عرض مشاركة واحدة
قديم 25-11-2021, 12:55 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نبيل النصر
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
يحمل ميدالية التميز 2012
رابطة الفينيق / القدس
فلسطين
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


نبيل النصر غير متواجد حالياً


افتراضي ألذُّ حُزْنِ النوى ما كان أوْجَعُهُ

لمـا رأى الليـلَ فــــي أحْضانهـــا ثَمِلاً
تَشَعْشَعَ النورُ صَوبَ الليْلِ يُقْشِعُــــــهُ

تَفَتَّحَ الوردُ فـــــــي إشْراقِ طَلَّتهـــــا
جالَ النَدى وفراشُ الحقلِ يَتبعُـــــــهُ

تَميسُ فجرا كغُصْنٍ شَفَّـــــــهُ وَلَــــهٌ
تُعانقُ الضوءَعَيناهـــا وتَجْمَعُــــــــهُ

أهدى لهـــا اللهُ جيدا مـــا لـهُ شَبَـــهٌ
وزَيَّنَ الجيدَ وجْـــــهٌ جَلَّ مُبْدِعُــــــهُ

تُعِدُّ فــــي الصُبحِ فِنجانا تُذيبُ بـــهِ
حُلْوَ الرِضاب وشوقا فيــه تودِعُــهُ

صَبَّتْ لـهُ منْ سُلافِ الريقِ تُسْكِرُهُ
كأســـاً بغَيــرِهُدىً إنْقَضَّ يَتْرعُـــهُ

يَنثالُ كالقَطْرِ من أعطــافِ دانيـــةٍ
مُعَتَّقٌ برحيقٍ فيـــــــهِ يُمْتِعُــــــــهُ

ثُــــــمَّ انْثَنَتْ بدلالٍ بينَ أذْرُعِـــــهِ
فاشْطاطَ فيهِ سُعارُالشوق يلْذَعُـهُ

من أجْلِ فَوزٍ بِلَحْظٍ فــاتَ مُقْلَتَهــــــا
إنْزَعْ إليــهِ بكأسِ الصّابِ يَجْرَعُـهُ

تَعَكَّفَ النُسْكَ فــي مِحرابِ مَعبَدِهــا
وساهَرَ الليـــلَ سُهدٌ قَضَّ مَضْجَعَـهُ

لا تَهجُريـــــهِ فإنَّ الهجرَ يُدْمِعُــــهُ
وحِدَّةُ الشوقِ فــي الأضلاعِ تَلْسَعُـهُ

أسْرَفْتِ بالصّدِّ إشباعــا لعاطِفــــــةٍ
أمـــا دَرَيْتِ بـــأنَّ الصَدَّ يوجِعُــــــهُ

مُدّي إليـهِ حِبالَ الوصلِ إنَّ بـــــــهِ
وجْداً إليـكِ ونــــــارُ البُعْدِ تَلْفَعُــــــهُ

فَلْترفقـــــي بفُؤادٍ أنــتِ غافيــــــــةٌ
بينَ الحَنايـا وفي جَنْبَيْكِ مَخْدعُــــــهُ

لــــوْ كــــان عِندكِ إدراكٌ لِعِلَّتِـــــهِ
ما كنتِ تَرمينَ طَّرْفَ العَيْنِ يَخْدَعُهُ

مـــا بينَ ضِلْعَيْهِ قلبٌ حاملٌ وَجَعــاً
الصَّمْتُ يَفضَحُهُ والصبرُ يَمْنَعُــــــهُ

يُفْضي إلى النفسِ مكنونَ الفؤاد وقد
عزَّ المُجيبُ فمن في الكَوْنِ يَسْمعُـهُ

يُحَمِّلُ الوُرْقَ مِرسالاً أفاض بــــهِ
عَزْفُ الفُؤادِ قصيداً أنتِ مَطْلَعُــــــهُ

إنْ رَقَّ منكِ الهوى رَقَّتْ شَمائلُـــهُ
وإنْ عَتـــا كَشِفارِ السيْفِ يَقْطَعُــــــهُ

بوابــلٍ من سِهـــام الشوقِ تُمطرُهُ
تَشُقُّ قلبَ الفَضا والوَصْلَ تُشْرِعُــــهُ

ألـَذُّ مـا فـي الهوى وصْلٌ يُؤمَّلَــهُ
ألـَذُّ حُزْنِ النَّوى مــــا كان أوْجَعُـــــهُ

تَرى بِعَيْنَيْــــــهِ وَهْجاً حينَ يُبْصِرُهــا
يَغْدو لَهيبـــــاً فَتُطْفيـــــهِ مَدامِعُـــــــهُ

للعِشْقِ سِرٌّ تآخى فــــي تَوائِمِـــهِ
هذا صَبيبٌ وذاكَ اعْتــادَ يُخْضِعُــــــهُ

البسيط






  رد مع اقتباس
/