|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-12-2008, 03:36 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
ألعين التي لا تنام
[align=center]العين التي لا تنام
الشمس طفلة مراهقة مُستفِزّة متعفرتة، لا تحترم أحدا، ولا تسمح لأحد أن يرفع نظره نحوها، تقتحم الأماكن بلا استئذان.... والنهار كشارع طويل أوله كآخره يضيع في متاهات المجهول.... والأرض حزينة كئيبة مقهورة، مع أنها تبدو كبساط عجمي مزخرف بألوان شتّى ، لا تستطيع أن تلغي تواضعها وسخاءها، تطلب بتواضع وتعطي بسخاء. هو المعلم في مهنته، فيه الكثير مما في الأرض، عطاؤه وسخاؤه ووجوده وتواضعه. إنه يدرك هذا، وقد زرع في نفوس طلابه حبهم وانتماءهم للأرض، في يوم عطلته الأسبوعية قرر أن يذهب للأرض يتنفس هواءها، يشمّ رائحتها، يحييها ، يعايدها ،يتضامن معها، يتنزه معها .... كان ماء جلده ينزف من كل جوانبه، بإحدى يديه يمسح دموع جلده، واليد الأخرى تتشبث بمعول يرقص رقصة الحياة، حول شجرة تريد الحياة لتعطي الحياة. عينه التي لا تنام في الليل لا تغفل ولا تنام في النهار أيضا.... يخاف النهار كما يخاف الليل وأكثر .... في الليل يخاف الظلام وكوابيس الأحلام ... وفي النهار يخاف الظلم وجواسيس الاحتلال .... كان يُرقّّّص معوله حول الشجرة ، وعينه تستكشف الدروب من كل الجهات، كأنه يتوقع خطرا يتربص به مع كل تكّة ثانية....كالمقروص الذي يخاف جرّ الحبل !!! أذنه صاغية كآذان الجدران الالكترونية التي تحرس الغزاة التي تحجب عنهم ضوء القمر وحقيقة الله .. قد يظهرون في كل زمان ومكان.. في الصبح أو في الظهر أو بعد الآذان . كالموت ليس لهم مواعيد ولا مواسم .... عين على الأرض والأخرى عليهم... كالذئب حين ينام ... هم يخافون أن تعطيه الأرض الحياة.. وهو يخاف أن ينهبوا الأرض مع الحياة .... هو وابنه ابن الثانية عشرة .. وحدهما في الأرض .. لا يرتدون سوى التاريخ المهشم والانتماء المهدد وحب الأرض والمعول .... ها هم قادمون ... بالعشرات .. يرتدون البنادق والدروع الفولاذية، الطائرات تحميهم، والرادارات تتصدر وتترصد وتتبصر وتتربص، لا أحد يدري من أين جاؤوا ولا كيف يظهرون.... لكنهم قادمون، بثقة قادمون، كأن جيوش الدنيا تحميهم... فوقهم، حتى الشمس المتعفرتة هدأت وصارت أكثر تعقلا فوق رؤوسهم... اقتربوا منه.. نادوه بلغة لا يفهم منها إلاّ القليل... ببساطة استجاب لهم، وبسذاجة جاء إليهم ... امسكوا به وقيدوه وإلى ساحة قريتهم أخذوه سأله أحدهم في الساحة " ماذا تفعل أيّها"الإرهابي" "؟؟؟ وقبل أن يجيب صفعه على وجهه، فأدماه، ومع ذلك أجاب " أنا في وطني وعلى أرضي" " وهل تظن نفسك صاحب هذه الأرض"؟؟ أجاب بانفعال الرجل الذي جرحت رجولته: "طبعا أنا صاحبها وصديقها وحبيبها وابنها وابن تاريخها وجغرافيتها وتراثها" أغضبهم جوابه فانهالوا عليهم ضربا... حاول الصمود تحت شدة الضرب ، خوفه على ابنه طغى على ألمه ظلّ يكبت غضبه وألمه ، حتى انهار ... ثارت به كرامة الأرض والتاريخ والجغرافيا ثارت به كرامة الرجولة والأبوة والخوف على ابنه .. أحسّ من شدة الضرب والمهانة أنه يغوص في الأرض، يعانقها يتلاحم معها ويجدد العهد ... مدّ يده ليلتقط حجرا أو حفنة تراب.. لكنه تحت ألم الضرب غاص في ظلمة عميقة بعيدة الأغوار .... رأى نفسه يعوم عاريا، في بحر عالي الموج.. تحيط بِهِ الحيتان والأفاعي المائية ...يحاول التخلص منها .. وهي تسد عليه كل المخارج... لكن موجة عالية جاءت فجأة وحملته الى الشاطئ، حيث تناولته الأيدي بالرعاية والعناية حتى عاد إليه وعيه.. فتح عينيه فرأى جنودا وضباطا كثيرين، مدججين بالسلاح يروحون ويجيئون. أخذ يفتش عن ابنه فلم يجده، سأل ضابطا قريبا: "أين ابني؟؟" فأجابه الضابط: " أنه رهن التحقيق والاعتقال "!!! لم يصدق. إنه يشكّ في كلّ ما يقولون !! "أتعتقلون طفلا في الثانية عشرة من عمره"!!؟؟ قادوه إلى الضابط الكبير الذي أمر بحبسه حبسا إداريا إلى أن يقدم للمحاكمة، بتهمة الاعتداء على السكان أثناء تأديتهم أعمالهم اليومية . في المحكمة صدر عليه حكم بالحبس الفعلي، ومنعه الدخول الى الأرض، لتعطيله أعمال المواطنين!!!![/align] |
|||
05-12-2008, 03:50 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
مشاركة: ألعين التي لا تنام
حتى الشمس المتعفرتة هدأت وصارت أكثر تعقلا فوق رؤوسهم...
هذا السطر يكفيني لأرفع قبعتي الاخ المكرم أمين لله درك تحيتي والاحترام |
|||
05-12-2008, 10:07 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
مشاركة: ألعين التي لا تنام
ما انفك الوارف
امين خير الدين يصحبنا الى عوالم مدهشة من خلال خبرة في بناء القصة ونجاح في توريط القاري معها وفيها مرحى بك اديبنا وكثير امتنان |
||||
06-12-2008, 12:27 AM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
مشاركة: ألعين التي لا تنام
[align=center]استاذي الكريمين
عدنان أديب، رئيس التحرير، مجلس الإدارة ، وعضو رابطة الفينيق زياد السعودي، عميد ملتقى الفينيق... رئيس مجلس الإدارة ، عضو رابطة الفينيق شرف كبير لي، أن تلقى قصتي استحسان مجلس الإدارة رئاسة وعمدة! وشرف كبير أن ألقى مثل هذه الحفاوة! ما كانت قصتي، وما كانت قصصي الأخرى، إن لم تكن من واقع بلادي، وتعبر عن ألمي وآلام شعبي!! شكري للمنتدى رئاسة وعمدة وأعضاء وكتابا وقراء وكل عام والجميع بخير [/align] |
|||
09-06-2013, 03:07 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: ألعين التي لا تنام
اعادة تدوير الكلام
من شانه ان يزيد من مساحة المشاركة بين الكاتب والمتلقي لمقام ذائقتكم |
||||
09-06-2013, 03:37 PM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: ألعين التي لا تنام
الشكر موصول للعميد الــ زياد
على إيقاظها من حلمها وغفوتها وسهادها الطويل نص جميل بكل جوانبه الفنية فيه أشياء زائدة لكن جماله يشفع له تلك الزيادات اللغوية هذه هي أمنا أخي أمين خير الدين عشيقتنا التي ما فتئنا نسيانها يوما أمنا الرؤوم التي نربي على حبها أولادنا جميلة القصة وفكرتها عميقة ترفض الظلم والاستيطان واغتصاب الأرض لكن أخي ثق تماما سيزول ذلك الظلام حتما سيزول ولو بعد حين هكذا هي فلسطين تثور وتقهر المستحيل بعدما ظنوا أنها ماتت أو صمّت تفجر اللهب في وجوههم وتعصف بأحلامهم شكرا أخي أمين على القصة الجميلة تحيتي وتقديري
|
||||
09-06-2013, 09:46 PM | رقم المشاركة : 7 | |||||||||||||
|
رد: ألعين التي لا تنام
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه الشكر موصول للعميد الــ زياد على إيقاظها من حلمها وغفوتها وسهادها الطويل نص جميل بكل جوانبه الفنية فيه أشياء زائدة لكن جماله يشفع له تلك الزيادات اللغوية هذه هي أمنا أخي أمين خير الدين عشيقتنا التي ما فتئنا نسيانها يوما أمنا الرؤوم التي نربي على حبها أولادنا جميلة القصة وفكرتها عميقة ترفض الظلم والاستيطان واغتصاب الأرض لكن أخي ثق تماما سيزول ذلك الظلام حتما سيزول ولو بعد حين هكذا هي فلسطين تثور وتقهر المستحيل بعدما ظنوا أنها ماتت أو صمّت تفجر اللهب في وجوههم وتعصف بأحلامهم شكرا أخي أمين على القصة الجميلة تحيتي وتقديري ردك اخي خالد
قصيدة حب تتسلل بموسيقاها الى اعماق القلوب وكلماتك شهادة اعتز بها اما عميدنا زياد كما يبعث بنا الأمل والتفاؤل يبعث في موادنا الحياة من جديد تحياتي لك /لكما ومحبتي وأخوّتي
|
|||||||||||||
09-06-2013, 11:14 PM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: ألعين التي لا تنام
لغة قوية وتحليق عال بسماء الإبداع قصة واقعية مؤثرة للغاية أكثر من عانى هم الأطفال ونتساءل إلى متى ستستمر مصادرة الأراضي؟؟ إلى متى ستستمر المعاناة والأحزان التي لا تنتهي؟ بورك قلمك البديع والمذهل أديبنا زكي القلم آمين |
|||
10-06-2013, 02:22 PM | رقم المشاركة : 9 | |||||||||||||
|
رد: ألعين التي لا تنام
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة عبد الله لغة قوية وتحليق عال بسماء الإبداع قصة واقعية مؤثرة للغاية أكثر من عانى هم الأطفال ونتساءل إلى متى ستستمر مصادرة الأراضي؟؟ إلى متى ستستمر المعاناة والأحزان التي لا تنتهي؟ بورك قلمك البديع والمذهل أديبنا زكي القلم آمين وجودك سماء عالية تظلل النصّ بكلمات هادئة عذبة كالنبع الأصيل الصافي
ستستمر مصادرة الاراضي طالما ظللنا نقتتل على ابواب الجنة من نُدخله ومن نبقيه خارج البوابة طالما ظللنا نكفر بعضنا ونصنف بعضنا من المؤمن ومن الكافر من الملتحي ومن الأجرد هذا إذا بقيت لنا أرض تحياتي وودي امين
|
|||||||||||||
11-06-2013, 05:29 PM | رقم المشاركة : 10 | |||||||||||||
|
رد: ألعين التي لا تنام
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء عرب الشمس طفلة مراهقة مُستفِزّة متعفرتة، لا تحترم أحدا، ولا تسمح لأحد أن يرفع نظره نحوها، تقتحم الأماكن بلا استئذان.... والنهار كشارع طويل أوله كآخره يضيع في متاهات المجهول.... والأرض حزينة كئيبة مقهورة، مع أنها تبدو كبساط عجمي مزخرف بألوان شتّى ، لا تستطيع أن تلغي تواضعها وسخاءها، تطلب بتواضع وتعطي بسخاء. هو المعلم في مهنته، فيه الكثير مما في الأرض، عطاؤه وسخاؤه ووجوده وتواضعه. إنه يدرك هذا، وقد زرع في نفوس طلابه حبهم وانتماءهم للأرض، تبارك الرحمن قلمك يكتب بماء وصوت المطر من أجمل الأقلام للحقيقة كل كلمة في مكانها كما يجب ويلزم .. بدون زيادة أو نقصان رائع أستاذ/أمين دمت كما أنت تحية وتقدير الكاتبة الكريمة وفاء عرب
كلماتك حبات من عقد من اللؤلؤ اطيب من حبات الكرز وشهادة اعتز بها تعزز النصّ وترفعه المقام المرموق تحياتي لك وشكري وامتناني
|
|||||||||||||
13-06-2013, 05:59 PM | رقم المشاركة : 11 | |||
|
رد: ألعين التي لا تنام
زميلي العزيز
ليس اصعب من تحويل الحدث التاريخي الذي نحياه الى صيغة قصصية.. انا دائما انبه نفسي ان تريث.. الفكرة يجب ان تنمو على نار هادئة.. ولكن الغضب الذي يتفجر في نفوسنا لا يترك لنا خيارا.. انت تذكرني بفترتي الاولى بعد انفجار انتفاضة الحجارة.. عدت للكتابة بعد صمت استمر عشرة سنين.. اردت ان اكتب عن كل شيء.. اليوم اجد ان بعض ما كتبته يحتاج الى عمليات تجميل .. تبديل أعضاء.. انت تطرح حدثا نعايشه.. اعرف صعوبة البناء الدرامي في هذه الحالة.. ولكن لعلها مسيرة ستقود في النهاية لتشكل الرواية التاريخية الابداعية لنضال شعبنا ضد سوائب بشرية... |
|||
13-06-2013, 08:01 PM | رقم المشاركة : 12 | |||||||||||||
|
رد: ألعين التي لا تنام
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل عودة زميلي العزيز ليس اصعب من تحويل الحدث التاريخي الذي نحياه الى صيغة قصصية.. انا دائما انبه نفسي ان تريث.. الفكرة يجب ان تنمو على نار هادئة.. ولكن الغضب الذي يتفجر في نفوسنا لا يترك لنا خيارا.. انت تذكرني بفترتي الاولى بعد انفجار انتفاضة الحجارة.. عدت للكتابة بعد صمت استمر عشرة سنين.. اردت ان اكتب عن كل شيء.. اليوم اجد ان بعض ما كتبته يحتاج الى عمليات تجميل .. تبديل أعضاء.. انت تطرح حدثا نعايشه.. اعرف صعوبة البناء الدرامي في هذه الحالة.. ولكن لعلها مسيرة ستقود في النهاية لتشكل الرواية التاريخية الابداعية لنضال شعبنا ضد سوائب بشرية... استاذ نبيل
شرف كبير لي مرورك وقراءتك لنصوصي ارجو ان اكون قد وفقت في تحويل ما نعيشه الى صيغة قصصية لم افكر في ان انجح او افشل لاني اكتب عن وجع والأنين حين يشتد الألم لا ياخذ في الحسبان اي اعتبار تحياتي وشكري
|
|||||||||||||
14-06-2013, 04:56 AM | رقم المشاركة : 13 | |||
|
رد: ألعين التي لا تنام
حين يكتب الوجع ويترجم الى حروف يأتي قويا وصادقا .. يبقى الى جوار القلب
لهذا جاءت القصة ناجحة وقوية .. ومؤلمة .. الفاضل أمين خير الدين .. سلمت روحك مودتي والتقدير |
|||
15-06-2013, 04:16 PM | رقم المشاركة : 14 | |||||||||||||
|
رد: ألعين التي لا تنام
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بديوي حين يكتب الوجع ويترجم الى حروف يأتي قويا وصادقا .. يبقى الى جوار القلب لهذا جاءت القصة ناجحة وقوية .. ومؤلمة .. الفاضل أمين خير الدين .. سلمت روحك مودتي والتقدير اخي محمد بديوي
تحياتي وشكري على مرورك الكريم ويظل الوجع هو الاشد واألأبقى حين تضيع الكلمات هباء في فضاء ليس قيه من يسمع وتظل كلماتك/كلماتكم مواساة تستحق الشكر تحياتي
|
|||||||||||||
|
|
|