من يشتري خبزاً للموتى!
 

من يشتري خبزاً للموتى!



هل تتساءل عن السبب الذي جعلني اكتب العنوان بهذه القسوة, سأتحدث بصوتي أنا لا بصوتك أو بصوت الشعب المنهوب( منهوبة كرامته ولقمة عيشه), عندما تسمح للخائن بتوليه الحكم واللص تسلمه المال العام للدولة فلا تتذمر عند تفشي الجوع, ببساطة نفاد الخبز سيجعلك أكثر عرضة للانزلاق في وحل الفوضى, فوضى صنعت رحاها سلطة الحكام الذين يتباكون على جثث الشعوب, من سيطعم صغارك ومن سيضع في حلق بطنك لقمة تسكت صراخها المتواصل..؟ ستجد أنَّ لا أحد.
الجوع وحده كفيل بأن يجعلك لصا وخائنا وزنديقا وحده يحولك إلى كائن لا يعترف حتى بالله, وحده يهدم قيمك ويحط من كرامتك تحت نعال القادمين من عدم السياسة الرخيصة, تحت نعال من باع نفسه بثمن زهيد لا يشتري به مثقال ذرة من الحياء واحترام الذات, أنا ناقمة على من يكسون الكعبة بالحرير والذهب الله ليس بحاجة لذلك حتى يفهم إيمانكم, ما يدريكم لعله ناقم عليكم وعلى طقوسكم التي لا تختلف عن طقوس من يغالون بتقديم القرابين لآلهتهم الفرق بأن الله غني عن كل ذلك لكنكم ما فهمتم رسالته حق فهم, هو ليس بحاجة إلى مساجدكم الفخمة حتى تؤدون له العبادة فأرضه واسعة للسجود والدعاء فما عليه إلا الاستجابة وانتم جالسون أو قائمون أو راكعون أوساجدون, هو ليس بحاجة إلى مبانيكم الضخمة ولا طياراتكم الفارهة حتى تثبتون له أنكم خير ما خلق, هو لا يريد منكم أن تثبتوا له شيء, هو يريد منكم إنسانيتكم النقية وفطرتكم التي فطركم عليها, هو لا يريد عروشا ضخمة لتوليكم الحكم فتسفكون الدماء وتحرمون وتحللون من عليها, هو يريد العدل منكم ويكفيه لو كنتم بثياب رثة ومكان بسيط تقيمون فيه عدلكم, لم ينصحكم بصناعة القتل بقدر ما كان يريد منكم أن تصنعوا خبزاً يكفي أفواه خشعت لصراخها أذان الجبال وتألمت بطن الأرض على إسكاتها, يا من تروجون لبلادكم بأنكم خير شعوب الأرض وأحسنها صنعاً عندما تسلقتم على أكتاف الجثث لتبنو مجدها الكاذب وحكمها التافه, أنتم لستم سوى سياط بيد من يحركون أمن واقتصاد هذا العالم, الشعب الميت جائع فمن سيحييه وقد اغتاله الموت بالخوف, من سيرجع له نبض الكرامة وقد تعالت القبور والمزابل, من سيعطي لجثث حق الحياة بعد العدم, ومن سيكشف عن حسابه المصرفي ليفتح قبورا أخرى في باحات قصوركم الفارهة؟
من سيجيب على صوت الميت عندما يناديكم أنا جائع؟!


هدير الجميلي 23_1_2017 الاثنين

رد: من يشتري خبزاً للموتى!
 

أتفق معك في معظم ما ورد في مقالك
وأختلف في البعض وأهمه أن الجائع لا يعترف بالله
الجوع ليس سببا للكفر بالله، ولكنه سبب للكفر بالإنسانية الظالمة، بالحاكم المستبد، بالفاسد يسرق قوته
ليس الله المتسبب بجوعه، ولكنه الجشع الإنساني حين يخلع ثوب إنسانيته التي كرمه الله بها فأبى إلا أن يعيش وحشيته بأبشع صورها

محبتي

رد: من يشتري خبزاً للموتى!
 

رد: من يشتري خبزاً للموتى!
 

رد: من يشتري خبزاً للموتى!