عرض مشاركة واحدة
قديم 31-01-2022, 05:30 AM رقم المشاركة : 127
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ثناء حاج صالح غير متواجد حالياً


Smile رد: ،، بين المبدع أ/ طارق المأمون محمد ونص (قالت النجمة عني) ،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق المأمون محمد مشاهدة المشاركة
الشكر الكبير للناقدة المجيدة التي تعلمت منها كثيرا في هذه المساحة وحقيقة كنت حريصا على مشاركتها لعلمي بالفارق الذي ستضيفه فهي من أتقن الشعر اتقانا يحق لها القول فيه بما تشاء فهذا مضمارها و محط فكرها الذي أخذت تضيف فيه بما لم يأت به الأولون.
القصيدة لها مضمارها الذي تلعب و تتحرك فيه و أظن أن كثيرا من الذين مروا عليها هنا قد استطاعوا دخول أجواء هذا المضمار و لذلك أمكنهم التفاعل معه بصورة أكثر أيجابية من رؤية أختي ثناء هنا.
و ابتكار الصور و الأخيلة ينشأ في عقل المبدع ساعة ابداعه وفق صورة كلية تصف الشعور بما يلائمه من تجسيم يجسد الشعور أكثر مما يجسد الواقع الحسي للصورة و العلاقات بين مكوناتها ساعة كتابة النص و ما يحاول الكاتب فعله هو إيصال هذا الشعور عبر هذا التصوير الى المتلقي ينجح في ذلك كثيرون و يفشل آخرون. و لا غبار في قصيدة عجز متلق على الوصول الى حالتها الشعورية إن كان هذا المتلقي منفردا في عجزه عن الوصول الى مراد الشاعر حال وصول آخرين.
العلاقات بين مكونات الصور الشعرية ليس بالضرورة أن تتناسب ذلك التناسب الحسي الذي تنبني عليه الصورة العادية وقد أعانتنا السينما و أفلام الخيال العلمي في تقبل كثير من الصور التي لم يكن العقل يتقبلها من قبل و أصبحت ترى كثيرا من العلاقات التي لم يكن يمكن للخيال أن يتصورها أصبحت تراها رأي العين فلا عذر بعد ذلك لادعاء عدم التناسب فكل شيء كما يقول انشتاين نسبي الذي بنى نظريته التي تطير بها الطائرات و المركبات الفضائية ويروض بها الضوء ويرى بها الالكترون في مدرا نواته على خيال جامح لم يكن يرضى بنسب العلاقات التي تراها العين ويدركها العقل فحسب مقياسا تنبني عليه العلاقات.
الحديث في القصيدة عن سماء ليست هي السماء التي تضيء منها الشمس كل يوم بل هي سماء الحب كما قالت القصيدة و أبانت عند الحديث عن المذنب التي لا ريب أن النجوم فيها قريبة من الزهور و الورود و أنهن و لا ريب صديقات يتناجين بأسرار الحب و يفشين الأسرار لبعضهن البعض فلا سر لعاشق إلا و أفشته نجمة لزهرة أليست النجمة هي من يشكو إليها العاشقون تباريح هواهم أليست الزهرة هي رسول العشاق لمحبوبيهم هنا مربط العلاقة يا ثناء علاقة خلقها العاشق حسيا بينه وبين أدوات عشقه النجمة و الزهرة و المذنب و غصن الزهور وحولها الشعر الى علاقة شعرية - و العلاقات الشعرية منطقها منطق أفلام الكرتون التي تطرب فيها من تجاوز التناسب المنطقي -لم يستنكفها كثير ممن مر على القصيدة بل طرب لها , هذا عوضا عن أن النجمة و الزهرة و المذنب و غصن الورود وصف لحوار حقيقي في ملتقى أدبي كانت النجمة فيه نجمة حقيقية فلنقل هي أحلام المصري أليست أحدى نجوم هذا المنتدى و الزهرة هي إحدى المدعوات فيه لنقل الى هذه الورشة الفنية لك أن تختاري منهن من تحبين فكلهن زهرات جميلات كما أنهن نجمات رائعات وما أكثر المذنبات في سماء منتدانا هذا مفردها مذنب لنقل أنه إبراهيم شحدة أو أحمد مطر أو النبالي و غصن الورود هو هذا المنتدى هل جعلت الصورة بهذا التشبيه حسية يمكن تصورها.
بعد ذلك يمكنك تقبل بقية الصور إن استطعت عبور هذا الحاجز النفسي أما كيلو باترا فقد تحدثت عنها من قبل .
و إن كان لي تعقيب بسيط على هذا النقد هو قسوته وما العتب في القسوة إذ أنني تعهدت بقبول أي رأي مهما علت حدته لكن هذه القسوة هي نتاج رأي له حيثياته ينبني على ذائقة خاصة حيث لا توجد قواعد متفق عليها في النقد وهو أسلوب شاعرتنا و ناقدتنا الكبيرة في نقد ما لا يعجبها من قصائد وفق حيثياتها المنطقية التي تراها و لكن هناك مجال دائما في النقد لغير آخر يرى عكس ما ترى ناقدتنا القديرة ثناء كما وجد في هذه القصيدة. و الناقد الكبير يستطيع إيصال صوته دون قسوة على صاحب النص فلا أرى ذلك من المهنية في شيء...
سعدت بهذه المداخلة القيمة و الجميلة و المفيدة حقيقة من الشاعرة الكبيرة و الناقدة القديرة ثناء..طبت ثناء و طاب قلمك النير.

شكرا لك على مرونتك وسعة صدرك في الحوار أخي وأستاذي الكريم طارق . ويعلم الله أنني لا أحب هذه القسوة . ولا أختارها مع وجود خيار آخر يفي بالغرض .
بل إنني أجدها مفروضة عليّ فرضا ولا مهرب لي منها؛ لأنها تبدأ من مجرد مخالفتي للآراء التي قيلت في القصيدة من قِبَل الأساتذة - لهم مني جميعا الاحترام والتقدير -
ومن الطبيعي أن تكون مخالفتي لهذه الآراء مستنكرة من قِبَلك؛ لأن كلام الكثرة يقنعنا في العادة أكثر مما يقنعنا كلام الفرد (مع غض النظر كليا عن مضمون الكلام) .
فموقفي ضد القصيدة بحد ذاته فيه قسوة، حتى لو لم أقل شيئا سوى جملة ( أنني أقف ضد القصيدة) .
فكيف إذا اضطررت لشرح وتبيين تفاصيل الثغرات التي أراها في القصيدة ؟
وكيف إذا كنت مضطرة لاستخدام مفردات أراها هي الأنسب للتعبير عن وصف الثغرات ؟ ألن أبدو أكثر قسوة ؟ ؟ بلى .
وفي الحقيقة ، ليس لدي مجال للحديث دون قسوة، إلا بأن أغيِّر موقفي من القصيدة، أو أن أتجاهل ما أراه ثغرات فيها، فأمتنع عن الإشارة إليه، أو أن أمتنع عن وصف هذه الثغرات بصفات تناسبها .
وعلى العموم ، فإنني أعتذر عن مضايقتك .
لكنني أودّ - مع ذلك - أن أردّ على ما تفضلتَ بقوله فيما يتعلق بعدم وجود قوانين للنقد ، وعدم وجود ضرورة للتقيُّد بعلاقات التناسب بين عناصر الصورة الشعرية عند تشكيلها وإنشائها .
فقوانين النقد هي الأساس الذي اعتمدتُ عليه في نقدي لنص القصيدة . وكي أكون أكثر وضوحا وتحديدا ، أقول : إن منهج الأسلوبية في النقد يقوم أساسا على مبدأ (البحث في اختيار الشاعر للألفاظ ) وهذا الاختيار يقوم على ( مبدأ التناسب بين الألفاظ ) في السياق الذي وردت فيه . لذا فإن ترجيح لفظ على آخر لاعتبارات دلالية وبيانية مختلفة ، إنما هو مسألة في غاية الأهمية والدقة في الشعر .
وليس صحيحا على الإطلاق أن ننسف مبدأ التناسب وأن نضرب به عرض الحائط . لأننا بذلك نقؤِّض المعنى المراد من التراكيب اللغوية ،ونجعله مضطربا غامضا وعاجزا عن إحداث الأثر المطلوب. وهذا يقوِّض البنية اللغوية والفنية للنص كاملا.
قوانين بناء الصورة الشعرية ليست منفلتة، وليست تهويمية، وليست هلامية غير قابلة للتحديد. بل هي تقوم أساسا على (علم البيان) . فكل صورة شعرية هي في الأصل صورة بيانية . وكل صورة بيانية تعتمد على أركان التشبيه ( المشبَّه، والمشبَّه به، ووجه الشبه، ووجود أو غياب أدوات التشبيه ) .
فإذا تحدثنا عن التناسب بين عناصر الصورة الشعرية فنحن في الحقيقة نتحدث عن (وجوه الشبه) التي تجمع بينها، والتي تجعلها داخلة في الحقل الدلالي ذاته .
ولا يمكن لأحد أن يشكل صورة شعرية متقنة وصحيحة بيانيا إلا بأن ينطلق من وجود وجه شبه بين عناصر الصورة البيانية . ووجه الشبه هذا يجب أن يلحظه القارئ ويفهمه من خلال إيحاءات وإشارات موجودة في النص ، وليس خارج النص .
فإذا قلت إنك تعني بالنجمة إحدى الشخصيات المشهورة ، أو ذات المكانة العالية، فهذه كناية تتبع لعلم البيان ، وينبغي أن تترك في النص إشارة أو تلميحا يحدد بالضبط المعنى المراد من الكناية .
وأما أن تأتي من خارج النص لتقول : إنني أقصد ذلك . فهذا غير مقبول؛ لأننا نتعامل مع النص كبنية مغلقة مستقلة بذاتها .
ثم إن فهم الحالة الشعورية للقصيدة أمر مختلف تماما عن تحليل صوره الشعرية بيانيا وجماليا . فالحالة الشعورية يمكن أن تصل إلى القارئ بكل وضوح على الرغم من وجود الخلل في المعنى وفي بناء الصور البيانية . وأنا وصلتني الحالة الشعورية للقصيدة ولم أعترض عليها ، ولكنني اعترضت على المعاني الضائعة ، وعلى الألفاظ التي لا تناسب عناصر الصور الشعرية.
وما زلت غير مقتنعة بأن صورة ( الأريج الذي يذهب ليشتكي إلى النجمة من ليل الأماني ) هي صورة ذات قيمة بيانية حقيقية .
إذ لا يمكنني أن أفهم سبب شكوى الأريج من ليل الأماني . فما الذي يزعج الأريج من ليل الأماني كي يشتكي منه ؟ بماذا يؤذيه ليل الأماني وبماذا يضره ؟
أم أنها مجرد كلمات مصفوفة لا هدف حقيقي من دلالتها ؟

ومثل هذه االأسئلة أود أن أطرحها عن المذنب الذي يحطّ على غصن الزهور مثلا . وكيف يمكننا تخيُل هذه الصورة .
أفلام الكرتون يمكنها أن تكون مصدرا للصور الشعرية ، شريطة أن تكون قراءتنا للشعر شبيهة بمشاهدتنا لأفلام الكرتون ، فلا نعوِّل عليه شيئا غير التسلية بالفانتازيا ( الخيال المجرد) دون البحث في المعاني .
والنظرية النسبية لأينشتاين لم تلغ فكرة التناسب بكافة أشكاله ؛ لأنها أصلا لا تتحدث إلا عن زمن وقوع الأحداث المتزامنة من وجهة نظر موضع المراقب لها . فكل ما عدا ذلك من علاقات التناسب يبقى ساري المفعول . وإلا اختلط الحابل بالنابل وضاعت القيم الفنية وتلاشت الفروق بالدلالات المعنوية وسيطر الهذيان على الأدب .
تحياتي العطرة وخالص التقدير






  رد مع اقتباس
/