[محمد طرزان العيق]

حيَّاك اللهُ يا أبا ليلى ، يا أبَا الوطن
*******************************
هذي القصيدةُ المتواضعة ، أهديها إلى روح شهيد فلسطين البطل عمر أبي ليلى ، والذي قضى وحيداً ، بعد ملحمتهِ البطولية في سلفيت والتي لقَّن من خلالها دروساً مزدوجةً ; للعدو ولنا أيضاً !٠٠٠
*دروساً للعدو بأن جبروته وعتاده يتضاءلان أم البطولة والجرأة والتضحية
*ودروساً لنا بأنَّ للحرية والأستقلال أثمانٌ ولابدَّ من دفعها وبأننا بخلافاتنا وإنقسامنا لن نخدم سوى أعداءَنا وبأن لا نعتمدَ إلا على أنفسِنا٠٠٠
إن كلمات قصيدتي تَتصَاغرُ أمام تضحِياتِك الجسام٠٠٠٠
وعزاؤنا أنكَّ شهيدٌ ومكانُك الجنَّةَ بإذن الله٠٠٠لِروحكَ المجدُ والخلودْ ، وللقتلةِ وللخونةِ وللعملاءْ الخزيُ والعار وجهنَّم في الآخرةِ وبئس المصير٠
(1)
ويحَكَ أتعجبُ لِمَ اجتَاحَكَ العَمَلُ٠٠٠أما تنظُرْ وجِسمُكَ يَنهَشُهُ الخَلَلُ
وتسألُ عَلامَ هذا السّقامُ والألامُ٠٠٠والرُّوحِ والأحشَاءِ استوطَنَتْها عِلَلُ
عَجِبتُ كيف فيكَ ينبضُ القلبُ٠٠٠والأوطانُ أمست آثاراً يزِينُها طَلَلُ
وما زال الحلمُ يراوِدكَ في الكَرَى٠٠٠أما أضْناكَ ،ياهذا، السَّأمُ والمللُ
أمَا أصابتكَ خيبةٌ وأوجعَتْكَ مَهانَةً٠٠٠ويحَكَ أمَا تَتعبْ وينتابك الكلَلُ
(2)
ولمَّا ناشدتَ الأخوةَ لنُصرةٍ أتَاكَ٠٠٠غَدرُ عُربانٍ استَحَى مِنهُمُ الخَجلُ
أقوامٌ ماتَتْ النَّخوةُ في عُروقِهمْ٠٠٠ما هزَّهُم في القُدِسِ المُصابُ الجَلَلُ
دفعوا الجِزيَةَ صَاغرينَ ثمَّ قبَّلوا٠٠٠أدْبَارَ أسيادِهمْ فليسَ يَعتَريهمُ الوَجَلُ
واخجلتاهُ قد تَقَاعَسوا عن التَّصدِّي٠٠٠ للعِدا فلقَّنَهم الدَّرسَ ذلكَ الشِّبلُ
أقولُ دَعوهُمْ سَادرينَ في غِّيهمِ٠٠٠بِمَ سيُخبِروُنَ الإلهَ حينَ يَدنُو الأجَلُ
(3)
حَسبِيَ اللهُ فيهمُ أيجوزُ العتابُ٠٠٠على أشباهِ حكَّامٍ قدْ أصابهمْ شَلَلُ
تٌعسَاً لهمُ فَمِنْ فُرطِ بأسِهم ٠٠٠أُشتُمَّتْ قذاراتُ سَراويِلهِمْ وفاضَ بَللُ
عُمَرٌ ما تجاوزَ العِشرينَ لكنَّه٠٠٠في سِلفيتَ أنَارَ دربَنا حقاً أنَّه البطلُ
حيَّاك اللهُ يا أبَا ليلى فلكَ المَجدُ٠٠٠في العُلا وبُشْراكَ قد عَادَ لنا الأمَلُ
ما ضَاعَ وطنٌ خَلفَهُ أبطالٌ مثلكَ٠٠٠يَنفِرُونَ فيفِرُّ منهمُ المَوْتُ والأجَلُ

محمد طرزان العيق
20.03.2019