عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-2021, 07:57 PM رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
أحمد علي
عضو أكاديمية الفينيق
السهم المصري
يحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحمد علي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


أحمد علي متواجد حالياً


افتراضي رد: ،،القصيــــــــــــــدة،،// أحلام المصري

العتبة

( القصيدة ) ..
وبداية مبكرة وممتازة بأنسنة المفردة وتحويلها لإنسان يتألم ، يعاني ، يمشي ويتكىء وو .. إلخ من أنواع المشاعر ..
عنوان جذاب لا يشي بخبايا النص ، ولكنه يدخل المتلقي إليه سريعا ..

..................


من وجهة نظري ..
نقطة قوة ، هيمنة ونجاح أي قصيدة ،
أو نص على ذهن القاريء ، هي الفقرة الاستهلالية ،
لو تم اتقانها ، الانفاق بسخاء و العمل عليها جيدا ،
( وبالطبع مع عدم إهمال أي فقرة تليها من فقرات النص )
يتمكن النص عن طريقها من الطفو
بقارب القاريء والاندفاع به نحو قلب النص بسرعة ..
أقول عنها دائما - الفقرة الافتتاحية للنصوص -
أنها موظف الاستقبال والذي يتوقف عليه مدى
قبول وارتياح الضيوف والنزلاء - القراء - واستحسانهم لطيب العيش
والتجول في أروقة الفندق - النصوص - أم لا ..
والعكس ، لو قصر هذا الموظف قد تكون النتائج غير محمودة .

وكنقطة استهلال لامعة تستهل الكاتبة أولى الفقرات بقولها :


على عصا موالٍ..اتكأت القصيدة
متى يشرق فينا نور...!
متى يولد في قلوبنا وجعٌ شريف...!
صارت كلُّ أوجاعِنا متهمةً في عذريتها
ممتلئٌ فم الكلمة..بـ الدرهم
متخمةٌ العبارات بـ الـ (زيت) و السمن..
هل تنجو من ورمٍ يفتك بها...قصائدُهم..؟!


بداية حيوية وقوية باستخدام الاستعارات بأنواعها،
وأساليب الاستفهام بفوائدها البلاغية المعروفة
من شد انتباه إلى تعجب واستهجان والخ ..
واستخدام كلمة نور كـ نكرة كانت موفقة جدا
أفادت الشمول والعموم ودعت المتلقي لتخيل ماهية
هذا النور ..
...


رأيت استعارتين في جملة واحدة :
( على عصا موالٍ..اتكأت القصيدة)
شبه القصيدة بإنسان يتكىء وحذف المشبه به
في استعارة مكنية بليغة ، ورائعة .
ثم ( على عصا موال ) رأيتها استعارة مكنية أخرى حيث تشبيه الموال بغصن أو شجرة
أو ما شابه وحذف المشبه به (غصن/شجرة.. )
مع الإتيان بما يدل عليه ( عصا ) صورة بلاغية وشعرية بديعة ..

وكل جملة تقريبا من جمل الافتتاحية فيها تشبيه أو استعارة ، مجاز أو أساليب استفهامية متعددة الأغراض .

...


اللغة العربية أم اللغات وأكملها ..!


لغة شعرية وخيال ثري..

متعة لمتذوقي بلاغة اللغة ، قوتها
،قالبها الشعري المميز ، ثراء اللغة العربية
وغناها الفاحش بالمفردات والمترادفات
لكلمة واحدة تتفوق بلاشك بذلك على كل لغات العالم ،
للمدقق في الصور والمفردات وما ترمي إليه من معان مباشرة
أو كمجاز يتعدى حدود معانيها الأصلية ليعطيها معان أخرى .
...........
فقط وبدون شرح حتى لا أطيل ،
أدعو نفسي لتأمل الصور البلاغية ، التشبيهات ، الاستعارات
،الأنسنة ، الفلسفة المبطنة ، الحالة الوجدانية
والموروث الثقافي لدى الكاتب هنا في هذه المقطوعة الموسيقية الراقية ، تقول الشاعرة :


ما يزال القمر الصغير شريفَ الخطى
ما بال الحزن ...ركلوه
ملّوا نواحَ النقطةِ فوق الحرف...و أرجحة الفواصل التي تشكل المعنى
ملحاً في عيونهم
كَلّ متنُ الحرية بنا...
حمار جحا...فوق الأعناق محمولٌ
آخر المهازل هي...و القصيدة لا تزال تبكي العمى
(أحدٌ..أحد)...اقرأ...
لا تترك البئر تتسع
إنها بـ لا ماء....كل ما فيها جثثٌ سبقتك هناك
لا تتبع رائحة العطش...لا تصدق إغواء السراب


..............
...........
.........
......
....
...
...
..
.
قصصت هنا عن عمد لأبدأ من (أحدٌ ..أحد)
لأنها تكررت في النص لتعلن فلسفة الصبر والاصطبار.
أحد... أحد والاستعارة التمثيلية الرائعة لمقولة مؤذن الرسول- صلى الله عليه وسلم - الصحابي بلال رضي الله عنه .
لتكون ملازمة لوجدان الكاتبة وحتى قفلة القصيدة .
وخيط صوفي رقيق لمسته في متن النص ..


(أحدٌ...أحد)...
اقرأ...تقول الصحراء:
دقات قلب..المرء قائلةٌ له...!
فـ حدثني عما قالت لك صحراء الأسرار...!
لا تخف...(أحدٌ...أحد)
صرخة جبل...تسبيحة حبةٍ صفراء...
ليس البئر...بـ راوٍ عطشك...بل شاربٍ منك ما استطاع
سرابٌ ممتدٌ حتى حدود حلمك...
خطةٌ من جهنم ...تغتال جوع الفكرة...و عطش الوجدان
(أحدٌ ...أحد)
تذكر...إن القصيدة قد بدأت...
لا تبعها بـ تراب
كلمتان و تضع خاتمتها...
استمر...
إن النور يعرفك... لا تخذله
(أحدٌ ...أحد)...و بحرٌ طيبٌ أسماكه تهدي الغارقين
كلمتان...و تفتح القصيدة...شوارع الجنة
نارهم...جنتك
نارُك...جنتهم...




...
..
.

ثم قطعت هنا أيضا بهدف توضيح وتمييز
ضربة الـ :
القفلة ..،،،
،،
،
ترتيل في محراب الصبر مجددا
والانتظار للأخبار والقرار
ووضع صخرة على الوجدان
وربما قناعة بأي قرار يصدر ..
قفلة رائعة تقول الشاعرة فيها :

(أحدٌ...أحد)...لا تنس...
ها هو الهدهد...على الأبواب
خذ قرارك...يا صاحب القصيدة...
إني على أهبة القراءة...أولد...
اخبرني....أي الطريقين...لي نجاة...!
و ما زلتُ...أصدق...القصيدة قاتلتُهم...!!!
،،،

،،
،
عاطفة النص .. خاصة صادقة
عبرت عن صبر وانتظار وترقب
وحدة موضوع متحققة كالعادة .
لغة النص شاعرية ومتينة


......

مجرد جولة في ربى ، سهول ، جداول و ينابيع النص
المتدفقة ،
بقدر المستطاع ..

الأديبة المبدعة أ/ أحلام المصري
تقديري وتحياتي








سهم مصري ..
عابـــــــــــر سبيــــــــــــــــــــــل .. !
  رد مع اقتباس
/