الطُرقاتُ التي أُحبُّها
إليها في وجعِ الطرقات
هذه الطُرقاتُ بلا أرصفةٍ
مسافاتٌ لم أشعرْ يوماً بثقلها
ولا بفقدها المكتملْ
يا حبيبي ، كنتُ ارتضيتُ لو تكحلتُ بعودتكَ
كي أراكَ عند بابي
لأُخبركَ كم استبدَّ بي الحنينُ
كخدرْ
هذه الطُرقاتُ موصولةٌ بقلبي
على جانبيها ذاكرةُ أقدامٍ تائهةٍ
أزهارُ الليلكِ الموشاةُ بالأبيضِ
فيا أيُّها السائرُ في فجيعتها
هل التقيتَ بها
سائلاً عن حُبِّكَ ؟
حتى تداركتَ هيئتكَ المفقودةْ ؟
هذه الطُرقاتُ تُوحي بموعدنا
حين يحنو الهوى علينا
بحبٍّ لم تحتملهُ أحلامُنا
في تذكاراتنا المنسيَّةْ
يا نسمةَ الحبِّ التي تهادتِ
بلا تبرُّمٍ ،
فاشتعلنا بها
نباركُ في صمتٍ
طرقاتنا التي تقودنا إلى حالاتنا السرّيةْ
هذه الطُرقاتُ عالمٌ من يقظةِ الحبِّ
وغفوةِ السؤالْ
أرقٌ ترددَ نرجسياً
كي نقبلَ فيه ما لا نريدْ
هل تذكرتَ العتمةَ التي اختلطَ بها ضوءٌ
وأنتَ تُقبِّلني بمتعةٍ أُخرى
حتى انفلتتْ فينا الحواسْ ؟
هكذا ارتشفتُ كبرياءَكَ
فانتشرتْ رائحةُ قهوتنا
حتى الصباحِ
بلا حَرسٍ وأجراسْ
هذه الطُرقاتُ ركضنا فيها ضاحكينَ
وهامسينْ
هل أنتَ خائفٌ مني
كي أبوحَ بوصايا السنينْ ؟
يا حبيبي ، لن أختبئَ في الكذبةِ الأُولى
ما احتفظتُ بهِ ، مرَّةً
بلا ندمٍ
في انتظاريَ المجنونْ
هذه الطُرقاتُ مُلتبسةٌ بوقعِ حُبِّنا
ما انخرطنا فيه
ولم نحتملْ
بكيتَ أمامي من نشوةٍ نادرةٍ
وصرختُ خلفكَ
انتظرْ !
هذه الطُرقاتُ بلا حبيبينِ ، مثلنا
وقد تجاوزتْ في الغيابِ احتمالاتنا
فيا حبيبي ، مُعتكِرٌ قلبي
بلا نزفٍ
وبللْ
حيث طرقاتُنا تحتْ القمرْ
تتحسَّسُ حُبَّنا مسحوقاً
في الليلةِ التي لم يأتِ فيها
المطرْ !
حنا حزبون
لوس أنجلوس 26 يوليو 2021