۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - ،، بين المبدع أ/ طارق المأمون محمد ونص (قالت النجمة عني) ،،
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-02-2022, 01:01 AM رقم المشاركة : 134
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
افتراضي رد: ،، بين المبدع أ/ طارق المأمون محمد ونص (قالت النجمة عني) ،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد العربي مشاهدة المشاركة
جميل جدا هذا النوع من الحوار الادبي العميق
فشكرا للاستاذة ثناء
وشكرا للاخ الاستاذ طارق
اختلف مع الاخت ثناء حول انشاء الصورة الشعرية
واستذكر قصيدة محمود درويش بعنوان بيروت
نفاحة للبحر
نرجسة الرخام
فراشة حجرية بيروت
شكل الروح في المرآة
كلها تقريبا صور في غاية الخيال وعدم تطابقها مع الواقع
او لنسأل الشاعر درويش عن شكل الروح في المرآة او سواها
كما اختلف مع الشاعر طارق عن اسس تكوين النص الشعري او عدم وجود قوانين او ضوابط للنقد
فالامور ليست سيبية
...
هكذا حوار يحرض الادب ويدفع به الى القمم
شكرا لكما وللاستاذة احلام مبدعة اللقاء
لكم الشكر أستاذنا الكريم أحمد العربي على القراءة والتفاعل الجميل .
وهذه الحوارات تحرِّض على الإبداع فعلا . سواء أكان هذا الإبداع في الشعر ، أو في النقد.
ما يتعلق بإنشاء الصور الشعرية عند محمود درويش بوجه خاص، أوعند غيره على العموم، أرى أن السياق هو الذي يحكم ويتحكم بكون الصور المغرقة في الخيال مقبولة ومقنعة أو غير ذلك.
فقد يكون هناك خيط رفيع كالشعرة (رقيق جدا) يربط عناصر الصورة الشعرية المغرقة في الخيال، فيمنحها قوة الوجاهة ويجعلها متسقة ومقبولة في سياقها، أو يكون هذا الخيط الرفيع جدا مقطوعا، وعند ذلك يتحول الكلام إلى تداع ذهني أقرب إلى الهذيان والعبث الكلامي .
وأنا أجد ذلك الخيط الرفيع في السياق الذي قدَّم فيه محمود درويش صوره الغريبة المدهشة في جمالها تلك . فهو يصف مدينة بيروت من حيث موقعها الجغرافي والحضاري والتاريخي السياسي والإنساني من خلال علاقته الوجدانية بها . وكل صورة من تلك الصور تأتي مستقلة بدهشتها ، في سياق يتعاقد فيه الشاعر مع القارئ ويتفقان على تقصّي الغرابة والدهشة .
فكأنه يقول للقارئ: تتبَّعني، وأنا أصنع قصاصات لامعة متفرقة، لصور شعرية متناثرة، كل منها يصف غرابة بيروت مستقلا بنفسه ، ومن زاويا متعددة و مختلفة للدهشة .
لذلك فإن القارئ يقبل الغرابة لأنها بحد ذاتها أصبحت غرضا شعريا، معلنا عنه فنيا .
تُفَّاحةٌ للبحر , نرجسةٌ الرخام ,
فراشةٌ حجريّةٌ بيروتُ . شكلُ الروح في المرآة ,
وَصْفُ المرأة الأولى ’ ورائحة الغمام
بيروتُ من تَعَبٍ ومن ذَهَبٍ , وأندلس وشام
فضَّةٌ , زَبَدٌ ’ وصايا الأرض في ريش الحمام
وفاةُ سنبلة . تشرُّدُ نجمةٍ بيني وبين حبيبتي بيروتُ
والخيط الرفيع الخفي الذي يجعل كل تلك الصور المتطايرة مترابطة فيما بينها هو فكرة (غرابة بيروت ) . فالتعبير عن الغرابة يكون هكذا مقنعا في سياقه ،
ولو حاول محمود درويش إيجاد علاقات قسرية واضحة بين كل تلك القصاصات، عبر أفعال تحتاج إلى إسناد ومسند إليه، لتحوَّل كلامه إلى سيل من الهذيان؛ بسبب عدم وجود أي تناسب وتلاؤم بين خصائص تلك العناصر يؤهلها للارتباط بعلاقات معنوية .
تحياتي وتقديري






  رد مع اقتباس
/