[محمد خالد بديوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصي المحمود

المَاخُورُ
في مزادِ بيع الوطن كان الجميع يرتدي الأقنعة إلا هو...
وقد أُحضروه عنوة
قبضوا عمولة البيع بثمنٍ بخس..
إلا هو من رفض..
مُنحَ شهادة الخلود

منحة من قلب المحنة..لا يحظى بها إلا صاحب حظ عطيم.

فكرة جميلة ورسالة خالدة بخلود صاحبها الذي ربحت
تجارته حين جعلها مع الخالق العظيم جل في علاه.

لكنني ورغم قوة المشهد وتوافقه مع الواقع وتاريخه
الطويل لم أتمكن من قبول لفظة (ماخور) والتي قصدتم
بها الوطن حسب فهمي المتواضع..وكما تعلم أستاذي
الوطن لا يفسد،وان فسد المواطن ومن له مصالح خاصة
وعامة ..حتى وان باعوا هذا الوطن بثمن بخس يبقى الوطن
عزيزا وكريم..

أما من باع وبهذا الثمن ستفوح منه رائحة نتنة وكريهة حتى
لو تشبث بستار الكعبة..وسيلعنهم الله تعالى ويلعنهم اللاعنون

قد يكون اجتماعهم في ماخور ما لا يمثل إلا جزء ضئيل
من مساحة الوطن الكبير..اللعنة على كل من باع وطنه وعلى
كل من خدم صاغرا عدو الوطن.. العدوالذي لن يرضى عن البائع
لكنه سيمجد من رفض..أليس هذا ما حدث عبر تاريخنا الطويل!



(في قصة فريدة من نوعها قرأت ان نابليون حين دخل
النمسا بعد مساعدة ضابط نمساوي..وحين تقدم الضابط
لمصافحة نابليون..أوقفه نابليون ورمي إليه بصرة ذهبية
فقال الضابط: ولكنني أطمع بمصافحة الإمبراطور..فقال له
نابليون : هذا المال لأمثالك أما يدي فلا تصافح إلا الشرفاء!)

....
من الممكن ان يكون العدو شريفا..ويحترم من يقاومه لكنه لم
ولن يحترم من تآمر على وطنه مهما كان كبيرا ما قدمه!



{في مزادِ بيع الوطن كان الجميع يرتدي الأقنعة }

أما هو فقد كان في انتظار لحظة الارتقاء واللقاء الكبير.

الأديب المبدع قصي المحمود

التقاط متقن للحدث وان كان متأخراً..المهم أنه أنصف الفارس
الكبير رغم تعدد المغريات واختلافها.. نفسه العظيمة لم
ولن تتاجر بالوطن بل قدم روحه ثمنا للحق الذي هو عليه
ليرتقي ارتقاء الشرفاء.

بوركتم وبوركت الروح ثائرة محلقة
احترامي وتقديري