[د.عايده بدر]

فوضى
- في عيد الحب -

لا يأخذ الحب مني شيئًا ويعيده مكانه أبدًا
فكل الأشياء في حضرته تنعم بارتباك مثير

يلقي من نوافذي ما فاض من نبضات
تقافزت في حضور صوته وهرعت تبحث عن يديه

يرش النار والحرب في أوردة تتشابك
فتستحيل خرائط الجسد لفوضى ثورات عارمة

لا يلتقي الحب بعيني إلا ويأخذني
لحيث المدن الطائشة تتعارك وغاباتي عمن أحق بالمطر
يعتلي نخيلي وينقر نوافذك بــ رطبه
في اهتزاز موجات حنين.. يسجلها بدفتر ارتجافات القلب
يشعل حرائقها الصوتية في حنجرتي
فأناديك بصوت يشبه صوتي .. لا بل هو صوتي

لأي المدن يأخذني!
وبين مدينتي ومدينتك عقيق نداء وخط كحل من النرجس

كم قلت للحب حين تأت امكث في هدوء
لكنه يأبى إلا أن يحطم كل زجاجي ويكسر صدفتي
فأخرج إلى الحب مكتملة بهيئة الأرض الظمأى للمطر
وأزعم أني لمست وجه السماء وبين ذراعي غفى قمر

يضحك مني الحب كثيرًا
يخطف حلمًا خبأته أسفل هدبيَّ ويركض مسرعًا
-لأين..؟ ......
-يقول : لحيث وجهه


عايده بدر

********************



فوضى .. الحب والمشاعر : " ثورة نبض وتمرد وانفلات النثر بفوضى الحب "
نعم أصبح الحب مجرد كلمة عند البعض ونعم قد أربكوا المشهد !
وسادت الفوضى بالحب ولكن هناك فوضى الحواس تتركنا نتلوى كثعبان فقد عينيه ,فالحب جوهر الحب أعظم من كل العبارات والكلمات ليس مجرد كلمة تقال الحب أسمى من ان يتلفظ بها البعض , فالحب حياة بكاملها حالة من التمرد والانصهار والانعتاق .
لا نؤمن بحب ناقص بل نحتاج للحب الكامل , ان تلتقي كل العناصر والحواس ,
العقل والقلب والروح والجسد معاً
حد الانصهار بل والموت فالحب نوع من انواع الموت والعودة بعد كل لقاء للحياة
نعم سيدتي انحرف الحب بات همز وغمز ولمز ويوم عابر , ليس هذا الحب , فالحب حياة بكاملها
فهو من يصنع الفرح والمتعة ومنه نستمد قوتنا واستمرارية الحياة ونستمد من الشعر ومعه تعود النفس ويعود القلب لمكانه
انها فوضى عارمة في ظل تغير المفاهيم للأسوأ , فالمشهد مرتبك ومربك فان لم يغير الحب فينا شيئا فليس حبا أذا لم يقف على النوافذ ويستقبل الشمس فليس حباً .
وفي هذا النص وجدت ثورة نبض ثورة على العادية والتقليدية
ثورة تشتعل تود ان تمسك القمر وتعانق لهيب الشمس .
هذا نص صيغ بلغة أنيقة لطيفة وجدت فيه لطائف الكلام والتعبير , ولكنها لطائف صيغت بصحوة القلب وقد خلقت لنا الشاعرة عايدة صورشعرية مبهرة وصورت لنا المشهد بكل حرفية مع تناسق الألوان والكلمات وشعرت بجرس موسيقي بداخل الكلمة من خلال تتابع الحروف في الكلمة الواحدة ومن ثم المفردتين بحيث شكلت رنة موسيقية .
لذلك ترافق الصوت مع الحركة والسمع في هذا المشهد وكأننا نجلس أمام مسرح وكل يؤدي دوره بحرفية
مسرح شعري نستمد من الشعر والمعرفة والرسالة , وختمت الشاعرة بخاتمة مباغنة .

يضحك مني الحب كثيرًا
يخطف حلمًا خبأته أسفل هدبيَّ ويركض مسرعًا
-لأين..؟ ......
-يقول : لحيث وجهه
يضحك الحب هنا سؤال لماذا ضحك الحب من الوضع القائم من الذين انحرفوا عن مسيرته ويهرب مسرعاً
وكأنه يقول سابحث عن من يجيد الحب فهو ذاهب لوجهه , وهنا دور الشاعرة كتبت رسالة جمعية والأنا هي جمعية وليست خاصة , هي ترسل رسالة لنا جميعا وكانها تقول لو أردتم الحب فالحب موجود فقط تعلموا كيف يكون الحب حتى يبقى تحت الهدب يداعب شغاف الروح .
ويبقى المعنى بصدر الشاعرة فالخاتمة مفتوحة وقابلة للتأويل
أبدعت الشاعرة عايدة بدر بهذا الضوء المنبعث من بين الحروف وكأنها أشعلت سراج الحب من دمها
تحياتي وتقديري محمد النبالي