عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2015, 09:10 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ازدهار السلمان
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للإبداع والعطاء
االعراق

الصورة الرمزية ازدهار السلمان

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ازدهار السلمان غير متواجد حالياً


افتراضي حين تنكسر الروح / بعضٌ مني في سطور

-1-

في خاطري حكاية تبدأ من نقطة الصفر ،عند السطر الأول لأبجدية الموت والميلاد ،تجتاحها إرهاصات أشد عنفاً من زلزال أو هزة أرضية لكنها ماتلبث أن تستكين في عمق أتون يظل متشظياً بسلال فوضى الصمت الذي ينشر الضجيج في استراحات صدئة ..!

هكذا صارت الأحوال وآلت اليه الأمال والرغبات والأحلام والأمنيات .. كلها تتحطم عند صخرة الواقع الذي أصابه هبل ىل جنون المال واستغل مصاصو الدماء فيه كل الأبرياء لحفر أخاديد تصب دماً في أنهار حفرت لتسقي وحوش السلطة وعبّاد الكراسي وطواغيت سياسة ميكافيلي المجنون والحاقد على كل البشر ..
مساحات الألم تزداد عمقاً فلا ضوء في أخر النفق يرتجى ، صرنا كما تائه في الصحراء ظمآن يحسب السراب البعيد ماء .. والحروب تتعدد أسماؤها تارة هي حروب المياه وأخرى حروب الطاقة وأخرى باسم الدين وأخرى وأخرى ولا تنتهي .. كم مضى من سنوات العمر سنين عجاف ولا تنتهي ومازال الصبر هو الملاذ (الصبر مفتاح الفرج ) هكذا علمتني أمي وهكذا أعلم أولادي وأحفادي وبيقين راسخ وإيمان أدعو الله أن يبقى ثابتاً فقد جللتني الخطايا ثياب مسكنتي وركبني هم انكسار الروح أيقنت أن الدواء والشفاء هو عند الله وأن الدار الآخرة هي دار القرار ..
عفواً لا أدّعي التصوف والرهبنة لكنها لحظة ما خطفت روحي دعوة الى الله وندم على مافات وتوبة فيما هو قادم والقصة بدأت ذات وقت ليس بعيداً حين نظرتُ الى مرآة روحي وأفزعني سواد حط من تراكم غبار دخلها تلك النظرة على مرآة روحي لم تكن الوحيدة ولم تكن المرة الاولى لكني كنت أسّوف تارة وأبرر أخرى وكنت أردد (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) فكانت تلك الدعوة التي خطفت روحي وفتحت أمامي خارطة المسافات دونما نظر وانتباهة حينها وحتى الآن لم يعد يكفي البكاء والندم ولكن الأمل في الله كبير فهو الغفور الرحيم .. هكذا كانت الحكاية ولو أنني ابتعدت في سردي ا هنا عن خصوصية الروي واحداثيات القص لكني قررت أن أمارس طقوس روايتي هذه كما غيرها بإسلوب الخاطرة وبعض الرمزية المغلفة بغطاء التفصيل والوضوح .. هكذا تعودت أن أكتب ولن أتغير ..


قالت أمي ..
مرت بنا سنوات عجاف قضت على كل آمالنا وأحلامنا البسيطة ببيت يأوينا في الوطن .. غير أنَّ القحط الذي يبتلى به الفقراء دوماً لم يسمح لنا بالحصول على سكن دفيء فالفقر هو ألّد الأعداء والجهل يزيده ابتلاءً والجوع كافر ورغيف الخبز لا يأتي للفقراء الا بعد أن يكدحوا طوال يومهم ،وبعضهم يفترش الأرض ويسمح للأحلام أن تدق باب روحه كي ينسى الجوع وينام ..لم يكن يحمل سوى نزر قليل لا يكفي لعائلته وأهله فيضحي بنفسه من أجلهم لكن دولة الأغنياء ينامون من التخمة وجيرانهم جياع ..هل سيكذبني التاريخ ويقول هناك من يصرفون على الفقراء وربما يمنحونهم فضلات ما تبقى من عشائهم نعم ربما بعضهم يفعل ذلك لكنها لقمة رغيف مغموسة بالذل ..فكانت الروح المنكسرة تغرق في حلم يحمل أملاً في أخر النفق وفي انتظار مصباح علاء الدين والعثور على خاتم سليمان يظل الحلم رهيناً مرتهناً في ربوع الانتظار ..!

تهبط من عليائها الروح في أزمنة المتاهة والضياع أزمنة العنف والدماء وضجيج فوضى الألم تحطم ما تبقى من أمل في صرخات الصمت الذي يعلن أن البحث مازال جارياً عن سكن في وطن غزته الضباع ةالكلاب المسعورة ذات أجيال لم تقوَ على الصمود ..

قال الظل :
ببساطة عليكم أن تعلموا أن التغيير أحيانا لا يكون نحو الأفضل والعكس صحيح لكن المعضلة أن لا أحد يتعلم من أحد ، ولا أحد في انتظار أحد ..

يتبع






  رد مع اقتباس
/