لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ تَحْتَ ظِـــلِّ النَّبْض ⊰ >>>> >>>> فنون النثر الابداعي ( نثر،خاطرة، رسائل أدبية) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
13-07-2021, 08:22 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
الفراشةُ التي قادتني إلى حقلِ ألغام !
الفراشةُ التي قادتني إلى حقلِ ألغام ! إلى الفنان: مجد كردية * لم أتوقعْ ، يا جدي ، أنْ يجيءَ النهارُ حافلاً بليلِ ألوانهِ من قلمِ الرصاصِ الذي أعطيتني كي أفرغَ ما في روحي من خطوطٍ سوداءَ على حيطان البيتِ القديمْ هو الرسمُ فاضَ به شغبٌ طفوليٌّ وخوفٌ أن تعتبَ عليَّ جدتي حتى شجعتني بغمزةٍ أفرغتُ فيها حُلمي المُؤتمنْ حين قلتَ لي : ارسمْ ، فلكلِّ رسمٍ ثمنْ ارسمْ ، كما يحلو لكَ وما تشاءُ من الصورْ ! يا لصوتكَ يا جدي ، يضجُّ داخلي كلما أمسكتُ بريشتي فاشتعلتْ فيَّ مشاهدُ المطرْ يا لرحيلي المبكرِ ، يا جدي ، يا للمنافي في عذاباتها يا لسجنٍ يمتدُّ بنا حتى آخرِ أعمارنا وبين السجنين مسافةُ ذكرى وأحلامٌ تخطّتْ ريشتي حين أدمتني فراشةٌ برتقاليةٌ ركضتُ خلفها كصغيرِها الرفيقْ حتى أوقفني صراخٌ جنديٌّ اقتربَ مني بحذرٍ شديدْ ورفعني بيديه عالياً وأعادني إلى الطريقْ كانتِ الفراشةُ تقودني دون أنْ أدري إلى حقلِ ألغامٍ مزروعٍ حول سجني الغريقْ ! في الرحلةِ الملغومةِ تعلمتُ سرَّ اللون البرتقاليِّ وعلمتني جدتي كيف أرى باقي الألوانْ حين كنتُ أرافقها إلى سوق الخضارْ والآن ، لماذا تُذكّرني ، يا الأسودُ والأبيضُ ، بثيابِ أمي والجداتْ ؟ وتذكرني الألوانُ الحارةُ بملابس الفتياتِ على حوض الفراتْ ؟ وبين الباردِ والحارْ لم احترْ مرَّةً أنْ أختارْ إلا ما رأيتهُ في وجهِ أمي من تفاصيلِها الأسرارْ وما صاغه جدي في روحي من مفرداتٍ وآهاتْ ! يا لحظةَ الوجعِ ، يا رسمي الذي التحفَ الأرضَ مع الفضاءْ بين صراعِ الخلقِ والعدمِ يا تحفتي البيضاءْ يا عتمةَ الكهفِ ويا لأصابعِ جدي المُبتلةِ بالترابِ الأحمرِ في العزاءْ يا لرحلتي في طيني الأولِ هذا أنا شمعٌ ملونٌ طينٌ رماديٌّ ، خشبٌ ، وحديدْ فيا جدي ، لن أنسى ما حييتُ وصيتكَ أنْ ارسمَ ما أريدْ على حيطانِ البيتِ العتيقْ ! حنا حزبون لوس أنجلوس 12 يوليو 2021 * فنان سوري معاصر
|
||||
13-07-2021, 10:08 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: الفراشةُ التي قادتني إلى حقلِ ألغام !
الله الله يا شاعر شعر وسرد ونثر ورسم ! بورك الشاعر المبدع كيف ألّف بينها وجعلها تأتلف جميعاً وتتآلف لتخلق هذا النصّ المدهش أستطيع أن أقول ما أريد عن كتابة لم ترق لي ولكنّني والله أقف عيّاً بين يدي الكلام المضيء كان بودّي أن أقول الكثير وأوجب ما يجب احتفالاً بهذا النصّ المدهش ولكنّني أستسمح خاطر شاعرنا أن يرضى من أخيه بما جادت به لغته الّتي أدهشتها روعة هذا النص ولا جناح على قارئ أضاءته الكتابة إن وقف بين يديها عيّاً ونسي أن يرفع لصاحبها غزالة بوركت وبوركت الروح الشاعرة أخي وأستاذي المبدع حنا حزبون محبّتي |
|||
15-07-2021, 04:12 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: الفراشةُ التي قادتني إلى حقلِ ألغام !
لم أتوقعْ ، يا جدي ،
أنْ يجيءَ النهارُ حافلاً بليلِ ألوانهِ من قلمِ الرصاصِ الذي أعطيتني كي أفرغَ ما في روحي من خطوطٍ سوداءَ على حيطان البيتِ القديمْ .......... نص مدهش بكل ما حمل من ألوان الحياة الساخنة والباردة وبكل ما حمل من خطوط الذكريات التي ستبقى شاهدة على حجم معاناة شعوبنا أ. حنا متعة ما بعدها متعة قراءة حرفك المضيء كل التقدير واعذروا تأخري في الرد بسبب حالتي الصحية |
|||
15-07-2021, 04:13 AM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: الفراشةُ التي قادتني إلى حقلِ ألغام !
تثبيت مستحق
|
|||
15-07-2021, 11:57 AM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: الفراشةُ التي قادتني إلى حقلِ ألغام !
اقتباس:
وأنا أقتنفي أثر الدهشة في هذا الحقل البهيج ،اتربص بكثير من البهاء والحنين والحس الإبداعي الراقي المكتمل البناء إيحاءا وصورة وبوحا .. مودتي والتقدير شاعرنا القدير استاذ حنا حزبون ،أبدعتم فأمتعم ..بوركتم |
||||
16-07-2021, 01:00 PM | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
رد: الفراشةُ التي قادتني إلى حقلِ ألغام !
اقتباس:
الله على هذه اللوحة الــ تفيض دهشة وجمالا بوح ماتع ولوحة جميلة ومعبّرة صاغها نبضك بكل تألق بريشة لؤلؤية على صفحات من بلور راقي قلمك دائما شاعرنا السامق حنا حزبون بورك النبض والمداد وكل الود والورد
|
|||||
16-07-2021, 09:23 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: الفراشةُ التي قادتني إلى حقلِ ألغام !
نص جميل ، و شعر فاره
استحق المقدمة بجدارة احترامي الكبير
|
||||
18-07-2021, 04:13 PM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: الفراشةُ التي قادتني إلى حقلِ ألغام !
شعرية في مقومات سردية رائعة ميزت النص
دلاليا وتركيبا * كل المحبة والتقدير الشاعرحنا حزبون |
||||
18-07-2021, 05:46 PM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: الفراشةُ التي قادتني إلى حقلِ ألغام !
هكذا أحب قصيدة النثر
سلسة عذبة دون تكلف وهي ترصد الحياة في كل مفاصلها رائع ومدهش نصك تقديري ومحبتي
|
||||
21-07-2021, 08:45 AM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: الفراشةُ التي قادتني إلى حقلِ ألغام !
ما أجملَ مرورك من هنا ، وقد قلتَ فيه الكثير ، أيها الشاعر الرقيق ، ياسر الحرزني
أضأتَ النصّ بوقفتكَ العميقة ، وجادتْ لغتكَ حتى أرضتني حدَّ الدهشة فبكيت ! بارك الرب فيك ، أيها الجميل
|
||||
23-07-2021, 12:54 AM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
رد: الفراشةُ التي قادتني إلى حقلِ ألغام !
سلامات ، أيتها العزيزة ، نوال ، أرجو من الله القدير أن تكوني بخيرٍ وعافية .
المدهش حقاً أن تقرأي نصي وما حمله من ألوان الحياة بذائقتكِ العالية حتى تُضفي عليه متعةَ القراءة . شكراً لأنكِ كنتِ هنا ما أجملكِ تقديري ومحبتي
|
||||
23-07-2021, 01:11 AM | رقم المشاركة : 12 | |||||
|
رد: الفراشةُ التي قادتني إلى حقلِ ألغام !
اقتباس:
ومستقبل مقبل .. ومن هنا كان بناء الشاعر لشخصيته مستلهما من عبق الماضي ، قصاقيص من هناك حضرت لهنا ، وساهمت في إنشاء النص بكل ما حمله من حمولة ارتكزت على أعمدة البلاغة رغم سهولة المفردات إلا أنها تصل سريعا لوجدان القارئ .. خيط الغربة وعذاباتها يتدلى من القصيدة ، التي تقطر حنينا وجمالا .. واللوم كل اللوم للفراشة التي قادته لحقل الألغام ..! وتمسكا ولا أروع بالجذور العريقة وأرض المنشأ ، بما لها وما عليها .. أبدعت شاعرنا حنا محبتي
|
|||||
24-07-2021, 03:49 AM | رقم المشاركة : 13 | ||||
|
رد: الفراشةُ التي قادتني إلى حقلِ ألغام !
اقتفاؤكَ لأثرِ الدهشةِ في هذا النصِ ، يحيى موطوال ،
دلَّ على حسِّكَ العالي في رصد كل بوحٍ جميل . عذبٌ مروركَ وما أضفيتَ فيه من بهاءٍ بهيج . مودتي وتقديري أيها العزيز
|
||||
10-08-2021, 06:12 PM | رقم المشاركة : 14 | ||||
|
رد: الفراشةُ التي قادتني إلى حقلِ ألغام !
الله على مرورك الصافي بانسلالِ الضوء الذي يُشبهكِ ، عبير محمد ،
هكذا كنتِ بحق أنفاسَ من عبروا في لوحتي التي تنتظركِ ظلالها لتنحني إجلالاً وجمالاً شكراً لأنكِ كنتِ هنا ما أجملكِ محبتي والودُّ يشتم وردهُ من شقِّ الصباحاتْ
|
||||
17-08-2021, 11:44 AM | رقم المشاركة : 15 | ||||
|
رد: الفراشةُ التي قادتني إلى حقلِ ألغام !
اشكركِ ، أحلام المصري ، ففي القلبِ متسعٌ لقراءة هذا النصّ
أنْ يستحق المقدمة فصبحٌ يستشرفُ حالته . صمتٌ نقرأه في عينِ اللهِ في رحيلِ المُعذبينْ . أقرأكِ في النبوءة الصاخبة تحيتي الكبيرة
|
||||
19-08-2021, 11:42 PM | رقم المشاركة : 16 | ||||
|
رد: الفراشةُ التي قادتني إلى حقلِ ألغام !
السرديةُ التي ميزتها في هذا النصِّ الشعريّ ، فطنة ، حالةُ الحالمِ في سرِّهِ .
أتفرسُ في عبوركِ كنبوءةٍ في الكتابْ ، ليس من قوةٍ تنتزع سلطتها ، إنه النص شهادةُ الموتى في الحياة ! تقديري ومحبتي
|
||||
20-08-2021, 06:53 PM | رقم المشاركة : 17 | ||||
|
رد: الفراشةُ التي قادتني إلى حقلِ ألغام !
هكذا أحبُّها كما أحببتها سلسةً عذبةً دون تكلفٍ وهي ترصد الحياة في كل مفاصلها ، أستاذي العزيز ، بسباس عبد الرزاق .
يُفرحني عبورك من هنا ، والنصُّ في صوره يختزن كل الاحتمالات ، بلا توهمات ! تقديري ومحبتي .
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|