عرض مشاركة واحدة
قديم 27-12-2020, 08:32 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
قصي المحمود
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
العراق

الصورة الرمزية قصي المحمود

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


قصي المحمود غير متواجد حالياً


افتراضي رد: مَـوْتـًا لـمْ يـَزلْ

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد النبالي مشاهدة المشاركة
ــــ مَـوْتـًا لـمْ يـَزلْ ــــ

أنـْهَـيْتَ سَـــيرَكَ يـا أبي
بسُكُونِ أسراريْ
أعْمَـلْتَ عُمْرَكَ هُـدْهُـدًا
فصَنَعْتَ أفكارِيْ
ورحلْتَ صَمْـتًا يـا أبي
وتركتَ لي نـارِيْ
لأظـلَّ مُشْـتَـعِـلاً هُنا
لأمُـوتَ ثانيـةً هُنا
فبمُـوتِ نـَفسِكَ يـا أبي
قــد مِتُّ مِنْ قبلِ الأوانْ
وأنـا سأمكُثُ يا أبي
لأمُـوتَ ألـفـًا في الـزَّمانْ
لأعيشَ مَـوْتـًا لـمْ يـَزلْ
يأتي ويصْنعُ لي مكانْ
كَفْكِفْ دُمُـوعكَ يـا أبي
فالبحـرُ مُشتـاقٌ لنا
وأنـا سأزْرَعُ مِنْ نـَسِيمِ الفجـرِ
آيـاتٍ هيَ النِّسيانْ
أنـا في الُخــلُــودِ الُحـــرِّ مُنتَفِضٌ
ولي قلبٌ كما الإنسانْ
لكـنَّـهُ قلبٌ يُحــرِّكُــهُ الَهـــوَى
لكِـنَّـــــهُ قلبٌ يَــمُــدُّ على الطريقِ
حكايـةً لأظـلَّ أضحكُ للطريقْ
حتَّى وإِنْ كُنتُ الغـريـقْ
سأظـلُّ أرسُمُ لوحَتِي
شَغَفــًا على وجْــهِ القمَــرْ
أمــلاً بأغصانِ الشَّجَـرْ
غَضَـبًا لأوجـاعِ الَحــجَــرْ
حتَّى وإِنْ أبصرتُ قُــدَّامي
فـغَادِرُني البريقْ
لأعِيشَ في ألـمٍ هُنا
لأمُــرَّ مِنْ ضِيقٍ لِضيقْ
هَــدِّىءْ جِـراحَــكَ يـا أبي
فـأنـا الذي أسْمَـوْهُ في الدُّنيا ,
الجـــرِيـحْ
وأنـا الَجــنَــاحُ بـرَغْـمِ إيماني كَسِيحْ
الليلُ يـَنْــدُبُ يا أبي
والشِّعْـرُ يـَدْمَــعُ يـا أبي
والعَــينُ سَاكِبـَــةٌ دَمــًا
عِمْــلاقُ هـذا الـدَّرْبِ يَسْعَى
بالَمــدَى ، والدَّرْبُ مُـحْــتَضِــرٌ
ذَبـِيــحْ
إِنسانُ هــذا الـدَّرْبِ لـم يــُـــبْصِـرْ
خُـطَــاهْ
والغَـيْبُ مَجـهُــولٌ مَــدَاهْ
وأنـا هُنا ,,, وحـدِي هُنا
أمْشِي ويـَعْصِرُني الـوَجَـعْ
أمْشِي ويـَسْكُــبُنِي العَـذابُ , شَـرَابـَـــهُ
أمْشِي ويــُطْعِمُنِي الأنينُ أسَـاهْ
لأظــلَّ أُنـْشَرُ في الحياةْ
لأظـلَّ شِعْــرًا كُـلَّما نـَطَـقَـتْ قصَائِــدُهُ
أجَـابَ الليلُ أصْواتــًا تـُردِّدُ : آهْ
بـاقٍ ويـَمْنـَعُنِي المـدَى
سِـرْنـَا فَخَـوَّفَـنَا الرَّدَى
أينَـــاهُ يـــا أبتِ سَـيَــلْــقَــانــــَا
الُهـــدَى ؟
هـا أنتَ يـا أبتِ عَـبَرْتَ
القَنطَــرَةْ ؟
وأنـا هُنا فـوقَ الـــبَسِيطَــةِ غَيرَ
أني جَـاثِمٌ بالمقَـبرَةْ
مـا زِلْـتَ يـا أبتِ تَسِيرُ على ضِفَافٍ
مِنْ حياةْ
وأنـا صُرَاخُ الصَّمْتِ يعرِفُنِي ،
وَيعرِفُني صَــدَاهْ !
~~~~~~~~~~
الكامل
محمد خالد النبالي
حاولت أن أقتبس منها فوجدت نفسي أقتبسها كلها
رغم أنها من القصائد الحزينة والموجعة..لكنها من أجمل
قصائد الرثاء..في هذا النص العملاق..لم يكن الرثاء للفقيد
رحمه الله وطيب ثراه وجعل الجنة مأواه
إنما للأحياء!!..شاعرنا القدير رثى نفسه وهو الحي فوق
البسيطة غير أنه جاثم بالمقبرة
من أروع صور الرثاء والنقد للواقع المزري...بطريقة مبتكرة
وذكية تحسب لشاعرنا الكبير وصديقنا الأصيل
وبالمناسبة يسعدني أن أقص شريط المرور
أجمل التحايا واعذّب السلام






  رد مع اقتباس
/