الورد، لم أسمح للمسرحية أن تلهيني؛ صحيح أنها ممتعة ومثيرة لملكات التفكير والنقد، سأخرج لأصل في الموعد قرب علامة قف التي ظلت صامدة رغم كر الأيام.
كنت نازلا وكانت هابطة؛ والطريق في الماضي وعرة، صارت الآن معبدة نوعلى جانبيها نبتت بنايات حجبت منابع الخضرة، كما نبتت في خيالي وترسخت في ذاكرتي. مددت لها يدي، يا لجرأتي! فلم تبخل علي بالمصافحة. راحة يدها البيضاء معطرة بالورد منحتني دوخة أزلية. يا للدقة التي صُنعتْ بها يدك بأصابعها الرفيعة المستدقة البيضاء بدفئها الشاحب الممزوج بالنعومة وكأن في يدك شيئاً من الليل والنهار! لو أنني فقط أستطيع بشكل صحيح قراءة النص الإلهي العميق النائم أمامي في تلك اليد. 1 فلت لها: أنت قطرة عسل في فنجان حياتي... تبسمت، فرأيت القمر باديا كالعرجون. زدت: الحياة بك أحلى، فزاد تبسمها. يا لسعادتي! رأيت الكون لي قد تجلى. لم تكن مجرد اشتهاء، وكنت مجرد عاشق ولهان أصيب بلوثة الجنون . دأبت على انتظارها كلما حل الربيع فهو موعدنا الغريب. لم أيأس فها أنا قد بلغت السبعين وأملي يزداد قوة وإشراقا. بمجرد ما طرحت عني لباسي حتى فغمت أنفي رائحة كريهة، داهمني شك، ثم تبادرت إلى ذهني، تلك اللحظة أسئلة النص المسرحي: لم لم يتحرر الصعلوكان من عبودية الانتظار؟ أتعطلت حاسة الشم لديهما، فلم يشما تعفن جثة غودو؟ ثم بفعل الإعياء، سقطت في بئر النوم. 1_ إلى يد: فرناندو بيسوا، ترجمة: عبد الله حمدان الناصر، موقع أنطولوجي. |
|||
29-07-2018, 03:25 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: مدائن الله
اقتباس:
شكرا لك على مرورك وعلى ترحيبك. دمت مشرقا. |
||||
29-07-2018, 03:26 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: مدائن الله
اقتباس:
شكرا لك على تفاعلك المثمر. سعيد بقراءتك النيرة. دمت رائعا. تقديري |
||||
30-07-2018, 08:05 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: مدائن الله
ربما هي مدينته أو قريته التي اعتاد زيارتها كل ربيع وفي
كل زيارة كان ينتظر تغييرا يحدث ولكن دون جدوى صحيح أن طبيعتها لم تتغير لكنها كانت تحتاج لبعض اهتمام فقط كل ما تغير الشوارع المؤدية لها أما هي فقد بقيت على نفس الحال منذ سنين جميلة ومدهشة كل التقدير أ. التدلاوي وتحياتي |
|||
31-07-2018, 02:35 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: مدائن الله
اقتباس:
سعيد بقراءتك القيمة. تقديري |
||||
|
|
|