أخوّة الشقاء ،،،!

[عبدالحليم الطيطي]

**أخوّة الشقاء..!
.
،،قال: حزنت كثيرا حين مات ،،كان يقف أمامي دائما في الطابور ونحن نصطف لاستلام - البقج - التي كانت ترسلها وكالة غوث اللاجئين ،،لا أدري أين ذهبوا بعد تلك الطوابير ،،! كنت إذا لقيتُ أحدهم حيّا بعد سنوات ،،أستغربُ أنّه مازال حيا !!،،كنتُ أحسّهم وأُحسُّ نفسي كمن يصعد حافيا منزَلَقا جبليّا ،،فلا تصدّق أنّه سيصل إلى قمّة الجبل حيث الحياة والناس فيها يمشون ويضحكون ،،،!!
.
،،كنّا نرى بعضنا في الخيام ،،عيوننا تلمعُ سعيدة بضوء أسرجتنا االصفراء الخافتة ،،وننظرُ في الظلام الممتد بعد باب الخيمة ،،وتستعدُّ بشجاعة دائما لتبدأ رحلتك في الظلام الشاسع ،،!
.
مَرة سأله الأستاذ/ ولم يحضر عقله للإجابة ،،فتعجّب الأستاذ لأنّه كان طالبا نجيبا ،،!فقال للأستاذ : قدماي لا تتحركان ،،!، كلّ يوم تغرق قدماي في الوحل حول خيمة المدرسة ،، فيدخل الطين من ثقوب صندلي الصيفي إلى أصابع رِجلي ،،وأنا أحرّك أصابع قدمي باستمرار كي لا تتجمّد ،،،،!!وبالأمس دخلت مياه السيل علينا وكنّا طوال الليل ننام فوق الماء ،،!
.
،،مشى الأستاذ إلى باب الخيمة وعيناه تدمعان وقال: أيّ جبل زلق تصعدون أيها الأشقياء !!سوف تفكرون في كلّ شيء وسوف تصارعون كلّ شيء قبل أن تلقوا أنفسكم وحياتكم ،،الوطن قوّةٌ أنتم خسرتموها ،،وقوة أنفسكم اليوم هي وطنكم الدافىء ،،وإلّا فالموت في طريقكم ،،،،! ولكن لا تنسوا أن تنظروا إلى السماء كلّ ساعة ،لتستأنسوا بالله وأنتم ضائعون ،،وتأخذوا الهُدى والقوّة منه ،،فإذا احتجت الله تعش حكيما لأنه هو من يرشدك ،،وتعش قويا لأنّك تستعين بقوّته !!
.
،،وأنا الآن أنظُرُ إليه وهو ميّت ،،وربما أخذه الله إلى الجنّة ليذوق طعم الحياة ،،! أتذكره وهو طفل صغير ينادي ويضحك وهو يركب الشحن الذي يحمل أغراض أهله ،،الراحلين من فلسطين ،،يضحك لأنّ شحنهم سبَق الشحن الذي يحمل أغراضنا ،،! وهما يمشيان في المطر والغيوم القاتمة ،،،والرعد يقصف كلّ حين ….
.
وكنت أمرُّ من باب خيمته وأبوه يُعِدُّ السلطة قبل المغرب في رمضان وهم يجلسون أمام الخيمة ،،وأَشمُّ رائحة الخيار الجميلة ،،وهو يضحك ويقول لي : تفضل ،،،أمضي وأنا لا أدري أين أراه في هذه الحياة ،،!أفكّر فيه كما تفكّر بورقة في عاصفة شديدة : أين يمكن أن تلقيها الريح ،،،أو تمزّقها إربا ،،،،! فلّما مات ،،استغربت أنّه قطع كلّ تلك المسافة ،،في الجبل الزلق ،،فبعضنا مات في ليلة برد جرفته السيول وبعضنا مرض ومات بسبب ضعفه ،،وآخرون قُتلوا أو عذّبهم الفقر والجوع ،،،،،،فأنت حين تخرج من وطنك ،،يعاديك كلّ شيء ،،،!
.
كنت ألقاه ،،وإذا دخلنا أحياء اؤلئك الذين يسكنون المدينة ،،نمشي وننظر اليهم ،،لانفهم لمَ هذا الإختلاف ،،،،ويخطر ببالنا أن نمسك جلدهم ونتحسّس مادّتهم ،،ولقد تأكّدنا أنّهم مثلنا فيما بعد ،،،ولكنّ أهلنا قد تعرضوا للحوادث ،،،وهؤلاء لم يتعرّضوا لها ،،كنّا نحن مثل زهور داسها ماشٍ غليط فهرسها ،،وكانوا هُم مثل زهور سلمَتْ ،،لم يدسْها انسان لئيم ،،فحظّنا من الإنسان هو ما يجعل حياتنا جميلة أو قبيحة ..!
.
،،لو يعلم الآخرون كم هو مهمٌ عونهم ورفقهم ،،،وكم هو مدّمرٌ ظلمهم ولؤمهم ،،،! ولكنّ الإنسان لا يحبّ أن يكون مهمّا إلاّ لنفسه ،،! وفَرَحُ الإنسان بك هو ما يحسبه الله لك ،،لأنّه عمل يحتاج إلى كلّ محبّتك لله ،،،وأمّا ما تعمل لنفسك فلا يحتاج إلّا لمحبتك نفسك ،، مثل جميع الوحوش
.
.
.
.
. عبدالحليم الطيطي

[خديجة قاسم]

نص رائع بكل ما يحمل من معاناة قسرية فرضت على شعب لا ذنب له سوى أن أرضه باتت مطمعا ومرتعا للغريب
رائع بأسلوب سرده، رائع بما حمل من فكر وفلسفة تجعل الإنسان يبحر عبرها إلى شواطئ سامية رفيعة
بوركت أ. عبد الحليم ودام قلمك جميلا
نحتاج إلى أن نعرف الكثير الكثير من هذه التفاصيل ونحتاج إلى أن تبقى حيّة في نفوسنا تبث فينا العزم والإرادة للتغيير

كل التقدير والاحترام

[خديجة قاسم]

لجمال النص وسموّه
تثبيت

[غلام الله بن صالح]

نص رائع يصور المأساة بكل براعة وإتقان
دمت بروعة حرفك وإباء روحك
مودتي وتقديري

[نوال البردويل]

وكم عانى شعبنا الفلسطيني من أهوال
هجرة ومعسكرات تنعدم فيها أسباب الحياة
ومع ذلك كان صبره جميلا وتحمله فوق أي تصور
هي قصة من قصص كثيرة تحتاج إلى مجلدات لاستيعابها
تقديري لروحك النبيلة الصامدة
تحياتي أ. عبد الحليم

[محمد خالد بديوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحليم الطيطي

**أخوّة الشقاء..!
.
،،قال: حزنت كثيرا حين مات ،،كان يقف أمامي دائما في الطابور ونحن نصطف لاستلام - البقج - التي كانت ترسلها وكالة غوث اللاجئين ،،لا أدري أين ذهبوا بعد تلك الطوابير ،،! كنت إذا لقيتُ أحدهم حيّا بعد سنوات ،،أستغربُ أنّه مازال حيا !!،،كنتُ أحسّهم وأُحسُّ نفسي كمن يصعد حافيا منزَلَقا جبليّا ،،فلا تصدّق أنّه سيصل إلى قمّة الجبل حيث الحياة والناس فيها يمشون ويضحكون ،،،!!
.
،،كنّا نرى بعضنا في الخيام ،،عيوننا تلمعُ سعيدة بضوء أسرجتنا االصفراء الخافتة ،،وننظرُ في الظلام الممتد بعد باب الخيمة ،،وتستعدُّ بشجاعة دائما لتبدأ رحلتك في الظلام الشاسع ،،!
.
مَرة سأله الأستاذ/ ولم يحضر عقله للإجابة ،،فتعجّب الأستاذ لأنّه كان طالبا نجيبا ،،!فقال للأستاذ : قدماي لا تتحركان ،،!، كلّ يوم تغرق قدماي في الوحل حول خيمة المدرسة ،، فيدخل الطين من ثقوب صندلي الصيفي إلى أصابع رِجلي ،،وأنا أحرّك أصابع قدمي باستمرار كي لا تتجمّد ،،،،!!وبالأمس دخلت مياه السيل علينا وكنّا طوال الليل ننام فوق الماء ،،!
.
،،مشى الأستاذ إلى باب الخيمة وعيناه تدمعان وقال: أيّ جبل زلق تصعدون أيها الأشقياء !!سوف تفكرون في كلّ شيء وسوف تصارعون كلّ شيء قبل أن تلقوا أنفسكم وحياتكم ،،الوطن قوّةٌ أنتم خسرتموها ،،وقوة أنفسكم اليوم هي وطنكم الدافىء ،،وإلّا فالموت في طريقكم ،،،،! ولكن لا تنسوا أن تنظروا إلى السماء كلّ ساعة ،لتستأنسوا بالله وأنتم ضائعون ،،وتأخذوا الهُدى والقوّة منه ،،فإذا احتجت الله تعش حكيما لأنه هو من يرشدك ،،وتعش قويا لأنّك تستعين بقوّته !!
.
،،وأنا الآن أنظُرُ إليه وهو ميّت ،،وربما أخذه الله إلى الجنّة ليذوق طعم الحياة ،،! أتذكره وهو طفل صغير ينادي ويضحك وهو يركب الشحن الذي يحمل أغراض أهله ،،الراحلين من فلسطين ،،يضحك لأنّ شحنهم سبَق الشحن الذي يحمل أغراضنا ،،! وهما يمشيان في المطر والغيوم القاتمة ،،،والرعد يقصف كلّ حين ….
.
وكنت أمرُّ من باب خيمته وأبوه يُعِدُّ السلطة قبل المغرب في رمضان وهم يجلسون أمام الخيمة ،،وأَشمُّ رائحة الخيار الجميلة ،،وهو يضحك ويقول لي : تفضل ،،،أمضي وأنا لا أدري أين أراه في هذه الحياة ،،!أفكّر فيه كما تفكّر بورقة في عاصفة شديدة : أين يمكن أن تلقيها الريح ،،،أو تمزّقها إربا ،،،،! فلّما مات ،،استغربت أنّه قطع كلّ تلك المسافة ،،في الجبل الزلق ،،فبعضنا مات في ليلة برد جرفته السيول وبعضنا مرض ومات بسبب ضعفه ،،وآخرون قُتلوا أو عذّبهم الفقر والجوع ،،،،،،فأنت حين تخرج من وطنك ،،يعاديك كلّ شيء ،،،!
.
كنت ألقاه ،،وإذا دخلنا أحياء اؤلئك الذين يسكنون المدينة ،،نمشي وننظر اليهم ،،لانفهم لمَ هذا الإختلاف ،،،،ويخطر ببالنا أن نمسك جلدهم ونتحسّس مادّتهم ،،ولقد تأكّدنا أنّهم مثلنا فيما بعد ،،،ولكنّ أهلنا قد تعرضوا للحوادث ،،،وهؤلاء لم يتعرّضوا لها ،،كنّا نحن مثل زهور داسها ماشٍ غليط فهرسها ،،وكانوا هُم مثل زهور سلمَتْ ،،لم يدسْها انسان لئيم ،،فحظّنا من الإنسان هو ما يجعل حياتنا جميلة أو قبيحة ..!
.
،،لو يعلم الآخرون كم هو مهمٌ عونهم ورفقهم ،،،وكم هو مدّمرٌ ظلمهم ولؤمهم ،،،! ولكنّ الإنسان لا يحبّ أن يكون مهمّا إلاّ لنفسه ،،! وفَرَحُ الإنسان بك هو ما يحسبه الله لك ،،لأنّه عمل يحتاج إلى كلّ محبّتك لله ،،،وأمّا ما تعمل لنفسك فلا يحتاج إلّا لمحبتك نفسك ،، مثل جميع الوحوش
.
.
.
.
. عبدالحليم الطيطي

براعة في الرصف وإبداع في الوصف
اتقنت تصوير المشاهد التي قالت الكثير
من الحقائق..ما يميز حرفك أستاذي هو قوة
مشاعرك وصدق أحاسيسك وأنت ترسم الحدث.

نص بديع اقترب كثيرا من القصة القصيرة، لغته
القوية وأهدافه السامية جعلته يبدو واقعا يتحرك
جميل هذا السبك الراقي والرقيق .

الأديب المكرم عبد الحليم الطيطي

بوركتم وبك نبض قلبكم الناصع
احترمي وتقديري

[عبدالحليم الطيطي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خديجة قاسم

لجمال النص وسموّه
تثبيت

لك الف شكر وللقائك ولتثبيتك يا استاذة/ خديجة ولشرحك والإضاءات ألف امتنان

[عبدالحليم الطيطي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خديجة قاسم

نص رائع بكل ما يحمل من معاناة قسرية فرضت على شعب لا ذنب له سوى أن أرضه باتت مطمعا ومرتعا للغريب
رائع بأسلوب سرده، رائع بما حمل من فكر وفلسفة تجعل الإنسان يبحر عبرها إلى شواطئ سامية رفيعة
بوركت أ. عبد الحليم ودام قلمك جميلا
نحتاج إلى أن نعرف الكثير الكثير من هذه التفاصيل ونحتاج إلى أن تبقى حيّة في نفوسنا تبث فينا العزم والإرادة للتغيير

كل التقدير والاحترام

لك التقدير ولهذا الشرح البارع الكريم ياأديبة ولك ألف سلام

[عبدالحليم الطيطي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال عمران

مرحبا 🌷أخى عبد الحليم
جميلة وقوية وتحمل كثير معان وتفاسير.
قرأتها قصة قصيرة.. او هكذا هى فى رأيى..
مودتى

والمودة وأشكر لقاءك وأسلّم عليك

[عبدالحليم الطيطي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غلام الله بن صالح

نص رائع يصور المأساة بكل براعة وإتقان
دمت بروعة حرفك وإباء روحك
مودتي وتقديري

ودمت يا أستاذ/ غلام ولك ألف سلام ومحبة

[عبدالحليم الطيطي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال البردويل

وكم عانى شعبنا الفلسطيني من أهوال
هجرة ومعسكرات تنعدم فيها أسباب الحياة
ومع ذلك كان صبره جميلا وتحمله فوق أي تصور
هي قصة من قصص كثيرة تحتاج إلى مجلدات لاستيعابها
تقديري لروحك النبيلة الصامدة
تحياتي أ. عبد الحليم

ألف شكر يا استاذة / نوال ،،،لك وللشرح ولك ألف سلام

[عبدالحليم الطيطي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي

براعة في الرصف وإبداع في الوصف
اتقنت تصوير المشاهد التي قالت الكثير
من الحقائق..ما يميز حرفك أستاذي هو قوة
مشاعرك وصدق أحاسيسك وأنت ترسم الحدث.

نص بديع اقترب كثيرا من القصة القصيرة، لغته
القوية وأهدافه السامية جعلته يبدو واقعا يتحرك
جميل هذا السبك الراقي والرقيق .

الأديب المكرم عبد الحليم الطيطي

بوركتم وبك نبض قلبكم الناصع
احترمي وتقديري

،،كل كلمة هي شهادة غالية ،،ألف شكر لك وألف سلام ومحبة

[زياد السعودي]

السلام على الأحرار والحرائر
فلسـ القدس ــطين
القضية الفلسطينية
جوهرة قضايا الأمة العربية
شكرا لانكم اطلقتم الضاد في رسالتها
كل الود

[عبدالحليم الطيطي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي

السلام على الأحرار والحرائر
فلسـ القدس ــطين
القضية الفلسطينية
جوهرة قضايا الأمة العربية
شكرا لانكم اطلقتم الضاد في رسالتها
كل الود

وللعميد العزيز الف شكر وألف محبة

[عبدالحليم الطيطي]

..وما يدري أحدٌ ما مصيرنا من السعادة أو الشقاء ...لو نجحتْ أحلامهم ...قد شقينا بأحلام المجرمين كما سعِدنا بما يحلم عالِم أو نبيّ....وطريق الأحلام شائكة فتفشلُ دائماً ..فالعالَم لا يتّسع إلّا لقليلٍ من الحالمين ....
.

[عبدالحليم الطيطي]

قد شقينا بأحلام المجرمين كما سعِدنا بما يحلم عالِم أو نبيّ....وطريق الأحلام شائكة فتفشلُ دائماً ..فالعالَم لا يتّسع إلّا لقليلٍ من الحالمين ....
.

[عبدالحليم الطيطي]

قد شقينا بأحلام المجرمين كما سعِدنا بما يحلم عالِم أو نبيّ....وطريق الأحلام شائكة فتفشلُ دائماً ..فالعالَم لا يتّسع إلّا لقليلٍ من الحالمين ....
.

[أحلام المصري]

بوركت الشاعر الراقي أ/ عبد الحليم الطيطي

نص رائع،
تحية للشعب العظيم

وعيدكم سعيد

[عبدالحليم الطيطي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري

بوركت الشاعر الراقي أ/ عبد الحليم الطيطي

نص رائع،
تحية للشعب العظيم

وعيدكم سعيد

.........................................وألف تحية لك وألف سلام وشكر ومودة

[عبدالحليم الطيطي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري

بوركت الشاعر الراقي أ/ عبد الحليم الطيطي

نص رائع،
تحية للشعب العظيم

وعيدكم سعيد

...........ألف تحية وسلام وشكر

[هادي زاهر]

اخي الكاتب عبدالحليم الطيطي استمتعت بقراءة قصتك.. محبتي