عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-2021, 12:36 AM رقم المشاركة : 192
معلومات العضو
ياسر أبو سويلم الحرزني
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية ياسر أبو سويلم الحرزني

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ياسر أبو سويلم الحرزني غير متواجد حالياً


افتراضي رد: أخي (رافاييل نوبوا)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان سالم مشاهدة المشاركة


بالعكس كان وصفا مركزا يعكس مدى اهتمامك بأدق تفاصيل هذه الشخصية الاستثنائية, و هي فعلا
احتلت المساحة الأكبر في ذهني و أنا بصدد القراءة و تواصل الأمر حتى بعد ما فرغت من قراءة انص

صحيح, هو دائما إن وجدت كذبة فستصاحبها المعاناة
لكن هل نستطيع مناقشة مشاعر أم عن فقد أحد أبنائها, هل تحزن على واحد أكثر من الآخر؟
و دون تفصيل ؟
اتفقنا أن التفضيل واقع و لكن لم نتطرق لتمظهراته كـ الممازحة, التقدير لعمل معين, تكرار الاسم بشكل
لا واع يعني مناداة الاصغر باسم اخيه, خطأ يحدث عموما و يؤثر لو تكرر, يعني.. و ممارسات أخرى
و لكن أن يصل الأمر للتمييز, بين توأم في سن المراهقة / يعني لم يبلغ بابلو السن التي تمكنه من اعالة الاسرة!, أو ربما الأصغر يعاني من اشكال صحي عضوي يجعل من بابلو الطفل الصحيح المميز !!! /
في الموت ؟؟؟ فهذا أمر مستغرب !!

[/COLOR]



أعجبتني كثيراً جملتك "دائما إن وجدت كذبة فستصاحبها المعاناة" وحقيق بها أن تقتبس

أمّا سؤالك الكبير
:
"لكن هل نستطيع مناقشة مشاعر أم عن فقد أحد أبنائها, هل تحزن على واحد أكثر من الآخر؟
و دون تفصيل ؟"

فلا أعتقد أنّ هناك من يستطيع أن يدّعي بأنّه يملك إجابة له
أبداً
إجابة هذا السؤال مختبئة في أعماق أعماق وجدان الأمّهات
حتّى لو طرحنا هذا السؤال على أيّ أمّ في الوجود ، فإنّها لن تجيب ، وإن تبرّعت بالإجابة فإنّها ستكون دبلوماسيّة جدّاً وتشير إلى بطنها وتقول : كلّهم عيال بطني
واسمحي لي أن أذكر مثالاً حقيقياً عن جدّتي "صبحا" رحمها الله ، والّتي أكاد أقسم بأنّنا لم نر له ابتسامة منذ استشهاد خالي الأكبر "محمّد" رحمه الله
وفي نفس الوقت أكاد أقسم بأنّها كانت ستفعل نفس الشيء لو كان المتوفي ابنها الآخر


أمّا ورطتي الكبرى في ردّك ، فقد كانت في هذا المقطع :
"اتفقنا أن التفضيل واقع و لكن لم نتطرق لتمظهراته كـ الممازحة, التقدير لعمل معين, تكرار الاسم بشكل
لا واع يعني مناداة الاصغر باسم اخيه, خطأ يحدث عموما و يؤثر لو تكرر, يعني.. و ممارسات أخرى
و لكن أن يصل الأمر للتمييز, بين توأم في سن المراهقة / يعني لم يبلغ بابلو السن التي تمكنه من اعالة الاسرة!, أو ربما الأصغر يعاني من اشكال صحي عضوي يجعل من بابلو الطفل الصحيح المميز !!! /
في الموت ؟؟؟ فهذا أمر مستغرب !!"

نعم أمر مستغرب ، بل مخالف للطبيعة ، وافتراض حدوثة فيه ظلم كبير لقلب الأمّ ولمعنى الأمومة بشكل عام
وهذه ورطة كبيرة ولا أعرف كيف نخرج منها

حسناً ، ما رأيك أن أفكّر بصوت مرتفع ؟

لو كان الخيار للأمّ لكانت اختارت ألا تقع الحادثة وأن تحتفظ بكلا ابنيها في حضنها
ولكن الحادثة وقعت واختار الموت أحد ابنيها
وكون الأمّ لم تختر وقوع الحادثة ، وكونها لم تفاضل بينهما ليكون أحدهما قرباناً للآخر ، فهذا ينفي في المطلق عن الأمّ ممارسة التفضيل في الموت
نأتي إلى تداعيات الحادث ألا وهو حزن الفقد
الأمّ افترضت أن من تعرّض للحادث هو ابنها الأصغر فأصابها الهلع وهي تركض إلى خارج المنزل ملهوفة تنادي بإسمه (ولو قمنا بتوقيف الصورة المتحركّة بعمل "pause" أو "freeze" فإننا سنكون أمام صورة ثابتة لأمّ تركض وتصيح وهي تشير إلى جثّة ابنها الّذي تعرّض للدهس
هل هذه الصورة منصفة للأم ؟
إن كان الجواب "نعم" وهذا ما أنا مؤمن به ، فهذا يعني أنّ الأم أوجبت لإبنها الأصغر ما يجب من حزن ولوعة بعد وفاته (بافتراض أنّه هو من مات)
دعينا نتابع المشهد ونكمل
الأمّ وصلت إلى الجثّة وهي تعتقد أنّها للأخ الأصغر ، ولكنّها بعد أن احتضنتها اكتشفت أنّها جثّة بابلو ...

هل حزنها بعد اكتشافها أنّ المتوفي هو بابلو يساوي حزنها حين كانت تعتقد أنّ من تعرّض للحادث هو الأخ الأصغر ؟
إجابتي هي "لا"
والسبب أنّها لم تكن تعرف قبل الوصول لمكان الحادث أنّ ابنها الأصغر قد توفي نتيجة الحادث
وإجابتي الثانية هي "نعم"
في حالة أنّها كانت متأكّدة وعلى يقين أنّ ابنها الأصغر توفّي نتيجة الحادث
مع ترجيحي للإجابة الأولى

هل الحزن الّذي تعايشت معه نتيجة فقدها لبابلو كان سيساوي الحزن الّذي كان من المفترض أن تتعايش معه لو كان المتوفّي هو ابنها الأصغر ؟
إجابتي نعم
والسبب بكلّ بداهة وبساطة لأنّها ستعطي كل ما لديها من حزن لإبنها المفقود
ولعلّي اتفلسف بسؤال ثالث : هل سيحظى الإبن الباقي على قيد الحياة بكلّ ما لدى الأمّ من فرح وسعادة ؟
الإجابة لا
لأنّ الحزن لن يسمح للفرح بممارسة أشغاله وسيعطّله ويهيمن عليه
لأنّ قلب الأمّ عود ثقاب إذا أشعله الحزن (الفقد) مرّة ، فلن تفلح كلّ أفراح الدنيا بإشعاله من جديد

هل يقلّل كلامي هذا من جدّيّة ما قاله الراوي بخصوص تفضيل الأمّ للأخ الأكبر ، ويجعلنا ننظر إليه باهميّة أقل ؟


ما رأي أختي إيمان ؟




تحيّاتي






  رد مع اقتباس
/