۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - دموع على الرمال
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-06-2020, 11:42 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: دموع على الرمال

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نفيسة التريكي مشاهدة المشاركة
دموع على الرمال
ذات مساء اختنقت اختناقا غير معهود ولم تدرك أكان بحلقها ام قلبها ام هو إحساس بعجز عقلها على الإجابات المقنعة على اسئلتها المحيّرة
كانت خلطة عجيبة من غضب وياس حالك وقلق موغل في ذات كتومة
لا تثرثر بما بها إلا لمعشوقها
فكلّما تتعفن الدنيا من حولها وتسود ّفي عينيها تقصد البحر لا تبالي بتقلّبات الطبيعة ولا يهمّها كيف يكون الحبيب مجنونا صاخبا هائجا هادئا
المهم أن تتنفّس في احضانه
وذات عشية حثّت خطاها لودودها الوفي ّ،وفي ومضة من الزّمن وهي تلقي بهمومها لذاك المد ّالمدى الأزرق إذ بيد تربّت على كتفها
التفتت /صمتت / بهتت/ صرخت /ضحكت /اشرقت عيناها /احتضنت صديقتها التي غابت عنها منذ أيام الجامعة/ أعادت اسمها مرارا بنبرات مشحونة بعاطفة معتقة ومحبة راسخة واحترام وكبرياء الشهامة والشيم
ثم......................
بعد ذهول باللقاء مخترق للموت والحياة انطلقت الأسئلة والإجابات بينهما حول ما حوّلته الحياة فيهما وفي كل ّمن عرفتا معا من أصدقاء الدراسة والنضال ،انهالت الأسماء تترى بينهما فبادرت وفاء صاحبة البحر بالاسئلة قائلة :
أتذكرين يا حسناء غيث ا غيث ذاك الطالب المتالق الجنوبي االساخر دائما من افلايك وفليكات ،العهد السعيد ،كتاب الجذاذات للنظام الذين كذبوا على كثير ممن سجنوا ظلما ، غيث عوقب ومنع من العمل في وزارة التربية وهاجر وهو اليوم يعمل أستاذ فلسفة بموريطانيا ولم يسمح له البتة بالاشتغال بتونس وادعى المسؤولون انه مهرج ومعارض وصنّف ضمن الخطرين على النظام قديمه وجديده .
صمتت حسناء وتنهدت وفاء ثم واصلت حسناء ما بدأته صديقتها وفاء قائلة :
و ذاك المعاذ المختبئ دائما وراء جريد ة يصطاد فريسته المشبوهة الكذوب المتخنث الصباب للبوليس ها هو اليوم يشتغل سجانا لقد واصل موهبته في الجوسسة والتملق لأسياده من ذوي السلطة والمال وله االيوم فيلا في قرطاج ويحكى أنه أقام علاقات مع ضابط صهيوني كان يعيش بأحد المدن الساحلية التونسية امه يهودية وأبوه تونسي وربما مضى أكثر فاكثر في غيّه فقد مدّه صديقه السفاح بجواز سفر خاص لزيارة الكيان الصهيوني ، كم كان جلادا وكم سحق أرواح الأبرياء جرذح أجسادهم ذاك الأبله الانتهازي
سمعت وفاء صديقتها ولعنت اشباه البشر من هذه الطينة العفنة عشاق الوصول الراكبين على اللحم المحروق والمصاصين دماء البشر إنهم لحفاة الضمائر والمتحالفين دائما مع المستبد والمستعمر............سالت دمعة ساخنة على خدّ وفاء لكثرة الحسارات بل ما تسميه بالخسارات الوطنية والإنسانية صمت حزين ساد رغم فسحة الزرقة وهدير الماء ...............
ثم واصلت حسناء الحديث وذكرت وفاء بخولة أو خولولة الأشهر من نار على هشيم قائلة : اتذكرين خولة التي كانت تمزّق الملصقات على حيطان المبيت الجامعي وتمزّق صور المساجين والشهداء من الطلبة المناهضين للنظام ،صور تلصقها المناضلات ليلا على أبواب غرف مبيت باردو وكذا يفعل الفتيان بمبيت راس الطابية
،،،تلك اللنبوبة كان لها شبيهها الذكر المكلف بنفس التمزيق والصبان فكثيرا ما كنت تراها تشبك يدها بهذا الوقح السفيه أو ذاك البيوع المنحرف لنوال جوائز الإخلاص والولاء من النظام الدموي ا،،،،تلك المعروفة باللمبوبة قوادة مديرة المبيت كان كل أصحابها من البوب والبوليس وقد كانت صاحبة الجميع المانحة قبلها لمن يشتهيها مقابل دينار وكانت تحصل على الامتحانات من أساتذة فاسدين ،تلك الخولولة اللمبوبة كم كانت تحب ان تتزوج رجلا غنيا وتراها كل يوم بفستان مزرقة العينين محمرة الخدين بالمساحيق قرمزية الشفتين بأحمر شفاه غامق وإذا مرت بقربك تشتم روائح عطور من ماركات عالمية وكل يوم تراها نازلة من سيارة والحال انّ الطلبة والطالبات يشترون ملابسهم من الحفصية سوق الملابس المستعملة ويركبون الحافلات التي تكاد تنفجر للوصول لكلياتهم
هاتيك الخولولة الشهلوبة اللنبوبة حققت كلّ رغبتها و شهواتها وتزوجت رجلا غنيا كان يخونها باستمرار مع ميلتها من الفاسدات لكنها طلقت فزوجها في السجن وقد كان يدير عصابة مخدرات وهي اليوم سيدة أعمال تدير معمل عطورات ،تلك المزبلة كم كنت بل كنا نحتقرها
اليوم ارتدت جلبابا وعلى الجبين عصابة وحجت وأصبحت تدعى بالحاجة وتكفّر الشرفاء والشريفات ولها حلقة توبة تديرها في بيتها كل جمعة وتدعو لها امثالها من التائبات النائبات ،،ياللنفاق والدعارة .......
سمعت وفاء وامتعضت امتعاضا بدا جليا على قسمات وجهها تفتارة تقطب جبينا ملاته غضون القهر وأخرى تدير شفتيها يمينا وشمالا وطورا تصرخ
اتفوه اتفوه اتفوه عليهم وعلى نظامهم الذي رباهم على الكذب والخيانة والدعارة والنفاق با
تفوه على هذا الرهط من المنافقين والمنافقات....
ثم سالت صديقتها حسناء
ونجوى اين أصبحت نجوى ؟ نجوى صديقتنا اتذكرين كم كنا نخفي معا بالتداول بيننا بانتباه شديد اشرطة الشيخ الإمام عيسى الفنان المصري العربي الملتزم ونحفظها عن ظهر قلب ونغنيها في المظاهرات ونحفظ أشعار أحمد فؤاد نجم ومحمود درويش وعزالدين امناصرة وسميح القاسم ومظفر النواب ونغني ألا أيها الظالم المستبد لشاعرنا الحر الشابي
صمتت حسناء وكانها تعمدت عدم الرد وطفقت تقول :وذاك اليوم يا وفاء هذاك اليوم لما فلتنا من يد البوب ونحن نجري في الازقة الملتوية وسقطت انت امام دار امراة طيبة وبسرعة فتحت لنا بيتها وادخلتنا واطعمتنا وقدمت لنا كوبين من ماء الزهر المهدئ للاعصاب
فردت عليها وفاء بفرح واعتزاز :طبعا تلك أيام لن تنسى ولكن اجيبيني
يا حسناء اين اصبح ذاك الشاعر شاعر الحركة الطلابية الذي كان يقضي جل وقته في السجن ،ايا حسناء ذاك الشاعر قائد المسيرات والذي كان يشعل الكونبوس باشعاره في الاجتماعات العامة وكان أمن الجامعة يلاحقه في كل مكان حتى في بيته ، كان الحر الساطع والكوكب ليلة الظلمة الدهماء كم كنا نحترمه ونحبه ونخاف عليه من بطش السجان .
كيف اصبح صديقنا نضال حبيب نوارة الذي عرف في الجامعة وخاصة في كلية الآداب بالنضال والإرادة الصادقة وبحبه لحبيبته نجوى او نوارة كما يحلو له ان يسميها كم كانا عاشقين
أين هما الآن يا حسناء هل ليدك أخبارهما وانت من نفس البلدة الشمالية ؟
تلكّات في الكلام حتى خافت وفاء من الجواب ولعلها تمتمت في داخلها رباه رباه لماذا لم تسترسل حسناء في حديثها كما كانت من قبل وهي تتحدث عن بقية معارفنا وذكرياتنا الجامعية
ثم صمت حسناء عن السؤال ولوحظ لمعان شجي بعينيها ثم اغرورقتا بالدموع وقطبت جبينها اذي بدتعليه اخاديد الغضب والالم والحسرة ولمت شفتيها ولم تتجب صديقتها فقالت لها صاحبة البحر :
ها حسناء ردي يا حسناء ما الأمر ؟فارتبكت وارتجف صوتها وخرجت الحروف
من بين شفتيها حزينة مقطعة هامسة في تحزان :
بالله عليك لم تؤلبين مواجعي نضال ونوارة استشهدا في مسيرة الخبز الكبرى وكدسا مع من كدسوا في شاحنات الموت وإلى اليوم هما من المفقودين لا حياة ولا قبور
فصرخت وفاء والنار تلتهب في كيانها والعرق يتصبب من جبينها والصور كسيوف تخترق صدرها لكاننها /اشطان بئر في لبان الادهم /بمعلقة عنترة العبسي ،صدرها صدر المغرورق دماء من الخيانة والغدر والقهر
اواه من هذا الدم الفوار في عروقها بل أواه آآآآآآآآآه من هذا الدم الجاف فيها اواه منها
من وجودها
من حياتها
اواه من قتلها وقتلتها
أوااااااااااه يااااااااااااقبر صديقتها المجهول يا قبر صديقها العزيز الشاعر
ياااااااانهاية العاشقين على ايادي المستبدين
واصلت وفاء صهيلها المكلوم
والتفتت للبحر تبكي بلا هوادة وتلطم خديها وتنادي البحر كي يساعدها على تحمل هذا الخبر السقام الورم الوباء ا وتدعوه أن يغسلهما بطهارته وتدعو على السفاحين وقتلة الخير .........ز
ودخلت وفاء في حالة هستيرية بين العويل واللطم والدعاء على المجرمين وااتجهت نحو البحر لترتمي في أمواجه وصديقتها تصرخ
ارجوك لا
أرجوك لا
هذا نحن هذا قدر نا ولا بد ان نغيره بانفسنا وإرادتنا و ونسير على درب المناضلين والشهداء في طريق نسمة الحرية المضرجة بالدماء نعم
ولكنه درب مبهج ومنير في نهايته ،والشعوب لن تتحرر من قيودها وتكبيلها وتكميمها بسهولة فلعقود تراكت آلامها وجاحها وقصفها وتدمير عقولها وقلوبها واجسامها غنها تحتاج لوقت طويل وصبر صبور وصمود وتنظيم صفوف وعلم وعمل وتضامن والتزام كي تتحرر
عودي يا وفاء ارجوك لا تتركيني أأندم لأني اخبرتك
فاجابتها وفاءمتورمة العينين من البكاء مصفرة الخدين من الألم باهتة الشفتين من التكميم
واااااااه يا حسناء لم أعد أحتمل بقائي العدم لم اعد اتحمل الألم غني اموت ىلاف المرات من السقم أهذه حياة أهذا وجود نحن نخسر كل ما فينا جميل بسبب هذا العبث وزمرة ضالة من ابشر تقرر مصائرنا على هواها كما اتفق وكما ناسبها ألا تبا تبا وسحقا سحقا لكل للأنظمة الاستبدادية قاتلة شعوبها
يا للفجيعة وياللفضيحة المدوية وياللانظمة المجرمة الظالمة الظلماء الظلوم
آآآآآآآى يا اخيتي ارقبي ارقبي البحر كيف هاج وغضب وتغير لونه كانه متورم حتى البحر حزن يا حسناء يا ليتني ما سالتك عن نجوى النوارة ونضال الشاعر احلى من عرفنا في الجامعة ،رحمهما الله ،وكل الشهداء والشهيدات قتلا من أجل الحرية والحب و ذاك مصير الاوفياء في بلادي
اختاه االتاريخ كفيل بتصفية الحق من الباطل إيه حسناء بدأت وفاء تهدا واحزن يهدهدها والبحر يصفي جروحها امثخنة ثم عانقت صديقتها حسناء بشدةة وقالت لها :وانت ما عندك وانت ما جديدك في الحياة منذ عشرين سنة لم نلتق ؟
انا انا يا وفاء تزوجت كما تعلمين بطريقة تقليدية وانجبت طفلين حامد ومحمود ،محمود بترت ساقه في الثورة او الاتفاضة الأخيرة وحامد عاطل عن العمل منذ عقد من الزمن متحصل على دكتورا دولة في الرياضيات اشتغل بفرنسا في جامعة السربون وتعرض من بعض الأساتذة زملائه الصهاينة للسب والشتم لانه لبس في احداث حرب غزة صدارا بعلم فلسطين فاحتدم النقاش بينه وبين دافيد كوهين العميد حتى انتهى إلى فصله من الجامعة فاقسم ان يبيع الخضر على قارعة الطريق ولن يذهب لاي بلد
قلت لها يا للألم ويالخساراتنا ما كنت أتوقع يوما ان حامل دكتورا دولة تفي الرياضيات يهان بهذه العنصرية المقيتة
فاجابت حسناء بحسرة ام تتمزق الما على ما آل إليه الحال :نحن خسرنا كثيرا لان انظمتنا فاسدة وشعوبنا خامدة وبرلمانتنا مترنحة بين مهزلة الإجماع والتصفيق والتلفيق وولاءت الخيانة لغير الوطن
خسرنا لان قراراتنا السيادية في السفارت الأجنبية وبايادي الفاسدين المبيضين للاموال والمهربين والعصابات القذرة
نجوى النوارة ونضال الشاعر
هكذا مضى الوقت بينهما حتى الغروب لما بدات الشمس تغيب في دلال لتخلد للراحة وبدا الشفق في احمراراته وورديته وبدات المظلات الشاطئية تطوى لغد وبدا المصطافون يحملون أمتعتهم بعد يوم متعة
إيه ابلحر ما اجله واهب المتعة والمنفس عن القلوب والكروب ......وهكذا طوت الصديقتان حديث الماضي والحاضر وسارتا معا ستمضي غدا حسناء للشمال ستبقى في الساحل ولكن لا مسافات بينهاما لانهما ودودتي في اتجاه الشمال وتبقى وفاء بالساحل
لكن بشاعرية ما
وبعد أحاديث الذاكر ة في أيام الخسارات والإرادة ا غمستا اياديهما الأربعة في الرمل حاملتين بمنه حفنات من تبر الروح للطلاقة والهواء النقي وروائح الصيف هبت بنسائم الفل والياسمين والحرية
وابتسمتا متعانقتين مغنيتين في صوت واحدا
إن غدا ناظره قريب

نفيسة التريكي
6/6/2020
فجرا
صباحا8/6/2020
*تونس الخضراء سوسة الزرقاء

المسافة ما بين هذا النص
  1. (دموع على الرمال)
ونصكم السابق
(نجوى النشوى) ليس أكثر من شهر تزيد أياما قليلة ..ثم أنني حاولت
ان لا أربط هذا النص بنصكم نجوى النشوى ..لكنني لم أفلح، وكأنهما
كما النصوص المتتابعة التي لا تنفصل فيها (الفكرة) بمعنى ان يكون
لكل نص (فكرته ) المستقلة ..لكن سيدرك المتلقي أنه امام فكرة دائرية
إن جاز التعبير .. تتوسع مع كل نص ينبثق عن هذه الدائرة أو (ذلك الحلم)
في نص نجوى النشوى ..حيث وجود (نجوى، ناجي، رائد) وهنا تلمع سيرتهما
حين التقت (هيام البحر) بصديقتها حسناء بعد مرور سنوات طويلة ..

ايضا للبحر وجوده المؤثر، فقد كانت قفلة النص السابق أمام البحر ..وإن كان
حلما. ولقاء اليوم في هذا النص (دموع على الرمال) كان على رمال شاطئ البحر
حين خرجت هيام إليه لتبث حزنها وما أصابها .. لكن القفلة هنا جاءت مختلفة رغم
ان أحداث هذا النص أكثر ألما وقد استندت هذه الأحداث على الذاكرة وتبادل الأسئلة
ما بين (هيام ..و..حسناء) ورغم قسوة الماضي والصدمة التي أصابت صاحبة البحر
من معرفتها بأن ( نجوى النوارة ونضال الشاعر) قد استشهدا ..إلا ان القفلة كانت
مختلفة ..


{{ فاجابت حسناء بحسرة ام تتمزق الما على ما آل إليه الحال :نحن خسرنا كثيرا لان انظمتنا فاسدة وشعوبنا خامدة وبرلمانتنا مترنحة بين مهزلة الإجماع والتصفيق والتلفيق وولاءت الخيانة لغير الوطن
خسرنا لان قراراتنا السيادية في السفارت الأجنبية وبايادي الفاسدين المبيضين للاموال والمهربين والعصابات القذرة
نجوى النوارة ونضال الشاعر
هكذا مضى الوقت بينهما حتى الغروب لما بدات الشمس تغيب في دلال لتخلد للراحة وبدا الشفق في احمراراته وورديته وبدات المظلات الشاطئية تطوى لغد وبدا المصطافون يحملون أمتعتهم بعد يوم متعة
إيه ابلحر ما اجله واهب المتعة والمنفس عن القلوب والكروب ......وهكذا طوت الصديقتان حديث الماضي والحاضر وسارتا معا ستمضي غدا حسناء للشمال ستبقى في الساحل ولكن لا مسافات بينهاما لانهما ودودتي في اتجاه الشمال وتبقى وفاء بالساحل}}

ثم ....

{{وبعد أحاديث الذاكر ة في أيام الخسارات والإرادة ا غمستا اياديهما الأربعة في الرمل حاملتين بمنه حفنات من تبر الروح للطلاقة والهواء النقي وروائح الصيف هبت بنسائم الفل والياسمين والحرية
وابتسمتا متعانقتين مغنيتين في صوت واحدا
إن غدا ناظره قريب}}


هنا نرى بعض خطوط الفرح رغم كثافة الوجع ..وهناك الوجع كان خالصا..
والنص عموما يتحدث عن فساد الأنظمة وظلمها وفسادها وعلاقاتها مع العدو
الصهيوني وانصياعها لما تريد هذه الدولة اللقيطة..وقد بدأت الناصة برحلة
الكفاح منذ كانت طالبة وكيف ان الجامعات تتحول الى قواعد عسكرية وتحول
الطلبة إلى مخبرين وجواسيس ...كيف استمروا بعد تخرجهم بالتدرج نحو الفساد
والمصالح الشخصية على حساب الوطن والمواطنين ..وكيف استمر طلاب النضال
بنضالهم وغضبهم على السلطة الفاسدة..ومنهم وكيف ان بعضهم (قضى نحبه) ومنهم
من ينتظر وما بدلوا تبديلا) لكنهم على مستوى الحراك والنضال كانوا يبدولون طريقتهم
في النضال والمقاومة...


الحديث هنا عن (تونس الخضرا) تحديدا ..لكن ما سيلمسه المتلقي هو بأنها حالة عامة
في دول الوطن العربي..قهر..ظلم..فقر..جهل..مصير الحسن والحسناء من المواطنين
وقادة ..وأوضاع خاصة على كل الصعد للفاسدين المفسدين ..حتى الدول التي لم تصل
إليها الثورات يعيش مواطنها كما بلاد الثوارت،وعلينا ان نعترف بأن كل دولة اشتعلت
بها الثورة تلاقي ممن كانوا ضد الثورة نظرة دونية ومعاملة سيئة وكأنهم سلموا أوطانهم
لعدوهم ..وهذا ما ينطبق على من كان ضد الثورة وليس معها .عالمنا العربي بحاجة إلى
وعي خاص يعيدهم إلى فهم ان (فلسطين العربية) هي القضية المركزية، وان تكون على
كلمة واحدة ..وهذا ما أدرك بأنه أصعب من أن يتخيله المرء ..لكن فلسطين ستعود الكل
يؤمن بذلك حتى المغتصب الصهيوني ..وسيعود الأقصى عاصمة الخلافة مع أنني بت
أخشى الخلافة لما مرت به من انتكاسات أدت بنا إلى ما نحن عليه الآن.



الأديبة القديرة نفيسة التريكي

نص رائع وسرد مشوق ..توابع الزلزال أشد وقعا من الزلزال نفسه
لذلك ستبقى المعاناة حتى ما بعد النصر لأن الذاكرة لا يمكن أن نفرغها
من الوجع والحزن ..لكننا نعول على فوزنا بالآخرة حيث لا ظلم ولا ظالم
وطالما كانت أمنيتي وما زالت شهادة على تراب الأقصى كتبها الله تعالى
لنا ولكم وأحسن إلينا في الدنيا والآخرة ..


أظن أن (نجوى ) لن تتوقف عن البوح ..كذلك الشاعر لن تتوقف قصائده.!!


بوركتم وبورك نبض قلبكم النقي
احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/