لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ تَحْتَ ظِـــلِّ النَّبْض ⊰ >>>> >>>> فنون النثر الابداعي ( نثر،خاطرة، رسائل أدبية) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
23-04-2020, 12:49 AM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
الحواريُّ الثالث عشر
الحواريُّ الثالث عشر إلى الشاعر الروسي : فلاديمير ماياكوفسكي * منْ دعاكَ لتكونَ بديلاً يقتربُ من اللحظةِ اللامعة في مشهدها الدامع ؟ يرصدُكَ الروحُ في هبوبهِ المختار فكأنَّ وجهكَ يطلُّ ، هذه المرَّةَ ، من شُرفةٍ جلَّلها قوسُ قزحٍ ينسجهُ مطرُ الحيرة في الشتاءِ الذي داعبتْ ذكرياتُه غمامَهُ العابر . فلتكنْ صرختكَ أسطورةً أُخرى ، هيئةَ رسولٍ حطَّ سلاماً تحتَ عرائشِ الصلواتْ ؟ عامٌ مضى ، يا حبيبتي ، أفتشُ فيه كمثلِ غريبٍ عن هويتي ، وفي مرآتكِ دفنتُ وجهيَ الشاحبَ فتنكرتني ملامحُه تُعمِّقُ أوهامهُ ليحملني إلى منفاه فأنهلُ من ذكراه ما تناهبته أحداقُنا كأنه ماكثٌ في البكاءِ الطويلِ وأنا البعيدُ ما انطفأتْ أشواقُهُ في حصارِ الانتظاراتْ وحيداً ، والمدينة الأولى تسكنني ، وحنيني رعشةٌ في سرير الحيارى وقد تغرّبوا مُعذَّبينَ في ممالكِ الصورِ وقصائد النائحين . وحدكِ ، الليلة ، اقتربي أكثرَ وأملأي راحتي ما علقته عند مرتفعِ العتباتْ . هكذا رأيتكِ عاريةً وبكيتُ في عناقِ الريح حيثُ الروحُ وعثُ كلامي المجبول بطينِ غربتهِ ما انخسفتْ أبعادُهُ حتى باركتني ، أكنزُ لوعتي في دهشةِ العابرينْ . انتظركَ في فُسحةِ الفضةِ ، واضعاً روحي فوق مذبحكَ المقدسِ . يغشاني صوتُكَ العذبُ ، فتكلَّمْ إليَّ لأني سامعٌ إذْ فقدتُ مُنتشياً شهوةَ الكلماتْ لوس أنجلوس 21إبريل2020
|
||||
24-04-2020, 04:18 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: الحواريُّ الثالث عشر
واطلبْ في عينيها فرحاً ضائعاً أودعته سرَّكَ لا تفضحُهُ إلاَّ أنفاسُها الشارداتْ .
إنه العشق / الوفاء الذي يمثل الحياة بفرحها وحزنها نص كبير وزنا بكل ما حمل من إبداع من أراد الاستمتاع بالقراءة فليقرأ للأستاذ حنا تحياتي لك وللمهدى إليه كل التقدير |
|||
25-04-2020, 07:05 AM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: الحواريُّ الثالث عشر
الحواريُّ الثالث عشر / النصُّ الثاني أيُّها البادئُ بحلمكَ المجنونْ اقفزْ أمام إنشادكَ السرِّيِّ ولتكتملْ صرختُكَ الصاعدةُ من حُجَّةِ الجريحْ تدعو الحبيبةَ في صدى الريحْ تُلاطفُ حالاتها في انكسارِ الرعشةِ مأسورةً ببهاءِ هذيكَ الحنونْ ها هو حُطامُ قلبي وجعٌ نازفٌ في عينيكِ علامتهُ مَراقي وجدٍ تُرافقُهُ رجَّةٌ قُزحيَّةٌ نتبادلُها في مرايا الوقتِ التي لا تخونْ ! دعيني أسكنُ الآنَ سُرَّتكِ وأبكي تحتَ سنديانِ جلالكِ التقطُ الفتاتَ وأكتفي ما طابَ من رغبةٍ وما أوجعني محشوراً في خلايايَ منسيَّاً ، تجرؤ في مسالكهِ الأنفاسُ ما تقدَّمَ وتأخرَ من آياتِ السُورْ يا حشودَ الهوى في دورةِ الكلماتِ مدحٌ شفيفٌ تحتَ محرابنا المُزجَّجِ يجلو همهماتِ الصمتِ عزلاءَ ، تستعيدُ صورتها تحتَ نوافذِ الدِّفلى هبَّاتٍ ما تكاثفَ منها وانهمرْ مطرٌ مطرٌ مطرْ حنا حزبون لوس أنجلوس 24 إبريل 2020
|
||||
30-04-2020, 03:44 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: الحواريُّ الثالث عشر
الحواريُّ الثالث عشر / النصُّ الثالث كان انتحار الشاعر الروسي " فلاديمير ماياكوفسكي قد شكّل صرخته الخامسة، بعد أربع صرخات أطلقها في قصيدته الشهيرة "غيمة في بنطال" (1914-1915) : فليسقط حبّكم، فليسقط فنّكم، فليسقط نظامكم، فليسقط دينكم . انتحر الشاعر بعدما خاب أمله بثورة أكتوبر 1917، وحوصِر من رجال الأمن ومُنِعَ من السفر إلى محبوبته .. وجاء انتحاره ليضيف إلى الصرخات : فليسقط كل شيء ! وشمٌ إذا اشتعلَ فهذا اسمُكِ أُرافقُهُ مسنوناً في أنفاقِ روحي فلا القاعُ يستعذبُ أنفاسنا ولا الموتُ يرضى بنا فألهميني حُنوَّكَ مُجازاً في طينِ هيئتنا فالعرسُ سهرُ الغريبِ مندلعٌ في مجاهلِ الغواياتْ تقدَّمْ ، هذا الحلمُ يُلقي في طقسِ هذيانه بحمى ثورتهِ حتى حافةِ آثامهِ ممسُوساً بجمرةٍ تُضيءُ آخرَ العَتماتْ منْ يغسلُ جوفي من أحزانهِ ويسألها إنْ كنتُ سأصعدُ من هاويةِ الرمّمْ ؟ فهبني ماءً حيَّاً يتساقطُ من فمكَ الفضيِّ قُبُلاتٍ ، تأسرُني في الهوى الأصفى حيثُ نهرُ الروحِ يحملُني لآيةٍ أُخرى تدعو الأعالي كي تُوحِّدني بالقِممْ يا رغبةَ الحرفِ تنحلُّ في فمي تُعرِّي شهوتي الأُولى وتختارُ المنافي في شطحاتها وقد هيَّأتْ لرجعتها المسافاتْ المُهمةُ الآن انتهتْ والمحرابُ فينا أبعدُ ما تجلَّى ظمأٌ مُتوحدٌ بصدى الصرخاتْ فيا حبيبتي ، ارجعي في الصمتِ الذي تبقَّى صاهلاً ، يعبرُ براري الوجعِ فلا النوحُ وامضٌ في أصواتنا ولا الموتُ أبديٌّ في رمادِ البداياتْ ! حنا حزبون لوس أنجلوس 26 إبريل 2020
|
||||
05-05-2020, 01:21 AM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: الحواريُّ الثالث عشر
كلمات كتبتها براعمها ورد ينعش القلب نشرها وفي كل يوم برعم الورد يكبر
محبتي وتقديري طاهر
|
||||
03-10-2020, 10:48 PM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: الحواريُّ الثالث عشر
أعتذرُ لكَ ، جمال عمران ، لأني تأخرتُ في ردّي عليك بلا قصد .
أتفقُ معك في أن الأدب الروسي ، هو الأجملُ والأعمقُ بين آداب العالم . مرورُكَ مراراً أسعدني كثيراً تحيتي وتقديري الذي يليقُ بكَ
|
||||
04-10-2020, 03:29 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: الحواريُّ الثالث عشر
نص يستحق المتابعة سنسير بقربه كثيراً
|
||||
05-10-2020, 07:20 PM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: الحواريُّ الثالث عشر
شكراً لكَ ، أيها الشاعرُ عدنان الفضلي .
تحيتي وتقديري ،
|
||||
06-10-2020, 01:48 AM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: الحواريُّ الثالث عشر
أتابع هذا الجمال..بصمت
تحياتي لشاعرنا الراقي
|
||||
06-10-2020, 01:51 AM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: الحواريُّ الثالث عشر
الحواريُّ الثالث عشر / النصُّ الرابع مع الريحِ انطلقتُ أشقُّ طريقي ، ولم أتوقفْ مرَّةً لأنظرَ ورائي . أعرفُ أنَّ النسيانَ لم يعدْ أمراً سهلاً ، أخاطبُ نفسي وأنا مستلقٍ على حصيرةِ السجن ابتسمُ وعيناي معلقتان في سقف زنزانتي أتأملُ أيامي الساخرةَ وقد غادرني النومُ بسبب الوحدة . يا حبيبتي ، يموتُ قلبي كلَّ يومٍ بعيداً عنكِ ، أُخمّنُ حُلمي فوق أرضيةٍ أنظفها من ماءِ جراري العتيقةِ ولم تفرغْ حتى يجيءَ يوم لقائنا فتنكسر . ما يُفزعني أنَّ بعضَ الرفاق يريدون أن أطلعهم على سرّ دخولي للسجن ونحن نتمشى في الساحة وقت الراحة . اتهرَّبُ من إجاباتٍ واضحةٍ فأجدني أتكلمُ عنكِ دونَ أدنى مقدمةٍ كأنكِ كلُّ ما أعرفه سبباً لذلك . أجل ، أنتِ ، يا حبيبتي ، لأني دائماً في انتظارك ! وستسألينني : كم ستطولُ هذه الحكايةُ ؟ وهل في وسعكَ ، يا حبيبي أن تحتملَ كلَّ هذا المحنة ؟ سأحتملُها وأنت تدركين ذلك تماماً ، لا تنسي أنكِ أنتِ من اخترتِ أن تكوني رفيقتي الحبيبة في هذه الرحلة الصعبة . أنتِ حبي الوحيد سأموتُ وأنا أُردّدُ اسمكِ في روحي . قسوةُ السجنِ لم تعدْ تُقلقني فأنا أعرف هدفي أنكِ بانتظاري وأن حبَّكِ لي يكتملُ بالألمِ الذي جعلنا جسداً واحداً . إن اخترتُ رفيقةً لدربي فلن يخطرَ ببالي أن تكونَ أُخرى غيركِ ! سأمنحُ نفسي فرصةً لأدعَ نورَ وجهكِ يطلُّ عليَّ من نافذتي الضيقة حتى تلتمعَ جوانبُ زنزانتي من طيف حضوركِ الظمآنْ . استمري في الكتابة لي ، كلماتُكِ العذبةُ تجعلني خارجَ خوفي ونظرتي المزدوجة . الضوءُ الصباحيُّ يتسلَّلُ من نافذتي خُلسةً يذكّرني بحضوركِ الذي لم اجتهد فيه كثيراً يُحاصرني برغبةٍ لا أقدرُ أن أنجوَ منها . أُحيّكِ ، حبيبتي ، وأنا ألمسُ شعركِ الآنَ فأُحسُّ بأنَّ المسافةَ قد قصرتْ بيننا وكأنني معكِ خارجَ سجني الذي لا أشتهي أنْ أموتَ فيه ! حنا حزبون لوس أنجلوس 5 أكتوبر 2020
|
||||
14-11-2020, 08:47 AM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
رد: الحواريُّ الثالث عشر
الحواريُّ الثالث عشر / النصُّ الخامس
لا زالَ صوتُكِ العذبُ يرنُّ في روحي يُحفّزُ صمتَ زنزانتي . يفصلني عنكِ ما لا أستطيعُ أنْ اتخيّله . أبكيه وجعاً كجنونٍ مُعتّقٍ ، أمضي فيه وحدي ولا أنتظرُ أحداً غيركِ . كلُّ شيءٍ يصلني بارداً إلاَّ وجهكِ الدافيء الحنونْ . كلُّ شيءٍ يتكررُ هنا ويجعلُ حياتي مؤجلّةً ، وحدكِ في ذاكرتي حياةٌ لا تنتهي ، حبُّ يُحيي الفؤادَ فلا يجف . هل تذكرين كلمتي التي ردّدتها أمامك بأعلى صوتي في آخر زيارةٍ لكِ : أُحبُّكِ ، ولي فيها خلاصي ! أهكذا يمضي العمرُ لاهثاً بين حواجز السجن ومعابر الحديد وزنزاناته ؟ لمَ هذا الغيابُ بلا لقاءٍ ، هذا الانتظارُ الطويل الذي يشبه الموتَ المستحيلْ ؟ أحاولُ أن أشغلَ نفسي بحكاياتٍ يرويها رفاقي المساجين ، أكتبُ شيئاً على جدار زنزانتي ، نصّاً شعرياً يُشبهكِ في تفاصيلهِ الكثيرة . يقرأه السجناء الذين يشاركونني الزازنة فيصرخونَ ، يا لقسوةِ الحبّ ! انتظرُكِ ، والسماءُ تُطاردني وحشتها ، تسألني عنكِ حيثُ الوحشةُ في القلبِ باردةٌ لا تليقُ بنا كي نبقى بعيدين ! ارحمْ قلبي ، يا ربّ ، أعطني قوةً كي أقوى على غيابها . أتخيّلُ غربة الكائنات وأجدها مثلي تُحدّقُ ببعيدها المُنتظر . أردّدُ اسمكِ فيبدعُ صداهُ في مسامعِ الرفاق آهاتٍ تزدادُ ولوعاً في تشابكِ الغياباتْ ! حنا حزبون لوس أنجلوس 13نوفمبر 2020
|
||||
05-02-2021, 03:41 PM | رقم المشاركة : 12 | ||||
|
رد: الحواريُّ الثالث عشر
أتابع مستمتعاً
|
||||
06-02-2021, 10:29 AM | رقم المشاركة : 13 | ||||
|
رد: الحواريُّ الثالث عشر
الحواريُّ الثالث عشر النصُّ السادس
هنا ، في المسافةِ السجينة ، يحقُّ لي وليس لغيري ، أنْ أُطيلَ النظرَ إليكِ لأبكي وأنا أسترسلُ في الشجنِ الطويلِ مُتأملاً جسدَكِ بقامتهِ التي تردّدتُ فيها ساكناً ومُشتعلا ! ليس ضرورياً أنْ يُبعثرَكِ هذا الصمتُ الذي احدودبَ في انتظارنا . ليس ضرورياً أنْ تتحسّسي مشاعركِ وتحصيها واحدةً واحدةْ . ليس ضرورياً أن نفقأ هذا الموتَ الذي يُحصارنا كي نطلبَ منه إذناً سيقودنا إلى صمتٍ أشدّ عنوةً من سابقه ! أعلّلُ فيكِ مسافاتي بلا أقنعةٍ حتى لا تتكدّسَ أياماً مُتشابهةً أدوّنها مجردَ أرقامٍ على جدار زنزانتي . الأيام ، كما أعرفها لا قيمةَ لها دونكِ . أراها عابرةً بخجلٍ لا ظلَّ لها ، لا طعمَ ولا رائحة . تصوّري ، يا لأيامٍ تدحرجتْ فوق أرصفةٍ لم تتبعها في مواعيدها الضائعة . تصوّري كيف الغيابُ بلا عناقٍ والدمعةُ جفّفتها ريحٌ تائهة ! أعرفكِ مثلي أن هذه التصورات لم تعدْ في قاموسنا السريّ حتى أنه لا شيءَ يفوقُ حزننا المُجفَّف ولا سماؤنا تحدّدُها الجهات . هكذا ، يا حبيبتي ، أجلسُ بلا حراكٍ ، بلا مشاعر وأنا أفكرُ بوصلنا المرتقبِ حين لم انتبه لوجوهِ الرفاق وقد اعتلاها تجهمٌ غارقٌ في الحزن العميق . أغمضُ الآن عينيَّ من شدَّةِ الانهاكِ ، أحلمُ بغفوةٍ عاطرةٍ على صدركِ الرحبِ الرطيب ! حنا حزبون لوس أنجلوس 5 فبراير 2021
|
||||
06-02-2021, 01:41 PM | رقم المشاركة : 14 | ||||
|
رد: الحواريُّ الثالث عشر
أنت من يمنحنا أجنحة للطيران
هذا هو الأدب نجتمع على موائد الفكر الذي نجتمع حوله لتبادل نشوة القراءة ولذاذة السرد الرقيق شكرا كثيرة وود لا يبور سوف نتابع وبكل شغف |
||||
07-02-2021, 09:40 PM | رقم المشاركة : 15 | ||||
|
رد: الحواريُّ الثالث عشر
الحواريُّ الثالث عشر النصُّ السابع هذا الصباحُ أيقظني ضوؤهُ ولم أرَ وجهكِ فيه ! اشتمُّ خُطاكِ ولا أثرَ لها كمثلِ غيابٍ متردّدٍ أتعبه الحضورُ المشهود . تجمدتْ نظرتي سارحةً في البياضِ العريضِ بعد أن اجتهدتْ أنْ ترصدَ سكونكِ المُوصدْ . عندما جلستُ مع الرفاقِ دار حوارُنا حولَ هندسةِ المكان نقضي فيه أيامنا المتهالكة . فضاءُ الغرفةِ له إيقاعُ ظلٍّ وحيد ، كأنَّه مكانٌ بمساحةٍ مفتعلة . كان الحوارُ بيننا في باديء الأمر أملسَ حتى تبرَّمَ أحدُهم من رتابتهِ التي تصيبُ القلب بالملل الذي لا تنتهي فصولُهُ . - يا رفاقُ ، قال رفيقٌ عرفناه صامتاً ، ماذا لو تصورتم أنَّ الشارعَ في الخارج يعبر غرفتنا ؟ تخيلوا المشاهد التي سترصدها العيون ، أشكال المارة ، حركاتهم ، ألوان ملابسهم ، نظراتهم وقد تجاوزت مداها العليل ، بائع الجرائد والباعةُ الآخرون وهم يستعرضون بضائعهم يدعون العابرين بحركاتهم وأصواتهم الروتينية . - تصوروا ، ها صغيرةٌ تبكي وقد فقدتْ أمها في هذا الزحام ، ردّ آخر . - من سيعثرُ على الأم والصغيرةُ لا تعرف ماذا ستجيب عند سؤالهم عنها ، قال ثالثٌ كاقتراحٍ بعثرَ مفرداته أمامنا . لم ندرِ إنْ كان هذا خوفاً مُختزناً ، أم صرخةً حملتْ معها طفولته المُعذَّبة ! حتى الشارع حالةٌ من حالاتِ الفقدِ والضياع حيث المدى خواءٌ لا يأخذكَ إلى نهايته لكأنَّ الوصولَ فيه مرتبكٌ بأدلةٍ لا احتمالَ لها ! لم يكنِ الخارجُ يصغرُ أمامنا ، كُنَّا نستبقهُ بعذرٍ لا وصفَ له حتى يصطادَنا بمخاوفِ النسيان ! افرحْ ، يا صديقي ، أنك لستَ في عبوديةِ الأوهامْ . هل سمعتِ ، يا حبيبتي ، المكانُ له إيقاعُ حريةٍ كي يسوقُكِ إليَّ لنلتقي في هذه الزنزانة المشرَّعة على حبِّكِ البريء ؟ هأنذا هنا مُرتحلٌ ، هأنتِ هناكَ مُودِّعةْ ! حنا حزبون لوس أنجلوس 6 فبراير 2021
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|