ما أروعك أيتها الشاعرة المبدعة وأنت تحدِّثين ذرات الهواء بلوعتك فتبكي غيوما لا تغادر غرفتك

أحدِّثُ ذرَّاتِ الهواء بلوعَتي
فتبكي غيومًا لا تغادرُ غرفَتي

قرأت هذا الاغتراب وهذه الوحشة التي وصفتها كلماتك بعمق وإحساس صادق مرهف .
لامستِ بريشتك أرهف المشاعر الأنثوية المريرة في هذه القصيدة التي جاء رويُّها حرفاً هامساً لا أتذوقه إلا كحرف أنثوي - إن كان هناك من يوافقني في مسألة الإحساس بأنوثة بعض الحروف الأبجدية - . ثم جعلتِه حرفاً مكسورا، ليكون مخرجُه موجَّها إلى الأسفل عند نطقه .
وانتقيتِ بصورك الشعرية رموزاً واضحة تدلُّ على الأمراض النفسية التي يعاني منها الكثير من الرجال والتي تنعكس على النساء بالكثير من الشقاء . وتلك هي زهرة النرجس التي تجسد الغرور والأنانية المفرطة بما تحمله من دلالات أسطورية وثقافية واجتماعية كلها تصب في أعراض الأمراض النفسية التي تدمر الرجل والمرأة على حد سواء.

مريضُ الأنا يُلقي ظلالَ نقيضِهِ
على كلِّ غُصنٍ كي يُكمّمَ وردتي
ولا شك أن للمرأة نصيبها الأوفر من تلك المعاناة .
وتلك هي (العنقاء ) رمزا آخر لمحاولة الانبعاث من الموت .

وعنقاءُ حلمي ماتزالُ أسيرةً
لميقاتِ معنىً قد يترجمُ خيبتي
قصيدة زاخرة بكل ما يحتاجه الشعر من الأساليب والأدوات الفنية ليكون نصا أدبيا حقيقيا يستحق الاحتفاء ، حافظتِ على وحدته الموضوعية والعضوية ، وجاءت قفلة القصيدة الفنية رائعة من حيث المعنى لأنك أرجعتِ فيها أسباب مرارة كل تلك المعاناة للأعراف الاجتماعية غير الواعية

أجابِهُ أعرافًا تبرّرُ ظلمَنا

أجابِهُ أعرافًا تبرّرُ ظلمَنا
وأطعنُ ضعفًا في قرارَةِ مرأةِ !
لكنني وددتُ لو أنك عرَّفت لفظة (مرأة ) بأل التعريف ( المرأة ) لأن التنكير يقتضي كتابة همزة وصل للاسم النكرة (امرأة) ، كما هو الحال مع( امرئٍ) و(المرء).

أمتعتني القصيدة وآلمتني بقدر ما فيها من إحساس مرهف وصادق.
مع أنني حضرتُ متأخرة
لكن القصيدة تستحق التثبيت

تحيتي لروحك الشاعرة