19-12-2021, 10:47 PM
|
رقم المشاركة : 5
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
آخر
مواضيعي |
|
|
رد: عودة الذكريات
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد داود العونه
/ذكريات مفقودة
.. في عزلته، يلقي في فم النار ما جمع من أغصان الزيتون اليابسة، لعله يغلب جوع البرد فيشعر بالدفء، فتلك الليلة كانت باردة جدا ..، بدأت أغصان الزيتون توشك على الانتهاء وما زالت الليلة في بدايتها، مما اضطره أن يقلب في أرجاء البيت متجها نحو مخزنه الصغير لعله يجد هناك أي شيء يصلح للاحتراق والاشتعال طويلاً..، فتح بوابة المخزن، نظر بتفحص فلم يجد شيئا، أعاد النظر من جديد، فوقع بصره على جهاز حاسوبه العتيق مرميا في الزاوية، مهانا ، تغطيه طبقة كثيفة من الغبار المزعج، تذكره كيف كان معززا فوق سطح مكتبه، يلمع من شدة الأناقة..، حزن على حالته وكيف أصبح، وحزن أكثر على ما يحتوي بين ملفاته من ذكريات .. مما جعله ينسى سبب قدومه للمخزن، تناوله برفق، حاملا إياه نحو غرفته، وبدأ ينفض الغبار عنه وبما يتذكر من خبرة حاول جاهدا أن يصلح ما أفسده الزمن، وبأن يعيد الساعة ولو قليلا إلى الوراء عله يعود إلى الحياة، مقربًا أذنيه لسماعة الجهاز مصغيا، منتظرا ذك الصوت ( تيييييت) حاول مرات ومرات.. لكن لا صوت، حتى فقد الرغبة والأمل، قال في نفسه: سأذهب لأعد لنفسي فنجان قهوة، وسأعود بعدها لأحاول محاولة أخيرة، فإن لم يعمل سألقيه في سلة المهملات؛ ومضى..
تاركا خلفه الحاسوب موصولا بتيار الكهرباء؛ وفجأة دونما أن ينتبه، أنارت شاشة الحاسوب، عاد الجهاز إلى العمل وكأنه ابن اليوم، محتفظا بكل ذكرياته، كما كان سابقا ً..،
وبعد مرور بعض الوقت عاد ممسكا بكوب قهوته الساخن، متجها نحو حاسوبه، يدندن أغنيته العتيقة والمفضلة للمغنية ميادة حناوي/ ساعة زمن/ (كل واحد منا عنده ذكريااااات، يفتكرها ساعات، وينساها ساعات... يا أحلى ذكريات..
ملتفتا إلى شاشة الحاسوب، ليجد بأن جهازه قد اختار تلك الصورة المفضلة لديه، تلك الصورة وهو جالس في المطعم، في أوج شبابه مبتسما، محتضنا حلمه البريء، ذاك الحلم الجميل الذي ما كان يجلس إلا ملتصقا به واضعا رأسه فوق كتفه.. انتابته حالة من الصمت والصدمة، وظل متجمدا أمام الصورة طويلا ً وكأنه ينظر لنفسه في المرآة لأول مرة، سائلا نفسه سؤالا واحدا ً: هل أنا الآن نفس الشخص الحالم والمبتسم في تلك الصورة؟...
وراح مع الذكريات بعيدا، بعيدا ً.. حتى فاضت عيناه وانفطر قلبه؛ مقتربا بحذر من الجهاز محاولا أن يجد الإجابة، وفجأة تعطل الحاسوب مرة أخرى؛
حاول بعدها كثيرا كثيرا، لكن دون فائدة..!، ومنذ يومها ما زال يعود إلى عزلته كلما سمحت له الفرصة يوصل جهاز حاسوبه بتيار الكهرباء، يرتقب بشوق عودة ذاك الصوت (تيييييت)، لعله يجد الإجابة في جعبة ذكرياته المفقودة !
|
هذا أفضل وبكثير عن النص الأول
لانك جعلتنا نعيش مع البطل بعض التفاصيل المهمة
نص جميل وممتع
وفيه بعض الإسقاط على الذاكرة التي قلما نجلس لها ولأنفسنا بل احيانا نجلس في خلوة محاولين العثور على صورة من الماضي الجميل وكاننا عقولنا حواسيب معطلة نجلس للذاكرة ننتظر أن تلمع تلك الصورة في شاشة المخيلة
سررت بقراءته كثيرا
تقديري ومحبتي استاذي
حين يغرب القلم في سلة المهملات، يطل برأسه الرصاص |
|
|
|