۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - رسائل علاها الصدأ
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2021, 11:55 PM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
عبدالرحيم لمساقي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للإبداع الأدبي
المغرب

الصورة الرمزية عبدالرحيم لمساقي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

عبدالرحيم لمساقي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: رسائل علاها الصدأ

رسائل من المنفى الملائكي .

ربما هذا القلق الذي أشعر به الآن ما هو إلا تجلي للمخاوف التي طالما تجنبتها بالمغامرات المفتعلة كهروب من المثول أمامها، ها أنا الآن أواجهها بهدوء و قلق، الأمر يشبه العلاج البدائي للإدمان، أفكار سوداوية متراكمة و وجع من القلب و إليه يسري من كل العروق كدبيب النمل يدفعني لأتلمس صدري مرارا و لأفتعل السعال و كأنني أخدع نفسي بألا خطب هنا، إني قلق جدا و خائف لدرجة أن عيناي تدمعان الآن و أنا أكتب هذه الكلمات، ربما كنت مخطئا حين قررت سلك سبل التمسك بالحياة، إن الإهتمام هنا أمر لم أتعود عليه لدرجة الشعور بأنك مسافر إلى الدار الأخرى و أن هؤلاء ليسوا أكثر من محطة إستقبال تسهر على راحتك بلباقة منقطعة النظير، بالأمس القريب كنت كأسد الصحراء و فهد الطريق ها أنا اليوم لست أكثر من رقم يسكن غرفة مرقمة له برنامج خدمات و وظائف، كل شيء معد مسبقا و منظم و أنا كقطعة حلوى يجتهدون في تزيينها، ربما أقول هذا لأتجنب التفكير في بريق عينيك في الصورة التي وصلتني منك الآن، مما دفعني لأخرج من غرفتي و أجلس في غرفة الإنتظار لألج لشبكة النت و أرسل لك هذه الكلمات التي لا أجد لها أي معنى، سأكذب إن قلت أني لا أشعر بالسعادة لأجلك، و سأكذب إن قلت أني لا أشعر بالحزن لأجلك و سأكذب إن قلت أني لا أشعر بحالة من الفرح و الإختناق معا، في لحظة من لحظات القوة كنت أقول لك أن كل واحد منا يعيش حياته و قراراته و قدره و مصيره لقد قلت ذلك في لحظات قوة ككلام عابر و تجاوزناه، الآن في لحظة الضعف أتمنى لو لم أقل ذلك حتى و إن كان حقيقة، أتدري رغم كل الإهتمام و الخدمة المتناهية الدقة إلى درجة قد تصل لمستوى العبودية، لا تساوي شيئا في غياب قلب يحبك و يحنو عليك و يسهر عند رأسك و يسألك كلما تقلبت في فراشك، ليس هناك أغلى من وجود قلب يحبك و ترى القلق في عينيه القلق عليك ذاك السحر الممزوج بالحب الذي يعطيك الأمل و الدافع لتقاوم آلامك و أحزانك، صدقا أقول هذا و أنا أتمنى لك السعادة، أقوله فقط كإحساس أردت الإشارة إليه لا غير، ربما كانت فكرة غبية أن أرسل إليك، ربما ما كان يجدر بي فعل ذلك ، لقد بحثت عن عنوانك الإلكتروني ليومين كاملين لأَنِّي لا أسجل أي بريد على حسابي و لا أريد الدخول للعالم الأزرق من جديد، إن لائحة الأصدقاء التي كانت مليئة بالأسماء و ذاكرة الهاتف التي كانت تزخر بالأرقام لم يكونا سوى خدعة، خدعة صنعناها لنشعر بالأمان الإجتماعي لكنها أهون من بيت العنكبوت و سرعان ما تتسرب كخيوط الشمس عن المغيب، من يحبك بصدق سيبحث عنك بشتى الطرق و إن لم يستطع الوصول إليك على الأقل سيلوح لك لتقرأ رسائل عينيه و لو من بعيد، لحدود الآن لا أفهم هذه السخافة التي دفعتني لأكتب لك، و لم أنت بالضبط! صدقا لا أعرف و لا أريد أن أعرف، محبتي






حين تهضمنا الأيام ينزل ما تبقى عصارة يواريها التراب
  رد مع اقتباس
/