عرض مشاركة واحدة
قديم 17-03-2021, 12:54 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ياسر سالم
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمةالأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية

الصورة الرمزية ياسر سالم

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ياسر سالم غير متواجد حالياً


افتراضي رد: رحلة في أعماق المرأة ..

قَالَتْ الرَّابِعَةُ
زَوْجِي كَلَيْلِ تِهَامَةَ
لَا حَرَّ وَلَا قُرَّ
وَلَا مَخَافَةَ وَلَا سَآمَةَ

تهامة : ما نزل عن نجد من بلاد الحجاز


هذه المرأة الواعية هي - حتى الآن - الوحيدة أمامنا في مدح زوجها والثناء على أخلاقه
جهرت بذلك على غير عادة النساء في كتم ماقد يكون سعادة بينها وبين زوجها خشية الحسد ربما ،
او استئثارا بالخير وحجبه عن الأبصار والأسماع


كانت قناصة في تشبيهها ، ولعلمها بحال زوجها معها وصفته كما تراه بعينها وتشمه بأنفها ..
وأيضا كما تعاهدت وتعاقدت على الصدق والمكاشفة ..

تقول زوجي كليل تهامة ولم تقل كنهار أوكهواء أو كنسيم تهامة
لأن هواء تهامة ليس كله عليل .. فهو بالنهار يلفح ويطرح
ولا يصح إلا ليلاً حين يسري في أوصاله عِرْقُ بردٍ ورقةٍ ، فيحلو حينئذ
ومما يدل على لفح هواء تهامة وقيظه ، هو أنه لا يتخلص من وهجه بعد أفول الشمس
ولايبلغ ليلا أن يكون مستطابا على نحو شائق
يقول القرطبي "وقلما يصلح هواء تهامة إلا بالليل"
فزوجها في الرفق بها كاعتدال الليل حين يخلو من الحر المفرط، والقر المؤذي


يقول النووي في شرحه علي صحيح مسلم " هذا مدح بليغ ، ومعناه ليس فيه أذى ،
بل هو راحة ولذاذة عيش ،كليل تهامة لذيذ معتدل ، ليس فيه حر ، ولا برد مفرط ،
ولا أخاف له غائلة؛ لكرم أخلاقه ، ولا يسأمني، ويمل صحبتي ."


قلت : لله دره من زوجٍ ، يتلطف في رد زوجته، إن هي حادت ،
، ويتجمل في بذل النصح لها، إن هي أخطأت ،
ويأمرها مترفقا باللفظ الرفيق الرقيق المحبب
ويدرك - وما أقل من يدرك - أن الأمر ثقيل علي النفس، فيلتمس له خفة المعنى ..
وأن النصيحة مرة جدا؛ فيستجلب لها حلاوة البيان ..

وبالجملة ، فهو ممن يُؤْمَنُ بَيَاتُه، ولا تُخشى منه غائلة
بل أمره لين، ورفق، ولذاذة عيش، وهدوء طبع ..
هنيئا لها ... ومن ظفرت بمثل ماظفرت به هذه المرأة من زوج؛ فلتعض عليه بالنواجذ ..
إذ لا استقامة لعيش المرأة إلا برجل .. ولا هناءة لحياتها بغير خلق منه يُقِلّها ويحميها ...






  رد مع اقتباس
/