عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2022, 05:49 PM رقم المشاركة : 130
معلومات العضو
ابراهيم شحدة
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ابراهيم شحدة غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ،، بين المبدع أ/ طارق المأمون محمد ونص (قالت النجمة عني) ،،

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثناء حاج صالح مشاهدة المشاركة
الحقيقة ، أنني سلاما وبعد .. كنت قد قرأت هذه القصيدة أول ما نشرها الأستاذ طارق . وعقَبت عليها في حينها وأثنيت على ما فيها من جمال واستشهدت بأحد مقاطعها . ولكن ذلك المقطع الذي استشهدتُ به كان هو الأجدر دون غيره بالثناء عليه . لأن اعتبارات أخرى كانت تحول دون الموافقة على كل ما جاء في نص القصيدة .
البناء الفني للنص يكون في معظم الأحيان مرتبطا ارتباطا وثيقا بسياقات المعاني فيه . وبدورها ترتبط سياقات المعاني بطرائق رسم الصور الشعرية، وتستند إليها .
ولو ابتدأنا من تحليل الصور الشعرية باتجاه البنية الفنية في هذا النص لوجدنا أن خلل الصورة الشعرية يترك أثره في خلل المعنى وسياقه.


قالت النجمةُ عني

لأريج الأقحوانِ

حينما جاء إليها

شاكياً

ليلَ الأماني

أصدقائي الأعزاء !
صحة المعنى هي أساس البناء عليه . فهل ترون أن المعنى في (شكوى أريج الأقحوان للنجمة ) معنى صحيحا ؟؟
أنا أرى هذا المعنى غير صحيح . وكل ما بُنيَ عليه مما تلاه من مقاطع القصيدة وجملها الشعرية ، هو غير صحيح أيضا .
لماذا؟
لأن الصورة الشعرية غير قابلة للتصوُّر وغير قابلة للتصديق. فأريج الأقحوان لا تربطه أي علاقة معنوية بالنجمة . فهذه النجمة نجمة في السماء ، في الفضاء الخارجي ، وليست زهرة في الحديقة . ولو استبدل الشاعر لفظة ( الزهرة ) بالنجمة لصدقنا الصورة ووجدنا سببا لاختياره هذه اللفظة دون غيرها . إذ أن أريج الأقحوان يرتبط بعلاقة معنوية مع الزهرة ، وهذه العلاقة تجعل الحوار بينهما ممكنا من حيث المنطق الخيالي غير العبثي . أما أن يدور الحوار بين الأريج والنجمة فالمنطق هنا مفقود والعلاقة مفقودة والمعنى فيه خلل والصورة الشعرية ملفقة تلفيقا . لأن اللفظة ( النجمة ) محشورة بطريقة عبثية في مكانها دون ارتباط عضوي يأتي من العلاقة المعنوية بين عناصر الصورة الشعرية .
ثم ، كيف تقول النجمة : (فيه من فوحِ ورودي) ؟ ؟
وهل للنجمة ورورد لها فوح ؟؟؟
فيه من فوحِ ورودي
ثم، ما الذي أتى بكليوباترا إلى هنا ؟ولماذا كليوباترا ؟ ما هو الرابط المعنوي بين ما قيل سابقا وبين حضور كليوباترا ؟
الجواب : ليس هناك أي رابط معنوي . وكليوباترا حضرت دون مناسبة ودون سبب حقيقي يستدعي حضورها.

نفحةٌ ما ... لامستْها

كيلوبترا

وهي في الروضةِ

ما بين حسانٍ وغواني
الشاعر يولد الصور الشعرية بعضها من بعض ويسترسل في الكلام وكأن الهدف هو إنشاء نص يرصد تداعي الخواطر أيا كانت .

والَشدِيُّ الباعثُ النايَ

يُغني

من أريجي ونشيجي

وحناني

قالت النجمةُ للزهرةِ

رُدّي بعض لونِكْ

إنّ في عينِ محبٍ

جاءني ذات مساءٍ

صورةَ الخدِّ المُضمّخْ

بأكاليلِ الورودِ

و امسكي عطرَكِ هوناً

إنّ في أنفِ محبٍّ

جاءني ذات رجاءٍ

نفحةَ الثوبِ الملطخْ

بشذا شيحٍ وعودِ

قالت النجمةُ للزهرةِ

عني احبسي فوفَ غصونك

إن في جوفيَ ناراً


بثها العاشقُ يوماً

حينما جاءَ حزينا

يشتكي نارَ عيونِك

لم تزلْ تضرمُ جوفي

لم تزلْ تشعلُ خوفي

لم تزلْ كل مساءٍ

حين يأتيني ليلقَى

بعضَ آسٍ مِن حنيني

تتشظّى فيه نيرانُ حنينِك
كل ما ورد أعلاه اتسم ببنية فنية مفككة ؛ بسبب تخلخل العلاقات المعنوية في هذا الاسترسال الكلامي الذي وجدته غير واضح الهدف والغرض .
ما ذا يريد الشاعر أن يقول ؟ ما هي المعاني ؟ المعاني . المعاني .
المعاني غائمة ضائعة متلاشية مع تلاشي الكلمات وتكاد تكون صفرا .
لكن المقطع الوحيد الذي رأيته جميلا وقابلا للتصديق بسبب ترابط المعاني فيه ووضوحها وإتقان تشكيل الصور الشعرية هو هذا المقطع :

قالتِ النجمةُ همساً

لمذنبْ

جاء يعدو من سماواتِ محبٍ يتعذبْ
فقط . وعندما يكمل الشاعر القول بأن المذنب يحط على (غصن زهور ) نعود إلى مشكلة الكلام العبثي الذي يفقد أهميته لفقدانه المصداقية ولما فيه من خلل منطقي :

حينما حطّ على غصنِ زهورْ

يتهادَى في غرورْ

بين أمواجِ غديرٍ

يتقلبْ

وهْوَ كالنجمةِ نورٌ

يتوهجْ

بين وردِ الأقحوانِ

إنّ في قلبيَ فيضاً من حنانِ

بثهُ العاشقُ سراً

ليس يخفي لعيانِِ

ليس في جوفِ سماءِ الحبِ

مهربْ

هكذا النجماتُ قالتْ

بينما كنتُ أريها

سرَّ حسنِ الليلِ

في رَوْحِ قصيدي

في ترانيمِ فؤادي

في أهازيجِ نشيدي

أفشت النجمة سري

فوق غصنٍ من ورودِ
وهذا الخلط بين النجوم والورود يتكرر كثيرا . وهو غير مقبول فنيا .

الخلاصة : لا بد لخصائص عناصر الصورة الشعرية أن تتناسب مع بعضها ، فما يناسب النجوم يختلف عما يناسب الزهور . ويجب على الشاعر أن يأخذ علاقات التناسب والتكافؤ هذه بعين الاعتبار، عندما يرسم صوره الشعرية كي لا يكون كلامه هذرا وعبثا ولا معنى له .
أعرف أنني كنت قاسية . ولكن هذا ما أراه فسامحوني .
والاستاذ الشاعر طارق المأمون محمد شاعر مبدع رقيق وواسع في طاقات خياله . وعنده نصوص كثيرة تفوق هذا النص إبداعا وإتقانا .
كل التقدير لكم وكل الشكر لمنحي هذه الفرصة للكلام ، وإن كان مزعجا .
وأجمل تحاياي
سلاما يا ثناء وبعد ..
بقليل بحث وتركيز يستطيع القارئ المجد اكتشاف العلاقة التي تربط الاقحوانة بشقيقتها الكبرى ... النجمة المهاجرة العالية المقابلة .. النجوم اقحوانات سماوية . ولعل /٠ اقول لعل المذنبات بعض من شذاها ...
الاخت ثناء المكرمة ... كنبت ردا مهنيا مفصلا ومطولا ، حول انطباعك عن فصيدة اخينا المأمون .. غير اني وللامانة حذفته لعلمي الاكيد بانك ما قلت ردك المليئ بالاغاليط هذا تبتغين به الحوار ... والا لما انتظرت حتى ينفض سامر القراءات هنا ، وتؤوب الناس الى مهاجعها البعيدة ، لترمي بقولتك الظالمة هاته في ارض خلاء خلاء من المراجعين .






  رد مع اقتباس
/