معارضة طيّبة لشاعر متمكّن لا يقتفي خطاه إلّا واثق
بارك الله فيك وفي قلمك أخي نبيل وأدام الله ودّكما وعطاءكما..
دِلائِهِ فــي الغِيابـةِ مـــا أتاكـا = وفــــي دَربِ المحبةِ قــــدَ فداكا
إذا كنت تقصد ب " دلائك " دلاء جمع دلو مضاف إلى ضمير الغائب
فما مبرّر جرّه والصّحيح رفعه ؟
ثمّ إنّ هاء الضّمير إذا وقعت بين متحرّكين أشبعت وهنا فقدت إشباعها حفاظا على الوزن .
ويَفْرَحُ إنْ أصابـكَ ذاتَ فَرْحٍ = ويُحْزِنُــــــــهُ إذا الحُزْنُ اعْتَراكا
ذاتُ
ثمّ إنّي أجد في نفسي شيئا من " ذات فرح " ذاك لأنّ ذات تأتي بمعنى صاحب تقول هذه امرأة ذات مال وبمعنى الظرفية
لَقِيته ذاتَ يومٍ وذاتَ لَيْلةٍ وذاتَ غَداةٍ .
فلَيْتُكَ لـــو تُجَنِّبُــهُ المآســي = فَتَعْرِضَ عن هَــــوى حِبٍّ دَعاكا
فليتَك
وعينُكَ سافَرَتْ فأصابَ منها = عُمــى الالوانِ قَسطـــاً فاجتلاكا
عَمى
وعَينُكَ منْ أرَتْـــــهُ جمالَ قَدٍّ = فأَذْهَبَ لُبَّـــــــــــهُ قَـــــــدٌ جَواكا
جواكا؟؟
تُعَيِّرُهُ بقيسٍ ثــــــــــمَّ قيسٍ = ومــــــــا القيْسَيْن ظَرْفاً جايَلاكا
جايلاكا؟؟
تُحَمِّلُــهُ الخَطيئـةَ وهو منهــا = بَريء بُرْءُ يوسُفُ مــــــا عداكا
برءَ يوسفَ
تُراوِدُهُ ببيْتٍ مـــــن قصيـــدٍ = وفــي الشِّعرِ المُعَنّــى مــا يُحاكا
يحاكُ حقّه الرّفع
فَذَنْبُكَ إذْ هَوَيْتَ بِـــــلا رِشادٍ = وَذَنْبُهُـــمُ إذِ ارْتَحَلوا بِلاكـــــــا
أحسب أنّ بِلاكا ليست فصيحة ولقد حاولت جاهدا أن أجد شاهدا على استعمالها فلم أعثر عليه بل وجدت من لا يجيزها ..
وتجدر الإشارة في هذا الشّان إلى
قول ابن مالك/
وَذُو اتِّصَالٍ مِنْهُ مَا لاَ يُبْتَدَا
وَلاَ يَلِي إلاَّ اخْتِيَارا أَبَدَا
أي أنّ الضّمير المتّصل لا يصلح أن يلي وأن يتبع أو يقع بعد إلّا الاستثنائيّة إلّا في ضرورة كضرورة الشّعر كقول الشاعر:
وما نُبالي إذَا ما كنتِ جارتَنا... ألّا يُجاورنا إلّاكِ دَيّار
ولقد منع المبرّد وقوع الضّمير المتّصل بعد إلّا مطلقا ، فأنشد البيت السّابق ”سِواك ديّار” وأنكر رواية ”إلاك” وأجازه ابن الأنباري مطلقا ..
فإذا كان هذا حال إلّاك فما بالك ب بلاك ..
بوركت ولا جفّ حبر قلمك
خالص المودّة