تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: أُنْثَى بِرَائِحَةِ اَلنَّدَى ! (آخر رد :دوريس سمعان)       :: تراتيل عاشـقة .. على رصيف الهذيان (آخر رد :دوريس سمعان)       :: هل امتشقتني؟ (آخر رد :محمود قباجة)       :: ،، الظـــــــــــــــلّ // أحلام المصري ،، (آخر رد :محمود قباجة)       :: فارسة الأحلام (آخر رد :محمود قباجة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: بَغْيٌ وَشَيْطَانَانِ (آخر رد :أحمد صفوت الديب)       :: وَأَحْتَرِقُ! (آخر رد :أحمد صفوت الديب)       :: شاعر .. (آخر رد :أحمد صفوت الديب)       :: أحـــــــــزان! // أحلام المصري (آخر رد :أحمد صفوت الديب)       :: ما زال قلبي يخفق (آخر رد :أحمد صفوت الديب)       :: مملكة الشعر الخالدة (آخر رد :أحمد صفوت الديب)       :: افطار ودعاء (آخر رد :فاتي الزروالي)       :: كلما أجدبت الارض ناديت ملح امي! (آخر رد :فاتي الزروالي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ من ذرْوَةِ الرّمــــــــــاد ⊰

⊱ من ذرْوَةِ الرّمــــــــــاد ⊰ >>>> من ذروة الرماد ينبثق الفينيق إلى أعالي السماء باذخ الروعة والبهاء ... شعر التفعيلة >> نرجو ذكر التفعيلة في هامش القصيدة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-01-2019, 05:05 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي



تعاتبني تحاكمني تؤنبني تعنفني
تعاقبني تؤثمني تكذبني وتتعبني فاتعبها

تُعاتِبُني ودمعُ الجَفْنِ مِدْرارٌ
يُهرِّبُ مِلحَه الكاوي
إلى طيني فأنْصَهِرُ
تحاكمني وفجرُ نهاريَ الأعمى
يقودُ خِطامَ قافلتي فَتَكْبُو ثُمَّ تَنْكَسِرُ
تؤنبني وفي جَنْبيَّ نارُ الوجد تَتَّقِدُ
ولا تدري بأنّي في النّوى السَّفَرُ
تعنفني ونادِلُ حظّيَ الصّادي
يصبُّ الجمْرَ في عصبي فأسْتَعِرُ
يَصولُ الهَمُّ في جَسَدي
يجولُ النّحسُ في عَضُدي
طَريدٌ قدَّني الكَدَرُ
تُعاتِبُني
فتَحقِنُني دياجي غُرْبتي ثلجًا
أخاتلُ (وجْهَ خاتِمتي)
وبينَ البَيْنِ والأشواقِ أُحتَضَرُ.
تؤثني
فأرسِلُ عيسَ أعْذاري لدارَتِها
أسوقُ الحَرْفَ قدّيسًا
فيتلوها وَيَنْبهِرُ
تُعاتِبُني
وفي عيني يمتد الهوى العذري
مواويلا يدندن شوقَها الوترُ
فذا شِعْري سأنْزِفُهُ
على قسماتِ صَعْلكَتي
وأسْقيهِ لظى أرَقي
ليلسَعَ شَهْوةَ الوَرَقِ
وَيَحرِقُنا لَهيبُ البَوحِ نَنْتَثِرُ
تكذبني وشَوقي نَوْرَسٌ يَهْفو
لأن يَغْفوعلى فيروزِ "شاطيها"
وبَردي لم يزَلْ يَرْنو
لأن يَدْنو لِيدفَأَ في أياديها
إذا جَفَّتْ عُروقُ الطين في جسدي
أتَتْ غَدْقًا بمزنِ الطُّهرِ تسْقيها
وذا بوحي يُحاول أنْ يعمِّدَها
تحارُ بِحسنِها الأشعارُ توصيفًا وتشْبيها
تُعاتِبُني وتُتْعِبُني فأتبَعُها
لأقرأَ في مُحيّاها
عيونًا زانَها حَوَرُ
على وجَناتِها سِحرُ
يذوبُ بدفئهِ النّثْرُ
يخصِّب ديمةَ المَعْنى
فَيَرشَـــــــــــــــــــحُ
كالنّــــــــــــــــدى
الشِّـــــــــــعرُ


مفاعلتن وما تقبله






  رد مع اقتباس
/
قديم 27-01-2019, 05:32 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
د.ادريس لعريني
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


د.ادريس لعريني غير متواجد حالياً


افتراضي رد: تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي

عتاب يؤدي الى تعب يؤديان شعرا رائعا
سرني فيضكم






  رد مع اقتباس
/
قديم 27-01-2019, 12:30 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.ادريس لعريني مشاهدة المشاركة
عتاب يؤدي الى تعب يؤديان شعرا رائعا
سرني فيضكم
سلام الله
مرحب بكم
وشكرا على تعقيبكم
وود






  رد مع اقتباس
/
قديم 27-01-2019, 12:33 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان حماد مشاهدة المشاركة
اخذت على نفسي عهد بان اكون صريحا مهما يكن وان ابتعد عن حديث المجاملات على شاكلة (رائع .سلمت بدك . مدهش .....الخ) او التقاط هنة عروضية هنا واخرى هناك هدا وحده لن يخدم اللغة العربية ساكون صريحا اوقول ما اعتقده الصواب ولست سيبويه ولا الكسائي
********

هنا سانكث بالعهد وقولي ابتدائي وله ما بعده لكني متعب وساكتب راي اول وانسحب
ايها الشاعر الحزين
رغم ما حمل شعرك من مضمون الا انه روى الذائقة وحقا انه الشعر الشعر
ساعود ان كتب الله لي وهدا الجمال ينادي رواد الجمال

تثبيت
رفيق الدرب
أدّعي انني ممن يحبذون الراي الفني والاشارة اللغوية
طمعا في حصد سلامة اللغة والشعر داخل المنجز
ولأن البيّنة على من ادعى
فحواشي نصوصي بيّنة
لذا أرحب بأي ملاحظة وأشكر مُبْرُقها
محبتي التي تعرف






  رد مع اقتباس
/
قديم 27-01-2019, 02:54 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أج ـياد عبده
عضو أكاديميّة الفينيق
سوريا

الصورة الرمزية أج ـياد عبده

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

0 خفقة
0 يوميات انثى
0 جذع اللقاء

أج ـياد عبده غير متواجد حالياً


افتراضي رد: تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي

هــــــــــــذا جمال
الصمت في حرمـــــــــــــه واجب

محباتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 27-01-2019, 05:16 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عبير محمد
الإدارة العليا
عضو تجمع الأدب والإبداع
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية عبير محمد

افتراضي رد: تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي مشاهدة المشاركة


تُعاتِبُني فَتُتْعِبُني
ودمعُ الجَفْنِ مِهراقٌ
يُهرِّبُ مِلحَه الكاوي
إلى طيني فأنْصَهِرُ
وفجرُ نهاريَ الأعمى
يقودُ ركابَ قافلتي فتَعْتَثِرُ
أُعاتِبُها فأتْعِبُها
وفي جَنْبيَّ نارُ الوجد تَتَّقِدُ
ولا تدري
بأنّي في النّوى السَّفَرُ
تُعاتِبُني فَتُتْعِبُني
ونادُلُ حظّيَ الصّادي
يصبُّ الجمْرَ في عصبي فأسْتَعِرُ
يَصولُ الهَمُّ في جَسَدي
يجولُ النّحسُ في عَضَدي
طَريدٌ قدَّني الكَدَرُ
أُعاتبها فأتْعِبُها
فتَحقِنُني دياجي غُرْبتي ثلجًا
أخاتلُ (وجْهَ خاتِمتي)
وبينَ البينِ أحْتَضِرُ
تُعاتِبُني فَتُتْعِبُني
فأرسِلُ عيسَ أعْذاري لدارَتِها
أسوقُ الحَرْفَ قدّيسًا
فيتلوها وَيَنْبهِرُ
فذا شِعْري سأنْزِفُهُ
على قسماتِ صَعْلكَتي
وأسْقيهِ لظى أرَقي
ليلسَعَ شَهْوةَ الوَرَقِ
ويَحْرقُنا فَنَنْتَثِرُ
أُعاتِبُها فأتْعِبُها
وشَوقي نَوْرَسٌ يَهْفو
لأن يَغْفوعلى فيروزِ "شاطيها"
وبَردي لم يزَلْ يَرْنو
لأن يَدْنو لدفءٍ في أياديها
إذا جَفَّتْ عُروقُ الطين في جسدي
أتَتْ غَدْقًا بمزنِ الطُّهرِ تسْقيها
وذا بوحي يُحاول أنْ يعمِّدَها
تحارُ بِحسنِها الأشعارُ توصيفًا وتشْبيها
تُعاتِبُني وتُتْعِبُني فتَتْبَعُني
ونفْحُ العِطرِ حاديها
أُعاتِبُها وأتْعِبُها فأتْبَعُها
إلى أقْصى أقاصيها
لأقرأُ في مُحيّاها
عيونًا زانَها حَوَرُ
على وجَناتِها سِحرُ
يذوبُ بدفئهِ النّثْرُ
يخصِّب ديمةَ المَعْنى
فَيَرشَـــــــــــــــــــحُ
كالنّــــــــــــــــدى
الشِّـــــــــــعرُ


مفاعلتن وما تقبله
وللعتاب بين الــ هو والــ هي أثر يجعل الحرف ينبض صدقا ووجعا
فوق أوراق موشّحة بعمق العاطفة.
قصيد رقراق كالمطر
عذب الإحساس والنبض
وهمسات ناعمة
تهادت بدفئها على ضفاف البوح
تجسّدت في لوحة شعرية أنيقة زاخرة بجمال المعنى والحرف.
فاضت بصدق الشعور فلامست الوجدان
وأثرت بعطرها الليلكي الذائقة والروح.
بورك النبض والمداد عميدنا القدير
وقلمك الذهبي الماتع.
تحية تليق
وكل الود والورد








"سأظل أنا كما أريد أن أكون ؛
نصف وزني" كبرياء " ؛ والنصف الآخر .. قصّـة لا يفهمها أحد ..!!"
  رد مع اقتباس
/
قديم 27-01-2019, 08:10 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
افتراضي رد: تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي


تُعاتِبُني فَتُتْعِبُني
ودمعُ الجَفْنِ مِهراقٌ
يُهرِّبُ مِلحَه الكاوي
إلى طيني فأنْصَهِرُ
وفجرُ نهاريَ الأعمى
يقودُ ركابَ قافلتي فتَعْتَثِرُ


عتابها يمسُّ روح الشاعر فيتعبه ، ويصل تعبه إلى حد اكتواء طينه وإلى حد انصهاره!
وكذلك الأمر في عتابه هو لها ، فعلى الرغم من أنه يتعبها بعتابه ، إلا أنه في الوقت نفسه يتألم بنار الوجد كونه يعاتبها ويتعبها .

أُعاتِبُها فأتْعِبُها
وفي جَنْبيَّ نارُ الوجد تَتَّقِدُ
ولا تدري
بأنّي في النّوى السَّفَرُ


وتتكرر المعاتبة بينهما بالتبادل وعلى التوالي ، وفي كل مرة يزداد الشاعر ألماً من معاتبتها له ومن معاتبته لها أيضا.
تعاتِبُني فَتُتْعِبُني
ونادُلُ حظّيَ الصّادي
يصبُّ الجمْرَ في عصبي فأسْتَعِرُ
يَصولُ الهَمُّ في جَسَدي
يجولُ النّحسُ في عَضَدي
طَريدٌ قدَّني الكَدَرُ
أُعاتبها فأتْعِبُها
فتَحقِنُني دياجي غُرْبتي ثلجًا
أخاتلُ (وجْهَ خاتِمتي)
وبينَ البينِ أحْتَضِرُ
تُعاتِبُني فَتُتْعِبُني
فأرسِلُ عيسَ أعْذاري لدارَتِها
أسوقُ الحَرْفَ قدّيسًا
فيتلوها وَيَنْبهِرُ
فذا شِعْري سأنْزِفُهُ
على قسماتِ صَعْلكَتي
وأسْقيهِ لظى أرَقي
ليلسَعَ شَهْوةَ الوَرَقِ
ويَحْرقُنا فَنَنْتَثِرُ
أُعاتِبُها فأتْعِبُها
وشَوقي نَوْرَسٌ يَهْفو
لأن يَغْفوعلى فيروزِ "شاطيها"
وبَردي لم يزَلْ يَرْنو
لأن يَدْنو لدفءٍ في أياديها
إذا جَفَّتْ عُروقُ الطين في جسدي
أتَتْ غَدْقًا بمزنِ الطُّهرِ تسْقيها
وذا بوحي يُحاول أنْ يعمِّدَها
تحارُ بِحسنِها الأشعارُ توصيفًا وتشْبيها


والجميل في الأمر أنها ستتبعه بعد معاتبته وإتعابه . وسيفعل هو بالمثل:
تُعاتِبُني وتُتْعِبُني فتَتْبَعُني
ونفْحُ العِطرِ حاديها
أُعاتِبُها وأتْعِبُها فأتْبَعُها
إلى أقْصى أقاصيها
لأقرأُ في مُحيّاها
عيونًا زانَها حَوَرُ
على وجَناتِها سِحرُ
يذوبُ بدفئهِ النّثْرُ
يخصِّب ديمةَ المَعْنى
فَيَرشَـــــــــــــــــــحُ
كالنّــــــــــــــــدى
الشِّـــــــــــعرُ

قصيدة جميلة حفلت بصور شعرية نابضة بالمشاعر المتناقضة التي اكتسبت جمالها من تناقضها .
فالعتاب ثم التعب ثم الاتباع ، يعني ذلك كله أنه لا من التناقض والاختلاف ولا بد من المعاناة ، والحب وحده يجيز ذلك كله ويقبله ويستمد منه حيويته.
أعجبني هذا التدفق في الانتقال من حالة نفسية إلى أخرى وفق عفويته وغرابته وما يثيره من دهشة الشعر.
بورك في إبداعكم أستاذنا الشاعر القدير زياد السعودي
ولكم المودة والاحترام






  رد مع اقتباس
/
قديم 27-01-2019, 10:55 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أمل الزعبي

تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية أمل الزعبي

افتراضي رد: تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي

إذا جَفَّتْ عُروقُ الطين في جسدي
أتَتْ غَدْقًا بمزنِ الطُّهرِ تسْقيها
وذا بوحي يُحاول أنْ يعمِّدَها
تحارُ بِحسنِها الأشعارُ توصيفًا وتشْبيها

...
ليتها تعاتبك كل يوم لتتحفنا بروائع القصيد

العميد اﻷديب زياد
أمتعتنا وأرويت ذائقة الشعر فينا
دمت بكل الود







" الله نور السموات والأرض "
  رد مع اقتباس
/
قديم 28-01-2019, 03:56 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
نوال البردويل
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
فائزة بالمركز الثالث
مسابقة القصة القصيرة2018
عنقاء العام 2016
تحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية نوال البردويل

افتراضي رد: تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي

ما أجمل أن ينتهي العتاب بلقاء وصلح بين طرفين متحابين
جمعهما الحب ولم يستطع العتاب أن يفرق بينهما
قصيدة وجدانية مدهشة
كل التقدير عميدنا
وتحياتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 28-01-2019, 03:13 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
شهناز حامد
عضو أكاديميّة الفينيق
السعودية

الصورة الرمزية شهناز حامد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

0 حفر
0 ن ق ط ة...

شهناز حامد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي

قراتها اكثر من مرة
وفي كل مرة
اكتشف فيها
ابداعا خلابا
لك التحية






  رد مع اقتباس
/
قديم 30-01-2019, 11:06 AM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
الزهراء صعيدي
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
سوريا

الصورة الرمزية الزهراء صعيدي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

الزهراء صعيدي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي

الله الله الله
ما أروع حرفك أستاذنا الكبير !
حرفك مدرسة من الشعر تنطق طهر أشعار تحيل مدانا قدسيا و نبقى فيه ننبهر ..
دمت بهذا الإبداع و التميز






  رد مع اقتباس
/
قديم 31-01-2019, 07:32 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
حسين محسن الياس
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
العراق

الصورة الرمزية حسين محسن الياس

افتراضي رد: تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي

الاستاذ العزيز
زياد السعودي
نص يفوح الحب منه بعطر الورد
تمتعتُ بقراءته
لك مني كل الاعجاب والتقدير






  رد مع اقتباس
/
قديم 31-01-2019, 08:47 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
غلام الله بن صالح
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الجزائر
افتراضي رد: تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي

نص شعري راق
دمت متألق الحرف،رائع الشعر
مودتي وتقديري






  رد مع اقتباس
/
قديم 02-02-2019, 09:19 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
نائلة أبوطاحون
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية نائلة أبوطاحون

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

نائلة أبوطاحون غير متواجد حالياً


افتراضي رد: تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي

ما شاء الله..
تصوير رائع وإبداع ماتع
راقني حرفك الباذخ
تحياتي وتقديري






  رد مع اقتباس
/
قديم 03-02-2019, 11:33 PM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
محمد ذيب سليمان
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الاردن

الصورة الرمزية محمد ذيب سليمان

افتراضي رد: تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي

اذا كان العتاب سيأتي بمثل هذا فليته يستمر العتاب والنتاج
جميل انت لغة ونسجا وتصويرا وموسيقى عالية
برغم ما بها من حزن
مودتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 06-02-2019, 02:46 PM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
ياسر أبو سويلم الحرزني
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية ياسر أبو سويلم الحرزني

افتراضي رد: تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي




ويرشح كالندى الشعر.

وأنا أراني طروباً لمساس رشحه،
وأراني وأنا على أهبة الشعر أسحّ صعوداً وجواباً للرشح النازل ، مروراً بمستراح رذاذها ، ووصولاً إلى مغتسل المعنى وخبر مبتداها في أقاصي الندى.

قصيدة رائعة.

بوركت شاعرنا وبوركت الكتابة.






  رد مع اقتباس
/
قديم 10-02-2019, 04:10 AM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
تيسير الابراهيمي
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


تيسير الابراهيمي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي

ما اجمله من عتاب
يغلفه الشعر / الشعر
طاب المقام






  رد مع اقتباس
/
قديم 11-02-2019, 03:57 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
عبدالحليم الطيطي
عضو أكاديمة الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
عضو تجمع شعراء الرسالة
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
الاردن

الصورة الرمزية عبدالحليم الطيطي

افتراضي رد: تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي

صور بديعة ..هنا/.....................ودمعُ الجَفْنِ مِدْرارٌ
يُهرِّبُ مِلحَه الكاوي
إلى طيني فأنْصَهِرُ..............
.........................................وهنا/ وفجرُ نهاريَ الأعمى
يقودُ ركابَ قافلتي فتَعْتَثِرُ

وهنا...................................
ونادِلُ حظّيَ الصّادي
يصبُّ الجمْرَ في عصبي فأسْتَعِرُ

......................................العميد العزيز / هنا نلقاك ،،وتفجّراتك الجميلة ،،وألف سلام






عضواتحادالكتاب والأدباءالأردنيين والتجمع العربي للأدب./الأردن
..مدونتي https://www.blogger.com/blog/posts/6277957284888514056
..في بحر الحياة الهائج..بحثْتُ عن مركب ،،يكون الله فيه
  رد مع اقتباس
/
قديم 14-02-2019, 02:14 PM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
الفرحان بوعزة
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب
إحصائية العضو








آخر مواضيعي

الفرحان بوعزة متواجد حالياً


افتراضي رد: تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي

1 ـــ العنوان
تعاتبني/ يمكن اعتبار هذه الجملة الشعرية من العناوين المثيرة للفضول والتساؤل ،مع محاورة لأفق وانتظار القارئ في سياق تحفيزه وإثارة اشتهائه الشعري .فالعنوان يسم النص ويسميه ليصنع فرادته وسيولته داخل الخطاب الشعري ،شاهدا على انسجام عناصر الأبيات الشعرية التي تشكل " سبيكة " ترتكز على وحدة عضوية ونفسية في آن واحد.فيمكن اعتبار العنوان أنه يدخل ضمن عملية " إخبار" واستشعار للقارئ ،وربط علاقة متوترة بينه وبين الشاعر .إنها تعاتبه /فمن تكون ؟ ومن هي ؟ ولماذا؟.. إنها انطلاقة من أجل التصور والتخمين ،مع بداية التأويل الممكن والمنسجم ما بعد قراءة النص واستكماله .وإن كان أغلب الظن أنه أن الشاعر يتحدث عن أنثى.بمعنى لا يخرج التأويل عن ذات أخرى تتميز بالحس والشعور والغضب والثورة العاطفية .مع قدرتها على التجاوز والتحاور والنسيان ،عوامل قد تؤدي إلى التغير وتبدل الوضعية من التأزم إلى الانفراج . فالعتاب لا يكون محصورا في الكلام ،فقد يتجاوزه نحو صفات أخرى ترتبط بالحركات : الصراخ/ التجهم /الصمت/ التهميش/ الانفعال/ إسقاط العين/ الابتعاد / التراجع / اللامبالاة / ....
تعاتبني / هي حركة تجسدت بين اثنين ،حالة غير مألوفة بينهما،وقد تقع في الكواليس ،وأعتقد أن العتاب كبر ونما وشغل حيزا كبيرا من الزمن ،مما دفع بالشاعر أن يصرح به لما بلغت حالة العتاب ذروتها .فكان البوح والاعتراف هو السبيل للكشف عن غطاء النفس والذات، معاناة وخزت مشاعره ، وصدمة مفاجئة خلخلت حالته .وأزمة نفسية حركت حواسه...
2 ــــ الاعتراف بالأزمة
يقول الشاعر:
ودمعُ الجَفْنِ مِدْرارٌ
يُهرِّبُ مِلحَه الكاوي
إلى طيني فأنْصَهِرُ
وفجرُ نهاريَ الأعمى
يقودُ ركابَ قافلتي فتَعْتَثِرُ
لقد سقط الشاعر في أزمة نفسية ، فحاول أن يقربنا من شدة أزمته برسم صورة خارجية تتجلى في البكاء الشديد. فرسم لنا الصورة بالتفصيل ليقربنا من الحالة فقال: ودمعُ الجَفْنِ مِدْرارٌ
يُهرِّبُ مِلحَه الكاوي
إلى طيني فأنْصَهِرُ
فالشاعر لم يقل /ودمع العين مدرار / فمصدر الدمع هو العين ، ولما تدر العين دموعا كثيرة دفعة واحدة ،فإنها تمتلئ بالدمع المالح ،وقسرا تبحث عن منفذ تصرف من خلاله ما تجمع من دمع إلى خارج العين ،آنذاك يؤمن الجفن مجراه إلى الخارج ،/يهرب الملح الكاوي/ فأي ملح يعنيه الشاعر ؟أهو ملح الدموع أم ملح العتاب الذي تشكل في بؤرة العين والنفس والذات ؟ والأقرب هو ملح الدمع الحارق الذي يتسرب بين مسافة الخد والذقن والعنق ،وربما يغزو معظم صدره .. إن الشاعر يحاول أن يجد انسجاما بين قوة أثر العتاب وانهمار الدمع وتدفقه على جسمه، كما يتدفق الماء على الطين فيحلله ويبعثره .إنه تشبيه واسع ومستحدث مبني على خلفية أن الإنسان خلق من طين،ليثبت لنا أن إمكانية اختراق الدموع للجسم ممكنة الوقوع.
فحالة انهمار الدموع توازيها حالة انهيار النفس والذات ،الأولى صورة خارجية ،والثانية حالة داخلية .وقد أفلح الشاعر في رسمها ،وأجاد في تركيبها عن طريق لغة تتساوق مع الفكرة المراد توصيلها للقارئ.إنه اختراق للمألوف ..وقد يعده البعض من المبالغة وتهويل الحدث. فما دامت الحالة ممكنة الوقوع فهي قد لا تمس كل الناس ،لكن ،هي حالة خاصة بالشاعر وقد تمس الكثير من الناس أصحاب النفوس التي تتأثر بسهولة ، فما فائدة الشعر إن لم يبتعد عن المألوف والمتداول بين الشعراء ،إن الشعر بناء وتوليد للفكرة ،وتشكيل للمعنى من جديد ،فالمعاني مطروحة في الطريق كما قال الجاحظ ،وهي مشتركة بين جميع الناس ،لكن الاختلاف يكمن في كيفية تصويرها وتشكيلها من جديد بلغة شفافة مكتملة النضج تتساوق مع المشهد ، لغة تسير إلى أدق الأشياء النفسية وخارجها ، والتي تتابع الفعل في حالة الحركة والتحول ،والتكوين .
انتقل الشاعر من الذات الداخلية وما اعتراها من تغير وتبدل إلى ما هو خارجي عن لغة مدهشة ومفاجئة تترصد لقوة التأثير .
وفجرُ نهاريَ الأعمى
يقودُ ركابَ قافلتي فتَعْتَثِرُ
اختار الشاعر كلمة "الفجر" للفصل بين زمنيين ، زمن الليل وزمن النهار./والليل إذا أدبر ، والصبح إذا أسفر /انتقال من الظلمة، والدخول إلى نور النهار، حالة طبيعية تتجدد كل يوم ،فما يجري في الكون من اختفاء الظلام وبروز النهار يختلف عن ما يجري في نفسية الشاعر، فقد امتدت ظلمة نفسه رغم وجود نور النهار، فكان النهار/الأمل لم يستطع أن يحارب أزمته ،ويزحزحها أو يغيرها ويقودها نحو انفراج ممكن ،فأزمة العاب خنقته لأنها ما زالت رابطة ،وحالتها ما زالت مستقرة ،لذلك وصف النهار بالأعمى ،إن الشاعر يرى ظلمة نفسه تحاصره وتحول دون قيادة قافلة الأيام على الأمام ، فهي تتباطأ في مسيرها نحو الحل ، ولا أمل في فتح كوة في المستقيل.
تعاتبني/ عتابها غير حياته ،فعل ،وسلوك ،وانحراف طمس منافذ الحوار ،فلم يعد الشاعر يتحكم في نفسه ، بل فشل في الخروج من محنت ،فشل كذلك في تنقية الأجواء مما دفعه للاعتقاد بأن قوة خارجية ومؤثرات مفتعلة تدخلت نكاية فيه. تتجلى في سوء الحظ الذي أحدث ضجة كبرى هزت نفسه وفكره وذاته،إنه يشبه ذاك الصوت الذي يرتطم بجسده ليؤكد صلابة موقفها من العتاب ربما المفتعل.إنه إحراق للأمل،واستفحال للهم، وانتصار للنحس. فماذا كانت النتيجة ؟
عوامل كثيرة تكالبت عليه منها: الاحتراق بالجمر/ النحس/ سوء الحظ العاثر/ كلها أدت إلى نتائج سلبية وعلى رأسها: الطرد من المكان ،والتيه والضياع.
فتَحقِنُني دياجي غُرْبتي ثلجًا
أخاتلُ (وجْهَ خاتِمتي)
وبينَ البَيْنِ والأشواقِ أُحتَضَرُ.
للغربة ظلمة ، ودياجي متنوعة.استعمل الشاعر كلمة /فتحقنني/ ولغة الحقن لا تختلف عن تكة الإبرة التي تحمل بلسما وشفاء ، هناك مفارقة في هذا التعبير الشعري تتجلى في تميز حقن من نوع آخر وهو أن الدياجي حقنت جسمه بالثلج الذي قد يتسبب له برودة حادة في الجسم والنفس والفكر، فيعمل الثلج المتسرب على شل حركته وعدم قدرته على المبادرة،وعجزه التام على زحزحة التشتت الفكري والنفسي. فيدخل في متاهة الترقب لنهايته وهو يحتضر. مرة يختال، ومرة يماطل ، وأخرى يتحايل قبل الوصول إلى خاتمته . والمؤسف سوف يبقى قلبه موزعا بين البين والأشواق.
3 ـــ الانتقال المفاجئ/ نهاية وبداية
فأرسِلُ عيسَ أعْذاري لدارَتِها
أسوقُ الحَرْفَ قدّيسًا
فيتلوها وَيَنْبهِرُ
فذا شِعْري سأنْزِفُهُ
على قسماتِ صَعْلكَتي
وأسْقيهِ لظى أرَقي
ليلسَعَ شَهْوةَ الوَرَقِ
وَيَحرِقُنا لَهيبُ البَوحِ نَنْتَثِرُ
حاول الشاعر أن يفضفض اللحظة ،ويزحزح النفس والأحاسيس والخواطر نحو انبعاث جديد .بالصبر والجلد وطرد رتابة اليأس والفتور ، وبرودة النفس والحيرة الرابضة في عقله والتشويش الهادم لفكره ، فبعدما عاش في دوامة كبيرة ، ومتاهة متنوعة المنافذ، مدة وهو يدور حول نفسه وذاته وفكره دون جدوى انبرى كفينيق جديد إلى الوجود بعدما استدفأ برماده المحترق، برودة أنتجت حياة جديدة فاستطاع أن ينسل من سجنه عبر إحداث ثقب في الوضعية ،فأطل على الواقع بتليين الموقف ،وهو الرضوخ للاعتذار وتقديم أعذاره عبر نهر شعري فياض يحمل الخصب والنماء في القلب.
4 ــــ الاستفادة من الأزمة
عرف الشاعر كيف يخرج من أزمته. فقد استفاد من اللحظة ،فكانت مصدرا للإبداع الفني والشعري .إنها لحظة البوح والاعتراف والانفجار الجاد والمنظم المبني على الهدوء وإتباع ما يمليه القلب من قول وشعر وحرف له هيبته . بعيدا عن سلطة الغضب والتوتر والقلق والاندفاع .فالشاعر أحس باعتزاز كبير ،وغزارة في إنتاج الحرف الشعري وتشكيله بتلقائية دون تكلف أو تصنع .سوف يسوق شعره المهيب والقديس المرتكز على الإيمان والرجاء والمحبة. سوف يعتبر نفسه بطلا لما يقدم أعذاره بصدق ووفاء في ركب من العيس محمل بالثبات على الحب الوفي والصدق الدائم مهما تغيرت القلوب ،ومهما ضعفت المواقف .شعر يقده من قلبه يبهر الموكب أثناء ترداده . إن الشاعر يكابد ويجاهد نفسه في استنزاف قوته الإبداعية ، وشحذ همته وقريحته الشعرية عبر صفحات وصفحات من الورق أملا أن تتذوق الكلمة الشعرية فتغير موقفها من العتاب إلى التجاوز والنسيان. تدخلت عوامل نفسية قد تساهم في بناء حياة جديدة ، وبداية جديدة تنسل من نهاية العتاب الذي خلق الأزمة ..
5 ـــ سلطة الشوق
وشَوقي نَوْرَسٌ يَهْفو
لأن يَغْفو على فيروزِ "شاطيها"
وبَردي لم يزَلْ يَرْنو
لأن يَدْنو لِيدفَأَ في أياديها
إذا جَفَّتْ عُروقُ الطين في جسدي
أتَتْ غَدْقًا بمزنِ الطُّهرِ تسْقيها
وذا بوحي يُحاول أنْ يعمِّدَها
تحارُ بِحسنِها الأشعارُ توصيفًا وتشْبيها
شوق الشاعر له تغريدة خاصة ،شوق له من القوة والقدرة على التحليق في الأعلى مدة طويلة ، يحمل في طياته نسمات البرد المستقر في روحه ، بــرَد يقترب منها شيئا فشيئا لامسا يديها، وكلما تعدد اللمس كلما تدفأت روحه وانتعشت عروقه بعدما جفت من قبل وتيبست . ذلك البرَد تحول إلى ماء طاهر يساهم في سقي اللحظة بالحب والنقاء والطهارة . إنه السقي والارتواء والاغتسال في نفس الوقت، إنه التسامح وذوبان الجليد ،إنه البوح الفياض الذي جاء كوحي هبط من الأعلى من أجل تعميدها من جديد. فكلمة " يعمدها" لا تعني التعميد الذي يمارسه اليهود والنصارى ، فهو يعني أنه سوف يقدم لها ماء طاهرا تغتسل به، ماء نقيا يأتي من مزن طاهر ومن وحي شعر طاهر لكي تزداد بهاء وصفاء وجمالا يحار الشعراء في تتبع جمالها المتعدد.
تُعاتِبُني وتُتْعِبُني فأتبَعُها
لأقرأَ في مُحيّاها
عيونًا زانَها حَوَرُ
على وجَناتِها سِحرُ
يذوبُ بدفئهِ النّثْرُ
يخصِّب ديمةَ المَعْنى
فَيَرشَـــــــــــــــــــحُ
كالنّــــــــــــــــدى
الشِّـــــــــــعرُ
فرغم استمرارها في العتاب فإنها تنساق لأشعاري. فأتبعها وأجاريها من جديد رغم تمنعها، فكلما دققت في محياها ازدادت جمالا في عيني، حور في العينين، خدان ساحرتان، وهما كافيان لتحفيز إلهامي الشعري والنثري ..
فالشاعر من خلال هذه القصيدة الشعرية هو هادم لحياة وصانع لحياة جديدة، حياة قوامها التأزم والبؤس والشقاء، وحياة قوامها الأمل والانفراج والبناء. فالشاعر تعرض لمأزق حرج خلخل حياته. فلم يتحمل العتاب وتأثيره القوي ،ولم يخطر على باله أن سوف يعاتب يوما ما.مأزق نفسي دفعه أن ينعت نفسه بالضائع والمتشرد ،بل بالجريح والطريد ..فالأيام وقفت في وجهه ، فكان الحظ العاثر يقف ضد خطواته، والنحس الذي برز كظلام يعيق سطوع الانفراج. حالة نفسية حادة يعيشها الشاعر، جعلته يدور حول نفسه في زمان لا يتقدم، ومكان لا يتغير فضاءه .
في بداية القصيدة انشغل الشاعر بسرد حكاية العتاب الغامضة التي تتأرجح بين الارتباك والإثارة والتساؤل، بين التشويق والبحث عن مسوغ مقنع للعتاب. فالشاعر استطاع أن يعطينا صورة كاشفة لحالته النفسية وما آلت إليه من تراجع وتراخ وإهمال ،وضعف في العزيمة مع عدم القدرة على المواجهة والرد المفسر لقضية "العتاب" . فإشكالية العتاب تعتبر دعامة أساسية لتوليد هذه القصيدة الشعرية الشيقة، وهي تيمة غنية بالمعاني النائمة وما يترتب عنها من أخذ ورد وكلام وحوار ومواقف وسلوكات معينة ..
والملاحظ أن الشاعر أجاد في اختيار لغته العاشقة ،لغة ينحتها من معاني وجدانية تتسم بالصفاء والطهارة والتقديس ، واحترام الذات الأخرى دون الإغراق في العشق الجسدي، وعرض المفاتن المربكة .عشق قريب من الحب العذري الذي اصطلح عليه بالحب الرومانسي .
إن الشاعر صنع من نفسه وجوارحه وأزمته الخانقة "سبيكة " شعرية كما قلت سابقا تتسم بالقلق والتوتر والحيرة ،والتلهف إلى معرفة سبب العتاب ،أهو عتاب من أجل إيقاظ مكنونه المناجاة ،؟ أهو عتاب من أجل رغبته التي لم يكن قادرا للبوح بها؟ أهو عتاب من أجل طرد صمته القاتل؟ أهو عتاب من أجل تحفيز الإلهام الشعري /الفني ؟ أهو وسيلة للتعاطف والإثارة الروحية التي تخلفه طبيعة الجمال في نفسية الفنان المبدع ،والرسام البارع القادر على تصوير المواقف والمشاهد بلغة شعرية جذابة بدل الألوان المغرقة في الغموض.
فرغم تكرار كلمة "تعاتبني " ست مرات في القصيدة ،فهي لا تعتبر من التكرار الممل..بل هي صرخات القلب العاشق المتواصلة لتحطيم العتاب المستمر.إنها حساسية الشاعر المجروح الذي يعيش صدمة لم يكن يتوقعها. تكرار "تعاتبني" يدل على امتداد العتاب أياما وأياما. مما يكون لديه ضغطا كبيرا على النفس/فزع/قلق/ أسف/يأس/توتر/انفجار/ ....
6 ــــ مختصر لبنية القصيدة
وصف نفسية الشاعر ـــــ حالته النفسية والفكرية ـــــ الأزمة ــــ الانغلاق التام ـــ الاحتضار ـــ الإنعاش ـ ــ الرضوخ للاعتذار ـــ التقرب من الذات الأخرى ــ التحليق مع الأمل ـــ الإلهام الشعري ــ اكتشاف الجمال الجديد ..
7 ـــ دلالة الجملة الاسمية والفعلية
ارتكز الشاعر في بناء قصيدته الجميلة على الجمل الاسمية التي تدل على الصفة بثباتها ودوامها بالجمع بين الاسمية والإخبار بالفعل. وقد تدل على التأكيد أيضا:/ودمع الجفن مدرارا/وفجر نهاري الأعمى/ونادل حظي الصادي/ طريد قدني الكدر/وشوقي نورس يهفو/ وبردي لم يزل يرنو/على وجناتها سحر.
أما الجملة الفعلية فالأصل فيها الحدوث والتجدد. والشاعر أكثر منها: /يهرب/يقود/يصب الجمر/يصول الهم/أخاتل/ فأرسل عيس أعذاري/أسوق الحرف قديسا/فيتلوها/ وينبهر/واسقيه لظى أرقي/ويحرقنا لهيب لأن يغفو/ لأن يدنو/إذا جفت عروق الطين/ أتت غدَقا/تحار بحسنها/لأقرأ في محياها/البوح/ يذوب بدفئه النثر/ يخصب ديمة المعنى/فيرشح كالندى الشعر.. فإن كان الحال والموقف ثابت دائم، كانت الجملة الاسمية أنسب، وإن كان الحال والموقف حادث متجدد. فالجملة الفعلية أنسب لأنها تفسح المجال لتدفق الشعر من دواخل النفس كماء سلس عذب شفاف ورقيق ، له مذاق السمع والقراءة.
فالبناء اللغوي الذي اختاره الشاعر يتميز بين قوة الكلمة الشعرية وامتلائها بدلالات خفية.. وإن كان الشاعر يطبع تجربته الشعرية بطابع المسالمة والمهادنة والمصالحة. وقد استطاع في نهاية القصيدة أن يفتح عالما جديد مع إزالة قفل العتاب الذي عكر حياته.
فأزمة العتاب كونت الشاعر وصنعت منه شاعرا ذكيا استنجد بثقافته الواسعة. وكم من ألم جارح كان محفزا للإبداع الجيد والصادق. فكلما ضغط الألم على النفس إلا واكتسبت رهافة الحس، فتتحول النفس إلى أرضية خصبة يتكاثر فيها الحرف والكلمة واللغة المشحونة والممتلئة.
العتاب هنا له نكهة خاصة وإيقاع خاص، عتاب ينطوي على تجريب الرومانسية في حلتها الجديدة المعاصرة ،رومانسية حالمة تتأرجح بين الموضوعية والفنية. فالحزن والضعف والقلق وفقدان طعم الحياة ، والتألم إلى حد السقم والضعف الجسماني ،والجهد والإرهاق ... كلها مقومات تشكل ما هو وجداني ورومانسي. والشاعر لا يبتعد عن هذا كأنه يعلن هويته الشعرية.
وخلاصة القول، قصيدة شعرية وازنة ،محكمة البناء والصياغة ، تدفقت دون تكلف من دواخل النفس والذات والفكر. تتميز بروح الصدق والوفاء ،نقية في لغتها،وعميقة في معانيها. أتمنى أن تكون قراءتي أرضية لانطلاق قراءات أخرى ،دمت مبدعا متألقا أخي زياد..محبتي وتقديري .








  رد مع اقتباس
/
قديم 15-02-2019, 05:58 PM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
محمد تمار
عضو مجلس إدارة
شاعر الجنوب
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
يحمل أوسمة الأكاديميةللإبداع والعطاء
الجزائر
إحصائية العضو








آخر مواضيعي

محمد تمار غير متواجد حالياً


افتراضي رد: تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي

طَريدٌ قدَّني الكَدَرُ
تُعاتِبُني
فتَحقِنُني دياجي غُرْبتي ثلجًا
أخاتلُ (وجْهَ خاتِمتي)
وبينَ البَيْنِ والأشواقِ أُحتَضَرُ.


لله درّك
قصيدة فاض زلال جمالها فارتوينا حدّ الانتشاء..
سلم الجنان واللّسان والبنان..


يقودُ ركابَ قافلتي فتَعْتَثِرُ

أتساءل هنا عن أصل الفعل اعتثر؟

خالص المودّة






إذا لم أجد من يخالفني الرأي ، خالفت رأي نفسي ليستقيم رايي .
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-02-2019, 11:12 PM رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
محمد برهومي
عضو اكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق
المغرب العربي الكبير
تونس

الصورة الرمزية محمد برهومي

افتراضي رد: تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي مشاهدة المشاركة


تُعاتِبُني
ودمعُ الجَفْنِ مِدْرارٌ
يُهرِّبُ مِلحَه الكاوي
إلى طيني فأنْصَهِرُ
وفجرُ نهاريَ الأعمى
يقودُ ركابَ قافلتي فتَعْتَثِرُ
تُعاتِبُني
وفي جَنْبيَّ نارُ الوجد تَتَّقِدُ
ولا تدري
بأنّي في النّوى السَّفَرُ
تُعاتِبُني
ونادِلُ حظّيَ الصّادي
يصبُّ الجمْرَ في عصبي فأسْتَعِرُ
يَصولُ الهَمُّ في جَسَدي
يجولُ النّحسُ في عَضُدي
طَريدٌ قدَّني الكَدَرُ
تُعاتِبُني
فتَحقِنُني دياجي غُرْبتي ثلجًا
أخاتلُ (وجْهَ خاتِمتي)
وبينَ البَيْنِ والأشواقِ أُحتَضَرُ.
تُعاتِبُني
فأرسِلُ عيسَ أعْذاري لدارَتِها
أسوقُ الحَرْفَ قدّيسًا
فيتلوها وَيَنْبهِرُ
فذا شِعْري سأنْزِفُهُ
على قسماتِ صَعْلكَتي
وأسْقيهِ لظى أرَقي
ليلسَعَ شَهْوةَ الوَرَقِ
وَيَحرِقُنا لَهيبُ البَوحِ نَنْتَثِرُ
تُعاتِبُني
وشَوقي نَوْرَسٌ يَهْفو
لأن يَغْفوعلى فيروزِ "شاطيها"
وبَردي لم يزَلْ يَرْنو
لأن يَدْنو لِيدفَأَ في أياديها
إذا جَفَّتْ عُروقُ الطين في جسدي
أتَتْ غَدْقًا بمزنِ الطُّهرِ تسْقيها
وذا بوحي يُحاول أنْ يعمِّدَها
تحارُ بِحسنِها الأشعارُ توصيفًا وتشْبيها
تُعاتِبُني وتُتْعِبُني فأتبَعُها
لأقرأَ في مُحيّاها
عيونًا زانَها حَوَرُ
على وجَناتِها سِحرُ
يذوبُ بدفئهِ النّثْرُ
يخصِّب ديمةَ المَعْنى
فَيَرشَـــــــــــــــــــحُ
كالنّــــــــــــــــدى
الشِّـــــــــــعرُ


مفاعلتن وما تقبله
دمت للابداع نهرا وبحرا استاذي العزيز
لك الود والتحايا






الشعر تاج من عقيق باذخ ****
وهو المطية صوب مجد شامخ
  رد مع اقتباس
/
قديم 19-02-2019, 04:25 PM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثناء حاج صالح مشاهدة المشاركة

تُعاتِبُني فَتُتْعِبُني
ودمعُ الجَفْنِ مِهراقٌ
يُهرِّبُ مِلحَه الكاوي
إلى طيني فأنْصَهِرُ
وفجرُ نهاريَ الأعمى
يقودُ ركابَ قافلتي فتَعْتَثِرُ


عتابها يمسُّ روح الشاعر فيتعبه ، ويصل تعبه إلى حد اكتواء طينه وإلى حد انصهاره!
وكذلك الأمر في عتابه هو لها ، فعلى الرغم من أنه يتعبها بعتابه ، إلا أنه في الوقت نفسه يتألم بنار الوجد كونه يعاتبها ويتعبها .

أُعاتِبُها فأتْعِبُها
وفي جَنْبيَّ نارُ الوجد تَتَّقِدُ
ولا تدري
بأنّي في النّوى السَّفَرُ


وتتكرر المعاتبة بينهما بالتبادل وعلى التوالي ، وفي كل مرة يزداد الشاعر ألماً من معاتبتها له ومن معاتبته لها أيضا.
تعاتِبُني فَتُتْعِبُني
ونادُلُ حظّيَ الصّادي
يصبُّ الجمْرَ في عصبي فأسْتَعِرُ
يَصولُ الهَمُّ في جَسَدي
يجولُ النّحسُ في عَضَدي
طَريدٌ قدَّني الكَدَرُ
أُعاتبها فأتْعِبُها
فتَحقِنُني دياجي غُرْبتي ثلجًا
أخاتلُ (وجْهَ خاتِمتي)
وبينَ البينِ أحْتَضِرُ
تُعاتِبُني فَتُتْعِبُني
فأرسِلُ عيسَ أعْذاري لدارَتِها
أسوقُ الحَرْفَ قدّيسًا
فيتلوها وَيَنْبهِرُ
فذا شِعْري سأنْزِفُهُ
على قسماتِ صَعْلكَتي
وأسْقيهِ لظى أرَقي
ليلسَعَ شَهْوةَ الوَرَقِ
ويَحْرقُنا فَنَنْتَثِرُ
أُعاتِبُها فأتْعِبُها
وشَوقي نَوْرَسٌ يَهْفو
لأن يَغْفوعلى فيروزِ "شاطيها"
وبَردي لم يزَلْ يَرْنو
لأن يَدْنو لدفءٍ في أياديها
إذا جَفَّتْ عُروقُ الطين في جسدي
أتَتْ غَدْقًا بمزنِ الطُّهرِ تسْقيها
وذا بوحي يُحاول أنْ يعمِّدَها
تحارُ بِحسنِها الأشعارُ توصيفًا وتشْبيها


والجميل في الأمر أنها ستتبعه بعد معاتبته وإتعابه . وسيفعل هو بالمثل:
تُعاتِبُني وتُتْعِبُني فتَتْبَعُني
ونفْحُ العِطرِ حاديها
أُعاتِبُها وأتْعِبُها فأتْبَعُها
إلى أقْصى أقاصيها
لأقرأُ في مُحيّاها
عيونًا زانَها حَوَرُ
على وجَناتِها سِحرُ
يذوبُ بدفئهِ النّثْرُ
يخصِّب ديمةَ المَعْنى
فَيَرشَـــــــــــــــــــحُ
كالنّــــــــــــــــدى
الشِّـــــــــــعرُ

قصيدة جميلة حفلت بصور شعرية نابضة بالمشاعر المتناقضة التي اكتسبت جمالها من تناقضها .
فالعتاب ثم التعب ثم الاتباع ، يعني ذلك كله أنه لا من التناقض والاختلاف ولا بد من المعاناة ، والحب وحده يجيز ذلك كله ويقبله ويستمد منه حيويته.
أعجبني هذا التدفق في الانتقال من حالة نفسية إلى أخرى وفق عفويته وغرابته وما يثيره من دهشة الشعر.
بورك في إبداعكم أستاذنا الشاعر القدير زياد السعودي
ولكم المودة والاحترام
سلام الله
فينيقيا ومؤسسيا لا نترك فرصة للإشادة بالتعقيبات الفنية
التي من شأنها أن ترفد النص
الا ونغتنمها لنشكر اصحابها
ثناء حاج صالح(مع حفظ الود والألقاب)
شكرا لكم
وكامل الود






  رد مع اقتباس
/
قديم 19-02-2019, 04:27 PM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفرحان بوعزة مشاهدة المشاركة
1 ـــ العنوان
تعاتبني/ يمكن اعتبار هذه الجملة الشعرية من العناوين المثيرة للفضول والتساؤل ،مع محاورة لأفق وانتظار القارئ في سياق تحفيزه وإثارة اشتهائه الشعري .فالعنوان يسم النص ويسميه ليصنع فرادته وسيولته داخل الخطاب الشعري ،شاهدا على انسجام عناصر الأبيات الشعرية التي تشكل " سبيكة " ترتكز على وحدة عضوية ونفسية في آن واحد.فيمكن اعتبار العنوان أنه يدخل ضمن عملية " إخبار" واستشعار للقارئ ،وربط علاقة متوترة بينه وبين الشاعر .إنها تعاتبه /فمن تكون ؟ ومن هي ؟ ولماذا؟.. إنها انطلاقة من أجل التصور والتخمين ،مع بداية التأويل الممكن والمنسجم ما بعد قراءة النص واستكماله .وإن كان أغلب الظن أنه أن الشاعر يتحدث عن أنثى.بمعنى لا يخرج التأويل عن ذات أخرى تتميز بالحس والشعور والغضب والثورة العاطفية .مع قدرتها على التجاوز والتحاور والنسيان ،عوامل قد تؤدي إلى التغير وتبدل الوضعية من التأزم إلى الانفراج . فالعتاب لا يكون محصورا في الكلام ،فقد يتجاوزه نحو صفات أخرى ترتبط بالحركات : الصراخ/ التجهم /الصمت/ التهميش/ الانفعال/ إسقاط العين/ الابتعاد / التراجع / اللامبالاة / ....
تعاتبني / هي حركة تجسدت بين اثنين ،حالة غير مألوفة بينهما،وقد تقع في الكواليس ،وأعتقد أن العتاب كبر ونما وشغل حيزا كبيرا من الزمن ،مما دفع بالشاعر أن يصرح به لما بلغت حالة العتاب ذروتها .فكان البوح والاعتراف هو السبيل للكشف عن غطاء النفس والذات، معاناة وخزت مشاعره ، وصدمة مفاجئة خلخلت حالته .وأزمة نفسية حركت حواسه...
2 ــــ الاعتراف بالأزمة
يقول الشاعر:
ودمعُ الجَفْنِ مِدْرارٌ
يُهرِّبُ مِلحَه الكاوي
إلى طيني فأنْصَهِرُ
وفجرُ نهاريَ الأعمى
يقودُ ركابَ قافلتي فتَعْتَثِرُ
لقد سقط الشاعر في أزمة نفسية ، فحاول أن يقربنا من شدة أزمته برسم صورة خارجية تتجلى في البكاء الشديد. فرسم لنا الصورة بالتفصيل ليقربنا من الحالة فقال: ودمعُ الجَفْنِ مِدْرارٌ
يُهرِّبُ مِلحَه الكاوي
إلى طيني فأنْصَهِرُ
فالشاعر لم يقل /ودمع العين مدرار / فمصدر الدمع هو العين ، ولما تدر العين دموعا كثيرة دفعة واحدة ،فإنها تمتلئ بالدمع المالح ،وقسرا تبحث عن منفذ تصرف من خلاله ما تجمع من دمع إلى خارج العين ،آنذاك يؤمن الجفن مجراه إلى الخارج ،/يهرب الملح الكاوي/ فأي ملح يعنيه الشاعر ؟أهو ملح الدموع أم ملح العتاب الذي تشكل في بؤرة العين والنفس والذات ؟ والأقرب هو ملح الدمع الحارق الذي يتسرب بين مسافة الخد والذقن والعنق ،وربما يغزو معظم صدره .. إن الشاعر يحاول أن يجد انسجاما بين قوة أثر العتاب وانهمار الدمع وتدفقه على جسمه، كما يتدفق الماء على الطين فيحلله ويبعثره .إنه تشبيه واسع ومستحدث مبني على خلفية أن الإنسان خلق من طين،ليثبت لنا أن إمكانية اختراق الدموع للجسم ممكنة الوقوع.
فحالة انهمار الدموع توازيها حالة انهيار النفس والذات ،الأولى صورة خارجية ،والثانية حالة داخلية .وقد أفلح الشاعر في رسمها ،وأجاد في تركيبها عن طريق لغة تتساوق مع الفكرة المراد توصيلها للقارئ.إنه اختراق للمألوف ..وقد يعده البعض من المبالغة وتهويل الحدث. فما دامت الحالة ممكنة الوقوع فهي قد لا تمس كل الناس ،لكن ،هي حالة خاصة بالشاعر وقد تمس الكثير من الناس أصحاب النفوس التي تتأثر بسهولة ، فما فائدة الشعر إن لم يبتعد عن المألوف والمتداول بين الشعراء ،إن الشعر بناء وتوليد للفكرة ،وتشكيل للمعنى من جديد ،فالمعاني مطروحة في الطريق كما قال الجاحظ ،وهي مشتركة بين جميع الناس ،لكن الاختلاف يكمن في كيفية تصويرها وتشكيلها من جديد بلغة شفافة مكتملة النضج تتساوق مع المشهد ، لغة تسير إلى أدق الأشياء النفسية وخارجها ، والتي تتابع الفعل في حالة الحركة والتحول ،والتكوين .
انتقل الشاعر من الذات الداخلية وما اعتراها من تغير وتبدل إلى ما هو خارجي عن لغة مدهشة ومفاجئة تترصد لقوة التأثير .
وفجرُ نهاريَ الأعمى
يقودُ ركابَ قافلتي فتَعْتَثِرُ
اختار الشاعر كلمة "الفجر" للفصل بين زمنيين ، زمن الليل وزمن النهار./والليل إذا أدبر ، والصبح إذا أسفر /انتقال من الظلمة، والدخول إلى نور النهار، حالة طبيعية تتجدد كل يوم ،فما يجري في الكون من اختفاء الظلام وبروز النهار يختلف عن ما يجري في نفسية الشاعر، فقد امتدت ظلمة نفسه رغم وجود نور النهار، فكان النهار/الأمل لم يستطع أن يحارب أزمته ،ويزحزحها أو يغيرها ويقودها نحو انفراج ممكن ،فأزمة العاب خنقته لأنها ما زالت رابطة ،وحالتها ما زالت مستقرة ،لذلك وصف النهار بالأعمى ،إن الشاعر يرى ظلمة نفسه تحاصره وتحول دون قيادة قافلة الأيام على الأمام ، فهي تتباطأ في مسيرها نحو الحل ، ولا أمل في فتح كوة في المستقيل.
تعاتبني/ عتابها غير حياته ،فعل ،وسلوك ،وانحراف طمس منافذ الحوار ،فلم يعد الشاعر يتحكم في نفسه ، بل فشل في الخروج من محنت ،فشل كذلك في تنقية الأجواء مما دفعه للاعتقاد بأن قوة خارجية ومؤثرات مفتعلة تدخلت نكاية فيه. تتجلى في سوء الحظ الذي أحدث ضجة كبرى هزت نفسه وفكره وذاته،إنه يشبه ذاك الصوت الذي يرتطم بجسده ليؤكد صلابة موقفها من العتاب ربما المفتعل.إنه إحراق للأمل،واستفحال للهم، وانتصار للنحس. فماذا كانت النتيجة ؟
عوامل كثيرة تكالبت عليه منها: الاحتراق بالجمر/ النحس/ سوء الحظ العاثر/ كلها أدت إلى نتائج سلبية وعلى رأسها: الطرد من المكان ،والتيه والضياع.
فتَحقِنُني دياجي غُرْبتي ثلجًا
أخاتلُ (وجْهَ خاتِمتي)
وبينَ البَيْنِ والأشواقِ أُحتَضَرُ.
للغربة ظلمة ، ودياجي متنوعة.استعمل الشاعر كلمة /فتحقنني/ ولغة الحقن لا تختلف عن تكة الإبرة التي تحمل بلسما وشفاء ، هناك مفارقة في هذا التعبير الشعري تتجلى في تميز حقن من نوع آخر وهو أن الدياجي حقنت جسمه بالثلج الذي قد يتسبب له برودة حادة في الجسم والنفس والفكر، فيعمل الثلج المتسرب على شل حركته وعدم قدرته على المبادرة،وعجزه التام على زحزحة التشتت الفكري والنفسي. فيدخل في متاهة الترقب لنهايته وهو يحتضر. مرة يختال، ومرة يماطل ، وأخرى يتحايل قبل الوصول إلى خاتمته . والمؤسف سوف يبقى قلبه موزعا بين البين والأشواق.
3 ـــ الانتقال المفاجئ/ نهاية وبداية
فأرسِلُ عيسَ أعْذاري لدارَتِها
أسوقُ الحَرْفَ قدّيسًا
فيتلوها وَيَنْبهِرُ
فذا شِعْري سأنْزِفُهُ
على قسماتِ صَعْلكَتي
وأسْقيهِ لظى أرَقي
ليلسَعَ شَهْوةَ الوَرَقِ
وَيَحرِقُنا لَهيبُ البَوحِ نَنْتَثِرُ
حاول الشاعر أن يفضفض اللحظة ،ويزحزح النفس والأحاسيس والخواطر نحو انبعاث جديد .بالصبر والجلد وطرد رتابة اليأس والفتور ، وبرودة النفس والحيرة الرابضة في عقله والتشويش الهادم لفكره ، فبعدما عاش في دوامة كبيرة ، ومتاهة متنوعة المنافذ، مدة وهو يدور حول نفسه وذاته وفكره دون جدوى انبرى كفينيق جديد إلى الوجود بعدما استدفأ برماده المحترق، برودة أنتجت حياة جديدة فاستطاع أن ينسل من سجنه عبر إحداث ثقب في الوضعية ،فأطل على الواقع بتليين الموقف ،وهو الرضوخ للاعتذار وتقديم أعذاره عبر نهر شعري فياض يحمل الخصب والنماء في القلب.
4 ــــ الاستفادة من الأزمة
عرف الشاعر كيف يخرج من أزمته. فقد استفاد من اللحظة ،فكانت مصدرا للإبداع الفني والشعري .إنها لحظة البوح والاعتراف والانفجار الجاد والمنظم المبني على الهدوء وإتباع ما يمليه القلب من قول وشعر وحرف له هيبته . بعيدا عن سلطة الغضب والتوتر والقلق والاندفاع .فالشاعر أحس باعتزاز كبير ،وغزارة في إنتاج الحرف الشعري وتشكيله بتلقائية دون تكلف أو تصنع .سوف يسوق شعره المهيب والقديس المرتكز على الإيمان والرجاء والمحبة. سوف يعتبر نفسه بطلا لما يقدم أعذاره بصدق ووفاء في ركب من العيس محمل بالثبات على الحب الوفي والصدق الدائم مهما تغيرت القلوب ،ومهما ضعفت المواقف .شعر يقده من قلبه يبهر الموكب أثناء ترداده . إن الشاعر يكابد ويجاهد نفسه في استنزاف قوته الإبداعية ، وشحذ همته وقريحته الشعرية عبر صفحات وصفحات من الورق أملا أن تتذوق الكلمة الشعرية فتغير موقفها من العتاب إلى التجاوز والنسيان. تدخلت عوامل نفسية قد تساهم في بناء حياة جديدة ، وبداية جديدة تنسل من نهاية العتاب الذي خلق الأزمة ..
5 ـــ سلطة الشوق
وشَوقي نَوْرَسٌ يَهْفو
لأن يَغْفو على فيروزِ "شاطيها"
وبَردي لم يزَلْ يَرْنو
لأن يَدْنو لِيدفَأَ في أياديها
إذا جَفَّتْ عُروقُ الطين في جسدي
أتَتْ غَدْقًا بمزنِ الطُّهرِ تسْقيها
وذا بوحي يُحاول أنْ يعمِّدَها
تحارُ بِحسنِها الأشعارُ توصيفًا وتشْبيها
شوق الشاعر له تغريدة خاصة ،شوق له من القوة والقدرة على التحليق في الأعلى مدة طويلة ، يحمل في طياته نسمات البرد المستقر في روحه ، بــرَد يقترب منها شيئا فشيئا لامسا يديها، وكلما تعدد اللمس كلما تدفأت روحه وانتعشت عروقه بعدما جفت من قبل وتيبست . ذلك البرَد تحول إلى ماء طاهر يساهم في سقي اللحظة بالحب والنقاء والطهارة . إنه السقي والارتواء والاغتسال في نفس الوقت، إنه التسامح وذوبان الجليد ،إنه البوح الفياض الذي جاء كوحي هبط من الأعلى من أجل تعميدها من جديد. فكلمة " يعمدها" لا تعني التعميد الذي يمارسه اليهود والنصارى ، فهو يعني أنه سوف يقدم لها ماء طاهرا تغتسل به، ماء نقيا يأتي من مزن طاهر ومن وحي شعر طاهر لكي تزداد بهاء وصفاء وجمالا يحار الشعراء في تتبع جمالها المتعدد.
تُعاتِبُني وتُتْعِبُني فأتبَعُها
لأقرأَ في مُحيّاها
عيونًا زانَها حَوَرُ
على وجَناتِها سِحرُ
يذوبُ بدفئهِ النّثْرُ
يخصِّب ديمةَ المَعْنى
فَيَرشَـــــــــــــــــــحُ
كالنّــــــــــــــــدى
الشِّـــــــــــعرُ
فرغم استمرارها في العتاب فإنها تنساق لأشعاري. فأتبعها وأجاريها من جديد رغم تمنعها، فكلما دققت في محياها ازدادت جمالا في عيني، حور في العينين، خدان ساحرتان، وهما كافيان لتحفيز إلهامي الشعري والنثري ..
فالشاعر من خلال هذه القصيدة الشعرية هو هادم لحياة وصانع لحياة جديدة، حياة قوامها التأزم والبؤس والشقاء، وحياة قوامها الأمل والانفراج والبناء. فالشاعر تعرض لمأزق حرج خلخل حياته. فلم يتحمل العتاب وتأثيره القوي ،ولم يخطر على باله أن سوف يعاتب يوما ما.مأزق نفسي دفعه أن ينعت نفسه بالضائع والمتشرد ،بل بالجريح والطريد ..فالأيام وقفت في وجهه ، فكان الحظ العاثر يقف ضد خطواته، والنحس الذي برز كظلام يعيق سطوع الانفراج. حالة نفسية حادة يعيشها الشاعر، جعلته يدور حول نفسه في زمان لا يتقدم، ومكان لا يتغير فضاءه .
في بداية القصيدة انشغل الشاعر بسرد حكاية العتاب الغامضة التي تتأرجح بين الارتباك والإثارة والتساؤل، بين التشويق والبحث عن مسوغ مقنع للعتاب. فالشاعر استطاع أن يعطينا صورة كاشفة لحالته النفسية وما آلت إليه من تراجع وتراخ وإهمال ،وضعف في العزيمة مع عدم القدرة على المواجهة والرد المفسر لقضية "العتاب" . فإشكالية العتاب تعتبر دعامة أساسية لتوليد هذه القصيدة الشعرية الشيقة، وهي تيمة غنية بالمعاني النائمة وما يترتب عنها من أخذ ورد وكلام وحوار ومواقف وسلوكات معينة ..
والملاحظ أن الشاعر أجاد في اختيار لغته العاشقة ،لغة ينحتها من معاني وجدانية تتسم بالصفاء والطهارة والتقديس ، واحترام الذات الأخرى دون الإغراق في العشق الجسدي، وعرض المفاتن المربكة .عشق قريب من الحب العذري الذي اصطلح عليه بالحب الرومانسي .
إن الشاعر صنع من نفسه وجوارحه وأزمته الخانقة "سبيكة " شعرية كما قلت سابقا تتسم بالقلق والتوتر والحيرة ،والتلهف إلى معرفة سبب العتاب ،أهو عتاب من أجل إيقاظ مكنونه المناجاة ،؟ أهو عتاب من أجل رغبته التي لم يكن قادرا للبوح بها؟ أهو عتاب من أجل طرد صمته القاتل؟ أهو عتاب من أجل تحفيز الإلهام الشعري /الفني ؟ أهو وسيلة للتعاطف والإثارة الروحية التي تخلفه طبيعة الجمال في نفسية الفنان المبدع ،والرسام البارع القادر على تصوير المواقف والمشاهد بلغة شعرية جذابة بدل الألوان المغرقة في الغموض.
فرغم تكرار كلمة "تعاتبني " ست مرات في القصيدة ،فهي لا تعتبر من التكرار الممل..بل هي صرخات القلب العاشق المتواصلة لتحطيم العتاب المستمر.إنها حساسية الشاعر المجروح الذي يعيش صدمة لم يكن يتوقعها. تكرار "تعاتبني" يدل على امتداد العتاب أياما وأياما. مما يكون لديه ضغطا كبيرا على النفس/فزع/قلق/ أسف/يأس/توتر/انفجار/ ....
6 ــــ مختصر لبنية القصيدة
وصف نفسية الشاعر ـــــ حالته النفسية والفكرية ـــــ الأزمة ــــ الانغلاق التام ـــ الاحتضار ـــ الإنعاش ـ ــ الرضوخ للاعتذار ـــ التقرب من الذات الأخرى ــ التحليق مع الأمل ـــ الإلهام الشعري ــ اكتشاف الجمال الجديد ..
7 ـــ دلالة الجملة الاسمية والفعلية
ارتكز الشاعر في بناء قصيدته الجميلة على الجمل الاسمية التي تدل على الصفة بثباتها ودوامها بالجمع بين الاسمية والإخبار بالفعل. وقد تدل على التأكيد أيضا:/ودمع الجفن مدرارا/وفجر نهاري الأعمى/ونادل حظي الصادي/ طريد قدني الكدر/وشوقي نورس يهفو/ وبردي لم يزل يرنو/على وجناتها سحر.
أما الجملة الفعلية فالأصل فيها الحدوث والتجدد. والشاعر أكثر منها: /يهرب/يقود/يصب الجمر/يصول الهم/أخاتل/ فأرسل عيس أعذاري/أسوق الحرف قديسا/فيتلوها/ وينبهر/واسقيه لظى أرقي/ويحرقنا لهيب لأن يغفو/ لأن يدنو/إذا جفت عروق الطين/ أتت غدَقا/تحار بحسنها/لأقرأ في محياها/البوح/ يذوب بدفئه النثر/ يخصب ديمة المعنى/فيرشح كالندى الشعر.. فإن كان الحال والموقف ثابت دائم، كانت الجملة الاسمية أنسب، وإن كان الحال والموقف حادث متجدد. فالجملة الفعلية أنسب لأنها تفسح المجال لتدفق الشعر من دواخل النفس كماء سلس عذب شفاف ورقيق ، له مذاق السمع والقراءة.
فالبناء اللغوي الذي اختاره الشاعر يتميز بين قوة الكلمة الشعرية وامتلائها بدلالات خفية.. وإن كان الشاعر يطبع تجربته الشعرية بطابع المسالمة والمهادنة والمصالحة. وقد استطاع في نهاية القصيدة أن يفتح عالما جديد مع إزالة قفل العتاب الذي عكر حياته.
فأزمة العتاب كونت الشاعر وصنعت منه شاعرا ذكيا استنجد بثقافته الواسعة. وكم من ألم جارح كان محفزا للإبداع الجيد والصادق. فكلما ضغط الألم على النفس إلا واكتسبت رهافة الحس، فتتحول النفس إلى أرضية خصبة يتكاثر فيها الحرف والكلمة واللغة المشحونة والممتلئة.
العتاب هنا له نكهة خاصة وإيقاع خاص، عتاب ينطوي على تجريب الرومانسية في حلتها الجديدة المعاصرة ،رومانسية حالمة تتأرجح بين الموضوعية والفنية. فالحزن والضعف والقلق وفقدان طعم الحياة ، والتألم إلى حد السقم والضعف الجسماني ،والجهد والإرهاق ... كلها مقومات تشكل ما هو وجداني ورومانسي. والشاعر لا يبتعد عن هذا كأنه يعلن هويته الشعرية.
وخلاصة القول، قصيدة شعرية وازنة ،محكمة البناء والصياغة ، تدفقت دون تكلف من دواخل النفس والذات والفكر. تتميز بروح الصدق والوفاء ،نقية في لغتها،وعميقة في معانيها. أتمنى أن تكون قراءتي أرضية لانطلاق قراءات أخرى ،دمت مبدعا متألقا أخي زياد..محبتي وتقديري .


سلام الله
فينيقيا ومؤسسيا لا نترك فرصة للإشادة بالتعقيبات الفنية
التي من شأنها أن ترفد النص
الا ونغتنمها لنشكر اصحابها
الفرحان بوعزة(مع حفظ الود والألقاب)
شكرا لكم
وكامل الود






  رد مع اقتباس
/
قديم 19-02-2019, 04:28 PM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد تمار مشاهدة المشاركة
طَريدٌ قدَّني الكَدَرُ
تُعاتِبُني
فتَحقِنُني دياجي غُرْبتي ثلجًا
أخاتلُ (وجْهَ خاتِمتي)
وبينَ البَيْنِ والأشواقِ أُحتَضَرُ.


لله درّك
قصيدة فاض زلال جمالها فارتوينا حدّ الانتشاء..
سلم الجنان واللّسان والبنان..


يقودُ ركابَ قافلتي فتَعْتَثِرُ

أتساءل هنا عن أصل الفعل اعتثر؟

خالص المودّة
سلام الله
فينيقيا ومؤسسيا لا نترك فرصة للإشادة بالتعقيبات الفنية
التي من شأنها أن ترفد النص
الا ونغتنمها لنشكر اصحابها
محمد تمار(مع حفظ الود والألقاب)
شكرا لكم
ويبدو انني قد لويت عنق التعثر خارج المعجم وساراجعها

وكامل الود






  رد مع اقتباس
/
قديم 24-11-2019, 11:19 AM رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد تمار مشاهدة المشاركة
طَريدٌ قدَّني الكَدَرُ
تُعاتِبُني
فتَحقِنُني دياجي غُرْبتي ثلجًا
أخاتلُ (وجْهَ خاتِمتي)
وبينَ البَيْنِ والأشواقِ أُحتَضَرُ.


لله درّك
قصيدة فاض زلال جمالها فارتوينا حدّ الانتشاء..
سلم الجنان واللّسان والبنان..


يقودُ ركابَ قافلتي فتَعْتَثِرُ

أتساءل هنا عن أصل الفعل اعتثر؟

خالص المودّة
سلام على التمار
تجاوزنا ما اشرت اليه
ولكم الفضل
محبة تطالكم






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:49 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط