الحمام والانسجام

[هادي زاهر]

الحمام والانسجام
كان يغمرني البِشر وانا ارى طيور الحمام تحلق في الفضاء فقررت ان اشتري زوجا من هذه الطيور لتعيش في ساحة داري، كان حمام البلد كله تقريبًا ذي اللون الأسود لذلك اردت أن اقتني زوجا من الحمام ذي لون ابيض حتى يكون مميزًا، ذهبت إلى السوق وفتشت جاهدًا، حتى وجدتها، كان ريشهم ناعمًا ولونهم مدهشًا وكان من المفروض ان تكون هذه الطيور زغاليل لا تحسن الطيران حتى تكبر في كنف المكان وتتعود إليه، وكم كنت سعيدًا عندما كبرت واخذت تطير وتنسيني الواقع منسجما معها اقصى درجات الانسجام، ولكن بمرور الزمن بدأ عدد طيور الحمام في الزيادة، لم اكن ادري بان هذه الطيور تتزايد بشكل كبير وبدأوا يبنون اعشاشهم في كل مكان وبدأت طيو
ر البلد تأتي إليهم من كل صوب، لا سيما عندما ننعف لهم قليلا من القمح وبدأت أصواتهم العالية المزعجة تملأ المكان وتزعج اهل الحي كما بدأت تلوث المنزل ومحيطه وتوسخ الجدران والنوافذ والسيارة التي اضطررت إلى غسلها كل يوم، فكرت طويلا ورحت أسأل نفسي:
هل اتخلص منها وكيف؟ وبعد طول تفكير قلت لنفسي: لا.. لا إني أحبها، ولكن وما هو الحل؟
تهت مع ذاتي دون نتيجة، حالة من الانفصام سيطرت عليّ، من ناحية أحببت هذه الطيور جدًا وشعرت بالارتباط بها، ومن ناحية أخرى لم يكن بوسعي الاستمرار في هذه الحالة، تذكرت قصة سيدنا نوح وما يحمله الحمام من رمز ودق في جمجمتي صوت الزجال وهو ينشد: يا حمام.. يا حمام يا رسول السلام، تذكرت صوت "جارة القمر" وهو يصدح" وتبقى بلدنا بالحمام مسيجة" ولكن...
اقترح عليّ أحد الأصدقاء اللجوء إلى شركة تثبت آلة تطلق اصواتًا تسمعها الطيور دون ان يسمعها الإنسان، تواصلت مع تلك الشركة التي حضر مندوبًا عنها وقام بالمهمة، حزنت بعد ان غادرتنا الطيور، من ناحية أخرى شعرت بالسرور بعد أن أضحت النظافة شاملة.

[محمد داود العونه]

بعد التحية الطيبة..
كل شيء إن زاد عن حده انقلب لضده..

.
. قرأت الحكاية الجميلة..
.
. دام مدادك أديبنا..
.
. كل التقدير والاحترام

[أحلام المصري]

سردية جميلة، تتملك القارئ
حتى آخر سطر

كل التقدير

[عبير هلال]

سردية جميلة


فعلًا كل شيء يزيد عن حده يكون مسببًا اما للفوضى أو الازعاج الخ


دام ابداعك

[هادي زاهر]

اخي الكاتب العزيز محمد داود العونه، هذا ما نذهب إليه.. محبتي