الموضوع: حزن السنين
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-12-2021, 03:43 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
محمد خالد النبالي
الإدارة العليا
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
مقرر لجنة الشعر في رابطة الكتاب الاردنيين
عضو تجمع أدباء الرسالة
نائب رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
يحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد النبالي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


محمد خالد النبالي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: حزن السنين

يحدث بأن يكون للحزن لذة !؟ :
بداية فنيات النص : هو سرد شيق ويشد المتلقي للحكاية ، رغم سلاسة المفردة
فالنص فيه عمق وغموض محبب
فقد رسمت الاديبة فاطمة شكلاً للحزن وأضافت له رائحة خاصة
وهي تصور هذا المشهد الإبداعي بلغة مبسطة فقد وظفت اللغة توظيفاً جيداً
وأحدثت فيه التكثيف والرمز والصورة الشعرية ..
لابد من التنويه ليس كل نص يُكتب بالمباشر يعني خاطرة
فهناك نصوص تجد فيها متعة النثر
وهنا حققت شاعرتنا الشرط الأهم وهو التكثيف والرمز العقلاني .
بدأت النص بلغة سلسة وكأنها تبدا العزف على ألة موسيقية
وبدأ العزف بالتصاعد رويداً رويدا حتى بعد الثلث الأول من النص ،
وبعد ذلك تصاعدت اللغة والرمز والصورة وارتفع ايقاع النص والعزف على الناي
والذي تشققت ثقوبه لشدة العزف الحزين
وبت أسمع أنين الناي .

فأي كان هذا الحزن لزوج لحبيب أنكر زوجته لرحيل عزيز
إنه يدخل تحت بند الحزن وختمت بقفلة
رأيتها إيجابية فقد قالت أضعنا العمر وبقي الحزن مدفون
والدفن هنا في القلب وطالما تعايشنا مع الحزن فنحن بخير لم تستسلم الناصة للحزن
فالاستسلام موت في تقديري وحسب رؤيتي ،
فهناك ببعض من بريق للفرح رغم وجود الحطاب حطاب الليل والغراب
إلا أن هناك شجرة تنظر إليها كل يوم وهذه الشجرة تتجدد بعد كل خريف وتورق بالورق الأخضر
لأنها بعد أن قالت لم تعد تعنيني ، قالت لأنفي حقيقة الود فهذه إيجابية وبعض من محبة ووفاء رغم النكران والهجر الذي تعرضت له فما زال بعض الضوء في عينيه ولم ينطفئ ,
هذه حكاية تسردها أديبتنا بلغة الحاضر والفعل المضارع حاضر بقوة ..
يعجز / تعاتبك / تقفز / لا يشاهد / يعرف / فتقول /تتمتم / تعنيني / تنفي /شجرة تشيخ / هتفتما / الغراب يبني / والحطاب يحمل /
فقد كانت تسرد حكاية وهي تشاهد المشهدية والحوار ومن ميزات النثر الجميل الفعل المضارع
وهذا سر لا يعرفه الكثير من الكتاب .

ومع قسوة اللهب تمعن الأيام والسنين في اجتثاث الابتسامات المرسومة على الشفاه فالحزن عميق
وجدا والذكرى مقيتة تقتات على الروح
ويرمي الليل حثالته بكل قسوة على قلب وديع
فالقلب يابس رغم سريان الدم فيه والدم يغلي يفر من عيونها حزن معتق هادر كموج لا يهدأ
ولا يأتي فصل الصيف وإن جاء يجيء حارقاً حتى يستمر طغيان الحزن ،
هم هكذا يأخذون معهم جرعات الألم عصية على النزع .
سردية مكثفة واختزلت فكرة الغياب والنكران بكلمات قالت فيها الكثير
هي الروح تتخلص من قيد قيدها
وهذا القلب يَهرب لعوالم أخرى إنه قلبٌ مُخضب بلونِ زهر اللوز واخضراره وعطره الشغوف
فما زال ينبض والروح من نور لا تموت والقلب ماكينة الحياة
هذا النص يلامس شريحة كبيرة من الناس
فكان سرد ممتع من البلور المُصّفى
تحيتي للأديبة فاطمة بتشكيل لوحتها

مع تحيات محمد خالد النبالي






  رد مع اقتباس
/