۩ أكاديمية الفينيق ۩

۩ أكاديمية الفينيق ۩ (http://www.fonxe.net/vb/index.php)
-   ☼ بيادر فينيقية ☼ (http://www.fonxe.net/vb/forumdisplay.php?f=31)
-   -   أخي (رافاييل نوبوا) (http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=77930)

ياسر أبو سويلم الحرزني 16-07-2021 07:00 PM

أخي (رافاييل نوبوا)
 




أخي
......................
"رافاييل نوبوا"


لم أسامح أخي التوأم أبداً لأنه سبقني في الخروج وتركني لسبع دقائق في رحم أمّي وحيداً ، مذعوراً ، أطفو كرائد فضاء في ذلك السائل اللزج ، وأسمع على الجانب الآخر أصوات القبلات تنهمر عليه ، كانت تلك أطول سبع دقائق في حياتي والّتي حدّدت أنّه قد أصبح الأخ الأكبر (البكر) والمفضّل لدى أمّي.
منذ ذلك الحين كنت أحرص دائماً على أن أسبق أخي "بابلو" في الخروج من جميع الأماكن ، من الغرفة ، من المنزل ، من المدرسة ، من قدّاس الكنيسة ، وحتّى من السينما مع أنّ ذلك كان يكلّفني عدم مشاهدة نهاية الفيلم.
ذات يوم كنت مشتّت الذهن وملتهياً ، فإذ بأخي يسبقني ويخرج من المنزل قبلي وهو ينظر إليّ ويبتسم لي بابتسامته الرائعة ، فدهسته سيّارة ، وأذكر أنّ والدتي عندما سمعت صوت الضربة مرّت بجانبي مسرعة وركضت إلى خارج المنزل وكانت تصرخ وتصيح بإسمي وهي تمدّ ذراعيها نحو جثّة أخي.
منذ ذلك الحين وحتّى الآن لم أصحّح لها خطأها أبداً


……………………………………

هذه ترجمتي المتواضعة لقصّة قصيرة جدّاً بعنوان
"أخي"
(mi hermano)
للأديب الأسباني رافاييل نوبوا

أذكر أنّني قرأتها منذ مدّة بعد ان عثرت بها صدفة حين كنت أبحث عن أغنية "الأخ لوي" لفريق الـ"مودرن توكنج" ، وبالأمس وحين كنت أتابع برنامج "المشّاء" على قناة الجزيرة والّذي كان يتحدّث عن القصّة القصيرة جدّاً ، وإذ بالراوي يروي هذه القصّة وكان انطباعي عن روايته للقصّة أفضل بكثير من انطباعي الأوّل لقراءتي السابقة لها (بالرغم من بعض ملاحظاتي على ترجمتهم) ، فأدهشتني القصّة إلى درجة لا توصف ، فقمت بهذه المحاولة المتواضعة لترجمتها مع تصرّف بسيط احتفاءاً بهذه التحفة الأدبيّة الرائعة.

وأرجو من مبدعات ومبدعي الـ" ق ق ج" إن كانوا سيشاهدون هذه الحلقة الرائعة من برنامج "المشاء" ألا يعتبوا على ضيفة البرنامج حين قالت أن البعض يعتبر الـ "ق ق ج" حمار الرواة كما هو الرجز حمار الشعراء هههه
وللامانة هي قالت ذلك في معرض دفاعها عن الققج

أرجو أن تتكرموا ولا تبخلوا بآرائكم وانطباعاتكم ونقدكم لهذه القصّة الرائعة
وبإلقاء مزيداً من الضوء عليها


تحيّاتي




.
.

خديجة قاسم 16-07-2021 07:13 PM

رد: أخي (رافاييل نوبوا)
 
تذوقتها قارئة وحسب حيث إنني لا أملك الحكم عليها فنيا
لكن راقت لي إنسانيا
بوركت أ.ياسر ودام العطاء
تقديري

ياسر أبو سويلم الحرزني 16-07-2021 07:19 PM

رد: أخي (رافاييل نوبوا)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خديجة قاسم (المشاركة 1959704)
تذوقتها قارئة وحسب حيث إنني لا أملك الحكم عليها فنيا
لكن راقت لي إنسانيا
بوركت أ.ياسر ودام العطاء
تقديري




مساء الخير أستاذتنا الفاضلة خديجة

هذا هو المطلوب أختي خديجة
مع الشكر الجزيل

لكنّني كنت اطمع من أختي الكريمة بانطباعها وتأويلها ، وببعض ضوء من قراءتها
حتّى ولو بشكل مختصر إن أمكن ، وحين يتسّع وقتكم لذلك

بوركت أستاذتنا الفاضلة
تحيّاتي واحترامي

أحلام المصري 16-07-2021 07:41 PM

رد: أخي (رافاييل نوبوا)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر أبو سويلم الحرزني (المشاركة 1959699)




أخي
......................
"رافاييل نوبوا"


لم أسامح أخي التوأم أبداً لأنه سبقني في الخروج وتركني لسبع دقائق في رحم أمّي وحيداً ، مذعوراً ، أطفو كرائد فضاء في ذلك السائل اللزج ، وأسمع على الجانب الآخر أصوات القبلات تنهمر عليه ، كانت تلك أطول سبع دقائق في حياتي والّتي حدّدت أنّه قد أصبح الأخ الأكبر (البكر) والمفضّل لدى أمّي.
منذ ذلك الحين كنت أحرص دائماً على أن أسبق أخي "بابلو" في الخروج من جميع الأماكن ، من الغرفة ، من المنزل ، من المدرسة ، من الحشود ، وحتّى من السينما مع أنّ ذلك كان يكلّفني عدم مشاهدة نهاية الفيلم.
ذات يوم كنت مشتّت الذهن وملتهياً ، فإذ بأخي يسبقني ويخرج من المنزل قبلي وهو ينظر إليّ ويبتسم لي بابتسامته الرائعة ، فدهسته سيّارة ، وأذكر أنّ والدتي عندما سمعت صوت الضربة مرّت بجانبي مسرعة وركضت إلى خارج المنزل وكانت تصرخ وتصيح بإسمي وهي تمدّ ذراعيها نحو جثّة أخي.
منذ ذلك الحين وحتّى الآن لم أصحّح لها خطأها أبداً


……………………………………

هذه ترجمتي المتواضعة لقصّة قصيرة جدّاً بعنوان
"أخي"
(mi hermano)
للأديب الأسباني رافاييل نوبوا

أذكر أنّني قرأتها منذ مدّة بعد ان عثرت بها صدفة حين كنت أبحث عن أغنية "الأخ لوي" لفريق الـ"مودرن توكنج" ، وبالأمس وحين كنت أتابع برنامج "المشّاء" على قناة الجزيرة والّذي كان يتحدّث عن القصّة القصيرة جدّاً ، وإذ بالراوي يروي هذه القصّة وكان انطباعي عن روايته للقصّة أفضل بكثير من انطباعي الأوّل لقراءتي السابقة لها (بالرغم من بعض ملاحظاتي على ترجمتهم) ، فأدهشتني القصّة إلى درجة لا توصف ، فقمت بهذه المحاولة المتواضعة لترجمتها مع تصرّف بسيط احتفاءاً بهذه التحفة الأدبيّة الرائعة.

وأرجو من مبدعات ومبدعي الـ" ق ق ج" إن كانوا سيشاهدون هذه الحلقة الرائعة من برنامج "المشاء" ألا يعتبوا على ضيفة البرنامج حين قالت أن البعض يعتبر الـ "ق ق ج" حمار الرواة كما هو الرجز حمار الشعراء هههه
وللامانة هي قالت ذلك في معرض دفاعها عن الققج

أرجو أن تتكرموا ولا تبخلوا بآرائكم وانطباعاتكم ونقدكم لهذه القصّة الرائعة
وبإلقاء مزيداً من الضوء عليها


تحيّاتي




.
.

مرحبا أستاذنا الشاعر ياسر أبو سويلم
،
مبدئيا و قبل الخوض في فنيات القصة ،
أعتقد أن مكانها هو ركن البيادر
لأنها ترجمة عن عمل آخر،
لذا ، فسيتم نقلها هناك مع كامل الود
و لي عودة للنص و الحديث عنه

كامل التقدير

أحلام المصري 16-07-2021 07:44 PM

رد: أخي (رافاييل نوبوا)
 
قمتُ بتثبيت النص ، لتلقي القراءات و المناقشات عليه ،
و يكون الحوار حزل فنيات القصة القصيرة و تطبيقها على الترجمة بين أيادينا هنا . .


كامل الود

ياسر أبو سويلم الحرزني 16-07-2021 07:45 PM

رد: أخي (رافاييل نوبوا)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري (المشاركة 1959708)
مرحبا أستاذنا الشاعر ياسر أبو سويلم
،
مبدئيا و قبل الخوض في فنيات القصة ،
أعتقد أن مكانها هو ركن البيادر
لأنها ترجمة عن عمل آخر،
لذا ، فسيتم نقلها هناك مع كامل الود
و لي عودة للنص و الحديث عنه

كامل التقدير





مرحباً ألف
أتّفق معك أستاذتنا الفاضلة أحلام المصري
ولكم مطلق الحقّ في ذلك

نشرتها هنا طمعاً في مزيد من القراءات الكريمة والإنطباعات
لإثراء النقاش حول هذه القصّة الجميلة

وإن كان لا بدّ من البيادر
فلا بدّ من البيادر
فإلى البيادر إذن
هههه


تحيّاتي واحترامي

زياد السعودي 16-07-2021 07:47 PM

رد: أخي (رافاييل نوبوا)
 
لعل الترجمة رفعت اقتصاد الكلام
غير ان المضمون عميق
يفتح أبواب التأويل
من خلال :
(لم أصحّح لها خطأها أبداً )

كما أنه يفتح باب التساؤل عن جوانيات النص

هل كان بارا بأمه فأخفى ؟
هل أراد ان يتخلص منه لصالح الحياة في جلباب أخيه ؟
هل فقد شهوة السبق وتوقفت بالسبق الأخير ؟
هل لمسألة السبق مولدا والسبق موتا علاقة بفنيات الناص والنص ؟


شكرا لذائقة الحرزني أن قدمت هذا النموذج
لنرافقه اللى البيادر
متمنين أن يحصد من مداخلات المختصين ما من شأنه أن يثري الذائقة


كامل الود

خالد يوسف أبو طماعه 16-07-2021 07:48 PM

رد: أخي (رافاييل نوبوا)
 
السلام عليكم
أهلا أخي ياسر
انتقاء مؤلم جدا
في البداية ورد في بعض الترجمات زيادة في قفلة النص
مت أنا وعاش أخي

النص مؤلم جدا ومفجع وربما كان الكاتب قاسيا جذا
هل يوجد ثمة فرق في سبع دقائق في التفريق بينهما
اقول:
ربما من شدة حبها لابنها البكر رفضت فكرة موته لتعيش وهم أن من مات
هو الصغير وهنا تظهر قسوة الكاتب
والأمر الآخر أن الصغير أناني ولا يفكر إلا في نفسه حتى لحظة موت اخيه
والأمر الأخير أن الصغير مات وهو حي
النص حاد جدا جدا
عدد كلمات النص ما يقارب 146 كلمة لكن لن تجد تفاصيل أو إسهاب قد ضر بمضمون النص
ورغم هذا الكم من الكلمات إلا أن التكثيف كبير جدا والاقتضاب رائع
من هنا ذهب بعض أهل هذا الفن أن عدد كلمات القصة القصيرة جدا
يصل إلى ما يقارب آل 300 كلمة بدون ترهل أو إسهاب فائض عن الحاجة

البعض يعتبر الـ "ق ق ج" حمار الرواة كما هو الرجز حمار الشعراء هههه
وبعض ممن يهتم بال ق ق ج أيضا يعتبرها نوعا من السجع
محبتي لأخي ياسر

أحلام المصري 16-07-2021 08:02 PM

رد: أخي (رافاييل نوبوا)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر أبو سويلم الحرزني (المشاركة 1959710)






مرحباً ألف
أتّفق معك أستاذتنا الفاضلة أحلام المصري
ولكم مطلق الحقّ في ذلك

نشرتها هنا طمعاً في مزيد من القراءات الكريمة والإنطباعات
لإثراء النقاش حول هذه القصّة الجميلة

وإن كان لا بدّ من البيادر
فلا بدّ من البيادر
فإلى البيادر إذن
هههه


تحيّاتي واحترامي


شكرا لرقي إنسانك أستاذنا الراقي

احترامي

أحلام المصري 16-07-2021 08:19 PM

رد: أخي (رافاييل نوبوا)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر أبو سويلم الحرزني (المشاركة 1959699)




أخي
......................
"رافاييل نوبوا"


لم أسامح أخي التوأم أبداً لأنه سبقني في الخروج وتركني لسبع دقائق في رحم أمّي وحيداً ، مذعوراً ، أطفو كرائد فضاء في ذلك السائل اللزج ، وأسمع على الجانب الآخر أصوات القبلات تنهمر عليه ، كانت تلك أطول سبع دقائق في حياتي والّتي حدّدت أنّه قد أصبح الأخ الأكبر (البكر) والمفضّل لدى أمّي.
منذ ذلك الحين كنت أحرص دائماً على أن أسبق أخي "بابلو" في الخروج من جميع الأماكن ، من الغرفة ، من المنزل ، من المدرسة ، من الحشود ، وحتّى من السينما مع أنّ ذلك كان يكلّفني عدم مشاهدة نهاية الفيلم.
ذات يوم كنت مشتّت الذهن وملتهياً ، فإذ بأخي يسبقني ويخرج من المنزل قبلي وهو ينظر إليّ ويبتسم لي بابتسامته الرائعة ، فدهسته سيّارة ، وأذكر أنّ والدتي عندما سمعت صوت الضربة مرّت بجانبي مسرعة وركضت إلى خارج المنزل وكانت تصرخ وتصيح بإسمي وهي تمدّ ذراعيها نحو جثّة أخي.
منذ ذلك الحين وحتّى الآن لم أصحّح لها خطأها أبداً


……………………………………

هذه ترجمتي المتواضعة لقصّة قصيرة جدّاً بعنوان
"أخي"
(mi hermano)
للأديب الأسباني رافاييل نوبوا

أذكر أنّني قرأتها منذ مدّة بعد ان عثرت بها صدفة حين كنت أبحث عن أغنية "الأخ لوي" لفريق الـ"مودرن توكنج" ، وبالأمس وحين كنت أتابع برنامج "المشّاء" على قناة الجزيرة والّذي كان يتحدّث عن القصّة القصيرة جدّاً ، وإذ بالراوي يروي هذه القصّة وكان انطباعي عن روايته للقصّة أفضل بكثير من انطباعي الأوّل لقراءتي السابقة لها (بالرغم من بعض ملاحظاتي على ترجمتهم) ، فأدهشتني القصّة إلى درجة لا توصف ، فقمت بهذه المحاولة المتواضعة لترجمتها مع تصرّف بسيط احتفاءاً بهذه التحفة الأدبيّة الرائعة.

وأرجو من مبدعات ومبدعي الـ" ق ق ج" إن كانوا سيشاهدون هذه الحلقة الرائعة من برنامج "المشاء" ألا يعتبوا على ضيفة البرنامج حين قالت أن البعض يعتبر الـ "ق ق ج" حمار الرواة كما هو الرجز حمار الشعراء هههه
وللامانة هي قالت ذلك في معرض دفاعها عن الققج

أرجو أن تتكرموا ولا تبخلوا بآرائكم وانطباعاتكم ونقدكم لهذه القصّة الرائعة
وبإلقاء مزيداً من الضوء عليها


تحيّاتي




.
.

مرحبا مجددا بالقدير أ/ ياسر أبو سويلم ،

النص مؤلم بطبيعته البنائية و الوجدانية ،
و يركز على فكرة :
ننظر دوما للأشياء من وجهات نظرنا و زوايانا الخاصة جدا ، بغض النظر عن الحقيقة ، و هذا يصنع المشاكل دون شك .

و قبل الاستكمال :
قبل قراءتي لترجمتكم الرائعة ، لم أكن أعلم أن الفارق بينهما كان (سبع دقائق ) حيث كل الترجمات التي قرأتها سابقا لهذه القصة ، كانت (ست دقائق ) لكني اليوم بحثت عن الأرقام ، و اكتشفت أن بونوا كتبها سبع دقائق ،
ربما لا يكون هذا الأمر مؤثرا في شيء ، و لكني تساءلت :
لم كانت ستة في كل الترجمات الأخرى !
المهم ،
عودة للنص ،
هو بالطبع يخرج عن كونه ومض حكائي ، لكنه يظل في قفص القصة القصيرة جدا ، للأسباب التي ذكرها أستاذنا القدير خالد أبو طماعة ، فشكرا له
.
.
عن الوجدان في هذه القصة ، فهو متعدد الدرجات ، بمعنى :
السارد خُلق لديه وجدان خاص قبيل خروجه للحياة ، لكنه تبدد عندما دُهس أخوه بدلا منه ، و رأى لهفة أمه و وجعها عليه ، و الذي لم يكن يعلم أنه موجود من الأساس ، الغيرة التي تحكمت فيه نحو أخيه ، تبددت في النهاية إلى إيثار جعله يتقبل موته مقابل حياة أخيه في عين أمه ، ليبقى حيا دائما في قلب أمه . .
هذه لحظة وجدانية طويلة و مؤثرة بل و خطيرة ليس الجميع يستطيعون تحملها . .
نعم ( مت أنا و عاش أخي ) هذا هو العنوان الصحيح لهذه الرائعة الإنسانية وجدانيا . .
.
الأخ / التوأم / القتيل / المضحي . . و أعتبرها تضحية ربما لأنه رأى ما لم يره أخوه لذا تعمد أن يسبقه ليموت هو بدلا من أخيه . . و الدليل :
وهو ينظر إليّ ويبتسم لي بابتسامته الرائعة ، فدهسته سيّارة ،
هذه التركيبات اللغوية تشي بمعرفته و إن لم يكن عليها دليلا ظاهريا ، و تمنح القارئ الرغبة في تصديق فعل التضحية عن طيب خاطر . . و هذه كانت لحظة فارقة . .

أرى أن اللحظة الفارقة الثانية هي ردة فعل الأم و كيف تلقاها السارد ، حيث فاجأه ما رأى لأنه لم يكن يظن أن له هذه المكانة _و هو خطأ التأويل حسب الزوايا الخاصة _ كما أوضحت من قبل ،
ما جعله يتقبل أن يكون هو الميت لا أخوه . .
.
.
الراقي أ/ ياسر الحرزني

نص عبقري ، بترجمة جميلة ، قالت الكثير من فنون الق ق ج بتمكن

احترامي الكبير

ياسر أبو سويلم الحرزني 16-07-2021 08:25 PM

رد: أخي (رافاييل نوبوا)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري (المشاركة 1959709)
قمتُ بتثبيت النص ، لتلقي القراءات و المناقشات عليه ،
و يكون الحوار حزل فنيات القصة القصيرة و تطبيقها على الترجمة بين أيادينا هنا . .


كامل الود




ثبّتك الله على شهادة الحق
وأكرمك أستاذتنا الفاضلة احلام


تحيّاتي واحترامي

ياسر أبو سويلم الحرزني 16-07-2021 08:37 PM

رد: أخي (رافاييل نوبوا)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي (المشاركة 1959712)
لعل الترجمة رفعت اقتصاد الكلام
غير ان المضمون عميق
يفتح أبواب التأويل
من خلال :
(لم أصحّح لها خطأها أبداً )

كما أنه يفتح باب التساؤل عن جوانيات النص

هل كان بارا بأمه فأخفى ؟
هل أراد ان يتخلص منه لصالح الحياة في جلباب أخيه ؟
هل فقد شهوة السبق وتوقفت بالسبق الأخير ؟
هل لمسألة السبق مولدا والسبق موتا علاقة بفنيات الناص والنص ؟


شكرا لذائقة الحرزني أن قدمت هذا النموذج
لنرافقه اللى البيادر
متمنين أن يحصد من مداخلات المختصين ما من شأنه أن يثري الذائقة


كامل الود


حيهلا بحضرة العميد

اجتهدت قدر المستطاع في الترجمة
ويعلم أستاذنا أنّ اللاتينيّة لا بدّ لها من لغة وسيطة لغير المتحدّثين بها
وهذه معضلة كبيرة ، وخصوصاً في ترجمة القصائد

هل كان بارّاً بأمّه ؟
أعتقد أنّه كان بارّاً
ولكنّني أعتقد أيضاً أنّ هذا السؤال ليس قضيّة النصّ الرئيسية
لأنّ الكاتب لم يتطرّق إلى أنّ أخيه الّذي توفيّ "بابلو" كان بارّاً بأمّه أو على العكس

هل فقد شهوة السبق وتوقفت بالسبق الأخير ؟
لا أعتقد ، لأنّ الكاتب ذكر في النصّ أنّه كان "مشتت التفكير ومتلهيّاً" حين غافله "بابلو" وسبقه في الخروج

هل لمسألة السبق مولدا والسبق موتا علاقة بفنيات الناص والنص ؟
نعم ، أعتقد أنّها حجر الأساس في كلّ من المبنى المعنى
وهي الشرارة الّتي أشعلت المعنى
سؤالك عميق واستغرقني كثيراً قبل الإجابة عليه
أرجو أن تكون إجابة موفّقه ، وإذا طرأ لي غير ذلك سأعود واتراجع عنها


الشكر لله يا صديقي
وأسعدني تفاعلكم الرائع واشتباككم مع النصّ


محبّتي

أحمد علي 16-07-2021 08:48 PM

رد: أخي (رافاييل نوبوا)
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
مرحبا أخي أ. ياسر أبو سويلم
شكرا لطرح القصة الرائعة وجهدك في ترجمتها ..


للأمانة بحثت عن أي أعمال اضافية في القصة القصيرة للكاتب فلم أجد أي عمل قصصي له ..


هذه هي القصة مع زيادة عبارة ( مت أنا وعاش أخي ) حيث أنها مهمة جدا لا يمكن اهمالها :

توأمي..

"لم أسامح أخي التوأم الذي هجرني لسِت دقائق في بطن أمي ،وتركني هناك ، وحيداً مذعوراً في الظّلام ،
عائماً كرائد فضاء في بطن أمّي ، مستمعاً الى القبلات تنهمر عليه في الجانب الآخر .
كانت تلك أطول سِت دقائق في حياتي ،
وهي التي حدّدت في النّهاية أنّ أخي سيكون اﻹبن اﻷكبر والمفضل لأمي"

منذ ذلك الحين ، صرت أسبق أخي في الخروج من كلّ الأماكن : من الغرفة ، من البيت ، من المدرسة ، من السينما مع أن ذلك كان يكلّفني أن أفوت مشاهدة نهاية الفيلم .

وفي يوم من الأيام ، إلتهيت ، فخرج أخي قبلي إلى الشّارع ،
وبينما كان ينظر إليّ بإبتسامته الوديعة ، دهسته سيارة ، أتذكر أن والدتي ، لدى سماعها صوت الضّربة ، ركضت من المنزل ومرّت من أمامي ، ذراعاها كانتا ممدودتان نحو جثّة أخي ولكنّها تصرخ بإسمي ..

حتى هذه اللحظة لم أصحّح لها خطأها أبداً

متّ أنا وعاش أخ
ي








محاولة قراءتي للنص :


أول ما يشد القاريء هو اللغة الشعرية العالية في النص ، وكذلك الاهتمام بالجانب الإنساني ..

البعد - السيكولوجي - النفسي : يتطرق الكاتب لبعد نفسي واجتماعي تضمنته القصة بشكل ضمني :
هو الصراع الأذلي والدامي بين بني آدم منذ بدء الخليقة ، الحسد ،الغبطة وخليط من مجموعة مشاعر متناقضة
تتعاكس في الاتجاه ، والدرجة الأكثر إيلاما هي حدة ذلك الصراع واشتعاله حتى بين توأمين ،
وجدا نفسيهما في مشيمة واحدة يتغذيان من حبل سري واحد ، أحدهما ينقم على أخيه خروجه للنور قبله
وإن كان لمجرد بضع دقائق نال فيها توأمه قبلات وتحيات قبله ..
يريد الكاتب ترسيخ هذا البعد النفسي ليقول لنا أن البشر خلقوا على التضاد والمشاحنة والحسد أوالغبطة على أقل تقدير ..
وهنا في هذه النقطة تحديدا قد يتفق الكثير منا على ما حاول الكاتب التوطيد له في تناوله للزاوية الاجتماعية والخلفية النفسية
للإنسان بوجه عام ..
القصة القصيرة وقتئذ كان يتم صياغتها بهذا الشكل حيث تجمع الحدث والسردية وبعض التكثيف ،
غير أن الكتاب اعتمدوا على قوة الفكرة ولغة البلاغة والتعبيرات ذات الايحاءات المتعددة أكثر من اهتمامهم بالقفلة ودرجة دهشتها ولم يهتموا أيضا بالتركيز على عنصر المفارقة ..
ولذا قد أسمي هذه النوعية من القصص ( قصة قصيرة جدا كلاسيكية ) .
لقد زكى الكاتب وأنصف بطل القصة بأن جعله يتخلى عن اسمه من أجل روح أخيه الراحل ..
فقد آثر أن تظل أمه تعامله على أنه أخيه المتوفي ولأنه توأمه فقد كان يشبهه كثيرا إلى حد أن الأم لم تستطع التفريق
بينهما واختلطت عليها أسمائهم ..
سعى الكاتب هنا سعيا حثيثا نحو فكرة أن الإنسان رغم ما فيه من شر مقيم خلق معه ، فإنه يحمل بذرة الخير بداخله بشكل أو بآخر ..
ومن خلال قراءة النص الإنساني الجميل هذا واستنباط البعد النفسي والفلسفي وفكرة النص التي اشتغل عليها الكاتب
يمكن أن نخلص باختصار إلى :

خلق الإنسان وفيه قوى شر تتدافع مع قوى خير وإن بدت قوى الشر مستفحلة ، فإن قوى الخير - وإن بدت خاملة -
قد تنتصر على قوى الشر بالضربة القاضية في أي وقت ..
وبناء على ذلك انتصر الكاتب لقوى الخير في خاتمة النص بشكل واضح لا يقبل النقاش متمثلا في عبارة
( متّ أنا وعاش أخي)

ليعلن أن بطل القصة فضل موته في نظر أمه تضحية من أجل روح أخيه ..

وهذا أيضا قد يدعونا من بعيد لقراءة مبدأ المخلص والخلاص .. في الدين المسيحي
والموضوع قد يطول بنا ..


هكذا قراتها قراءة غير ملزمة بشيء
وشكرا أخي ياسر



[youtube]https://www.youtube.com/watch?v=sruHcf9HJ7I&t=12s[/youtube]

ياسر أبو سويلم الحرزني 16-07-2021 09:07 PM

رد: أخي (رافاييل نوبوا)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه (المشاركة 1959714)
السلام عليكم
أهلا أخي ياسر
انتقاء مؤلم جدا
في البداية ورد في بعض الترجمات زيادة في قفلة النص
مت أنا وعاش أخي

النص مؤلم جدا ومفجع وربما كان الكاتب قاسيا جذا
هل يوجد ثمة فرق في سبع دقائق في التفريق بينهما
اقول:
ربما من شدة حبها لابنها البكر رفضت فكرة موته لتعيش وهم أن من مات
هو الصغير وهنا تظهر قسوة الكاتب
والأمر الآخر أن الصغير أناني ولا يفكر إلا في نفسه حتى لحظة موت اخيه
والأمر الأخير أن الصغير مات وهو حي
النص حاد جدا جدا
عدد كلمات النص ما يقارب 146 كلمة لكن لن تجد تفاصيل أو إسهاب قد ضر بمضمون النص
ورغم هذا الكم من الكلمات إلا أن التكثيف كبير جدا والاقتضاب رائع
من هنا ذهب بعض أهل هذا الفن أن عدد كلمات القصة القصيرة جدا
يصل إلى ما يقارب آل 300 كلمة بدون ترهل أو إسهاب فائض عن الحاجة
محبتي لأخي ياسر




حيّ الله أخي وأستاذي خالد

نعم هي قصّة مؤلمة جدّاً
ولكنّها تحمل جانباً مشرقاً من جهة إنصافها للـ"ق ق ج" وتثبيت دعائمها كجنس أدبي
له أكثر من ثلاثين عاماً يحاول ان يثبت نفسه
وجاء هذا النصّ ليحقق هذا الإنتصار الكبير (برأيي المتواضع) وينصفها

"متّ أنا وعاش أخي"
لم أجدها في النصّ الأصلي
وأعتقد وبرأيي المتواضع أنّه اجتهاد من المترجم
وإن كان كذلك فإنّي أراه اجتهاداً غير موفّق ، وتقويل المؤلّف ما لم يقل
وبرأيي أيضاً أنّها تفسّر ماء النصّ بالماء

هل كان الكاتب قاسياً ؟
لا أعتقد أنّه يمكن الحكم عليه بهذه السهولة
ولكن دعنا نقول بأنّ تأويل النصّ (معناه) كان قاسياً ، قاسياً جدّاً ، ولا أقصد طبعاً وفاة أحد الأخوين بل ما يمكن تأويله من تعاطي شخوص النصّ مع الحادثة
وإن كان من السهولة الحكم بقسوة الناص ، فماذا عسانا نقول عن ماركيز وما فعله بـ "فلورنتينو إريثا" و"فيرمينا داثا" في روايته "الحبّ في زمن الكوليرا"

أمّا قضيّة انّ الأخ الأصغر كان انانيّاً ، فلا اتّفق معك
هل لأنّه كان يحرص على أن يسبق أخيه في الخروج من أيّ مكان ، فهو أناني ؟
ما قولك في أنّه لم يكن يسبق أخيه في الدخول إلى أي مكان ؟!
وهل يجوز إطلاق صفة الأنانيّة على طفل يتعاطى مع الحياة والأشياء بمنطق الأطفال ؟
هذه ليست أسئلة بقدر ما هي تفكير بصوت عال ، لعلنا نصل إلى قراءة منصفة للنصّ
وأنا هنا لا أدّعي أنني املك هذه القراءة

النصّ حاد وموجع جدّاً
أتفق مع حضرتك

بخصوص عدد كلمات النص
أعتقد أنّها ضمن المسموح ، وهذا اعتقاد
وحبّذا
لو تجاوزناها الآن ، لأنّ النصّ مصنّف كقصّة قصيرة جدّاً


أسعدتني مداخلتك المثرية
وبانتظار مشاركات أخرى تضيء لنا هذا النصّ الجميل


محبّتي

خالد يوسف أبو طماعه 16-07-2021 09:15 PM

رد: أخي (رافاييل نوبوا)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر أبو سويلم الحرزني (المشاركة 1959737)





حيّ الله أخي وأستاذي خالد

نعم هي قصّة مؤلمة جدّاً
ولكنّها تحمل جانباً مشرقاً من جهة إنصافها للـ"ق ق ج" وتثبيت دعائمها كجنس أدبي
له أكثر من ثلاثين عاماً يحاول ان يثبت نفسه
وجاء هذا النصّ ليحقق هذا الإنتصار الكبير (برأيي المتواضع) وينصفها

"متّ أنا وعاش أخي"
لم أجدها في النصّ الأصلي
وأعتقد وبرأيي المتواضع أنّه اجتهاد من المترجم
وإن كان كذلك فإنّي أراه اجتهاداً غير موفّق ، وتقويل المؤلّف ما لم يقل
وبرأيي أيضاً أنّها تفسّر ماء النصّ بالماء

هل كان الكاتب قاسياً ؟
لا أعتقد أنّه يمكن الحكم عليه بهذه السهولة
ولكن دعنا نقول بأنّ تأويل النصّ (معناه) كان قاسياً ، قاسياً جدّاً ، ولا أقصد طبعاً وفاة أحد الأخوين بل ما يمكن تأويله من تعاطي شخوص النصّ مع الحادثة
وإن كان من السهولة الحكم بقسوة الناص ، فماذا عسانا نقول عن ماركيز وما فعله بـ "فلورنتينو إريثا" و"فيرمينا داثا" في روايته "الحبّ في زمن الكوليرا"

أمّا قضيّة انّ الأخ الأصغر كان انانيّاً ، فلا اتّفق معك
هل لأنّه كان يحرص على أن يسبق أخيه في الخروج من أيّ مكان ، فهو أناني ؟
ما قولك في أنّه لم يكن يسبق أخيه في الدخول إلى أي مكان ؟!
وهل يجوز إطلاق صفة الأنانيّة على طفل يتعاطى مع الحياة والأشياء بمنطق الأطفال ؟
هذه ليست أسئلة بقدر ما هي تفكير بصوت عال ، لعلنا نصل إلى قراءة منصفة للنصّ
وأنا هنا لا أدّعي أنني املك هذه القراءة

النصّ حاد وموجع جدّاً
أتفق مع حضرتك

بخصوص عدد كلمات النص
أعتقد أنّها ضمن المسموح ، وهذا اعتقاد
وحبّذا
لو تجاوزناها الآن ، لأنّ النصّ مصنّف كقصّة قصيرة جدّاً


أسعدتني مداخلتك المثرية
وبانتظار مشاركات أخرى تضيء لنا هذا النصّ الجميل


محبّتي

أهلا أخي ياسر
بالتأكيد النص قصة قصيرة جدا
لم أجزم بنية أي منها وبداية الحديث هي ربما. :)
هي محض اجتهاد في نص متين وعميق جدا
ومحبتي للياسر

ياسر أبو سويلم الحرزني 16-07-2021 09:18 PM

رد: أخي (رافاييل نوبوا)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم شحدة (المشاركة 1959715)
شكرا لك اخي ياسر ..
قرات القصة وانبسطت كثيرا

شكرا مرة ثانية ..




حيّاك الله أستاذ ابراهيم

الشكر لله
ثم لمبدعها ، وأسعدتني سعادتك بها


تحيّاتي واحترامي

أحمد علي 16-07-2021 09:51 PM

رد: أخي (رافاييل نوبوا)
 
وتتبقى ثمة تأويلات أخرى ..
قد تدعمها بعض العبارات التي تخللت النص ،
مثل صراخ الأم باسم بطل القصة ، ربما أرادت أن تقول أن بطل القصة الحي هو المتسبب في موت أخيه من خلال منافسته على من يفعل كيت وكيت أولا ..
وبعدا آخر قد يغذي بقاء معاناة البطل حتى بعد موت أخيه ،
فما زال اسم أخيه ملتصقا به طامسا هويته الشخصية الخاصة ، وأن حنان أمه تجاه من تظنه حيا حرمه من تذوق طعم هذا الحنان لشخصه هو ..!
والنص قابل لتأويلات كثيرة ..
فقد ركزت على الجانب النفسي والفكرة التي اعتمدها الكاتب ..

ياسر أبو سويلم الحرزني 16-07-2021 10:30 PM

رد: أخي (رافاييل نوبوا)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري (المشاركة 1959718)
مرحبا مجددا بالقدير أ/ ياسر أبو سويلم ،

النص مؤلم بطبيعته البنائية و الوجدانية ،
و يركز على فكرة :
ننظر دوما للأشياء من وجهات نظرنا و زوايانا الخاصة جدا ، بغض النظر عن الحقيقة ، و هذا يصنع المشاكل دون شك .

و قبل الاستكمال :
قبل قراءتي لترجمتكم الرائعة ، لم أكن أعلم أن الفارق بينهما كان (سبع دقائق ) حيث كل الترجمات التي قرأتها سابقا لهذه القصة ، كانت (ست دقائق ) لكني اليوم بحثت عن الأرقام ، و اكتشفت أن بونوا كتبها سبع دقائق ،
ربما لا يكون هذا الأمر مؤثرا في شيء ، و لكني تساءلت :
لم كانت ستة في كل الترجمات الأخرى !
المهم ،
عودة للنص ،
هو بالطبع يخرج عن كونه ومض حكائي ، لكنه يظل في قفص القصة القصيرة جدا ، للأسباب التي ذكرها أستاذنا القدير خالد أبو طماعة ، فشكرا له
.
.
عن الوجدان في هذه القصة ، فهو متعدد الدرجات ، بمعنى :
السارد خُلق لديه وجدان خاص قبيل خروجه للحياة ، لكنه تبدد عندما دُهس أخوه بدلا منه ، و رأى لهفة أمه و وجعها عليه ، و الذي لم يكن يعلم أنه موجود من الأساس ، الغيرة التي تحكمت فيه نحو أخيه ، تبددت في النهاية إلى إيثار جعله يتقبل موته مقابل حياة أخيه في عين أمه ، ليبقى حيا دائما في قلب أمه . .
هذه لحظة وجدانية طويلة و مؤثرة بل و خطيرة ليس الجميع يستطيعون تحملها . .
نعم ( مت أنا و عاش أخي ) هذا هو العنوان الصحيح لهذه الرائعة الإنسانية وجدانيا . .
.
الأخ / التوأم / القتيل / المضحي . . و أعتبرها تضحية ربما لأنه رأى ما لم يره أخوه لذا تعمد أن يسبقه ليموت هو بدلا من أخيه . . و الدليل :
وهو ينظر إليّ ويبتسم لي بابتسامته الرائعة ، فدهسته سيّارة ،
هذه التركيبات اللغوية تشي بمعرفته و إن لم يكن عليها دليلا ظاهريا ، و تمنح القارئ الرغبة في تصديق فعل التضحية عن طيب خاطر . . و هذه كانت لحظة فارقة . .

أرى أن اللحظة الفارقة الثانية هي ردة فعل الأم و كيف تلقاها السارد ، حيث فاجأه ما رأى لأنه لم يكن يظن أن له هذه المكانة _و هو خطأ التأويل حسب الزوايا الخاصة _ كما أوضحت من قبل ،
ما جعله يتقبل أن يكون هو الميت لا أخوه . .
.
.
الراقي أ/ ياسر الحرزني

نص عبقري ، بترجمة جميلة ، قالت الكثير من فنون الق ق ج بتمكن

احترامي الكبير




حيهلا بأستاذتنا أحلام

أتّفق معك في كوننا ننظر للأشياء من وجهة نظرنا وزوايانا الخاصّة فقط خلال سعينا للوصول إلى الحقيقة
وأعتقد أنّه إذا تجلّت الحقيقة فلن يختلف عاقلان منصفان في النظر إليها من زاوية واحدة
وربّما ، ربّما
أعتقد بإن اختلاف وجهات النظر وزواياه محرّك مهم للوصول إلى الحقيقة
فلو تطابقت وجهات النظر فسيتّفق الجميع ، وستكون الحقيقة هي الضحّية الوحيدة في هذه المعادلة
وهذه وجهة نظر شخصيّة

أعتقد أنّ قضية "سبع" أو "ستّ " دقائق كانت هفوة غير مقصودة من الشخص الّذي ترجم النصّ من اللاتينيّة إلى الإنجليزيّة ، وتكرارها في كثير من الترجمات والقراءات كان بسبب الإعتماد على هذه الترجمة
نعم في النصّ الأصلي بالأسبانيّة "سبع دقائق" "siete minutos"


كقارئ متواضع الأدوات أنا ضد الفصل بين الومض الحكائي والقصّة القصيرة جدّاً
وضد إخراج الومض من خيمة الـ "ق ق ج"
وهذا محض رأي شخصي

تقولين :
"عن الوجدان في هذه القصة ، فهو متعدد الدرجات ، بمعنى :
السارد خُلق لديه وجدان خاص قبيل خروجه للحياة ، لكنه تبدد عندما دُهس أخوه بدلا منه ، و رأى لهفة أمه و وجعها عليه ، و الذي لم يكن يعلم أنه موجود من الأساس ، الغيرة التي تحكمت فيه نحو أخيه ، تبددت في النهاية إلى إيثار جعله يتقبل موته مقابل حياة أخيه في عين أمه ، ليبقى حيا دائما في قلب أمه . .
هذه لحظة وجدانية طويلة و مؤثرة بل و خطيرة ليس الجميع يستطيعون تحملها . .
نعم ( مت أنا و عاش أخي ) هذا هو العنوان الصحيح لهذه الرائعة الإنسانية وجدانيا . ."

حسب قراءتي
صحيح أنّ النصّ بدأ بعبارة يقولها طفل "لن أسامح أخي" ، ولكن لا يوجد في النصّ ما يقول أنّه تعمّد إيذاء أخيه "بابلو" او الشجار الدائم معه ، وكلّ ما فعله هو الحرص على ان يسبق أخيه في الخروج من أي مكان كانتقام طفولّي بسبب سبق أخيه له في الخروج من رحم أمّه.

أمّا قولك أنّه : " رأى لهفة أمه و وجعها عليه ، و الذي لم يكن يعلم أنه موجود من الأساس"
فقد وجدّته رائعاً ويقرّبنا كثيراً من مكمن المعنى ، فتحيّة كبيرة أستاذة احلام
وكذلك ومن باب الإنصاف ، فالنصّ لم يقل أنّ أمّه لم تكن تحبّه أو أنّها لم تكن تظهر مشاعر الحبّ ، أي قد يكون هذا الحبّ وهذه اللهفة موجودان

النص لم يقل أنّه كان يغار من أخيه ، كلّ ما قاله النصّ بأنّه كان يحرص على أن يسبق أخيه في الخروج من الأمكنة ، ولم يقل أنّه كان يزاحمه أو يسبقه في الدخول إليها ...

تقولين : "إيثار"
ولماذا لا يكون دافعه لفعل ذلك هو كي يحظى بحبّ أمّه الكبير لأخيه "بابلو" ؟!

أمّا جملة : "متّ انا وعاش أخي"
فلم أجدها في النص الأصلي اللاتيني ، والّذي انتهي بعبارة "Yo nunca la saqué de su error" وترجمتها للإنجليزيّة : "I never got her out of her mistake"
وقد علّقت عليها في ردّي على أخي خالد

تقولين :
" وهو ينظر إليّ ويبتسم لي بابتسامته الرائعة ، فدهسته سيّارة ،
هذه التركيبات اللغوية تشي بمعرفته و إن لم يكن عليها دليلا ظاهريا ، و تمنح القارئ الرغبة في تصديق فعل التضحية عن طيب خاطر . . و هذه كانت لحظة فارقة . ."

أعتقد وبرأيي المتواضع أنّ مصطلح "تضحية" تحميل بأكثر ممّا تحتمله الجملة ، واعتقد أنّ مبعث الإبتسامة هو نوع من المشاكسة والمكايدة كأنّه يقول له : ها قد سبقتك وخرجت قبلك هذه المرّة
وقد أكون مخطئاً ، ما رأيك ؟


شكراً جزيلاً أستاذتنا أحلام لهذه القراءة الرائعة
ولا أخفيك أنّ قولك "رأى لهفة امّه ...." قد أضاء ودلّ على الكثير


تحيّاتي واحترامي

ياسر أبو سويلم الحرزني 16-07-2021 11:16 PM

رد: أخي (رافاييل نوبوا)
 
المعذرة رد مكرر

ياسر أبو سويلم الحرزني 16-07-2021 11:18 PM

رد: أخي (رافاييل نوبوا)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد علي (المشاركة 1959725)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
مرحبا أخي أ. ياسر أبو سويلم
شكرا لطرح القصة الرائعة وجهدك في ترجمتها ..


للأمانة بحثت عن أي أعمال اضافية في القصة القصيرة للكاتب فلم أجد أي عمل قصصي له ..


هذه هي القصة مع زيادة عبارة ( مت أنا وعاش أخي ) حيث أنها مهمة جدا لا يمكن اهمالها :

توأمي..

"لم أسامح أخي التوأم الذي هجرني لسِت دقائق في بطن أمي ،وتركني هناك ، وحيداً مذعوراً في الظّلام ،
عائماً كرائد فضاء في بطن أمّي ، مستمعاً الى القبلات تنهمر عليه في الجانب الآخر .
كانت تلك أطول سِت دقائق في حياتي ،
وهي التي حدّدت في النّهاية أنّ أخي سيكون اﻹبن اﻷكبر والمفضل لأمي"

منذ ذلك الحين ، صرت أسبق أخي في الخروج من كلّ الأماكن : من الغرفة ، من البيت ، من المدرسة ، من السينما مع أن ذلك كان يكلّفني أن أفوت مشاهدة نهاية الفيلم .

وفي يوم من الأيام ، إلتهيت ، فخرج أخي قبلي إلى الشّارع ،
وبينما كان ينظر إليّ بإبتسامته الوديعة ، دهسته سيارة ، أتذكر أن والدتي ، لدى سماعها صوت الضّربة ، ركضت من المنزل ومرّت من أمامي ، ذراعاها كانتا ممدودتان نحو جثّة أخي ولكنّها تصرخ بإسمي ..

حتى هذه اللحظة لم أصحّح لها خطأها أبداً

متّ أنا وعاش أخ
ي








محاولة قراءتي للنص :


أول ما يشد القاريء هو اللغة الشعرية العالية في النص ، وكذلك الاهتمام بالجانب الإنساني ..

البعد - السيكولوجي - النفسي : يتطرق الكاتب لبعد نفسي واجتماعي تضمنته القصة بشكل ضمني :
هو الصراع الأذلي والدامي بين بني آدم منذ بدء الخليقة ، الحسد ،الغبطة وخليط من مجموعة مشاعر متناقضة
تتعاكس في الاتجاه ، والدرجة الأكثر إيلاما هي حدة ذلك الصراع واشتعاله حتى بين توأمين ،
وجدا نفسيهما في مشيمة واحدة يتغذيان من حبل سري واحد ، أحدهما ينقم على أخيه خروجه للنور قبله
وإن كان لمجرد بضع دقائق نال فيها توأمه قبلات وتحيات قبله ..
يريد الكاتب ترسيخ هذا البعد النفسي ليقول لنا أن البشر خلقوا على التضاد والمشاحنة والحسد أوالغبطة على أقل تقدير ..
وهنا في هذه النقطة تحديدا قد يتفق الكثير منا على ما حاول الكاتب التوطيد له في تناوله للزاوية الاجتماعية والخلفية النفسية
للإنسان بوجه عام ..
القصة القصيرة وقتئذ كان يتم صياغتها بهذا الشكل حيث تجمع الحدث والسردية وبعض التكثيف ،
غير أن الكتاب اعتمدوا على قوة الفكرة ولغة البلاغة والتعبيرات ذات الايحاءات المتعددة أكثر من اهتمامهم بالقفلة ودرجة دهشتها ولم يهتموا أيضا بالتركيز على عنصر المفارقة ..
ولذا قد أسمي هذه النوعية من القصص ( قصة قصيرة جدا كلاسيكية ) .
لقد زكى الكاتب وأنصف بطل القصة بأن جعله يتخلى عن اسمه من أجل روح أخيه الراحل ..
فقد آثر أن تظل أمه تعامله على أنه أخيه المتوفي ولأنه توأمه فقد كان يشبهه كثيرا إلى حد أن الأم لم تستطع التفريق
بينهما واختلطت عليها أسمائهم ..
سعى الكاتب هنا سعيا حثيثا نحو فكرة أن الإنسان رغم ما فيه من شر مقيم خلق معه ، فإنه يحمل بذرة الخير بداخله بشكل أو بآخر ..
ومن خلال قراءة النص الإنساني الجميل هذا واستنباط البعد النفسي والفلسفي وفكرة النص التي اشتغل عليها الكاتب
يمكن أن نخلص باختصار إلى :

خلق الإنسان وفيه قوى شر تتدافع مع قوى خير وإن بدت قوى الشر مستفحلة ، فإن قوى الخير - وإن بدت خاملة -
قد تنتصر على قوى الشر بالضربة القاضية في أي وقت ..
وبناء على ذلك انتصر الكاتب لقوى الخير في خاتمة النص بشكل واضح لا يقبل النقاش متمثلا في عبارة
( متّ أنا وعاش أخي)

ليعلن أن بطل القصة فضل موته في نظر أمه تضحية من أجل روح أخيه ..

وهذا أيضا قد يدعونا من بعيد لقراءة مبدأ المخلص والخلاص .. في الدين المسيحي
والموضوع قد يطول بنا ..


هكذا قراتها قراءة غير ملزمة بشيء
وشكرا أخي ياسر



مرحبا ألف أستاذي الفاضل أحمد


أتوقّع أنّ هناك قصص كثيرة له ولكن بالأسبانيّة ولم تترجم (مجرّد توقّع)

جملة : متّ انا وعاش أخي" غيرر موجودة في النصّ الأصلي الّذي ترجمته إلى الإنجليزية بسماعدة ترجمان جوجول ، وهذا هو :
"Nunca le perdoné a mi hermano gemelo que me abandonara durante siete minutos en la barriga de mamá, y me dejara allí, solo, aterrorizado en la oscuridad, flotando como un astronauta en aquel líquido viscoso, y oyendo al otro lado cómo a él se lo comían a besos. Fueron los siete minutos más largos de mi vida, y los que a la postre determinarían que mi hermano fuera el primogénito y el favorito de mamá.
Desde entonces salía antes que Pablo de todos los sitios: de la habitación, de casa, del colegio, de misa, del cine … aunque ello me costara el final de la película. Un día me distraje y mi hermano salió antes que yo a la calle, y mientras me miraba con aquella sonrisa adorable, un coche se lo llevó por delante. Recuerdo que mi madre, al oír el golpe, salió de la casa y pasó ante mí corriendo gritando mi nombre, con los brazos extendidos hacia el cadáver de mi hermano.
Yo nunca la saqué de su error"


شكراً لتناولك النصّ من الزاوية السيكولوجيّة ، والّتي اعجبتني كثيراً
ولعلّي اختلف قليلاً معك في قضية نقمة الأخ على أخيه بسبب أنّه سبقه في الوجود ، صحيح أنّ الأمر مربك كثيراً زتزلّد لديّ نفس الإنطباع والشعور الّذي تولّد لديك ، فلم أجد مخرجاً إلا بالإلتزام الحرفي بمل جاء بالنص : لن أسامح أخي لأنه سبقني في الخروج من رحم أمي بسبع دقائق ، وعليه حرصت أن أسبقه في الخروج من كلّ الأمكنة الّتي نتواجد فيها.
وأخذت هذا السطر مرجعاً لأيّ تأويل ، فوجدته صالحاً كمرجع أحيل عليه الأحداث وما يطرأ من تأويل

بخصوص القصّة القصيرة جدّاً الكلاسيكيّة وما طرأ من تسمية كالومضّة الحكائيّة
فأنا كقارئ لا أحبّذ الفصل بينهما ، وأصنفهما تحت باب الـ ق ق ج ، ولا تختلفان إلى في عدد الكلمات إن جاز التعبير (وهذا رأي شخصي)

بخصوص تعليقك الكريم عن قوى الخير والشر وتضادّهما وانحياز الكاتب إلى جهة قوى الخير ، أسألك
أين هي قوى الخير وقوى الشر في النصّ ؟
هل يصحّ استنباط واستخلاص هذي المعاني الكبيرة من مسابقة أخ لأخيه بمنط طفولي بحت ويمكن بوصفة مشاحنة طفوليّة بريئة ؟
هل يستطيع قارئ ما ان يقول بأنّ بطل القصّة فضّل موته واختار أن يتقمّص شخصيّة أخيه المتوفّي لكي يفوز بحبّ أمّه الكبير لأخيه المتوفّي ويعيش باقي حياته في نعيم هذا الحبّ ؟

أمّا الكلام عن مبدأ الخلاص والمخلّص ، فبرأيي المتواضع هو تحميل للنصّ بأكثر مما يحتمل ، وقد أكون مخطئاً



شكراً جزيلاً أخي أحمد
وشكراّ لهذه القراءة الّتي تناولت النصّ من زاوية رائعة
وجعلتني أقول وانا أقرأها : ولم لا ؟
أمّا أسئلتي أعلاه ، فلم تكن إلا بقصد استجلاء معنى أو تأويل للنصّ


(والمعذرة لأنّني اضطررت لحذف الفيديو من الإقتباس لأنّه أربك تنسيق المتصفّح)

محبّتي

أحلام المصري 16-07-2021 11:23 PM

رد: أخي (رافاييل نوبوا)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر أبو سويلم الحرزني (المشاركة 1959785)





حيهلا بأستاذتنا أحلام

أتّفق معك في كوننا ننظر للأشياء من وجهة نظرنا وزوايانا الخاصّة فقط خلال سعينا للوصول إلى الحقيقة
وأعتقد أنّه إذا تجلّت الحقيقة فلن يختلف عاقلان منصفان في النظر إليها من زاوية واحدة
وربّما ، ربّما

أعتقد بإن اختلاف وجهات النظر وزواياه محرّك مهم للوصول إلى الحقيقة
فلو تطابقت وجهات النظر فسيتّفق الجميع ، وستكون الحقيقة هي الضحّية الوحيدة في هذه المعادلة
وهذه وجهة نظر شخصيّة

أعتقد أنّ قضية "سبع" أو "ستّ " دقائق كانت هفوة غير مقصودة من الشخص الّذي ترجم النصّ من اللاتينيّة إلى الإنجليزيّة ، وتكرارها في كثير من الترجمات والقراءات كان بسبب الإعتماد على هذه الترجمة
نعم في النصّ الأصلي بالأسبانيّة "سبع دقائق" "siete minutos"


كقارئ متواضع الأدوات أنا ضد الفصل بين الومض الحكائي والقصّة القصيرة جدّاً
وضد إخراج الومض من خيمة الـ "ق ق ج"
وهذا محض رأي شخصي

تقولين :
"عن الوجدان في هذه القصة ، فهو متعدد الدرجات ، بمعنى :
السارد خُلق لديه وجدان خاص قبيل خروجه للحياة ، لكنه تبدد عندما دُهس أخوه بدلا منه ، و رأى لهفة أمه و وجعها عليه ، و الذي لم يكن يعلم أنه موجود من الأساس ، الغيرة التي تحكمت فيه نحو أخيه ، تبددت في النهاية إلى إيثار جعله يتقبل موته مقابل حياة أخيه في عين أمه ، ليبقى حيا دائما في قلب أمه . .
هذه لحظة وجدانية طويلة و مؤثرة بل و خطيرة ليس الجميع يستطيعون تحملها . .
نعم ( مت أنا و عاش أخي ) هذا هو العنوان الصحيح لهذه الرائعة الإنسانية وجدانيا . ."

حسب قراءتي
صحيح أنّ النصّ بدأ بعبارة يقولها طفل "لن أسامح أخي" ، ولكن لا يوجد في النصّ ما يقول أنّه تعمّد إيذاء أخيه "بابلو" او الشجار الدائم معه ، وكلّ ما فعله هو الحرص على ان يسبق أخيه في الخروج من أي مكان كانتقام طفولّي بسبب سبق أخيه له في الخروج من رحم أمّه.

أمّا قولك أنّه : " رأى لهفة أمه و وجعها عليه ، و الذي لم يكن يعلم أنه موجود من الأساس"
فقد وجدّته رائعاً ويقرّبنا كثيراً من مكمن المعنى ، فتحيّة كبيرة أستاذة احلام
وكذلك ومن باب الإنصاف ، فالنصّ لم يقل أنّ أمّه لم تكن تحبّه أو أنّها لم تكن تظهر مشاعر الحبّ ، أي قد يكون هذا الحبّ وهذه اللهفة موجودان

النص لم يقل أنّه كان يغار من أخيه ، كلّ ما قاله النصّ بأنّه كان يحرص على أن يسبق أخيه في الخروج من الأمكنة ، ولم يقل أنّه كان يزاحمه أو يسبقه في الدخول إليها ...

تقولين : "إيثار"
ولماذا لا يكون دافعه لفعل ذلك هو كي يحظى بحبّ أمّه الكبير لأخيه "بابلو" ؟!

أمّا جملة : "متّ انا وعاش أخي"
فلم أجدها في النص الأصلي اللاتيني ، والّذي انتهي بعبارة "yo nunca la saqué de su error" وترجمتها للإنجليزيّة : "i never got her out of her mistake"
وقد علّقت عليها في ردّي على أخي خالد

تقولين :
" وهو ينظر إليّ ويبتسم لي بابتسامته الرائعة ، فدهسته سيّارة ،
هذه التركيبات اللغوية تشي بمعرفته و إن لم يكن عليها دليلا ظاهريا ، و تمنح القارئ الرغبة في تصديق فعل التضحية عن طيب خاطر . . و هذه كانت لحظة فارقة . ."

أعتقد وبرأيي المتواضع أنّ مصطلح "تضحية" تحميل بأكثر ممّا تحتمله الجملة ، واعتقد أنّ مبعث الإبتسامة هو نوع من المشاكسة والمكايدة كأنّه يقول له : ها قد سبقتك وخرجت قبلك هذه المرّة
وقد أكون مخطئاً ، ما رأيك ؟


شكراً جزيلاً أستاذتنا أحلام لهذه القراءة الرائعة
ولا أخفيك أنّ قولك "رأى لهفة امّه ...." قد أضاء ودلّ على الكثير


تحيّاتي واحترامي

مرحبا أ/ ياسر
و شكرا لك جميل رأيك في حضوري المتواضع بهذا المتصفح الجميل ،
.

حين قلتُ أن كلا منا ينظر للحقيقة من زاويته فهنا قصدتُ شيئين ، أولهما :
ليس لأني أعتقد أنها الحقيقة ، فهي كذلك .
ثانيهما :
أن البطل اعتمد حقيقة الأمر وفقا لوجهة نظره ،
ألم يقل :

وأسمع على الجانب الآخر أصوات القبلات تنهمر عليه ، كانت تلك أطول سبع دقائق في حياتي والّتي حدّدت أنّه قد أصبح الأخ الأكبر (البكر) والمفضّل لدى أمّي.
فهو وضع للحقيقة أعمدة قائمة على رؤيته ، فصدق أن أخاه أصبح هو المفضل لدى الأم ، و هذا كما أرى من سياق النص هو ما جعل السارد حريصا فيما بعد على أن يسبق أخاه في الخروج من كل مكان !


وكذلك ومن باب الإنصاف ، فالنصّ لم يقل أنّ أمّه لم تكن تحبّه أو أنّها لم تكن تظهر مشاعر الحبّ ، أي قد يكون هذا الحبّ وهذه اللهفة موجودان
الحق أن النص لم يقل ، لكن السارد قال هذا ، كما أوضحت أعلاه ، و هنا أعود لأول حديثي في مشاركتي السابقة عن الحقيقة و عن الرؤى الخاصة للأشياء ، و كيف نعيش عمرا مظلومين بما نسجناه نحن من أخيلةٍ حولناها لماء نسبح فيه و لا نتمكن من الحياة خارجه . .

لم أقل أن عبارة ( مت أنا و عاش أخي ) وردت في النص الأصلي ، لكن أنا - ككثيرين - ظننت أنها العنوان الأفضل ، و رغم عدم ذكرها في النص إلا أنها تبلور نتيجة النص كاملا . .

أعتقد وبرأيي المتواضع أنّ مصطلح "تضحية" تحميل بأكثر ممّا تحتمله الجملة ، واعتقد أنّ مبعث الإبتسامة هو نوع من المشاكسة والمكايدة كأنّه يقول له : ها قد سبقتك وخرجت قبلك هذه المرّة
وقد أكون مخطئاً ، ما رأيك ؟



لسنا بصدد الصواب و الخطأ هنا ، بل نحن بصدد تبادل الرؤى حول قراءاتٍ متعددة و لا بد لها من التباين ، لأن قراءتي لا بد ستختلف مع قراءتك و قراءة الآخر المتعدد حسب اختلاف لحظات التلقي في كل حالة . .
و لكني أ/ ياسر ما زلت أظن و أطمئن إلى تفسيرها على التضحية ،
لماذا ؟
دعني أقول :
حين أصر بابلو أن يسبق أخاه في الخروج من كل مكان ، أكان هذا سريا ؟
أم أنه عُلم لدى الجميع حتى أنني أطمئن إلى أن الأم المكلومة كانت تعلم هذا ، لذا ، حين سمعت صوت التصادم لم تنظر في وجه الابن الآخر و اندفعت نحو الباب تصرخ باسم (بابلو) هذا الذي يسبق دائما في الخروج . .
ثم الأخ / المقتول / المضحي ،
ربما لمح السيارة قادمة ، في حين عدم انتباهة أخيه ، و خشى أن ينتبه أخوه في لحظةٍ فيمارس هوايته في أسبقية الخروج فيموت ، فآثر أن يفعل ، و على وجهه هذه النظرة (الرائعة) و في ترجمات أخرى (الوديعة) و لا أظن الروعة أو الوداعة تتأتى في كيدٍ و منافسة . .
و هذا تماما ما جعل بابلو يؤثر أن يكون هو الميت ، فلا يجرح أمومة والدته مرة أخرى ،
ثم ، ليفي دين أخيه . .

الراقي أ/ ياسر

القصة رائعة و عميقة جدا ،
و ربما واكبت لحظاتٍ ما في نفسي ، فلا ينتهي حولها الكلام

عن تجربةٍ أستاذنا الكريم :
التوائم فعلا يكيدون لبعضهم أحيانا ككل الإخوة و لكن التوائم تحديدا يفضلون الموت على العيش دون من قاسمهم الأنفاس في ذات الماء قبل الولادة . .

شكرا لك و كل التقدير

ياسر أبو سويلم الحرزني 16-07-2021 11:30 PM

رد: أخي (رافاييل نوبوا)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه (المشاركة 1959742)
أهلا أخي ياسر
بالتأكيد النص قصة قصيرة جدا
لم أجزم بنية أي منها وبداية الحديث هي ربما. :)
هي محض اجتهاد في نص متين وعميق جدا
ومحبتي للياسر




حياك الله أخي خالد

لا عليك يا أخي
فأنا والله لم أفتح هذا المتصفّح إلا طلباً لقراءاتكم الكريمة وتأويلكم للنص
لأنّ هذا نصّ كبير وصعب ويتحدّى القراءة


بانتظار المزيد من مشاركاتكم ولا تبخل على اخيك

محبّتي

ياسر أبو سويلم الحرزني 16-07-2021 11:39 PM

رد: أخي (رافاييل نوبوا)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد علي (المشاركة 1959764)
وتتبقى ثمة تأويلات أخرى ..
قد تدعمها بعض العبارات التي تخللت النص ،
مثل صراخ الأم باسم بطل القصة ، ربما أرادت أن تقول أن بطل القصة الحي هو المتسبب في موت أخيه من خلال منافسته على من يفعل كيت وكيت أولا ..
وبعدا آخر قد يغذي بقاء معاناة البطل حتى بعد موت أخيه ،
فما زال اسم أخيه ملتصقا به طامسا هويته الشخصية الخاصة ، وأن حنان أمه تجاه من تظنه حيا حرمه من تذوق طعم هذا الحنان لشخصه هو ..!
والنص قابل لتأويلات كثيرة ..
فقد ركزت على الجانب النفسي والفكرة التي اعتمدها الكاتب ..



مرحباً بأخي أحمد

أستبعد أن تكون الأمّ بصراخها باسم بطل القصّة أنها تريد القول أنّه المتسبّب في وفاة اخيه
أي كأنّها تقول له : لماذا لم تسبق اخاكو تخرج انت أولاً كي تومت بدلاً عنه (الأمّ لا تفعل ذلك) !

أتّفق معك في باقي كلامك ، ولكن المحيّر والسؤال الكبير لحضرتك ولي هو : لماذا فعل ذلك ؟


تحيّاتي وتقديري

أحمد علي 17-07-2021 12:35 AM

رد: أخي (رافاييل نوبوا)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر أبو سويلم الحرزني (المشاركة 1959803)



مرحبا ألف أستاذي الفاضل أحمد


أتوقّع أنّ هناك قصص كثيرة له ولكن بالأسبانيّة ولم تترجم (مجرّد توقّع)

جملة : متّ انا وعاش أخي" غيرر موجودة في النصّ الأصلي الّذي ترجمته إلى الإنجليزية بسماعدة ترجمان جوجول ، وهذا هو :
"nunca le perdoné a mi hermano gemelo que me abandonara durante siete minutos en la barriga de mamá, y me dejara allí, solo, aterrorizado en la oscuridad, flotando como un astronauta en aquel líquido viscoso, y oyendo al otro lado cómo a él se lo comían a besos. Fueron los siete minutos más largos de mi vida, y los que a la postre determinarían que mi hermano fuera el primogénito y el favorito de mamá.
Desde entonces salía antes que pablo de todos los sitios: De la habitación, de casa, del colegio, de misa, del cine … aunque ello me costara el final de la película. Un día me distraje y mi hermano salió antes que yo a la calle, y mientras me miraba con aquella sonrisa adorable, un coche se lo llevó por delante. Recuerdo que mi madre, al oír el golpe, salió de la casa y pasó ante mí corriendo gritando mi nombre, con los brazos extendidos hacia el cadáver de mi hermano.
Yo nunca la saqué de su error"


شكراً لتناولك النصّ من الزاوية السيكولوجيّة ، والّتي اعجبتني كثيراً
ولعلّي اختلف قليلاً معك في قضية نقمة الأخ على أخيه بسبب أنّه سبقه في الوجود ، صحيح أنّ الأمر مربك كثيراً زتزلّد لديّ نفس الإنطباع والشعور الّذي تولّد لديك ، فلم أجد مخرجاً إلا بالإلتزام الحرفي بمل جاء بالنص : لن أسامح أخي لأنه سبقني في الخروج من رحم أمي بسبع دقائق ، وعليه حرصت أن أسبقه في الخروج من كلّ الأمكنة الّتي نتواجد فيها.
وأخذت هذا السطر مرجعاً لأيّ تأويل ، فوجدته صالحاً كمرجع أحيل عليه الأحداث وما يطرأ من تأويل

بخصوص القصّة القصيرة جدّاً الكلاسيكيّة وما طرأ من تسمية كالومضّة الحكائيّة
فأنا كقارئ لا أحبّذ الفصل بينهما ، وأصنفهما تحت باب الـ ق ق ج ، ولا تختلفان إلى في عدد الكلمات إن جاز التعبير (وهذا رأي شخصي)

بخصوص تعليقك الكريم عن قوى الخير والشر وتضادّهما وانحياز الكاتب إلى جهة قوى الخير ، أسألك
أين هي قوى الخير وقوى الشر في النصّ ؟
هل يصحّ استنباط واستخلاص هذي المعاني الكبيرة من مسابقة أخ لأخيه بمنط طفولي بحت ويمكن بوصفة مشاحنة طفوليّة بريئة ؟
هل يستطيع قارئ ما ان يقول بأنّ بطل القصّة فضّل موته واختار أن يتقمّص شخصيّة أخيه المتوفّي لكي يفوز بحبّ أمّه الكبير لأخيه المتوفّي ويعيش باقي حياته في نعيم هذا الحبّ ؟

أمّا الكلام عن مبدأ الخلاص والمخلّص ، فبرأيي المتواضع هو تحميل للنصّ بأكثر مما يحتمل ، وقد أكون مخطئاً



شكراً جزيلاً أخي أحمد
وشكراّ لهذه القراءة الّتي تناولت النصّ من زاوية رائعة
وجعلتني أقول وانا أقرأها : ولم لا ؟
أمّا أسئلتي أعلاه ، فلم تكن إلا بقصد استجلاء معنى أو تأويل للنصّ


(والمعذرة لأنّني اضطررت لحذف الفيديو من الإقتباس لأنّه أربك تنسيق المتصفّح)

محبّتي


مرحبا أخي أ. ياسر أبو سويلم


النص كما هو واضح لي وهي مجرد وجهة نظر ،

يحوم وحول طبيعة البشر من حيث صفات وتصرفات وسلوك الإنسان ، وكيف أن بداخله
قوى شر وخير تتدافع أليس كل إنسان به تلك القوى أم أن الطيب طيب صرف والسيء سيء صرف ؟؟
ألم يحدث معك ومعي حينما نهم بفعل شيء أن تسمع هاتف يدعوك للاقدام وآخر للاحجام ..؟
وإلا لما حدثت أول جريمة قتل في حياة البشر ..

كيف أقرأ نصا بشكل مباشر فقط دون محاولة الوصول للحالة الوجدانية والبعد النفسي والفلسفي إن وجد؟؟
وكيف تنفذ الفكرة على أرضية النص ؟؟
بأي تقنية ؟؟
ربما هناك نصوص تتميز بهذه الطريقة ( المعاني المباشرة التي لا تحمل في طياتها معان أخرى )
ولكن أعتقد أن هذا النص لا يندرج تحت هذه القائمة .. أراه من وجهة نظري متعدد التأويلات ويحمل صراعا وحبكة قوية متشعبة ..
أنا لا أجيد الإسبانية وأخذت النص من خلال بحثي عن النص في محرك قوقل ولن نختلف على وجود العبارة من عدمه
فما في النص يعد كافيا لقراءة الفكرة وطريقة تنفيذها .

و أعتقد أنه ليس مطلوب من الكاتب أن يكتب الخلفية النفسية والعامل الاجتماعي وصفات ومميزات الإنسان وعيوبه بشكل مباشر ،
وإلا ما الذي سيبحث عنه القاريء خلف السطور والعبارات والكلمات من فكرة ظاهرية وغاية مبطنة
وضعها الناص في نصه ..
هل يجب أن يكون دائما النص مباشر يؤخذ منه المعاني مجردة دون الوضع في الاعتبار ما يكمن من معاني وأهداف خفية وإن بدت مجرد وميض خافت .؟


بخصوص :
بخصوص تعليقك الكريم عن قوى الخير والشر وتضادّهما وانحياز الكاتب إلى جهة قوى الخير ، أسألك
أين هي قوى الخير وقوى الشر في النصّ ؟


من سياق النص عزيزي وهو سهل نوعا ما ،
توأمان أحدهم غاضب من خروج أخيه قبله ، لماذا غضبه ؟؟؟ ما الذي جعله يسهب في وصف خروج أخيه قبله
ويتكلم عن القبلات والتحيات وأنه أصبح الابن البكر قبله، ماذا توحي لك هذه العبارات على لسان البطل الحي ؟؟
أليس صراعا بينه وبين أخيه تغذيه حسب وجهة نظر الكاتب والتي مفادها :
طبيعة البشر وهم خليط بين الشر والخير
أحيانا ينتصر الشر وأحيانا ينتصر الخير ؟؟؟


وبخصوص :

أمّا الكلام عن مبدأ الخلاص والمخلّص ، فبرأيي المتواضع هو تحميل للنصّ بأكثر مما يحتمل ، وقد أكون مخطئاً


أتفق معك كليا لم يكن لها أي داعي ..


وبخصوص :
بالإلتزام الحرفي بما جاء بالنص


هذه خطأ استراتيجي منك أخي أدعوك لمراجعته سريعا ،
أو أسأل عنها أي ناقد معروف في العالم العربي ..


وبخصوص حذف الفيديو ، هو لم يكن يحجب المحتوى ولكن لا بأس

وتقديري لك أخي ياسر

أحمد علي 17-07-2021 12:40 AM

رد: أخي (رافاييل نوبوا)
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر أبو سويلم الحرزني (المشاركة 1959814)




مرحباً بأخي أحمد

أستبعد أن تكون الأمّ بصراخها باسم بطل القصّة أنها تريد القول أنّه المتسبّب في وفاة اخيه
أي كأنّها تقول له : لماذا لم تسبق اخاكو تخرج انت أولاً كي تومت بدلاً عنه (الأمّ لا تفعل ذلك) !

أتّفق معك في باقي كلامك ، ولكن المحيّر والسؤال الكبير لحضرتك ولي هو : لماذا فعل ذلك ؟


تحيّاتي وتقديري

مرحبا أخي ياسر
لك الحق في استبعاد ما تراه فلك وجهة نظرك التي يجب ان تحترم

أنا قلت بمداخلتي قد .. وهي على ما أظن تفيد التقليل هنا وأنت سيد العارفين ..

وشكرا لك على الحوار الثري

تقديري وتحياتي


الساعة الآن 01:59 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط